أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - طقوس السياسة مسرحية شعرية رمزية غنائية – في طقسٍ واحد من الدخان














المزيد.....

طقوس السياسة مسرحية شعرية رمزية غنائية – في طقسٍ واحد من الدخان


عبير خالد يحيي

الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 17:26
المحور: الادب والفن
    


المشهد التعريفي – (إضاءة خافتة، موسيقى ناعمة كأنها تتذكر شيئًا نُسي)

الراوي (يخرج من بين طبقات الظل، صوته كأنّه ينفض الغبار عن ذاكرة الطقوس): في هذا المكان الذي يشبه كلّ قاعةٍ نسينا أن نخرج منها... تبدأ الحكاية لا لتُروى، بل لتتكرّر.

هؤلاء هم الشخوص... أو الظلال:

الظلّ الكبير:
صوتٌ يتقدّم، لا نعرف إن كان يمشي إلى الأمام أو يعود إلى الوراء.
يحمل وجوهًا عدّة، يلوّح للفراغ، ويظنّه جمهورًا.

صوت الستائر:
ريحٌ مدجّنة، تُحرّك الأشياء دون أن تخلّ بالنظام.
تعرف كيف تخنق الحرية برفّة قماش.

الرسول الورقي:
مبعوث الكلمات الأخيرة.
يحمل أخبارًا تأتي دومًا بعد فوات الحريق.

كاتب الريح:
كاتبٌ لا يوقّع، يكتب على هواء الانتظار.
بين "سوف" و"ربما" يمحو حبر القرارات بأصابعه.

هامش المقاعد:
هو من لا يجلس، لا يتكلّم، لا يُعدّ.
لكنه يُثقِل النصّ بنبضٍ لا يُرى.

الراوي:
أنا… ظلّ القارئ حين ينسى أن يصفّق.
ضميرٌ يسيرُ على أطراف اللغة،
ويحمل شمعة ذائبة لطقس لا ينتهي.


(ينسحب الراوي إلى الخلف، وتبدأ الإضاءة بالتقطّع، كما لو أنّها تتنفّس.)



(المشهد الأول – إضاءة خفيفة على أرض تشبه طاولة مربعة تخفي استدارة العالم) الراوي (يهمس إيقاعيًا):
حين ترتدي الكراسي وقارَ الصمت،
ويُصفَّف الهواءُ في نشراتِ الندم،
تبدأ الطقوسُ…
بلا بداية،
وتنتهي…
في منتصف الحكاية.



(المشهد الثاني – الظل الكبير يدخل بخطى منسوجة من غبار) الظل الكبير (يغنّي بنبرة زجاجية):
أتيتُ، أصلًا لم أذهب،
أقيمُ هنا... في اللامكان.
أحملُ وجهي مثل قناع،
وألوّحُ للحائطِ ..
أحيّي الخريطة!

كلُّ شيءٍ معلّقٌ في الهواء،
حتى أنا...
حتى أنا.



(المشهد الثالث – الستائر تتحرّك من تلقاء ذاتها) صوت الستائر (يتردد كأنفاس داخل أنبوب):
لا تفتحوا النافذة...
فالصوتُ لا يحتمل الحرية.

دعوا الصدى يهدهد البيان،
دعوا الضجيج ينامُ
تحت وشاح الأمان.

نحنُ نحبّ الخطب...
حين تُلقى على وسادة!



(المشهد الرابع – الرسول الورقي يدور كدوّامة أوراق صفراء) الرسول الورقي (بغنائية متكسّرة):
وصلتُ متأخرًا، كالعادة،
وبيدي لفافةٌ من سُخام.

قالوا: اقرأها…
قلت: لا يُقرأ الرماد.
قالوا: بل ألقِها على الملأ.
قلت: لم يبقَ من الملأ أحد.



(المشهد الخامس – كاتب الريح يخرج من تحت المنصّة) كاتب الريح (ينشد كأنه يطبع على طبلة خفية):
كتبنا القرارَ على ظلالِ أكتافنا،
ورسمنا الرفضَ بحبرِ الأمل.

قلنا: "سوف"...
وقلنا: "ربما"...
ثم ختمناها بـ"الحكمة تقتضي أن ننتظر التوقيت المناسب."

وها نحن نعيشُ...
بين سوف وربما.
وننام بانتظار توقيت منسي.



