أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - سَلَفِيٌّ في الحب ...!!! احافير في الحب - النص الخامس















المزيد.....

سَلَفِيٌّ في الحب ...!!! احافير في الحب - النص الخامس


سمير محمد ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 8222 - 2025 / 1 / 14 - 16:47
المحور: الادب والفن
    


كتب سمير محمد ايوب
سَلَفِيٌّ في الحب ...!!!
احافير في الحب - النص الخامس
كنتُ بحاجة لشريك بسيط يشعرني بالأمن وبالأمان، لستُ نقّاقة ولا شكّاكة ولا خنّاقة، ولستُ من رعايا ولا من أتباع سفاهات التملك البشع. في حينها، كانت الايام والليالي تمضي في روتين حياتي متشابهة، مجرد واجب مُمل. أبتسم أحيانا حد القهقهة، واحيانا تختنق الحياة بدواخلي.
كان من أتوقع ان يرزقني الله به، مجرد فكرة لا بياضها مكتمل ولا سوادها. فكرةٌ رماديةٌ عالقةٌ في منتصف مداركي. أوهمتُ نفسي بوجوده فعجزت عن اقتلاعه. رفضت ان لا اشتاق له. نسجت حضوره بخيالي ، وأاسرفت في التعلق بذاك الوهم، بكل أمزجته الجميلة وغيرها.
في لحظة ما، جاء القلب بمن ظننته بالشبيه، ممتلئا بالأضرار مثلي وبالإصرار. تركنا العالم جانبا، وحاولنا ترميم بعضا بهدوء وتفاهم. أتى فاكتفيت به. فأنا ساعتها لم أكن اريد ان يحبني كل الرجال، بل ان يحبني هو. ولم يعد في القلب متسع لآخرين. من حينها، تغيرت رواية حياتي . بات له في القلب ما لا يجوز لغيره.رأى فِيَّ قيمة انسانية حقيقية، فأعطى بلا مقابل قيمة حقيقية لحياتي. لم نلتفت لما لم يكن موجودا في حينها. سكنتُه بتعصب، وبتطرف تشبعت به واكتفت مشاعري وحاجاتي. لا يهمني كم اخسر معه ولا كيف.
اتفقنا على أن الخيبة ليست دائما من صديقٍ أَو من حبيب، قد تكون خيبتك من نفسك. واتفقنا على ان الشتاء وحده ليس موسم البرد، وان برد الروح ابشع من برد الجسد. وأن القلوب إن جَفَتْ صَدِأتْ وقَسَتْ. وتوافقنا على ان العطش ليس للماء فقط، وتوافقنا مع من قال ليت كل عطش يروية قدح ماء. وختمنا تفاهماتنا بأن قيمة الشريك عند شريكه، تقاس بالمدة التي يتركه فيها غاضبا او حزينا. وان من لا يأتي به شوقه بعد الليلة الاولى للفراق، لن يأتي به ولو بعد الف ليلة اخرى.
بعدها، اقتنيت بين دفاتري دفترا، اسميته باسمه “ السَّلَفِيُّ في الحب “. حرصت كلما أساء لقلبي ان امزق ورقة من أوراقه الكثيرة، واكتب في اخرى “ أحبه “. ومع كل كلمة “ احبه “ كنت اكتبها، أظن أن كبريائي كان يتلاشى. ومع كل صفحة امزقها كان كبريائي يتلاشى منهزما أيضا. كنت مصممة حين انتهي من تمزيق اوراق دفتري، أن أشتري دفترا جديدا آخر، لأحبه من جديد.
ولكنه كما وسوست لي شياطيني وأبالستي، بعد ان ظن أنني لم أعد كافية، يبدو انه قد ندم، وانه ليس في المكان الانسب له، وجد الهجر خيرا له، فهجر دون ان يرف لك جفن. افلت يدا كانت بشغف تمسك بيديه، تَنَكَّرَ لنا وكأننا ما احببنا بعضا، يوما ما ولا دهرا ما. قسى في لحظة ضعف واهمة، بدد كبرياء فطرتنا التي امضينا معا سنين طوال، في تشذيبها وفي تهذيبها، حتى استقامت. تخلّى، هجِر، وغادر.
وجدت نفسي يا شيخي في مكان لم أعُدْ أعرفه. بعد ان تنكَّرِ لنا ( له ولي )، لم يعد قلبي ينقبض لرحيل احد، القيت في جوف حوت يونس ما في جعبتي من احلام. بشاعة طريقة رحيله، كانت ابشع وأوجع من رحيله. تركني اشك بوجود خيرين بين الناس، جعلني اتوجس من خذلان غدر آخر.
