أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سحر النحاس - الادب الروسى العائد - مراوحة بين العصرنة ،الانفتاح والبحث عن الهوية قراءة نقدية فى قصة (المستقبلية) للكاتب الروسى المعاصر جينريخ بالويان















المزيد.....

الادب الروسى العائد - مراوحة بين العصرنة ،الانفتاح والبحث عن الهوية قراءة نقدية فى قصة (المستقبلية) للكاتب الروسى المعاصر جينريخ بالويان


سحر النحاس

الحوار المتمدن-العدد: 6867 - 2021 / 4 / 12 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


"الادب الروسى العائد " مراوحة بين العصرنة ،الانفتاح والبحث عن الهوية
قراءة نقدية فى قصة (المستقبلية) للكاتب الروسى المعاصر جينريخ بالويان

يتمتع الأدب الروسي بالطابع الفلسفي، وبقدرته على إشراك القارئ في تفكير عميق وشخصي
بحثًا عن أجوبة للأسئلة الأهم في الحياة.ويعيش الأدب الروسي مرحلة انتقالية جديدة في تاريخه تشبه تلك التي عاشها في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. شهدت العقود الثلاثة الأخيرة انتقال الأدب الروسي من مرحلة سيطرت فيها الرقابة علي الإبداع في الحقبة السوفيتية إلي مرحلة جديدة استفاد فيها الأدب كغيره من الفنون من أجواء حرية التعبير. وهناك الكثير من أوجه الشبه بين تلك الحقبة وفترة العصر الفضي في الأدب الروسي.وشهد النصف الأول من تسعينيات القرن العشرين ثورة أدبية روسية. فقد تم إلغاء الرقابة تماما و إعلان سياسة المكاشفة و العلانية، وأدي ذلك إلي ترجمة الكثير من الأعمال الأدبية الأجنبية إلي الروسية. كما عاد الكثير من الأدباء الروس الذين تم نفيهم أو هاجروا إلي الخارج أو منعت كتبهم من النشر في السابق. وقد أطلق علي كتب هؤلاء “الأدب العائد”
وفضلاً عن الحرية في الطرح يتسم الأدب الروسي المعاصر بسيطرة موضوعات الحوار بين الحضارات والثقافات حيث يلتحم الكتاب الروس في فضاء واحد مع الكتاب المعاصرين في العالم. كما يتسم بغياب المنهجية الواحدة أو الأسلوب الواحد أو الزعيم الأوحد. وأخيرا يتميز الأدب المعاصر بكونه يجمع أكثر من جيل من الكتاب حيث يجمع النقاد علي أن هناك أربعة أجيال من الكتاب ينشطون حاليا علي الساحة الأدبية.
- جيل الستينات الذين بدؤوا الكتابة في فتره ذوبان الجليد ومن أمثالهم فاسيلي أكسيونوف وفلاديمير فوينوفيتش و فالينتين راسبوتين و غيرهم
وبعد أن مر الأدب بفترة انتقالية صعبة أخذ في التطور المتواصل فصار أكثر إمتاعا وظهر التجريب وتم طرح مواضيع جديدة. واليوم يتوزع الأدب بين اتجاهات متعددة منها الواقعية الجديدة والتي تتناول بشكل تقليدي القضايا الاجتماعية والأخلاقية في الحياة، ويواصل في ذلك تقاليد الأدب الروسي. ويتسم هذا الاتجاه بغلبة الفسيولوجي والفلسفي فيه وتفعيل دور البطل الباحث عن حل للمشكلات وتكرار الحوار بين المؤلف والقارئ. وهناك من يطلق عليه اتجاه “ما بعد الواقعية”، وهو ما يطلق عليه جيل التسعينات
وهناك أيضا الأدب الجماهيري مثل الأدب البوليسي و الميلودراما و الفانتازيا وغيرها ومن أهم الاتجاهات الأدبية المعاصرة في روسيا “
جيل الالفية الجديدة أ, ما بعد الحداثة و يتمثل في إعادة تقييم المعايير الجمالية ومزج الأساليب واللغات والثقافات والاقتباسات الساخرة من التجارب الفنية العالمية.


