أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سحر النحاس - دراسة ذرائعية مستقطعة بعنوان -البنية الميتاسردية التناصية والتضمين بوصفها نزعة ما بعد حداثية- فى نص حفيدات سندريلا للكاتبة المصرية نرمين ديميس















المزيد.....

دراسة ذرائعية مستقطعة بعنوان -البنية الميتاسردية التناصية والتضمين بوصفها نزعة ما بعد حداثية- فى نص حفيدات سندريلا للكاتبة المصرية نرمين ديميس


سحر النحاس

الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 18:38
المحور: الادب والفن
    


العتبات النصية والمحفزات الدلالية
هناك بعض الحكايات ،التي تتميز "ببنية التضمين"، أي أن الحكاية الواحدة تتضمن حكايات أخرى، مما يكسب هذه الحكاية طولاً معيناً» وتسمى «الحكاية الإطار»، وهي ذلك السرد المركب من قسمين بارزين ولكنهما مترابطان: أولهما حكاية ترويها شخصية واحدة أو أكثر، وثانيهما تلك المتون وقد رويت ضمن حكاية. والحكاية الأولى أقل طولاً وإثارة، مما يجعلها تؤطر تلك المتون كما يحيط الإطار بالصورة مثل «حكاية شهرزاد وشهريار». في هذه الحكايات يتوالد السرد، وهو توالد عن طريق احتواء كل حكاية لحكاية أخرى تحتوي حكاية ثالثة. وقد درس الباحث البلغاري تزيڤتان تودورڤ T.Todorov هذه الظاهرة، واستخدم لشرحها مصطلح التضمين enchantments وهو مصطلح يعني حالة خاصة من الترابط، ففي كل مرة تظهر شخصية جديدة تستدعي معها حكاية جديدة، يتم تضمينها في السابقة. وهذه التقنية السردية هى ما انتهجته الكاتبة فى قصتها حفيدات سندريلا وهو الاسم الذى يحيل ذهن المتلقى لدلالة القصة الاسطورية الشهيرة (كدلالة سيميائية) للفتاه الفقيره المقهورة التى عانت من قسوه زوجة ابيها وبناتها ختى اتاتها احدى الجنيات ومنحتها فرصة حضور حفل الامير المقام بقصره لاختيار عروسه من بين اجمل فتيات المدينة بعد ان منحتها ملابس فاخرة وحذاء احمر مميز لكن كان شرطها للفتاة ان تغادر القصر قبل الثانية عشر ووافقت الفتاه وذهبت للحفل بعربة فاخرة تجرها الخيول قابلها الامير واعجب بها وفبل ان يطلبها للزواج انتصف الليل وهرعت الفتاة للذهاب إلا انها فقدت احدى فردات حذائها الاحمر وبقية القصة نعرفها ..
مايهنمنا هنا ،هو احالة الكاتبة لهذا (المحفز الدلالى) من العنوان كعتبة نصية أولي، للولوج للمتن القصصى ،فى عالم تلك السيدة العجوز، التى تتدافع للحصول على تذكرة لمشاهدة عرض مسرحي بكل ما تملك من نقود مهترئة، رغم سخرية بائعة التذاكر من مظهرها الرث لتجلس السيدة فى اخر المقاعد لتشاهد العرض المسرحي تقول :" رفعت الفتاة حاجبيها فى استغراب، التقطت كومة النقود بأطراف أصابعها باشمئزاز، راحت تعدها فى ضجر قائلة: «الفلوس دى يادوب تحجز تذكرة فى آخر صف. هزت رأسها موافقة فى صمت، ثم دلفت بتذكرتها إلى داخل صالة العرض"

