أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - رسلان جادالله عامر - جرائم شرف أم جرائم عار














المزيد.....

جرائم شرف أم جرائم عار


رسلان جادالله عامر

الحوار المتمدن-العدد: 8352 - 2025 / 5 / 24 - 08:01
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


هذا المنشور يتناول ما يسمى بـ" جرائم الشرف"، والتي هي في الحقيقة ليست جرائم انعدام أو انمساخ شرف وحسب، وإنما هي جرائم عار ووحشية، ولا يجيزها سوى مجتمع معدوم الشرف!

إني أدرك جيدا أن مثل هذا الكلام سيثير جنون أولئك الذي ما زالوا يفكرون بعقلية "داحس والغبراء" ويحيون في زمن "حرب البسوس".. بل وأقدم، ومعظمهم يدّعي الإسلام وهو يمارس جاهلية وأد البنات بأبشع الصور!

سيسارع أكثر هؤلاء لاتهام كلامي هذا بالفسق والفجور.. وسيعتبرونه دعوة أو ترويجا للإباحية والانحلال، وما هذا بعجيب أو غريب فبالنسبة لأمثالهم العقل كافر.. وكل فكر يصدر عن العقل كفر ومروق، والحرية جريمة.. ومن يطلبها فاسق فاجر!

ليقل هؤلاء ما شاؤوا..
ونحن سنقول كلمتنا ..
وسنقول كفى!
كفى لهذه "الداعشية المستترة" التي تتخفى بيننا كثعبان التبن.. لتلدغنا بأنياب النفاق أو الجهل بسمومها الطائفية والجنسية.. دون حسيب أو رقيب! وعلينا أن نرفع صوت العقل بوجهها بأعلى وأجرأ النبرات!

اليوم معظمنا يتحدث عن داعش، وخطر داعش وجرائمها وفظائعها.. ولكن ما أكثر الذين ينسون أو يتناسون أنّ في داخل كل منهم داعش الملة التفريقي.. وداعش الغيبية الظلامي.. وداعش الذكورية الهستيري!

المرأة عندنا مازالت تسبى وتسترق على أيدي العصابات البربرية كداعش وأمثالها.. والوقت يداهمنا كحد الساطور.. لماذا؟ لأننا حين كان لدينا الوقت الكافي لنفعل ما يجب فعله ولنشر ثقافة العقل والانفتاح.. واحترام الإنسان وحقوق الإنسان، فعلنا العكس في معظم ما فعلناه وكرسنا ثقافة الجهل والتعصب والعصبية، وأعطينا رخصة القتل للقاتل الذكري ليقتل بدم بارد وبحماية القانون والمجتمع.. رافعا لواء الشرف والعفة! فهل كنا عندما كنا نفعل ذلك خيرا من داعش؟ أم كنا خير من يمهد لها ولأمثالها السبيل!

العفة قيمة جميلة نبيلة، لكنها لا تنفصل عن منظومة أخلاقية وثقافة جنسية متكاملة، هذه المنظومة نحن حيالها في فقر مدقع، نحن ليس لدينا إلا في ما ندر أخلاقية وثقافة جنسية حقيقيتين، وما لدينا هو القمع والجهل والجهالة والجاهلية في كل ما يتعلق بقضية الجنس، وأكثريتنا تعيش حياتها الجنسية مبتذلة وضحلة حتى في إطار ما نسميه "العلاقة الشرعية"!

المرأة دائما هي الضحية..
وفي الحالات النادرة التي تقدم فيها الفتاة على علاقة خارج إطار الزواج.. تفعل ذلك مدفوعة بحب وثقة في غير محلهما! وإني أكاد أجزم أنه ليس ثمة فتاة عربية تقيم علاقة جنسية مع شاب قبل الزواج.. إلا إذا كانت على ثقة تامة به.. وبأنه لن يخذلها ويغدر بها! ولكن الذي يحدث في غالبية الأحيان هو الخذلان والغدر.. حيث يغرر الشاب بالفتاة.. وبعد أن يصل لغايته الخبيثة منها يرميها بعد أن يدمر حياتها.. ويتابع حياته وكأن شيئا لم يحدث، معفيا نفسه من أية مسؤولية تجاهها.. ومقنعا نفسه بأنه لم يخطئ، وأن تلك الفتاة هي ساقطة من الأساس، وأنها لو لم تفعل فعلتها معه، كانت ستفعلها مع غيره، أما هو فشاطر اغتنم الفرصة.. قبل سواه، ويحق له أن يتفاخر بذلك أمام شلة الأقران!

