أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي إبراهيم آلعكلة - مذكّرات صقر (عن قصة حقيقية)














المزيد.....

مذكّرات صقر (عن قصة حقيقية)


علي إبراهيم آلعكلة
كاتب

(Ali Ogla)


الحوار المتمدن-العدد: 8310 - 2025 / 4 / 12 - 08:12
المحور: الادب والفن
    



في إحدى حارات بغداد العتيقة، وفي بيتٍ تغمره المحبة والبساطة، وُلد الطفل الذي ستتعلق به القلوب يوماً. عمت الفرحة البيت، وعلت الزغاريد من أفواه الجيران، ونُحرت الذبائح كما تجري العادة في تلك المناسبات. كبر الطفل بين أزقة المدينة القديمة، وتربّى على الأصالة والكرامة، حتى غدا شاباً يافعاً، تطلّ من عينيه أحلامٌ واسعة وطموحات لا تعرف المستحيل.
في أحد الأيام، لمحت عيناه فتاةً من الحي، ونظرتهما التقت في لحظة خاطفة حُفرت في القلب. لم تكن نظرة عابرة، بل كانت بداية شيء غامض، عميق، وعصيّ على التفسير. وبعد ترددٍ طويل، وتصارعٍ داخلي مع الخجل والخوف، قرر أن يكتب لها رسالة... فقد كانت تلك وسيلة العشاق في زمنٍ بلا هواتف، بلا رسائل إلكترونية، فقط ورقٌ يحمل القلب والحبر.
بدأت بينهما رحلة حبّ بريء، كل رسالة كانت موعداً، وكل كلمة وعداً. أحبها من قلبه، بصدقٍ نادر، لكنها كانت تعلم جيداً فقر حاله، وتعلم أن الزواج ليس حلماً سهلاً. ومع ذلك، تمسكت به، ورفضت كل من تقدم لها، حتى استغرب أهلها من هذا الإصرار العجيب.
وذات صباح، وقعت عينه على إعلان في الجريدة: "فتح باب التقديم لكلية القوة الجوية العراقية – دورة الضباط الطيارين." كان قد أنهى الثانوية للتو، ولم يتردد. توجّه إلى مراكز التقديم، واجه الزحام والاختبارات الصعبة، لكنه لم يكن ليتراجع. اجتاز الفحص الطبي والبدني، وأخبروه أن ينتظر النتيجة.
خلال تلك الأيام الثقيلة، ظل يكتب لحبيبته، يشكو لها القلق، ويهديها الأمل. وأخيراً، جاء الخبر المنتظر: "لقد تم قبولك في الكلية الجوية." كانت تلك لحظة فاصلة في حياته، بداية حلمه، وبداية طريق الخطر.
تخرّج بتفوق، وبدأ رحلته في الطيران على متن الطائرات المقاتلة، في أواخر الحرب العراقية – الإيرانية. لم ينسَ وعده لها، فتقدم لخطبتها، وتمت الخطوبة على أمل الزواج بعد عام.
وفي ليلة شتوية باردة من عام 1987، عند الساعة العاشرة، دوّى جرس الإنذار في القاعدة الجوية: "هدف معادٍ فوق الخليج." أقلع بطائرته خلال دقائق، ووجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الطائرة المعادية. خاض معركة جوية شرسة، أسقط فيها الهدف... لكن فرحته لم تكتمل.
لاحظ انخفاضاً حاداً في الوقود، وأبلغ مركز القيادة. حاول العودة، لكن الطائرة اختفت من على شاشات الرادار. بدأت عمليات البحث، ومرت الأيام ثقيلة، حتى وصل الخبر: "سقطت الطائرة في البحر... ولم يُعثر على جثمانه حتى اليوم."
في غرفته بالقاعدة، وُجد دفتر مذكراته. كانت آخر صفحة فيه تحمل كلماتٍ تمزق القلب:
"أشعر بضيقٍ في نفسي... يا رب، ساعدني أن أجتاز الصعاب في حياتي. يا رب، اجمعني بها في بيت واحد... إنك على كل شيء قدير. ولا حول ولا قوة إلا بالله"



#علي_إبراهيم_آلعكلة (هاشتاغ)       Ali_Ogla#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكم الأخير
- ما لم تقله الأيام
- ورضعنا الحب
- مارد الصمت
- الدنيا فناء والصورة بقاء
- ومات غريباً في غفلة من الزمن
- الحالم الذي لم يشيخ
- الندم لايعيد مامضى
- الأمر سيّان
- ومازال قلبي يُحدثها
- قلب وبحر
- لم يعد أسيراً لليلها
- روح واحدة في امرأتين
- وعانقت الرياح أوراق الشجر
- رشوة في زمن الحب
- معزوفة ابن آوى
- هالة
- هل متنا سابقاً؟
- أنثى في مملكة الصعاليك
- لوحة بلا عنوان


المزيد.....




- براءة متوحشة أو -أفيون الكرادلة- لمحمد الحباشة
- مصر.. فيلم ضي يتناول مرض -الألبينو- بمشاركة محمد منير
- أولريكة الخميس: الفنون الإسلامية جسر للتفاهم في متحف الآغا خ ...
- من -الغريب- إلى الشاشة.. الرواية بين النص والصورة
- محمد خسّاني.. رقصة الممثل الجزائري في كليب الرابور المغربي د ...
- صناع فيلم -صوت هند رجب- يتحدثون لبي بي سي بعد الإشادة العالم ...
- فيلم عن مقتل الطفلة هند رجب في غزة يلقى تصفيقاً حاراً استمر ...
- الممثلة الفرنسية أديل هاينل تنضم إلى أسطول الصمود المتجه لقط ...
- الرواية الأولى وغواية الحكي.. وودي آلن يروى سيرته ولا يعترف ...
- لوحة رامبرانت الشهيرة.. حين باتت -دورية الليل- ليلة في العرا ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي إبراهيم آلعكلة - مذكّرات صقر (عن قصة حقيقية)