عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8351 - 2025 / 5 / 23 - 02:51
المحور:
القضية الفلسطينية
المئة ألف هولندي الذين تظاهروا أمس مطالبين حكومتهم بوضع خط أحمر يمنع الكيان الصهيوني من المضي في جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، ربما يؤشر تحركهم إلى نقلة ما في وعي الرأي العام الأوربي، المكبل بالبربوغاندا الصهيونية، وبتشابك مصالح رأس المال الأوربي مع رأس المال الأمريكي المندمج برأس المال الصهيوني.
وربما كنا سنعوّل على الأنشطة التضامنية الساعية إلى وقف المفرمة الصهيونية للبشر والكرامة الأنسانية في فلسطين، لو كان الأمر يتعلق بأوضاع ليست شبيهة بما يجري على أرض فلسطين، ذلك ان التأخر في وقف المفرمة لساعة واحدة، معناه أن أطفالاً آخرين سينقلون إلى جوار عشرات الاف من أترابهم الذين سبقوهم إلى أكبر مقبرة للأطفال في العالم، وتدمير مزيد من ما تبقى من منازل كانت تأويهم، وكذلك دور حضاناتهم ومدارسهم، وسيلفظ مزيد منهم انفاسه تحت أنقاضها. أما من سيحلّق عصف القذائف بأجسادهم الصغيرة ويلقيها في مكان آخر، فقد يصادفون من يخليهم، وسيعرفون أن القذائف التي نجوا منها إلى حين قد مزقت أجساد أمهاتهم وأشقائهم وآبائهم.
آلة الموت الصهيونية لا تتوقف، لأنها لا تجد من يوقف مدها بالوقود، فتظاهرات الشوارع والساحات العامة المنددة بجريمة العصر في مختلف مدن العالم، لا مفعول حقيقي لها، أكثر من كونها تخفف العبء النفسي على من تؤنبهم ضمائرهم، لعجزهم عن فعل شيء حقيقي لحماية الضحايا في فلسطين، أما الضحايا أنفسهم، فلا ينوبهم من الفعاليات التضامنية لا ضماداً ولا كفن ولا دواء، ولا لقمة خبز أو قنينة ماء.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