أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير محمد ايوب - رسالة ، لكل متصدر لصف امامي عام : التغيير حاجة وضرورة البدء بالنفس اولى















المزيد.....

رسالة ، لكل متصدر لصف امامي عام : التغيير حاجة وضرورة البدء بالنفس اولى


سمير محمد ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 8352 - 2025 / 5 / 24 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يؤشر المشهد العربي المعاصر إلى مرحلة حرجة من الحياة العربية . تتواصل فيها المفاجأت تتعدد وتتنوع . مما يؤكد اننا امام لحظات تاريخية لصناعة واقع جديد ، فالقديم لم يعد محصنا على الاطلاق . لحظات معاشة ، تستحق الوقوف أمامها اجلالا واحتراما، توجها وخوفا وأملا . فهي لحظات غير مسبوقة ، في منطقة ابتليت بكل تلاوين الزوايا المظلمة. التي يعشعش فيها السكون والركود الذي استطال وفاق طاقة شعوبها وحاجتهم منه. في هذا الواقع، الذي فيه الحكمة مفتقده، والبصيرة مهمله والعقل محجور عليه ، بات التغيير القسري، متدحرجا في كل الاتجاهات، وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الرسمية وغير الرسمية وتوابعها بالفطرة والخلقة والدم والنسب.

المفارقة الرئيسة في كل ما يجري ان المشهد العربي، وما يعج به من حراكات وتداعيات وأحداث ضخمة، ما يزال ملتبسا على الكثيرين ، فثمة مسافة واسعة وكبيرة فاصلة بين اشواق الناس وحراكاتهم، وبين الكثير من تداعيات واتجاهات الامور التصدعات والتشققات في هذه الحراكات في كل مكان هي
فيه، لا يعلم الا الله والراسخون في جدل الحرية الحمراء والتأمر عليها قمعا او احتواءا أو تفريغا، أي مصير ينتظرنا، كأفراد وتجمعات، وجماعات و مجتمعات وجمعيات ومؤسسات ينتظم الناس في اطرها أو من حولها سياسيا ومهنيا واقتصاديا وإداريا ومنها وعلى رأسها النقابات المهنية، وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني والمحلي، التي تعيش هي الاخرى حراكها الداخلي النشط الذي يشي بالكثير من المخاطر والآمال .
كلنا مشاركون بشكل ما في هذا الجمود المفتعل والتجميد المتعمد. اكوام من السلطات الرسمية وغير الرسمية متراكمة باطاراتها الملزمة أو الطوعية في حياتنا بحاجة هي الاخرى
كلها، كما هو الحال في منظومات العمل السياسي الى اعادة قاطراتها الى سكة السلامة، قبل لطم الخدود وشق الجنوب في سكك الندامة.
الكثير من مؤسسات المجتمع المدنى والمحلى تعيش قياداتها هي الاخرى متكلسة على ذاتها، في برازخ أو في صوامع او في فضاءات وهمية، تسولها لهم مصالحهم الانية الضيقة، بعيدا عن هموم واشواق من اختارهم تعيينا او انتخابا منقطعين بتعسف عن قواعدهم وعن شعاراتهم وعن برامجهم ما فهموا من التغيير ويفطه، الا اطارا خارجية يعملون من داخلها لازاحة من سبقهم، واحتلال الكراسي مكانهم بطريقة تمهد لمناخات لا تنتج الا ديكتاتوريات صغرى، وديكتاتوريين اصغر. يخلطون بتعمد شيطاني، ما بين المال والسياسة والنفوذ. وبالطبع هم لا يعدمون وسيلة من نص في قانون أو في نظام او عرف او برامج شكلية، أو في لي عنق ذاك النص والتلاعب به وفق شعارات واسباب متوهمة خدمة لذوات تنتفخ كبالونات الهواء، والتلاعب تحت جنح ظلام من نوع ما، بمقدرات مواقعهم، والقفز من شبابيك تلك المواقع. في ظل تفشي سرطان المال والفساد وتردي الاخلاق الى هناك. المشكلة ليست محصورة كلها في السياسي فقط، أو مع
هذا أو ذاك. وليست بين الآني والضروري في حياتنا، أو بين الاستراتيجي الملزم والدليل الملهم. المشكلة هي مع أولئك المستعجلين لقطف الثمار. حراكهم لا ينبع الا من مصالحهم الفردية الضيقة في تقاسم الغنائم، وهي مع أولئك الذين بعد ان احتلوا كراسيهم عن طريق الاحتيال الانتخابي، يحتكرون لا نفسهم وهم الصواب شواهد ورموز كثيرة، تؤكد أن المشكلة هي في هؤلاء، وأولئك الذين لا يجيدون سوى الرقص في الجراحالنازفة، بصخب وباثارة، تحجب بغيارها المصطنع، خباياهم المستفزة للكثير من القلق.

