أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سمير عبد السلام - نوستالجيا الصور والحكايات وتوظيف مسرح الغرفة في العرض المسرحي استوديو














المزيد.....

نوستالجيا الصور والحكايات وتوظيف مسرح الغرفة في العرض المسرحي استوديو


محمد سمير عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 6986 - 2021 / 8 / 12 - 04:32
المحور: الادب والفن
    


"استوديو" عرض مسرحي قدمه فريق شطرنج ضمن مهرجان وصال 2 ، بمركز دوار الفنون الثقافي، وقد عرض بجمعية الجزويت بالمنيا 2021 ؛ والنص من تأليف د. علاء الكاشف، وإخراج مهند المهدي؛ ويرتكز العرض – بدرجة رئيسية – على المزج بين ثيمات النوستالجيا، واستنطاق فلسفة الصورة بوصفها نوعا آخر من الحياة، أو الحياة الحلمية في وعي ولا وعي البطل / المصور، والكشف عن الحياة الكامنة فيما وراء النهايات، أو في الفراغ أو الاستبدال الذي ينتظر البطل حدوثه حين يترك مهنته؛ ومن ثم فالبحث عن أصالة المهنة / التصوير قد جاء ضمن سياق تأمل واسع في مدلول الكينونة من خلال الصور، والحكايات؛ إذ لا يمكننا أن نفصل بين الصورة، والحكاية في النص المسرحي؛ فالحكايات تمثلت في نوع من الانعكاس ضمن مسرح الغرفة الذي وظفه المخرج مهند المهدي؛ ليكشف عن جماليات الانعكاس التصويري، والتكرار، ومقاومة الفراغ أو بنية الانتظار السلبي التي ارتبطت بتاريخ مسرح الغرفة في الغرب.
يؤكد النص – إذا – عبر المونولوج الداخلي الاتصال الوثيق بين الوجود الفردي، وطرائق تشكل الكينونة، والحنين إلى بكارة الماضي بكل ما يحمله من ذكريات وأخيلة أو ذكريات مخيلة عبر الكاميرا؛ ومن ثم تصير علامة الكاميرا موضوعا للنفاذ إلى عالم الذات، وتتجاوز أصالة مهنة التصوير التي أشار إليها البطل في البداية.
وقد جسد العرض – في الرؤية الإخراجية - محوري النوستالجيا، والبحث في الوجود من خلال الصورة من داخل انعكاسات الغرفة التي تقابل بين صورة مجمعة لأبطال الاستوديو القدامي في جانب، ونعاين في الجانب الآخر تجدد الحكايات القديمة التي اتصلت أيضا بتنويعات الصورة الجمالية كموضوع مجسد في الحياة وفي لاوعي الشخصيات؛ فالخواجة يعاين استبدالات صورة فينوس بين حياته اليومية، ومخزونه الثقافي، والبطل يحاول التقاط صورة تقع بين الواقع وما وراء الواقع للباليرينا، وشخصية زيادة تقاوم صورة الطفل الغائب، وتقاوم غيابه بداخلها في الوقت نفسه؛ كما جسد العرض المساحات الحلمية اللاواعية من حياة الشخصيات بتركيز الإضاءة الحمراء التي توحي للمشاهد بأن ما يراه قد يجسد المشهد وما يتجاوزه من عوالم خيالية في الوقت نفسه؛ كما تشكلت الحالة الأدائية لبعض الشخصيات – عبر آلية ستانسلافسكي – في المزج بين حالات الوعي واللاوعي، والوضع الفيزيقي للممثل؛ فقد تكررت كلمة الصورة، وتكرر فعل التصوير بصورة آلية حلمية في خطاب المصور الكبير / الفنان محمد الأسواني، وأظهرت الفنانة ليزا جميل مساحات اللاوعي في شخصية زيادة التي عايشت صراعا نفسيا عميقا بين عادات القرية وزواج ابنها من غجرية؛ أما الفنانة سحر المندراوي التي قدمت دور شيخة الغجر، فقد كشفت عن أصداء الماضي المكرر عبر استعادة نماذج اللاوعي الجمعي ضمن غموض المشهد في فضاء الحكاية ، وتباين الحالات الداخلية للشخصيات.
وقد أسهمت الأدوار الأخرى في العرض في الكشف عن العمق اليومي لفلسفة الصورة؛ أو استبدالات العلامة؛ فقد تجلت شخصية الباليرينا / الممثلة ناردين أوميل كعلامة جمالية في وعي ولاوعي البطل، وأسهم كل من الخواجة بيير / الفنان محمود جمال، والمصور الصغير / الفنان أيمن أحمد، والهانم / الفنانة أسماء إبراهيم في الكشف عن تجسد الصورة، وتحولاتها بين الواقع وجو الغرفة الفني؛ وأظهر الفنان مصطفى يحيى / ابن زيادة الجانب العاطفي المجرد من الشخصية، وأسهم دور الفنانة مريم مجدى / الغجرية في تطوير بنية الحكاية باتجاه توليد صورة جديدة للطفل في فضاء العرض والإضاءة التي تؤكد جانب الحلم.
انطوت رؤية المخرج مهند المهدي – إذا – على الانعكاس بين الصورة والحكاية في الفراغ الذي يمكن استشرافه في غرفة الاستوديو عقب خروج المصور؛ وقد وظف آلية الغرفة كفضاء؛ ليؤكد الانتظار السلبي الممزوج بحياة خيالية باقية في نوستالجيا الصور والحكايات.
ويؤكد الدكتور حمادة إبراهيم – في تقديمه لنصوص مسرح الغرفة عند جان تارديو – أن مسرح الغرفة لدى المسرحي الفرنسي تارديو يقوم على الشاعرية المرهفة، والجزع، والسخرية، والرعب؛ ويمكننا تأمل هذه السمات التي أشار إليها الدكتور حمادة إبراهيم في خطاب الأم والأب وتساؤلهما حول شخص مجهول يقترن بأحداث تثير الجزع الآلي في نص تارديو المعنوب ب من هناك. (راجع، د. حمادة إبراهيم مقدمة كتاب مسرح الغرفة، ونص من هناك لجان تارديو، وزارة الثقافة المصرية، إصدارات مهرجان المسرح التجريبي)
هكذا تظل تنويعات الانتظار السلبي الذي اقترن بعروض مسرح الغرفة منبعا لرؤى إبداعية تجريبية متجددة مبتكرة لبنية الفضاء المسرحي وتوظيفها في الكشف عن التطور الروحي للشخصية، أو لوضع الحدث المسرحي أو الأدائي في بؤرة الانتباه.