بينما القارىء يترقب حيرة .من تلك العجوز البائعة الفقيرة والتى تلملم قوتها بالكاد! وفعلتهاالمثيرة للتسأول والمحفزة على استكمال القراءة ..
تنقلنا الكاتبة لقاعة المسرح حيث الأضواء والمتفرجين واصفتا تلك الاجواء وصفا تفصيليا حتى يفتح الستار عن مجموعة من الفتيات فى حجرة جلوس متواضعة ، يغنين فى عرس احدى الفتيات اغنية شعبية (تضمين لنصوص فلكلورية شعبية)ابتهاجا بقدوم عريس لأحدى فتيات الحي (أحلام)ل ينتهى المشهد الاول دون ظهور للعروس تقول :
(ليلة حناءبلا عروس ، فقد أصاب النحس بنات الحارة، وغابت عنها رنات الزغاريد وضربات الدفوف لفترة طويلة، فقررن أن ينادين الفرحة بدلًا من انتظارها، كما جاء على لسان إحداهن.)
وعلى لسان الرواى العليم او السارد العليم تخبرنا (القاصة ) باحوال الحضور والسيدة العجوز من انتظار مرتقب لظهور العروس استكمالا للعرض تقول :
"هدأ الصخب بعد أن غادرت الفتيات خشبة المسرح، وانتظر الحضور المشهد التالى، وهى بينهم على مقعدها الذى حجزته بالكاد فى آخر صف"
ليبدأالمشهد الثانى حوارا من وراء الستار بتهانى وتبريكات من نساء الحي لأم العروس .."ربنا يتمم بخير يا أم أحلام"
يتدخل السارد العليم مره أخرى (القاصة) بصفته مخاطبا القارىء بضمير المتكلم
"يبدو أن الفرحة الغائبة استجابت لنداء العذارى، عندما شاع خبر عريس «أحلام» فى الحارة كلها، وبات الجميع يترقب اللقاء المنتظر."
تعود الساردة بنا للعرض المسرحي على (أحلام )وهى دالة ايحائية للأسم فهى تمثل أحلام كل فتاة ترنوللزواج من فتى أحلامها ..حلم السعادة الراسخ بجينات كل انثى ان سعادتها وهناءها ومنتهى أحلامها تكمن فى (العريس)
انفتح الستار ولكن ليس على تكملة الفرح (وهى) عروس ،انما باسترجاع زمكانى لجلسة قدوم العريس واهله لطلبها للزواج مع توصيف مسرحي للمشهد الخارجى (طريقة الجلوس على المسرح والديكورات ) بالاضافة الى توصيف دواخل الشخصية (البطلة الموازية) من انفعالات وتوتر والتى تصاحب عادة الفتاة التى فى مثل ظروفها
تتدخل الساردة (بصفتها) للمرة الثالثة لتخاطب القارىء تقول :" يتابع المتفرجون الزيارة باهتمام، تكاد عيونهم تنطق بقلقهم ورغبتهم فى إتمام الزيجة، وهى معهم تتكئ على عصاها، تلمع عيناها، تبتسم ابتسامات باهتة من حين لآخر"
وهكذا تتنقل بنا الكاتبة ما بين المشاهد المسرحية تارة وبين المتفرجين تارة آخري لتستعرض لنا بقية المشهد المسرحي مابين (عريس الغفلة) وامه واهل العروسة بينما امها تبتهل فى سرها لاتمام "الزيجة المستريحة" من وجه نظرها والتى تخالف ماراح يجول بخاطر أحلام الفتاة فى رفض العريس "اللقطة " كما جاء على لسان الرواي والذى تحسدها عليه بنات الحي لكنه لم ينجح فى كسب قبولها به كزوج للمستقبل لضعف شخصيه كما جاء بالسياق وهنا تظهر أيدلوجية الكاتب بالتهكم والسخرية من معتفدات مجتمعية سائدة .
وبدلا من استكمال الفرح ساد الصمت الذى تشارك فيه أبطال العرض مع المشاهدين مع القراء لما ذهب عريس الأحلام ؟ أو عريس أحلام كل فتاة (تضمين مستتر ) لتطرح تسأولا حائرا يعود بينا لبداية النص " لِمَ تدير الفرحة ظهرها إليهن بتلك القسوة؟! ألسن حفيدات سندريلا؟! فلم لا يحظين ولو بنصف حظها إذن؟!"
لتتجمع كل الخيوط فى يد الكاتبة فى الفينالة متضمنه كل الحكايات فى (الحكاية الاطار) السيدة العجوز والتى تعد كمكافأ موضوعيا للبطلة أحلام ولكل فتاة لم ينالها قطر الزواج وتنتهى القصة بالمشهد الواقعى الاخير للسيدة العجدوز التى احياها الامل فى مشاهدة العرض المسرحي بينما تختزن خيباتها داخل حجرتها ،داخل دولابها العتيق ،داخل روحها المهلهلة بينما بقيت محتفظة بفردة حذاء حمراء وحيدة فى اشارة ايحائية (علامة سيميائية)للسندريلا التى تزوجت الامير بينما ظلت حفيداتها يتجرعن مرار الوحدة وخيبات اللأمل من طول الانتظار .
ثالثا المستو المتحرك
تقنيات السرد" استخدمت الكاتبة فى مخططتها السردى تقنيات الميتاسرد أو (ماوراء القص ) فصارت القصة فى ثلاث خطوط درامية متوازية بدأً بالعنوان حفيدات سندريلا الذى يحيلنا مباشرة لاستحضارالاسطورة الخيالية الشهيرة ،ثم بحكاية السيدة العجوز التى كان حلمها الاخير مشاهدة عرضا مسرحيا، والخط الدرامى الثالث حكاية (أحلام )التى تجسد حلم كل فتاة وعروس مقبلة على الزواج لتضفر الكاتبة كل تلك الحكايات فى مشهد ختامي بحلم مفقود لحفيدات سندريلا الاتى لم ينلن حظها .بنهاية مستديرة غير مكتملة .فردة حذاء حمراء وحيدة



ويتجلى توظيفها لتلك التقنية السردية فى عددة نقاط:
1- (التناصية) التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالميتاسرد كونها أوسع وأشمل من التناص، حسب ما أشارت إليه سوزان أونجا وغيرها، فالنصوص الميتاسردية “تتضمن تلميحات تناصية واقتباسات من نصوص وفلكلور وخطابات أخرى
والتناصية تقوم على ربط العمل باعمال اخرى “لأن النص والشخصيات المتضمنة تشير دائماً إلى نصوص أخرى لمؤلفين اخرين… إذ لا نص موجود بوصفه كلاً مستقلاً ومكتفياً بذاته عن النصوص الأخرى” والتناصية “تستبدل العلاقة المرتابة بين المؤلف والنص بالعلاقة بين (القارئ والنص) تلك التي تموضع المعنى النصي ضمن تاريخ الخطاب نفسه، ولا يمكن اعتبار العمل الادبي أصيلاً لأن أي نص هو جزء من خطابات سابقة”.
2- التضميين أى الحكا ية داخل الحكاية ، والحكاية الآطار أو البرواز الخارجي التى تحوى داخلها المتون لتشكل فى النهابة صورة متكاملة
3- كما استخدمت التوظيف الميتاسردي (السرد الذاتي) بضمير المتكلم و(المونولوج)الداخلى والخارجي دون الفصل بين ما لها وبين ما يدخل في السرد عامة. ومما يمكن عده آليات ميتاسردية مثل: التمثيل الذاتي، السخرية والتهكم، من الماضي، العصاب الذهني.
4- أسلوب (ما وراء المسرح) في المتن الميتاسردي الروائي، والحوارات الممسرحة الذي تناولته الكاتبة بوعي ذاتي ذي مقصدية ما بعد حداثية
5- قضية مخاطبة القارئ مباشرة تجاوزاً للمروي له النصي تجعل ما وراء السرد “فضاء يعمل على تأطير السرد ليكون البناء الروائي بناءً طبقياً تتعدد فيه المستويات السردية وتتداخل” مثل الوقوف على العنوان ودلالاته ، و(السرد الموضوعي) والراوي العليم، والانشغال بالزمن السردي في استباقات واسترجاعات والتشظى الزمكانى والتنقلات السردية وكلها من آليات (الميتاسرد) الجديدة
المستو السلوكي
البؤرةالفكرية للنص ورسالة الكاتب
فى النهاية استطاعت الكاتبة ان تحيل قضية مجتمعية شديدة الخصوصية لكل بنات جيلها الى بؤرة الاهتمام وأن حلم كل فتاة فى الحياة السعادة والزواج ممن يحقق لها امنها واستقرارها النفسى والعاطفى فى تكوين أسرة ناحجة هو حقها المشروع ولا يمكن أن نعتبره مرهونا بفكرة الزواج من اى رجل والسلام لما له من عواقب وخيمة عليها وعلى المجتمع ككل ،كونها أصل الحياة وأم امستقبل ومربية الاجيال .



#سحر_النحاس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الأدب فى صياغة الموروث الشعبي (الشفهي) مابين الحقيقة وال ...
- تجليات المكان وغرائبية الحكى فى نص (موسي )للكاتبة المصرية أم ...
- رؤيا تحليلية :للصراع الدرامي والنفسي فى أدب فيودور دوستويفسك ...
- الادب الروسى العائد - مراوحة بين العصرنة ،الانفتاح والبحث عن ...
- انعكاسات الأدب وتاثراتها بين ثقافات روسيا وحضارات الشرق
- دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة لرواية دفء المرايا للروائي المصر ...
- (مسرح الرؤى) بين الحلم والتجريب قراءة فى كتاب -تطورات في الث ...


المزيد.....




- مصر تحقق إنجازا غير مسبوق وتتفوق على 150 دولة في مهرجان كان ...
- ذكرى -السترونية-.. كيف يطارد شبح ديكتاتور وحشي باراغواي ومزا ...
- بعد وثائقي الجزيرة.. كوثر بن هنية تحوّل مأساة هند رجب إلى في ...
- «هتتذاع امتى؟» رسميًا موعد عرض الحلقة 192 من مسلسل المؤسس عث ...
- مهرجان كان: الفلسطينية ليلى عباس تتوج بجائزة أفضل مخرجة في ج ...
- مهرجان كان: الفلسطينية ليلى عباس تتوج بجائزة أفضل مخرج في جو ...
- مستوطنون إسرائيليون يستهدفون ناشطًا فلسطينيًا بعد ظهوره في ف ...
- شجرة نخيل تهوي على ضيف بمهرجان كان السينمائي نقل إثرها إلى ا ...
- صور مرحة ومجنونة تستكشف ماضي مهرجان كان السينمائي قبل عصر كا ...
- الأميرة للا حسناء تفتتح الدورة الـ 28 لمهرجان فاس للموسيقى ا ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سحر النحاس - دراسة ذرائعية مستقطعة بعنوان -البنية الميتاسردية التناصية والتضمين بوصفها نزعة ما بعد حداثية- فى نص حفيدات سندريلا للكاتبة المصرية نرمين ديميس