أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - ذلك هو الفقد ابا السجاد ..!















المزيد.....

ذلك هو الفقد ابا السجاد ..!


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 11:06
المحور: الادب والفن
    


الى / السيد اكرم نعمة كليب آل بو حية

يا لجرح الفقد ، أي فقد .. اسمع تلك النواحة النائحة ، وهي تشحن مفرداتها الناحبة القلقة ، وتختتمها بعباراتها الشاردة الواردة مرددة: (ماي وتبده!) . ذلك هو الفقد ابا السجاد ..!
الى / السيد اكرم نعمة كليب آل بو حية

يا لجرح الفقد ، أي فقد .. اسمع تلك النواحة النائحة ، وهي تشحن مفرداتها الناحبة القلقة ، وتختتمها بعباراتها الشاردة الواردة مرددة: (ماي وتبده!) .
الحسرات سيدي طافحة بتلك الشرقة ، بتلك الشهقة ، بذلك الانين المموسق المتحشرج (الونين) ، وهو يصب عليك سياطا من مخاضات الدهر ، ليعلن عن سلافة البكاء التي يمتص شيئا من نقمتك بعد فقد الفقد ، لتوغل من جديد في متاهات الغربة . فلا طعم سائغ بعدك ، ولا نوم هانئ دونك ، ولا حلو مر بغيابك ... فهذه بعد انثيالات الموت الذي لا يعبأ بنا ، تقليعاته وصوره ومشاهده التي لا تستحي ، ولا تعير اذنا لأصواتنا التي تنوش ذلك الأفق النائي ، ونحن نوغل في الصراخ والعويل والندب.. انه الموت بغرابته وغرائبيته ومشاكساته وتهويماته ومباغتاته التي لم تترك لك فسحة لإعادة النظر بوجودك ، ولو للحظة ! انه الموت الذي يعي جيدا ما يعتور قلوبنا ، ويبصر احتراق انفاسنا اللاهبة ، ونظراتنا التي تحرق كل شاخص يعي جيدا ان تحط عيوننا المرتجفة برحالها غير المستقر ، عيوننا المصدومة الموهومة المرتعشة من هول الصدمة ، ومن جلل ووقعة الخبر ، وبقايا ذلك الفراغ الذي سيستعمرنا لا محالة ! ومخالب الذئاب التي ستبقي دورة مخالبها في ثنايانا ..
تلك المرارة التي بدت تسري بيّ ، التي اجهزت على كل شيء ، والتي لازمت كل شيء ، التي تحيلك الى ذلك الحزن الطافح القائم الملازم الخالص الذي يكشف عن غربة الروح ، وانتهاك سرائرها ، وافلاسها من كل شيء ، بعدما يمسي العمر خريفا كالهشيم المنتشر المديد ، او ما تبقى من نثار وخلاف ذلك الحريق الكبير ، او ذلك العصف الذي لا يرحم ، والجراد الذي لا يعبأ بحرمة او جهد ، ليحيل كل الأشياء كلوحة اشبه بسكون المقابر .
هيا اطلق صرخاتك ، فليس سوى عويل الروح ، وارتجافة تلك النياط المستعرة ، التي راحت تبعث فيك الجزع الذي سيلازمك ما حييت ! لا يغرنك ذلك الحياء الذي يتلبسك ، اطلقها نشجات في حضرة النحيب ، فما عاد ما يطفئ لظى القلب أيها النائحة الثكلى .. العبارات السياط التي تنهال عليّ ، يكررها ذلك الانين القادم من سويداء النفس ، عبارات وتمتمات واقوال اسمعها هنا ، تشير علي واشير عليها (راح من اديه) أيها الحادي خفف الوطء ، ما لهذا الظعن يسهم في العجالة وكأنه قد تقمص صورة البرق ، فالتابوت الذي يضم القلب سيحط رحاله هناك ، في وادي السلام ، ولم يترك سوى بعض صور قلقة لا تعرف مكانا للقرار .
سأكون هذه المرة حاذقا واتلاعب بالمشهد ، لأنقله من دائرة الأخ ، الى الابن الأكبر ! الم نسمعهم يقولون : ( إن الأخ من الآلآلآلآخ ...) وأقول : (الآن انكسر ظهري، وقلت حيلتي، وشمت بي عدوي ..) انا هنا اغير المعادلة التي اسمعها لمرات ومرات ! كيف ذلك سيدي، وانت الذي لم تركعك الظروف ، ولا ويلات الدهر ، ومطارق الزمن ، او سياط الغدر... فلطالما كنت اسمع همسك البعيد (دكات الوكت بيسن بهماي..) ! كنت ابصرك بعدما تلقيت الخبر الجلل ، فلم تتوان في خوض بطولاتك ومنازلاتك ومعاركك الحاسمة القاصمة .. نعم ، كنت ابصرك جيدا ، وانت تتقرفص كنعامة سقطت بعدما تناهشتها مخالب الصقور .
ايذاك المسمى بالسرطان ، كان الاجدى بك ان تبرز اليّ أولا ، بعدما يمسي صدري جُنة لذاك الغض الطري ، كان الاجدى ان تكون العدالة قائمة في المجابهة ، كيما نحقق ذاك النزال بين الاب وذاك الجبروت الذي لا يرحم ، الذي قهر الدهر ، واذعنت امامه كل خيارات الانام .
اذا كانت حجتك بان الله تعالى قد اذل عباده بالموت ، وقهرهم ، وتحدى طغيانهم بجيوش يتقمصون اسمك ، فلا اعتراض سيدي امام تلك المشيئة ، وهذا الاجل ، وهذه اللامحالة ! ولكن ، كان من الأولى ان تبدأ بالأب ، دون الولد ، ولا تحسبني مؤملا ومغيرا لإرادة الله سبحانه ، بقدر ما هي هفوة لوالد مفجوع يرنو الى استحصال بعض الصور البعيدة .
اللهم إن الأمر أمرك ،والخلق خلقك ، والقضاء قضاؤك ، ولا حول ولا قوة لنا إلا بك .
كان بودي أيها المارد ان اطلعك على ما تبقى من تلك المملكة المهشمة المحتضرة التي اسكنها ، فليس سوى احراش كانها الهشيم وبيوت كانها القبور ومواطن تحتضن الغياب