#محمد_سمير_عبد_السلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشكيل الكينونة والمحاكاة الساخرة لبنية السارد العليم في رواي ...
- المحادثة الكثيفة الموحية مع الآخر في مجموعة الأحمر لميرفت يا ...
- التجسد التجريبي للموضوع الجمالي في قصص سيد الوكيل
- التصوير الفوتوغرافي بين الاتساع الإنساني و تجدد إدراك الظواه ...
- إشكالية الزمن ورمزية الشخصية الفنية والفضاء في مسرحية الأسطو ...
- الغياب المؤجل، وتعددية الفضاء في العرض المسرحي التوهة
- شعرية الوعي وتفاعل الهويات الثقافية في رواية صراخ الطابق الس ...
- الإنتاجية الإبداعية للعلامة، وتجاوز مركزية الوعي في إصدارات ...
- إيماءات الاختفاء ومراوحات الظهور والغياب في العرض المسرحي شب ...
- أثر التجربة الشعرية الطليعية لرفعت سلام وصدور النهار الآتي
- التجريب، والاختلاف، وثراء لغة النقد الأدبي .. قراءة لمختارات ...
- تفكيك الحدث، و تعدد مستويات الواقع في قصص من أمريكا اللاتيني ...
- أشكال التجاوز، وتداخل الثقافات في خطاب د. نهاد صليحة النقدي ...
- الخنادق .. مسرحية قصيرة للعرض في الشارع
- الذات، واستعادة قوة التراث القديمة في رواية المريض العربي له ...
- الأشياء الصغيرة كمؤولات للذات و العالم قراءة لديوان باقة للو ...
- كثافة الشخصية، وتعدديتها الفنية في رواية القتلة يحتفلون بالف ...
- الصوت بين التأجيل والاختلاف في عالم علاء عبد الهادي الشعري . ...
- تشكل إبداعي للتجربة الأنثوية في ديوان على طريقة بروتس لحنان ...
- صوت الشاعر بين الأصالة، و التجدد، و إيحاءات المكان


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سمير عبد السلام - نوستالجيا الصور والحكايات وتوظيف مسرح الغرفة في العرض المسرحي استوديو