قراءة نقدية فى قصة (المستقبلية) للكاتب الروسى المعاصر جينريخ بالويان،

من خلال التدرج لهرم ماسلوا او مثلث الرغبات والمفاضلات الحياتية نستخلص المفاضلة والارتقاء فى ترتيب الاحتياجات الضرورية كالماء والغذاء والمأوى والامان ، ثم الارتقاء للرغبات الاعلى فى المطللبات الانسانية ،الاحتياج للعائلة للصداقة ثم تقدير الذات وثم يرتفع الى تحقيق انجازات ثم مساعدة الغير ثم الابتكار والابداع والتطلع الى شكل افضل للعالم والانسانية .وهكذا يرتقى الانسان وترتفع اسقف تطلعاته
لكن اذا ما تحقق ذلك فى عالم رقمى يبدأ وينتهى بكبسة زر ماذا سيكون شكل الحياة وقتها وهل تتحقق السعادة والرضا التام لنلقى نظرة سريعة على قصتنا المستقبلية للكاتب الروسى الشاب المعاصر جينريخ بالويان الذى خرج من عباءة اجداده العظماء امثال تليستوى وتشيخوف وديستوفيسكى ليتماهى مع العالم الخارجى بكل احداثه ومجرياته الحديثة


تبدأ القصة أو المقطتع أن جاز التعبير بكلمات جافة باردة السرد مقتضبة تمثل حالة نفسية تملكت الكاتب

استيقظ جيرمى ـ تمطى فى فراشه -تحسس بيديه لوحة المفاتيح (الريموت كنترول ) القريبة منه الكلمة الدلالية الاولى
احتار _ شغل _ ثم يقول استيقظت الشاشة العظيمة على الجدار يدأ المذيع الحاسوبى (دلالة اخرى) نشرته بصوته الجميل
الجمل هى ما يشكل الحدث ولها دلالة جمل دلالية (آمر) أدار ضغط الرز أختار قتح الشاشة ادرا الاجتماع ارتدى بدلة حاسوبية انيقة (رغم انه كان عاريا دلالالة عاريا او التخفف من الملابس كعادة
المال مقابل الرفاهية والراحة
"السعرلا يحمل اهمية هل هو عبثا يكسب المال" الراوى يحادث عقل المتلقى فى سؤال حوارى
الطعام اهم متع الحياة وبالمناسبة انه لم يشك يوما بانعدام الشهية " حوارية اخرى بين الرواى والمتلقى
يقول : "فتح لى فيلم حول الطبيعة الحية مريح جدا مشاهدة فيلم ممتع بعد الافطار العودة للطبيعة البشرية فى مشاهدة مشاهد من جمال الطبيعة من غابات واشجار وحيوانات ككجزء من الطبيعة البشرية بعيدا عن العالم المبرمج المحسوب تقنيا بكل دقة
والعادة بدلالات حاسوبية متشابهه بتكرار كلمة العادة " كما هى العادة - ظهر بشكل كالمعتاد

