محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 00:13
المحور:
الادب والفن
ثَمَّةَ بُعدٌ ثامنٌ
لا يُرى بالخرائطِ،
لا يُقاسُ بخطوطِ الطولِ،
ولا يعترفُ بزمنِ الساعةِ الخامسةِ في المطاراتْ...
بُعدٌ
يسكنُ العينَ حينَ ترى الأحبّةَ
ثم لا تراهم...
ويختبئُ في المرايا
حينَ لا يعرفُكَ وجهُك،
ولا تسألُهُ عن اسمِك الأولْ!
ثَمَّةَ غُربةٌ
ليست عن وطنٍ
ولا عن أمٍّ تنتظرُ الهاتفَ
ولا عن مقعدِ الدراسةِ
ولا عن بابِ الطفولةِ المُغلقْ...
بل عنكَ
أنتَ...
حينَ تقرأُ شعركَ
ولا تشعرُ أنَّك كتبتَه،
حينَ تضحكُ
كيلا ينهارَ الداخلُ
في نحيبٍ بلا صوتْ...
ثَمَّةَ بُعدٌ ثامنٌ
حينَ تكونُ بينَ الجميعْ
وتُحاورُهمْ
بلكنةِ القلبِ المكسورْ،
حينَ تصافحُ كفًّا
وتنسى إن كنتَ حيًّا
أو مجرّدَ عابرٍ في اللاشيءِ الكبيرْ...
الغربةُ...
أن تشتاقَ
ولا تعرفَ لِمَن؟
أن تُطفئَ النورَ
لتهربَ منكَ،
فتراكَ في العتمةِ أوضحْ!
أن تكتبَ رسالةً
ولا تجدَ بريدًا
ولا طريقًا
ولا حتى اسمًا
في آخرِ السطرْ...
ثَمَّةَ بُعدٌ ثامنٌ للغربة
هو أنت
حين تُجيدُ التمثيلَ
حدّ التصفيقْ...
لكنّك وحدكَ
تعودُ إلى سريرِك
عارياً من كلِّ دورْ
إلا... من وَجعِكَ الحقيقي...
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