(المشهد السادس – مقعد فارغ في ركنٍ لم يُضاء بعد، يظهر الصوت) هامش المقاعد (ينشد كأن قلبه منفًى):
نحنُ الذين بلا أسماء،
نُدرج في البيان كملاحظات.

نحنُ الجهةُ التي لا تُبثّ،
والفاصلةُ التي لا تُقرأ،
نحنُ ظلُّ السؤال
في نصٍّ محذوف.



(المشهد السابع – الظل الكبير يجلس وحيدًا، ويفتح سترته) الظل الكبير (بنشيد داخلي، متلعثم النغمة):
من أنا بعد انتهاء التصفيق؟
ما جدوى أن ألوّح…
ولا أحد ينظر؟

كم خريطة لبستها ولم أبلغ الطريق؟
كم قصيدة قرأتها على جدار لا يسمع؟
أنا الزعيم...
من أقنع نفسه بالتصفيق.



(المشهد الأخير – الراوي يخرج من بين الأوراق المتساقطة، يحمل شمعة ذائبة) الراوي (يغني كأنّه يرثي الطقس):
تمّت الطقوس،
كُسرت الكؤوس،
ونُسي المدى على أعتابِ الوعود.

سجِّلوا هذا الحبر في دفتر الريح،
واطووا هذا الضوءَ في منديلِ الغياب،
فما عاد في القاعة إلا الفراغ…
وأنا.



#عبير_خالد_يحيي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من رماد الحرب ينهض الوطن... ومن بين الركام تتفتح زهرة اسمها ...
- طقوس النور
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ...
- تيه الذات واستعادة الكينونة دراسة ذرائعية مستقطعة في رواية ( ...
- حين تتغير الأصداء: هل تحيا الرسالة خارج زمكانها؟ بين الذرائع ...
- سرد الأحلام : آلية للتحوّل النفسي والتمرّد الاجتماعي في رواي ...
- الساحل السوري بين المؤامرة والانقلاب: حين كشف الغبار الحقيقة
- سوريا.. معركة الوحدة في مواجهة رياح التقسيم والعقوبات والتحر ...
- سوريا بين فكي العاصفة: تحديات الداخل والخارج
- بين المبدأ والانتهازية.. الفن حين يكشف الوجوه الحقيقية
- تجليات العزلة والاعتراف في السرد الوجداني : قراءة في بناء ال ...
- مي سكاف: نجمة الحرية التي أبت أن تنطفئ
- حسن نصر الله: زيف إيران الذي احترق بنيران الحقيقة
- أدب الرحلات المعاصرة: سفر في الجغرافيا والذات دراسة ذرائعية ...
- اغتيال الحريري: الرصاصة التي فجّرت لبنان
- (ألفيّة القس جوزيف إيليا) بين هندسة الشكل وجمالية القيَم في ...
- مجزرة حماة 1982: إبادة جماعية بأوامر الأسد وجرح لم يندمل
- الروح الضائعة في اللحن المكسور : بين الشغف والتضحية دراسة ذر ...
- مأساة الأطفال المختطفين من أبناء المعتقلين في سوريا: جريمة إ ...
- النقد وأدب الذكاء الاصطناعي


المزيد.....




- إدريس سالم في -مراصدُ الروح-: غوص في مياه ذات متوجسة
- نشرها على منصة -X-.. مغن أمريكي شهير يحصد ملايين المشاهدات ل ...
- رد حاسم على مزاعم وجود خلافات مصرية سعودية في مجال الفن
- أخيرًا.. وزارة التعليم تُعلن موعد امتحانات الدبلومات الفنية ...
- فيلم -Eddington- المثير للجدل سياسيًا بأمريكا يُشعل مهرجان ك ...
- وزيرة الثقافة الروسية لم تتمكن من حضور حفل تنصيب البابا
- مخرج فلسطيني: الفن كشف جرائم إسرائيل فبات الفنانون أهدافا لج ...
- لوحة سعرها 13.2 مليون دولار تحطم الرقم القياسي لأغلى عمل لفن ...
- كفى!
- وداعًا أيها السلاح: لو عاد همنغواي حياً ماذا كان سيكتب؟


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبير خالد يحيي - طقوس السياسة مسرحية شعرية رمزية غنائية – في طقسٍ واحد من الدخان