وبالرجوع لمثلث ماسلوا أو هرم ماسلوا للأحتياجات
المال يحقق الاحتياجات الاولية والضرورية مثل الامان الراحة الطعام الاشباع المادى والبيلوجى للانسان حتى ممارسة الاحتياجات الحميمية مع الطرف الاخر تتم عن طريق برنامج حاسوبى بفتيات من خلال لعبة ادار برنامج لعبة game lovers ثم يعلق بجملة "انهن افضل من نساءنا المكتنزات شحما".. وكأنه يحقق حتى احلامة من خلال لعبة الكترونية
الريموت كنترول كآلية تتحكم فى الحياة كما فى المشهد الاول ..نمط حياة ،عادة يومية ،كل مقومات الحياة بضغطة زر.. وفورا تظهر النتائج . لم يبذل مجهود سوي فى اختيار ما تشتهية نفسه بالمفاضلة بين انواع الطعام والتحلية حتى شهيته لم تتأثر . استمتع بالطعام الذى خرج جاهزا من الجدار المقابل ثم انسحب لوضعة بعد الانتهاء لم يتكلف اى عناء فى تحضير او غسل اطباق
السرير يتحول آليا ببرامج مسبقة للتهيئة والتكيف مع اى وضعية . يقوم بغسل الاغطية تلقائيا، المساند تنفخ حسب تغير وضعيته .. ادار الاجتماع بشكل مريح ، حتى عناء تغير الملابس لم يكلفه سوى فتح الكاميرا ليكون مرتديا بدلته الانيقة كالعادة ونفس الشىء لمرؤسية فى الاجتماع ظهروا كالعادة ببدلات حاسوبية انيقة حتى الاجتماع كان عن دعاية كبيرة لتسويق منتجات جاهزة اى بيع الفكرة وترويجها حتى قبل البدء فى الانتاج
ماذا تشعر عندما تقرأهذه القصة؟
ماذا يتبادر الى اذهننا كقراء؟
هل تتمنى ان تكون مثله ؟
هل هو يعيش فى الجنة ؟
المال حقق الامال والرضاء لمعدته ورغباته ورفاهيته ..
وهنا يطرح سؤال آحر نفسه
الا تاخذنا هى القصة لقصة اخرى مشابهه فى حياتنا ؟
هل هى استشراف لمستقبل قريب حيث تتحكم الالية والتكنولوجيا المفرطة فى كل مناحي الحياة حتى لكانها تفقدنا الحياة الطبيعية والممارسة الحقيقة
أم استشراف لجائحة كوفيد 19 التى ضربت العالم فى مقتل منذ عام وللغرابة اننا احتفلنا من ايام قليلة بمرور عام علي ظهور هذا الوباء
السنا نعتمد فى حياتنا الان هذا النمط التقريبى لما هو قادم فى عالمنا الحاضر
هل يستعد العالم لذلك بالتواصل عبر غرف المحادثة والتواصل عن بعد كاسلوب حياة قادم
ومثلث اخر يتمثل فى -العالم الرقمى -عزلة الانسان ووحدته و-الريموت كنترول
الفكرة الواضحة والمباشرة فى السرد على لسان حوار الرواى او البطل مع القارىء توحى بالراحة والرفاهية وتحقيق المتع والاحتياجات مقابل المال "انت تستحق الحب العطاء فلا تبخل بالمال".. لكنه فى الحقيقة حياة افتراضية وهمية فالممارسة الانسانية مع الطبيعة والعمل والعلاقات الحقيقة التعامل المباشر مع الموجودات والطبيعة والصراع والتجربة الحياتية والخبرات المكتسبة ما بين الصواب والخطأ ،الضحك البكاء العاطفة التلامس الحقيقى كاحد الحواس وليست الحاسوبية المحسومة النتائج والغير قابلة للخطأ والمسيرة بزر ريموت كنترول.
هنا يتضح المعنى المضمر والمدلول الضمني للفرق بين الحياة الرقمية وروح الانسان الذى يتعامل مع الحياة بإنسانيتة وطبيعته البشرية بكل عيوبها ووميزاتها ونتائجها الغير محسوبة
وهكذا نخلص إلي ان الأدب الروسي المعاصر يعيش مرحله البحث عن الهوية ويحاول اثبات قدرات ومواهب الأدباء الجدد علي مواصله التقاليد العظيمة في الأدب الروسي وتحقيق اكتشافات إبداعية جديدة. كما يمكن القول أن وفره الكتاب الشباب الواعدين يبعث علي التفاؤل بمستقبل الأدب الروسي خلال النصف الأول من القرن الحادي والعشرين.
والسؤال الذى يطرح نفسه الى اى مدى نجح covied 19 فى تغيير المنظور العالمى للشكل القادم للحياة على كوكبنا وهل تنتهى بظهورفاكسيم للمرض ام ستكون بمثابة اسلوب حياة قادم غير نمط الحياة وسيرورتها سواء من اجراءات احترازية أوتباعد اجتماعى غير كل المتعارف عليه من علاقات انسانية واجتماعية للابد.
كاتبة من مصر



#سحر_النحاس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انعكاسات الأدب وتاثراتها بين ثقافات روسيا وحضارات الشرق
- دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة لرواية دفء المرايا للروائي المصر ...
- (مسرح الرؤى) بين الحلم والتجريب قراءة فى كتاب -تطورات في الث ...


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سحر النحاس - الادب الروسى العائد - مراوحة بين العصرنة ،الانفتاح والبحث عن الهوية قراءة نقدية فى قصة (المستقبلية) للكاتب الروسى المعاصر جينريخ بالويان