جاسم محمد الرجب .................سيرته الذاتية ومنجزه المعرفي

ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 8353 - 2025 / 5 / 25 - 02:49
المحور: سيرة ذاتية
    

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وكان للاخ والصديق الاستاذ شهاب أحمد الحميد ، الكاتب ، والمطبعي والمثقف الموسوعي دور كبير في وضع سيرة وحوار مع الكاتب والمترجم والنهضوي المتنور البغدادي الاستاذ جاسم محمد الرجب رحمة الله عليه .
وضع عنه كراسا جميلا لدي نسخة وصلتني من الاستاذ الحميد على سبيل الاهداء قبل سنوات ، واعتقد انني نوهت عنها في حينه ، واليوم عدت اليها وهي كراسة صغيرة بحجم الكف ، صدرت عن مركز الرابطة للدراسات والبحوث الوثائقية ببغداد بعنوان (السيرة الذاتية ..جاسم محمدالرجب ..لمحات نقدية اعداد وتنفيذ شهاب احمد الحميد) ولم اجد سنة الصدور لكنها صدرت بعد 2004 لانه التقى به في شتاء 2003 .
والاستاذ جاسم محمد الرجب يتقن الانكليزية والفرنسية فضلا عن لغته الام العربية ، وهو من استدرك على كتاب (لسان العرب )لإبن منظور ، وهو من ترجم كتاب البروفيسور الدكتور برنارد لويس (اصول الاسماعيلية) مع الاستاذ خليل احمد جلو وطبع الكتاب في مصر سنة 1947 بتقديم المؤرخ الكبير الاستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري .
وللاستاذ جاسم محمد الرجب كتاب بعنوان (كتابات وقراءات ) ، وهو من صحح كتب الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم .وجاسم محمد الرجب رجل علم ، وثقافة ، وتاريخ وهو تربوي ناجح ، ولغوي بارع ، وفقيه مجتهد وله باع طويل في النضال الاجتماعي ضد الاستعمار والتخلف منذ اواسط الثلاثينات من القرن الماضي وهو من الآباء المؤسسين لجماعة الرابطة الثقافية مع الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم وظلت ذاكرته متقدة وهو قد بلغ التسعين سنة 2004 رحمه الله .
كان مدرسا تخرج في دار المعلمين العالية 1939 ، وعمل في مدارس الحلة 1939-1944 وبعدها كان مدرسا في المتوسطة الغربية ببغداد وهي من المدارس النموذجية وفصل من التعليم بسبب كتاباته الصحفية .كتب مقالات عن ( ابو حنيفة) وتوفيق الحكيم ومحمود تيمور وعمل مفتشا عاما اي مشرفا تربويا في وزارة المعارف - التربية وكان زميله الاستاذ محمد ابراهيم شرارة وهو مدرس لبناني اصله من النجف الاشرف والاستاذ جاسم محمد الرجب من مواليد محلة الشيوخ في الاعظمية سنة 1914 وكان والده مختارا للمحلة ، وكان يضمن البساتين .عمل ايضا مدرسا في مدارس كركوك لكنه لم يباشر فنقل الى قضاء المسيب -مديرية تربية الحلة.قالوا له انك تحرض الطلاب على الاضرابات ضد الحكم ، وتكتب المقالات ضد الحكومة آنذاك.
.وخلال مظاهرات وثبة كانون الثاني 1948 القي القبض عليه وفصله سنتين وهذا كله تحدث به للاستاذ الحميد .الف عددا من كتب (تاريخ الادب العربي ) للصفوف الرابعة والخامسة الاعدادية ومنع تداولها بعدئذ وحاول الاستاذ ناظم الزهاوي وزير المالية وكان جاره ان يعينه مديرا للاستيراد والتصدير فرفض واشترك في تظاهرات 1952 كان ثوريا محبا للحرية وتوجهه يساريا وتقاعدسنة 1970 بعد خدمة دامت 31 سنة .
انتقد نشاطات الشيوعيين بعد ثورة 14 تموز 1958 وقال لهم :" ان الشارع صار هو من يقودكم .." .قال هذا للمرحوم عبد القادر اسماعيل البستاني .اشار الى ولديه وفاء وبراء وقال انهما يريدان جمع ما يكتب واصداره في كتاب .
الاستاذ شهاب احمد الحميد اشار الى كتاب الاستاذ جاسم محمد الرجب ، وهو من منشورات مكتبة المثنى والموسوم (النحو الاعدادي)، واشار الى مقالته عن الاستاذ محمود تيمور عن (حواء الخالدة او المرأة).كما اشار الى مقالته عن (توفيق الحكيم في الرباط المقدس) ، واشار الى المساجلات بينه وبين الاستاذ محمود الجومرد التربوي المعروف حول ( الاسلوب ) في مجلة (الرابطة) سنة 1945 .كما اشار الى تعليقاته على كتاب الاستاذ عادل كامل وعرضه لكتاب ستيفن سونيكلر وترجمة خدوري خدوري ومجيد عبد الله الموسوم (خلاصة الفكر السياسي )ومقالته عن ( مستقبل العراق الصناعي ) في العدد الرابع من السنة الثانية لمجلة (الرابطة ) ومن ترجماته ترجمته لقصيدة (العبد الاجير) للشاعر الانكليزي ( آرنست جون) من شعراء القرن 19ومطلعها :
الارض للمالك ،والبحر للتاجر ،
والذهب يملأ صناديق المرابين ،
فماذا بقي لي ؟
الاله تدور لنفع الاسياد
فالولاذ الذي يبرق للدفاع عن الاسياد ،
وسواعد العمال ،وما يصنعه العمال ،
كل ذلك لاعداء العمال ليستمتعوا به .
الجيش والمنبر والقانون ملك صرف
لابناء الثراء
ولابناء الثراء ،لابناء الثراء وحدهم
العلم والفن والسلاح .
فماذا بقي لي ؟!
انا ادفع تكاليف تعلمهم ،وانا اكدح ،
في سبيل رخائهم وهم يعيدون كدحي اليّ :
عوزا ، وجهلا ، ومرضا
الاستاذ جاسم محمد الرجب كان حيا سنة 2004 ولا اعرف متى توفي رحمه الله .

#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل