علي إبراهيم آلعكلة
كاتب
(Ali Ogla)
الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 09:37
المحور:
الادب والفن
رآها من قبل،
في زمنٍ لا يذكر ملامحه،
ربما كان حلمًا...
أو ظلًّا مرّ من ضوء الروح.
لكنّه يعرفها.
توقّفا، لحظةً،
سكنت فيها الأنفاس،
ثمّ التقت العيون،
واهتزّت الدموع في الأحداق كوميض
برقٍ في سماء هادئة.
قالت عيناهما:
"نعم، أنتَ أنت"
وتعجّب الكونُ من هذا الاعتراف الصامت.
انسلّا من الزمان،
وجلَسا في عزلةٍ عن الذاهبين والعائدين.
كان المساء ثقيلاً...
والدخان يغمره بغموض رمادي،
يطلي الأفق بالسكون.
في الجوار...
غرباء تائهون لا وجهة لهم،
يعبرون شرقًا... وغربًا...
لكن لا أحد مهتم،
ولا أحد يُبصر تلك النار التي تتّقد بينهما.
قال لها:
"ها نحن نلتقي،
بعد شتاتٍ طويل،
أهلكَنا الزمان، لكنّه أعادنا،
ما أقسى تلك الأيام!"
اقتربا،
حتى ذاب الجسد في الجسد،
والروح في الروح.
في لحظةٍ،
أدركا أنّ السعادة ليست من العالم الذي يعرفانه،
بل من عالمٍ آخر،
عالمٍ لا يُقاس بالساعة أو بالدقيقة،
بل بنبض القلب حين يجد نصفه الضائع.
إنهما الآن روحان في جسدٍ واحد،
وكل أمسيةٍ تمرّ عليهما
تعوّض كل ما فقداه في الدنيا،
في عالمٍ لا نهاية له،
لا تغيب شمسه،
ولا يأفل قمره.
تمنّيا لو لا تنقضي هذه اللحظة،
وهذا ما كان...
فأماسي البرزخ
لا نهاية لها.
#علي_إبراهيم_آلعكلة (هاشتاغ)
Ali_Ogla#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