الحسرات سيدي طافحة بتلك الشرقة ، بتلك الشهقة ، بذلك الانين المموسق المتحشرج (الونين) ، وهو يصب عليك سياطا من مخاضات الدهر ، ليعلن عن سلافة البكاء التي يمتص شيئا من نقمتك بعد فقد الفقد ، لتوغل من جديد في متاهات الغربة . فلا طعم سائغ بعدك ، ولا نوم هانئ دونك ، ولا حلو مر بغيابك ... فهذه بعد انثيالات الموت الذي لا يعبأ بنا ، تقليعاته وصوره ومشاهده التي لا تستحي ، ولا تعير اذنا لأصواتنا التي تنوش ذلك الأفق النائي ، ونحن نوغل في الصراخ والعويل والندب.. انه الموت بغرابته وغرائبيته ومشاكساته وتهويماته ومباغتاته التي لم تترك لك فسحة لإعادة النظر بوجودك ، ولو للحظة ! انه الموت الذي يعي جيدا ما يعتور قلوبنا ، ويبصر احتراق انفاسنا اللاهبة ، ونظراتنا التي تحرق كل شاخص يعي جيدا ان تحط عيوننا المرتجفة برحالها غير المستقر ، عيوننا المصدومة الموهومة المرتعشة من هول الصدمة ، ومن جلل ووقعة الخبر ، وبقايا ذلك الفراغ الذي سيستعمرنا لا محالة ! ومخالب الذئاب التي ستبقي دورة مخالبها في ثنايانا ..
تلك المرارة التي بدت تسري بيّ ، التي اجهزت على كل شيء ، والتي لازمت كل شيء ، التي تحيلك الى ذلك الحزن الطافح القائم الملازم الخالص الذي يكشف عن غربة الروح ، وانتهاك سرائرها ، وافلاسها من كل شيء ، بعدما يمسي العمر خريفا كالهشيم المنتشر المديد ، او ما تبقى من نثار وخلاف ذلك الحريق الكبير ، او ذلك العصف الذي لا يرحم ، والجراد الذي لا يعبأ بحرمة او جهد ، ليحيل كل الأشياء كلوحة اشبه بسكون المقابر .
هيا اطلق صرخاتك ، فليس سوى عويل الروح ، وارتجافة تلك النياط المستعرة ، التي راحت تبعث فيك الجزع الذي سيلازمك ما حييت ! لا يغرنك ذلك الحياء الذي يتلبسك ، اطلقها نشجات في حضرة النحيب ، فما عاد ما يطفئ لظى القلب أيها النائحة الثكلى .. العبارات السياط التي تنهال عليّ ، يكررها ذلك الانين القادم من سويداء النفس ، عبارات وتمتمات واقوال اسمعها هنا ، تشير علي واشير عليها (راح من اديه) أيها الحادي خفف الوطء ، ما لهذا الظعن يسهم في العجالة وكأنه قد تقمص صورة البرق ، فالتابوت الذي يضم القلب سيحط رحاله هناك ، في وادي السلام ، ولم يترك سوى بعض صور قلقة لا تعرف مكانا للقرار .
سأكون هذه المرة حاذقا واتلاعب بالمشهد ، لأنقله من دائرة الأخ ، الى الابن الاكبر ! الم نسمعهم يقولون : ( إن الأخ من الآلآلآلآخ ...) وأقول : (الآن انكسر ظهري، وقلت حيلتي، وشمت بي عدوي ..) انا هنا اغير المعادلة التي اسمعها لمرات ومرات ! كيف ذلك سيدي، وانت الذي لم تركعك الظروف ، ولا ويلات الدهر ، ومطارق الزمن ، او سياط الغدر... فلطالما كنت اسمع همسك البعيد (دكات الوكت بيسن بهماي..) ! كنت ابصرك بعدما تلقيت الخبر الجلل ، فلم تتوان في خوض بطولاتك ومنازلاتك ومعاركك الحاسمة القاصمة .. نعم ، كنت ابصرك جيدا ، وانت تتقرفص كنعامة سقطت بعدما تناهشتها مخالب الصقور .
أيذاك المسمى بالسرطان ، كان الاجدى بك ان تبرز اليّ أولا ، بعدما يمسي صدري جُنة لذاك الغض الطري ، كان الاجدى ان تكون العدالة قائمة في المجابهة ، كيما نحقق ذاك النزال بين الاب وذاك الجبروت الذي لا يرحم ، الذي قهر الدهر ، واذعنت امامه كل خيارات الانام .
اذا كانت حجتك بان الله تعالى قد اذل عباده بالموت ، وقهرهم ، وتحدى طغيانهم بجيوش يتقمصون اسمك ، فلا اعتراض سيدي امام تلك المشيئة ، وهذا الاجل ، وهذه اللامحالة ! ولكن ، كان من الأولى ان تبدأ بالأب ، دون الولد ، ولا تحسبني مؤملا ومغيرا لإرادة الله سبحانه ، بقدر ما هي هفوة لوالد مفجوع يرنو الى استحصال بعض الصور البعيدة .
اللهم إن الأمر أمرك ،والخلق خلقك ، والقضاء قضاؤك ، ولا حول ولا قوة لنا إلا بك .
كان بودي أيها المارد ان اطلعك على ما تبقى من تلك المملكة المهشمة المحتضرة التي اسكنها ، فليس سوى احراش كأنها الهشيم وبيوت كأنها القبور ومواطن تحتضن الغياب



