نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث
(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)
الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 11:52
المحور:
الادب والفن
صدرت للأديب حسام آل زوين روايته الموسومة (لقد قصدها يوما) أواخر سنة 2024، عن منشورات أحمد المالكي في بغداد- شارع المتنبي، وقد وصلتني هديه الأديب آل زوين قبل فترة، وبسبب الانشغالات الحياتية تأخرت عن الكتابة عنها. والرواية سردية ذاتية تنضوي في جنس متلاقح بين سرد السيرة الذاتية والواقع التسجيلي.
يمضي بنا آل زوين عبر محطات سبر أغـوارهـا في قطار العمر النضالي داخل وخارج العراق، عبر فصول سبعة يختتم فيها محطته الأخيرة بما يشبه استراحة الأنصاري المقاتل، ليعاود كفاحه بالحب من خلال مشاعره المستنهضة في تدون التاريخ.
وحسام آل زوين قلم استطاع أن يرسخ أدبية السيرة الذاتية في الحياة الثقافية العراقية، بوعي ناتج عن رؤية مستقبلية، تضع في اعتبارها أن النص المسموع والمرئي، الذي يدخل البيت وتنتظره الأسرة وتصاحب شخصياته وتتابعها يومياً، سيكون عظيم التأثير، لدرجة أنه يتجاوز أحياناً العمل الأدبي الخالص. لكن هذا المنتج قد حقق ذاك الأثر الذي كان صاحبه أديباً بالفعل، تدرب في عالم الأوراق وقراءة الروايات والمؤلفات باتجاهاتها وأشكالها، وقرأ آلافاً من أوراقها.
بدأت تجربة حسام من خلال رحلته في صفوف الحزب الشيوعي العراقي والحركة الأنصارية في كردستان العراق، بعد أن اكتشف في نفسه الموهبة، وحلم بإبداع وجوده من خلالها، فتبلورت الهوية الأدبية له وسيطرت عليه.
ظلت الكتابة ملازمة لحسام؛ فتعددت أعماله، ولم ينصرف عنها، الذي حاول أن يظل مخلصاً للورق مبدعاً في مجال الأدب الروائي. وتضم الرواية السيرة الذاتية والحقائق مما يجعل المؤلف يحشد طاقاته لإدخالها ضمن الخصائص الفنية والموضوعية، يأخذنا المؤلف في سياحة طويلة تناولت محطات كثيرة في مسيرته الحياتية والنضالية. والرواية تنقل لنا تجربة النضال بشكل صادق وعميق في الخيارات السياسية والأخلاقية.
وأحداث الرواية تبدو لنا قد صورت بعدسة ذاتية الأسلوب السردي، مما يتيح للقارئ الاطلاع على الدوافع الشخصية للروائي وتداخل الأحداث. أنا اجدها سيرة ذاتية وبعيدة عن التحكم الزمني في السرْد، والابتعاد عن تماسك العرض وضعف المقدرة السردية.
رأينا أنها تحتاج إلى ترتيب خاص، لأنها متوالية سردية اختار لها الأديب حسام شكل العشريات كما أبدعه (جيوفاني بوكاتشيو) في عمله (الديكاميرون)، فكان علينا أن نعيد قراءتها لترتيبها بما يتفق مع رؤيته وشكل المتوالية وترتيب الأحداث فيها. وهذا العمل الروائي يقف جنباً إلى جنب مع ما أبدعه الآخرين في مجال الرواية السيروية أمثال الروائي المغترب سلام إبراهيم، وما أضافه كبار كتاب الرواية إلى الأدب العراقي والعربي.
#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)
Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