إن ما يسمى "جريمة الشرف" هي ليست الجريمة الجنسية البشعة الوحيدة التي نقترفها بحق المرأة.. بل هناك العديد من هذه الجرائم.. وتأتي في طليعتها جريمة إعفاء الغاصب من جرم الاغتصاب إن هو وافق على الزواج من الضحية!

يا لهذه البربرية.. إنها لا تحط فقط من قدر المرأة إلى مستوى السلعة الفاسدة التي يلزم بها مفسدها.. إنها لا تجرد المرأة من كرامتها الإنسانية بالكامل وحسب، بل تسقط معها كل اعتبار أو احترام لمشاعر المرأة وأحاسيسها الإنسانية والأنثوية.. وبدلا من الاقتصاص لها ممن جنى عليها مرة.. تقدمها ضحية لهذا الجاني ليجني عليها مرات ومرات!

هذه هي حقيقتنا ..
وهذه هي داعش الكامنة فينا.. وما ظهور داعش كتنظيم إلا ثمرة لحقل الفساد السائد فينا.. وتعرية لقبحنا الذي نتعامى عنه ونحاول تقنعته وتزينه بشتى السبل!
قد يقول قائل أنّ هذا الكلام ليس وقته الآن!
نعم.. كان هناك وقت.. بل أوقات كافية أنسب، ولكن حينها كانت الأفواه تكمّ.. والأصوات تكتم بوسائل وذرائع شتى، واليوم.. هناك فعليا ما هو أخطر من هذا الخطر العظيم.. الذي يبقى جزءا من الكارثة، ولأننا اليوم نتساءل بذهول عن الأسباب التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه.. ولأننا مازلنا نتخبط في إيجاد الحل والمخرج.. يجب علينا مصارحة الذات.. وتعرية كل مكامن الخطأ والغلط والخطيئة.. إذا كنا حقا نريد الحل الصحيح والمخرج المضمون!

***

5 يونيو/حزيران 2017



#رسلان_جادالله_عامر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس بين عقدة العيب وابتذال الاستهلاكية
- الأيروس الجميل.. رقصة حياة على أنفاس أفروديت
- اعتذاري حنظلة
- الجمال لا يعيه إلا الجمال
- تهاويم في جنازة كذبة تدعى الوطن
- الدولة المدنية الديمقراطية هي الحل الوحيد في سوريا
- أفكار وجيزة في العلمانية
- بشرى الحياة
- هل كانت ديكتاتورية اﻷسد حكما علويا أو بعثيا أو علمانيا ...
- ديالكتيك العَلمانية
- ما هي العلمانية؟
- التناقض الجوهري بين الدولة المدنية الديمقراطية ونظام المحاصص ...
- ما هي -الدولة المدنية الديمقراطية-؟
- الكتابة عن الحب والجنس في موضع جدل
- إشكالية الاختلاف، دور النظام الاجتماعي وإمكانية الحل
- ما هي -ما بعد العلمانية-؟
- بناء الثقة والأمن: البريكس والنظام العالمي
- إثنان من كارل ماركس
- العملية الحربية الخاصة وتغيير النظام العالمي
- عبد عدوه لا ينصر أخاه...


المزيد.....




- “انــا لولو ما في منــي” تردد قناة كراميش الجديد نايل سات لم ...
- فيديو يظهر لحظة القبض على امرأة هاجمت حشدًا بالسكين في ألمان ...
- 18 مصابا بهجوم نفذته امرأة في هامبورغ
- افتتاح مهرجان -إثنوسبورت- الدولي في إسطنبول وتركيز على أهمية ...
- دراسة تكشف خطر حبوب منع الحمل الفموية المركبة على النساء
- الحقي الفرصة قبل متفوتك.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماك ...
- هامبورغ - إصابة أشخاص بجروح خطيرة في هجوم بسكين واعتقال امرأ ...
- نفذته امرأة.. هجوم طعن بسكين يسفر عن إصابة عدة أشخاص بجروح - ...
- فضيحة في اليونان.. راقصات عمود -شبه عاريات- أمام قصر تاريخي ...
- أردوغان يعلن -عقد الأسرة- لمواجهة الانحراف وانخفاض المواليد ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - رسلان جادالله عامر - جرائم شرف أم جرائم عار