المشكلة هي في هؤلاء الذين بقي شوق التغيير، فقط على السنتهم ولم يصل الى عقولهم تماما، بقيت مصالحهم حتى الشكلي منها، هي الحاكمة عند التعاطي ( فعلا وردود فعل)، مع القضايا اليومية، وحتى مع المفصلي منها، بعيدا عن مقتضيات ما احتلوه من مواقع كقادة لكل الاطياف في قطاعهم، والحاجة لابتكار منظومة من القيم لانفتاح جدي طويل النفس، يجعل المصلحة العامة هي المرجعية فكرا وممارسة، بعيدا عن حبس النفس في اطر ضيقة، وبعيدا عن تقنيات الاتجار بالتغيير، وبعيدا عن عقلية المحاصصة ومن لم يكن معنا فهو بالضرورة ليس منا.

بالتأكيد تتعثر كثير من الأطر المدنية الرسمية وغير الرسمية، ويتردى الأداء فيها وتتبخر البرامج، ودواعي ومبررات وصول قياداتها الى اعتلاء الكراسي في مواقعهم على اشلاء مؤسساتهم، وعودهم قبل اختيارهم تتداعى امام اعينهم، وأعين غيرهم من محازبين أو منافسين، فهم يبنون رملا على رمل.

الوطن العربي برمته بكل قواه الحية متعطش للتغيير الشمولي المتراكم افقيا وعاموديا، بكل جوانبه وبكل ابجدياته. فالتغيير هو السمة الابرز لهذا الكون ساكنه وسكانه حجره وبشره ظواهره وآياته منذ بدء الخلق والكون محكوم بتعاقب حي نشط وسلس، مدير ومحكم...
والخلل لا يقع، الا عندما يتعقب احدهم هذه المنظومة المتسقة المنسقة من التعاقب ليوقف عجلاتها عن الدوران، أو حرفها بتعسف غبي، عن مساراتها المقدرة بعدل، وفق مواقيت مقدرة. فتهب رياح التغيير القسري، بعد أن يكون قد سبقها الكثير من التململ المغفل. وعن همس كثير، يتم عن عدم الرضا، تم تطنيشه والاستخفاف به.
فالناس، بين فكي كماشة، شوقهم للاسهام بايجابية. في رسم مسار حياتهم ومصالحهم، وبين عصبة من أولئك المصابين بعدي وتعلم مزدوج في البصر والبصيرة لا يحسون استشراف الأمور فيسارعون قبل هبوب العواصف من تلقاء انفسهم، إلى إعادة ربط ما انقطع من أواصر، مع من يدعون تحميلهم، قبل أن تعصف بهم زوابع التغيير القسري وعواصف فالتاريخ ومنطق التطور الحيوي والخبرة البشرية تثبت أن غير القادر على التكيف افرادا أو جماعات او نظم او كيانات يكون بالتأكيد مكشوفا امام الموات والفتاء السريع والمحتم.

الحل، لا يكون بتمزيق الكيانات، ولا في التلاعب بأدوارها أو التقليل منها، أو في محاصرتها، أو في تحويلها إلى احاجي. وفضائح متنقلة، وأسى يهدر الوقت والمال والفرص وإنما
اولا - بنبذ المزيفين المتلفعين بعباءة من كفاءة منقوصة وبرامج وهمية للتغيير لم يتحقق شيئا منها، اضاعت الكثير من المال والفرص وهدرت الوقت.

