أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - نسألكم الدعاء شيخنا !














المزيد.....

نسألكم الدعاء شيخنا !


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 12:20
المحور: الادب والفن
    


يا لتلك الخطى الجامحات الوجلات المترددات المتوجسات الهائمات المسبحات المحوقلات المهللات ... اهي الغبطة سيدي، وانا استحضر صورتك الوالهة الصاعدة التي تشق درب الخلود بعباءة لا تستر الا بقايا عظام ؟ لم تخلف تلك الخطى التي تمضي على استحياء الى حصيات تصرخ على الارصفة ، وكأنها تترك بعض استغاثات من ذنوب . هذا الحثيث المشبع بالأسى الذي يموء فيك ، يتأرجح بحيرته بين الذكر والفكر ، لعله بعض من اصداء كنت ترسلها الى من تحب ، لكنك تلتقي بذات الصوت الذي يعيد انشودة لطالما انحبست فيك . ركائب النفس التي توغل صاعدة نحو كعبة الخلود ومثابة الإباء ، تمتطي ما تبقى من العظام التي تمد جسورها لتعلن عن هذا الجسد الذي يفصح هو الآخر عن ملحمة العشق الإلهي ، في حضرة ذلك التوق الذي يسبح بفيوض هذا المشهد الداكن .
انا على يقين قاطع لا يقبل الظن او الإحالة ، من انك عقدت العزم على المسير الكربلائي الطويل ، نحو مثابة التجلي التي تجعلك لا تكتفي بكربلاء واحدة ، فالكربلاءات سيدي عامرة بنا ، لا تفتأ ان تعيد ترنيمتها القديمة الجديدة ، بعدما جرب البكاء ادواره في كل ثنايا الأرض ، ولكنه اخفق وابى ليحط رحاله ها هنا في العراق ، فلا يليق الحزن الا بالعراق ، ولا تقام مشاهد البكاء الا في العراق .. المهم ان سر السر يكمن هنا ، وان لغز الحياة مخزون تحت ثنايا هذه الأرض التي ما انفكت تعيد على البشر مشهدا لا يليق الا بارض الطفوف .
انطلقت بعباءة سوداء وجلباب اسود ، تخترق جموعا سودا ، ومواكب لا تلتقي اطياف الوانها ، ولا تحتفي اشكالها الا بالسواد ! الرايات الملابس اليافطات بل حتى ان انطلاقتك ، قد افصحت عن اسم السواد ، فلقد كان ( سوق سوادي) هو من احتفى بالخطوة الأولى لمسيرتك الاربعينية !
لطالما نعيش سيدي لبسا محيرا ، ونسأل على استحياء : اتمتطيك الفطرة (ابا علي) ، ام انت من يمتطيها ؟ لعل هذا السؤال الحيرة قد شاطرني به بعض من أسماء عرفتك عن قرب ، حتى شكلت لك ، بل قل : شكلت لها انموذجا في سياق الشواهد ، فكنت الحاضر المهيمن المتسيد على جل امثالنا واستشهاداتنا ، لا اعلم هل ان مثل هذه الحالة الفريدة قد حلت علينا بعد سلسلة المآزق التي فتكت بنا ، ام ان ذلك التسويف والتجهيل واللاابالية قد عصفت بنا ، فجعلتنا لا ننظر الى البياض الحقيقي الا بعين عوراء واحدة ؟ لعله سؤال او اشكالية تؤكد على انتقال الفطرة البياض ، والتلقائية السجية الى عالم آخر نجهل معالمه ، نجهل عوالمه ! وعليه رحنا نعزي انفسنا بما تبقى من ارهاصات الطفولة ، وانسلاخ ما بعد عسيل العمر الذي تجسد بكبار السن من اجدادنا وآبائنا .
امض سيدي ، فالكبرياء تليق بالمتواضعين الزاهدين ، الذين يتركون دروسهم العظات الى طلابها ، وبلا مقابل ، سوى ما ترسمه يد الاله القدير ، هيا اضرب مثلك ، وركز موقفك ، واشخص بذلك السمو ، وتلك الرفعة التي حملها شخصك النحيل بصرورته ، والعظيم الفحل بما يحوي ويحتوي ، فهنيئا لأمثالك من الزاهدين ، وطوبى للعاشقين الهائمين الذين يذوبون في حب الحسين .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى البطل طالب خزعل (سيمفونية عمارتليه) :
- ماتت النكتة يا طارق الجوزي ..
- شهد
- الحاج اديب نظرة في الكتاب الكريم
- التدبر سر المعرفة
- الفكر الموسوعي لدى الحاج محمد اديب كاظم
- من دير العاقول الى المفتول *
- ورقة نقدية احتفاء بادباء الزبير وابي الخصيب
- أخيرا رحل طائر السعف
- علاء المرقب ( الازميل والخشب الطري )
- الشاعر علي الياسري .. مظان التجلي
- (ريوق بروليتاري)
- النص والصورة
- فاروق عبود حمدي
- الليل طويل يا حمد
- الصالون الرياضي في البصرة (المنطلق والهدف )
- حب في درجة 50 مئوي
- خربشات
- عبدة الشيطان
- ما قالته الدموع الهوامل في رثاء (رعد هامل) :


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - نسألكم الدعاء شيخنا !