أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر أبوصالح - قراءة سريعة في آخر المستجدات على الساحة السورية














المزيد.....

قراءة سريعة في آخر المستجدات على الساحة السورية


ثائر أبوصالح

الحوار المتمدن-العدد: 8349 - 2025 / 5 / 21 - 14:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو واضحاً لكل مراقب، ومن خلال تسارع الأحداث في سوريا، أن اللاعبين الأساسيين في النظام الدولي والإقليمي قد اتفقوا على إعطاء فرصة للحكم الانتقالي في سوريا، وذلك من خلال القرار الأمريكي والأوروبي برفع العقوبات عن سوريا، إضافة الى الدعم اللامحدود من تركيا والسعودية وقطر والإمارات، وبالمقابل هناك تعاطٍ روسي مع الحكم الانتقالي في سوريا قد يؤدي الى اتفاقات جديدة بين البلدين، ونلحظ أيضاً تغييراً في اللهجة الإسرائيلية، على الرغم من سياسة الأخيرة العدوانية تجاه سوريا، حيث أعلن الرئيس الشرع؛ في المؤتمر الصحفي الذي عقد مع الرئيس ماكرون؛ إبان زيارته لفرنسا، في السابع من شهر أيار الجاري، عن وجود اتصالات ومفاوضات بين الطرفين،

أما العراق التي تقع تحت تأثير النفوذ الإيراني، ورغم حالة التوتر القائمة بين البلدين، أرسلت رئيس مخابراتها اكثر من مرة للقاء الرئيس الشرع، وقررت رغم وجود معارضة داخلية دعوته لحضور القمة العربية في بغداد والتي عقدت في السابع عشر من أيار الجاري، هذا ناهيك عن اتفاقيات التنسيق مع لبنان والأردن، والزيارات التي قام بها الرئيس الشرع لدول عربية مختلفة، والدعوات الموجهة اليه من دول أوروبية لزيارتها، والحديث عن امكانية إعطائه تأشيرة دخول الى أمريكا في اجتماعات الأمم المتحدة القادمة في أيلول المقبل، كل هذه المؤشرات تدلل بلا ادنى شك ان الرئيس أحمد الشرع وفريقه سيقودون المرحلة الانتقالية في سوريا بموافقة ودعم دولي واقليمي.

أما على مستوى الوضع السوري الداخلي فالأمور ما زالت متوترة بين أخذ ورد، خصوصاً فيما يتعلق بموقف المكونات السورية المختلفة مثل الأكراد والدروز والعلويين وغيرهم؛ بعد ما حصل من انتهاكات من قبل المجموعات المتطرفة المنفلتة في الساحل السوري، وفي جرمانا وأشرفية صحنايا وبعض القرى في السويداء. ان تخوف هذه المكونات مما يجري على الساحة السورية يعود الى شعورهم باستفراد مكون واحد بالحكم في سوريا، هذا إضافة لخشيتهم من وجود الألاف من المقاتلين الأجانب، ومن الفصائل المتطرفة التي دخلت مع هيئة تحرير الشام عند سقوط نظام الأسد. ولذلك يتمسكون بسلاحهم ويرفضون تسليمه للدولة، بسبب عدم قناعتهم بنوايا الدولة تجاههم، او حتى بقدرتها، ان توفرت النوايا الحسنة، على تقديم الحماية لهم.

إن سلوك المجتمع السوري اليوم ومن خلال حركة مكوناته اشبه ما يكون بسلوك النابض المضغوط عندما يتم تحريره، فيبدأ بالاهتزاز ألاف المرات وبكل الاتجاهات، ثم يبدأ بالهدوء رويداً رويداً ويعود أخيرا الى شكله وطبيعته الأولى، كذلك المجتمع الذي كان يرزح تحت أعتى الدكتاتوريات التي عرفها التاريخ؛ وفجأة، ودون سابق انذار، يسقط الحكم الدكتاتوري ويتحرر المجتمع، فتبدأ القوى الاجتماعية بالحركة بشكل مشابه لحركة النابض، كل مكون من المكونات يريد ان يعزز من مكانته وموقفه مستغلاً كل ما يملكه من وسائل قوة، ليترك بصمته على مستقبل سوريا، ولذلك كل ما نراه على الساحة السورية من تطرف وعنف واهانات متبادلة وتعزيز مواقف، هو وقتي وعابر وسينتهي بالتوازن بين مختلف القوى الفاعلة على الساحة السورية. ومن الطبيعي أن تتسم هذه المرحلة بخيبة الأمل من الشركاء، وضياع تام للبوصلة، وسيدفع ثمن هذه المرحلة الكثير من الضحايا والأبرياء.