ثانيا - باختيار صحيح للقوي الأمين بعيدا عن كل ما يشوب عملية الاختيار تعيينا او انتخابا، وما يقال عن تشوهات مالية وعصبوية وإلغاء للآخر ومأدب انتخابية موسمية وجعجعة من حول الكثير من صناديق الانتخاب، التي قد يرتقي بعضها الى مرتبة الاحتيال نريد تداولا للمواقع حقيقي وصحيح وسليم وفق كل معايير النزاهة والشفافية والموضوعية.

ثالثا - بإعادة ربط ما انقطع من أواصر بين المحتلين الكراسيهم في قاطرات القيادة وبين باقي سكان عربات تلك القطارات.

رابعا - نريد أن تبقى العيون ساهرة حارسة للمسار والمسيرة. حتى لا يحرفها متسلق أو متسلل عن مسار تختطه الاغلبية صاحبة المصلحة.

فلا يمكن البناء على الانقاض المتداعية، دون حركة تطهير وتنظيف شامل وبعدها تلتف جميعا حول الطرنا العامة. مواقع العمل العام النزيه تتسع للجميع، ومن حق الجميع. فقط اختاروا المناسب في المكان المناسب. فدوام الحال من المحال، وبالتأكيد ليس في المنظور نهاية للتاريخ.



#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المسافر وحدك ...
- ما تقول الاخبار، وما الجديد فيما تقول؟! إضاءة على المشاهد في ...
- على عجل، لِزْعُلُّطي الواق ...!!! إضاءة على فلسطيننا الحبيبة ...
- هيَّا الق بعصاك او بقبضتك إضاءة على فلسطين
- يا وحدنا، ولكأننا الكل ...
- أيُّ ألأبناءِ أنتْ ؟!!! إضاءاتٌ على المشهدِ الأجتماعي المعاص ...
- لحفيدتي الغالية جود، يحفظها الله.
- سَلَفِيٌّ في الحب ...!!! احافير في الحب - النص الخامس
- هل الحب رزق مقدر، أم سعي محسوب، أومصادفة؟! أحافير في الحب – ...
- الجميلون لا يأتون من لا شيء - جدل البدايات والنهايات!!! أحاف ...
- فاصل وواصل !!! أحافير في الحب – النص الثاني
- هيا قُمْ، فدربُ الآلام في انتظار قيامتك!!! أحافير في الحب - ...
- بعض نقاط وبعض حروف ... إضاءة سريعة على المَوْلِدْ في سوريا ! ...
- يا رب لوط، أقم قيامتك، سبحانك!!! إلتفاتة الى ما يجري في امة ...
- التلمود اليهودي هو أصل الشر - وعد بلفور عتبة
- الحساب المفتوح، مقاومة حتى النصر... إضاءة على المرحلة الحالي ...
- ككل عام، عاد ...
- الانتخابات النيابية - تداعيات وتبعات إضاءة على المشهد في الا ...
- إلا أنت وأنا ... احافير في الحب
- جُلُّ الأمصارِ غائبة يا غزة !!! أضاءة على ملحمة الطوفان ...


المزيد.....




- عضو كارتيل مرعب عُرض مليون دولار لمعلومات عنه يقتل خلال مداه ...
- منزل مصنوع من مواد قابلة لإعادة التدوير.. بين الأكثر تميزًا ...
- السودان.. تسجيل 3 وفيات بسبب الكوليرا مع استمرار جهود التطعي ...
- خطوة إلى الوراء.. غولان: إسرائيل لا تهوى قتل الأطفال ولم تجر ...
- ماسك ينكأ جراح متابعيه بعد وصف تدني معدل الولادات في أوروبا ...
- طلاب جامعة هارفارد الأجانب يواجهون حالة من عدم اليقين بعد تو ...
- الداخلية السورية: -ثُلث المواطنين- كانوا مطلوبين لمخابرات ال ...
- في ليلة وضحاها.. عشرات الآلاف يفقدون جنسيتهم الكويتية
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراضه صاروخا أُطلق من اليمن (صورة)
- باكستان تطلق حملة التطعيم الوطنية الثالثة ضد شلل الأطفال


المزيد.....

- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير محمد ايوب - رسالة ، لكل متصدر لصف امامي عام : التغيير حاجة وضرورة البدء بالنفس اولى