رسلان جادالله عامر
الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 16:11
المحور:
الادب والفن
من نكونُ؟
ما نكونُ؟
يصرخ اﻵن السؤالْ!
هل تبقى وطنٌ للعز فينا؟!
أو تبقى وطنٌ يحنو علينا؟!
هل تبقت دولةٌ تسأل عنا؟!
أو تبقت أمةٌ أو شعب منا؟!
ما تبقى..
لا ولا كان لدينا!
ما الذي اﻵن تبقى؟
بعد أن صرنا فلولاً،
في بقايا ما نسميها بلاداً،
أو دروب المهجر المأمول مأوى!
وغدا الإفلاس فينا
كل يوم لجةً نغرق فيها،
وغدا القهر لدينا
بصديد البؤس موردْ!
إننا اليوم شتات!
هاربونَ..
ضائعونَ..
لاجئونْ!
نحمل الذل رداءً،
وعلى كل طريقٍ
في هوانٍ
رحمة اﻷغراب نقصدْ!
ورماد الوطن المسبيّ ينزفُ
تحت أقدام الطغاةِ
وله في كل يومٍ
في مواخير النفاقِ
وطقوسَ العهر موعدْ!
وهنا الطاغوت مازال يعربدْ!
مثل سعلاة القبورِ
فوق أنقاض البلادِ،
كذبة اﻷوطان ينشدْ!
وعلى اﻷرض دمارٌ..
لا سلاماً..
لا أماناً..
لا رجاءً..
فيها .. لا نارا بليلٍ
تحرس الإنسان توقـَدْ!
وعلى كل خرابٍ..
جوقة اﻷشداق تعلو..
وخرافات عن النصر تفيضُ..
في سكار العته تعوي..
وبحمى نصرها المعتوه ترغي..
وبوهم فوزها المأفون تزبدْ!
أيها المغدور فينا..
وطنا قد كنتَ،
أم وهماً،
وكنت في أيادي حاكمينا..
كذبةً تطغى علينا..
وغطاءً يستر الذلّ المجّسدْ!
وطنا كنتَ؟!
فكيفَ؟!
والكرامة ما لها فيك سبيلٌ،
أو لها دار ومقصدْ؟!
وطن أنتَ؟!
فأينَ..
فيك للإنسان بيتٌ؛
يحيا فيه مثل كل الناس سيدْ؟!
لم تكن وطنا وكنتَ
بعض وهمٍ وطنيّ اللونِ
بالزيف معمّدْ!
لم تكن وطنا، فتحيا!
إنما كنت خرافةْ!
والصراخ الوطنيُّ..
سقط عنه القناعُ،
وانتهى فيه الخداعُ،
وغدا اليوم سخافةْ!
كان تخديراً مديدا..
عافت النفس سماعهْ.
بعدما دهرا ترددْ!
وغدا اليوم خواءً..
ينفخ السفهاء فيه..
ظنهم قد يتجددْ!
وهو لا يتجددْ..
وهو لن يتجددْ!
*
16/1/2022
20/05/2025
#رسلان_جادالله_عامر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