لأني كنت أعلم، أن البدايات لا تعطي الحقيقة، وأن النهايات هي من تفعل، لم يضايقني ما فعله بي، فحياتي مليئة بالخيبات وبالخذلان. خذلني البعض من موقع خوفي، اما هو يا للغرابة، فقد جاء خذلانه من موضع امني وأماني. فمما كسر روحي، انني كنت قد ظهرت له بوجهي الآخر، الذي لا يعرفه الا هو، أظهرت له ضعفي وحزني، وطفولتي التي لم اتجاوزها. أظهرت له كل شيء، لأني شعرت بأنه مختلف جدا. ساعتها شيء جميل بداخلي، أوحى لي فيما أوحى، انه لن يُفلِتَ يدي أبدا.
لم أسأله عن سبب رحيله، في البدء قادني حسن ظني للاعتقاد بانه سيبتعد قليلا، فالظاهرأاني ظلمته بحسن ظني، بدا لي انه كان منذ زمن بعيد، يجهز اعذاره قبل رحيله فعليا، دون ان يتذكراننا ذات يوم بعيد، كنا قد اتفقنا على ان لا نفترق الا بالموت، ها هو الموت يا شيخنا، قد تأخر وافترقنا.
وهنا ناولتها علبة المناديل الورقية لتكفكف دموعها، وأشعلتُ لها لفافةً وعاوَدْتُ ملء فنجالها بالقهوة التي
تعشقها، وانا احاول تخطي مقتضيات الانصات المتبصر، قلتُ:
كاذبٌ يا سيدتي، من يقول ان الحياة تتوقف على شخص واحد. حتى لو كان غيابه ينسينا الكثير من ملذات الحياة. حتى لو كانت طعناته كطعنة بروتس لقيصر او أشد، أو كانت مجرد خدوش عابرة. أعلمُ يا سيدتي كم هي مؤلمة الطعنات، خاصة إذا ما جاءت بسكاكين، تحملها ايدي من كنا نتمنى ان يبقوا هم الأحبة. واشفق على الأنفس الأبية وأحسدها، لانها لا تملك شيئا من رفاهية البوح أوالتوجع، او الشكوى او الانهيار.
أغمَضَتْ عينيها، وبعصبية أمسكت خصلة من شعرها قد تدلت فوق جينها بفعل نسائم وادي شعيب حيث كنا عصرا نجلس في الهواء الطلق، وقالت: سامحني ان اقاطعك لاني احب ان اضيف لك، بأني انا ابنة الستين من عمري، قبل شهر قد تجاوزت حدود المنطق، وتخطيت حدود الكبرياء، وباصابع متعبة كتبت له:أعترف أنني بدونك لست على ما يرام. وبعد ان ظننت انني بت اعرفك جيدا، ما تحب وما تكره، كيف تبتسم ومتى تستيقظ، احلامك وما يقلقك، طننت نفسي كافية لك، فقررت ان اكون سكنا لك وطمأنينة، وان تكون منجم فرجي ورضاي، إكتشفت رحيلك المتسلل كورق الخريف.
حتى لو كانت كل الطرق التي سلكتها لنسيانك، تؤدي اليك، إطمئن ولا تقلق، فأنا لن اعود اليك مرة اخرى. خيبتي بك، كافية لابتعد عنك كثيرا. لن اعاتبك فربما اصبحت سعيدا بدوني، ولكن ليتك عدت بي الى حيث كنا حين تواعدنا على ان لا نفترق الا بالموت، ها هو الموت ايها السَّلَفيُّ في مشاعرك، قد تأخروافترقنا، تبّاَ لكل ما او من فرَّق بيننا ايها الشقي !!!
تمضي ايامي بغزارة بدونك، باتت كل الاشياء في غيابك تنتظر، بعد ان كانت في حضورك قابلة للتأجيل. ليتني استطيع حذف اساءتك بسهولة، لكن قسوتك المجنونة ملتصقة بجدران القلب. بت أعرف أنك لن تأتي. حيرة إنتظارك الصامت جنون بواح، سأعتزل اكثر واتعلم الصمت مثلك ، وان ابقي لساني بذريعة الوقار والكبرياء بخيلا، يُبقي ما اشعر به طي الكتمان، واترك الالم يغيرني في ما تبقى لي من عمر، وان ازدد من تعلم القسوة مثلك، ولكني أعدك وانا ادمنها، ان لا أمارسها بقلب ميت، مثل قلبك.
أنتصبَتْ واقفة مثقلة بالحُزْن، تابعت شكواها وهي تلوح متجهة الى سيارتها، قل لصاحبك العزيز، يا شيخنا
ما عليك ايها السلفي الشقي، قلبها العاجزعن العيش بدونك، يسألك: أولم يخبرك احد يوما ما، ان مغاور الخذلان مخيفة ؟! وأنها أمكنة لا شيء ينتهي عندها، وبالقطع لا شيء يبدأ لاحقا منها!!!!!
الاردن - 14/1/2025