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصداء ما بعد الاحتفاء
- رواية (منذ 1927 ) خارج دائرة النقد
- البصرة ، شجرة الأسماء وثريا الصفات مقاربات في كتابات الراحل ...
- لقد تقاسموا العالم أيها القيصر !
- لا تأمن ملمسها ، ستنفرط حبات مسبحتك لا محالة !
- فيصل شريف فارس الذكريات
- اطلاقة الرحمة على البرتقال
- نسألكم الدعاء شيخنا !
- رسالة إلى البطل طالب خزعل (سيمفونية عمارتليه) :
- ماتت النكتة يا طارق الجوزي ..
- شهد
- الحاج اديب نظرة في الكتاب الكريم
- التدبر سر المعرفة
- الفكر الموسوعي لدى الحاج محمد اديب كاظم
- من دير العاقول الى المفتول *
- ورقة نقدية احتفاء بادباء الزبير وابي الخصيب
- أخيرا رحل طائر السعف
- علاء المرقب ( الازميل والخشب الطري )
- الشاعر علي الياسري .. مظان التجلي
- (ريوق بروليتاري)


المزيد.....




- العراق ضيف الشرف.. ما أسباب تراجع المشاركة العربية في معرض ط ...
- العراق حاضر بقوة في مهرجان كان السينمائي
- رئيس الوزراء الإسباني يتهم -يوروفيجن- بـ-ازدواجية المعايير- ...
- بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
- نيكول كيدمان محبطة من ندرة المخرجات السينمائيات
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ28 لمهرجان فاس للموسيقى ال ...
- مهرجان كان: موجة الذكاء الاصطناعي في السينما -لا يمكن إيقافه ...
- عبد الرحمن أبو زهرة اعتُبر متوفيا.. هيئة المعاشات توقف راتب ...
- عمر حرقوص يكتب: فضل شاكر.. التقاء الخطَّين المتوازيين
- فريق بايدن استعان بخبرات سينمائية لإخفاء زلاته.. وسبيلبرغ شا ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - ذلك هو الفقد ابا السجاد ..!