من المرجح أن كل المكونات بدأت تصل الى نتائج مفادها؛ أن عليهم الاعتماد على أنفسهم في الوصول الى صيغة تفاهم مع دمشق، وأن القوى الخارجية لا يمكن أن تقدم لهم شيئاً، فهذه القوى تستغل هذه المكونات لتحقيق مصالحها، من خلال تحسين الشروط لعقد اتفاق مع الحكم الانتقالي في سوريا والتخلي عنهم بأي لحظة، ولذلك يجب على كل المكونات أن تجد الطريق الى التفاهم مع دمشق، حتى يهدأ النابض الاجتماعي ويعود الى طبيعته، وهذا لا يعني التماهي مع كل ما يقوم به الحكم الجديد، فيمكن اتخاذ موقف المعارضة تحت سقف الوطن بدون الاستقواء بالخارج، او طلب الحماية الدولية والتي لم تتوفر لغيرهم حتى تتوفر لهم.

إن اخطر ما يجري اليوم في سوريا هو قيادة رجال الدين لحركة المجتمع، واستبعاد النخب السياسية المثقفة، القادرة على صياغة عقد اجتماعي جديد بين السوريين؛ يؤسس لدولة المواطنة، وهذا الأمر لا ينسحب فقط على المكونات وانما على الدولة، فالمراقب يستطيع أن يلحظ بسهولة تغلغل الفكر الديني في مفاصل الدولة الجديدة بشكل مبرمج، وكيف يتسرب تدريجياً الى مؤسسات الدولة الأساسية ويمسك بخناقها؛ مثل الجيش والأمن والشرطة، إضافة الى المفاصل المدنية؛ كالبلديات والمحافظات وغيرها، حيث امسك بكل هذه المفاصل شيوخاً يديرونها، وشيوخاً يحاضرون بالدفعات المتخرجة من قوى الجيش والأمن والشرطة حيث يقومون بتوجيه الخريجين وفق ايدلوجيا دينية واضحة المعالم، تبشر بولادة دولة دينية.

الأجدر بالسوريين، كل السوريين على اختلاف مشاربهم، خصوصاً اولئك الذين يسعون لإقامة دولة مدنية ديمقراطية ترك مشاحناتهم جانباً، والتصدي لهذه الظاهرة والتي قد تقضي بشكل تام على ما تبقى من حلم السوريين في بناء دولة المواطنة بعيداً عن الدين والانتماءات المذهبية والاثنية، ولذلك على كل القوى الاجتماعية التي تؤمن بدولة المواطنة من كل المكونات؛ التوافق على ثلاث قضايا أساسية، أولاً وحدة الأراضي السورية، ثانياً؛ الابتعاد عن الاستقواء بالخارج، ثالثاً؛ بناء جبهة داخلية قوية متراصة تأخذ على عاتقها مواجهة السياسة الممنهجة لإنتاج دولة دينية. أي النضال، تحت سقف الوطن وفقط تحت سقف الوطن، من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية. ولا شك أن هذا النوع من الحراك الاجتماعي سيشكل مع الزمن المدخل لإنتاج المجتمع المدني السوري، بعيداً عن المحاصصة الطائفية والإثنية.



#ثائر_أبوصالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملاحظات على الإعلان الدستوري
- الديمقراطية وأهم معوقاتها- النموذج السوري
- بين النصر الأخلاقي والعسكري للثورة السورية
- صراع الاستراتيجيات في الشرق اوسط
- فاجعة مجدل شمس والدروس المستفادة
- بين الحقيقة وظلالها
- سر النفس البشرية
- رحلة البحث عن الحقيقة
- الوجود بين الوهم والحقيقة
- الموقف السوري من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
- الطريق الى معرفة الله في الفكر التوحيدي
- بين الهوية والانتماء
- آفة التطرف
- عناق الدب
- ثورة جبل العرب في سوريا
- من نحن؟
- التداعيات المحتملة للتقارب السعودي الإيراني
- مفهوم اللانهاية في الرياضيات وفكرة الألوهة
- قراءة في المستجدات على الساحة السورية
- قراءة سريعة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة


المزيد.....




- بيتكوين تسجل أعلى مستوى لها يفوق 109 آلاف دولار
- تجنب وصف بوتين بـ-مجرم حرب-.. وزير الخارجية الأمريكي يدخل في ...
- شاهد نجمة اليوتيوب -المعلمة راشيل- تغني مع طفلة مبتورة القدم ...
- مصر: الحكم الغيابي الأخير بحق السياسي هشام قاسم يكرس لنمط مت ...
- مصري يُدان بالمساعدة في تهريب أكثر من 3,000 مهاجر إلى أوروبا ...
- -إقامة دولة إسرائيل-... جملة في امتحان الباكالوريا تقود لتحق ...
- هل تحول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى -ترند- اجتماعي؟ ...
- تنديدات واستدعاء سفراء بعد طلقات في اتجاه دبلوماسيين في جنين ...
- روبيو: قطع الاتصالات بين قوتين نوويتين تصرف غير مسؤول والحوا ...
- تايوان.. الكشف عن أول -روبوت ممرّض-!


المزيد.....

- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر أبوصالح - قراءة سريعة في آخر المستجدات على الساحة السورية