#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحب رزق مقدر، أم سعي محسوب، أومصادفة؟! أحافير في الحب – ...
- الجميلون لا يأتون من لا شيء - جدل البدايات والنهايات!!! أحاف ...
- فاصل وواصل !!! أحافير في الحب – النص الثاني
- هيا قُمْ، فدربُ الآلام في انتظار قيامتك!!! أحافير في الحب - ...
- بعض نقاط وبعض حروف ... إضاءة سريعة على المَوْلِدْ في سوريا ! ...
- يا رب لوط، أقم قيامتك، سبحانك!!! إلتفاتة الى ما يجري في امة ...
- التلمود اليهودي هو أصل الشر - وعد بلفور عتبة
- الحساب المفتوح، مقاومة حتى النصر... إضاءة على المرحلة الحالي ...
- ككل عام، عاد ...
- الانتخابات النيابية - تداعيات وتبعات إضاءة على المشهد في الا ...
- إلا أنت وأنا ... احافير في الحب
- جُلُّ الأمصارِ غائبة يا غزة !!! أضاءة على ملحمة الطوفان ...
- اللعنة على كل من يستحقها اضاءة على واقع الحال والمآل !
- أعداء الحياة والربيع إضاءة على ملاحم الطوفان في فلسطين
- سابع أخر في تموز جديد، لا تَمُتْ قبلَ الموت؟
- أحجية اليوم التالي ... إضاءة على المشاهد غزة العزة
- غطرسة الفقر نوافذ على بعض ما قد مضى من العمر - الثانية
- نوافذ على بعض ما قد مضى من العمر النافذة الاولى
- الندية والدونية في الصراع الوجودي إضاءة على المشهد في فلسطين ...
- بوح على بيادر الوطن ... الوطن


المزيد.....




- كامل كيلاني وحديقة أبي العلاء
- جمعية البستان سلوان تختتم دورة باللغة الانجليزية لشباب القدس ...
- -كول أوف ديوتي- تتحوّل إلى فيلم حركة من إنتاج -باراماونت-
- ثقافة -419- في نيجيريا.. فن يعكس أزمة اقتصادية واجتماعية
- بريق الدنيا ووعد الآخرة.. قراءة في مفهومي النجاح والفلاح
- يجسد مأساة سكان غزة... -صوت هند رجب- ينافس على -الأسد الذهبي ...
- شاهد..من عالم الأفلام إلى الواقع: نباتات تتوهج في الظلام!
- مقاومة الاحتلال بين الكفاح المسلح والحراك المدني في كتاب -سي ...
- دور الكلمة والشعر في تعزيز الهوية الوطنية والثقافية
- لا شِّعرَ دونَ حُبّ


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - سَلَفِيٌّ في الحب ...!!! احافير في الحب - النص الخامس