أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سحر النحاس - دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة لرواية دفء المرايا للروائي المصري مصطفى نصر إعداد وتقديم :سحر النحاس















المزيد.....



دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة لرواية دفء المرايا للروائي المصري مصطفى نصر إعداد وتقديم :سحر النحاس


سحر النحاس

الحوار المتمدن-العدد: 6843 - 2021 / 3 / 17 - 03:36
المحور: الادب والفن
    


أولًا :- مــــقدمـة

إذا كان الأدب شكلًا خالصًا لانعكاس الواقع الموضوعي، فمن المهم جدًّا له أن يستوعب الواقع كما هو ولا يقتصر التعبير عما يبدو مباشرة. إذ يسعى الكاتب إلى استيعاب الواقع وعرضه، أي أن يكون ما يكتبه واقعيًا شموليًّا.

والمدلول العملى للشمولية عند للينين:" إنه يجب على المرء، لمعرفة موضوع فعلًا، أن يستوعب جميع جوانبه، وأن يقوم ببحث جميع ترابطاته وتوسطاته، وإننا لن نستطيع أبدًا بلوغ ذلك تمامًا، لكن طلب الإحاطة بجميع الجوانب سيعصمنا من الأخطاء والجمود".

والممارسة الأدبية لكل واقعي حقيقي تُبين أهمية هذا الترابط الشامل، وأهمية السيطرة عليه.وعمق الصياغة الأدبية، وسعة نفاذ الكاتب الواقعي تتعلق تعلقًا كبيرًا بمدى الوضوح، الذي يمتلكه، حيث أن سطح الواقع الاجتماعي كما يرى باوخ يتكشف عن تفككات تنعكس على مجتمعه كالمرآة وفقًا لمستوى وعي الناس

لذا فإن الروايات التى تتسم بالواقعية تعد نوعًا يمكن تسميته بأنه تاريخ ما لا يذكره التاريخ، إنها تاريخ الأشخاص فى فرديتهم, تاريخ الوعي الأخلاقي والاستجابات الفردية تجاه التحولات الاجتماعية والإنسانية العامة. ومن ثم فإن العلاقة بين الإنسان والتاريخ هي التي يمكن أن تمثل مفاتيح فهم الرواية. خاصة عندما يؤكد فريدريك إنجلز أنه قد تعلم من روايات "بلزاك"، أكثر مما تعلم من كتب المؤرخين والاقتصاديين المهنيين جميعًا، وأتصوّر أنه يقصد تعلمه فاعلية التاريخ الحقيقية وغير المرئية من خلال تبديه على نفوس الأفراد وجوانب حياتهم الداخلية والخارجية، وصراعاتهم بشأن تحديد مصائرهم فى خضم تحولاته اجتماعيًّا وسياسيًّا وعقائديًّا وبالتبعية أخلاقيًّا وسلوكيًّا..

ولعل أهم ملامح النزوع نحو الرواية الواقعية الأجتماعية هو التوغل في التفاصيل اليومية لرصد أدق جزئياته وتسجيل أعمق لحظاته والتماهى مع حيثياته الراهنة والتوغل في حيوات هذا الراهن لأجل فهمها.

************

ثانيًا: المستوى الأخلاقي:


· البؤرة الثابتة :أيدلوجية الكاتب واستراتيجيته


يقول أفلاطون أن للأشياء جوهر ثابت وإن للكلمة أداة توصيل وبذلك يكون بين الكلمة ومعناها أى بين الدال والمدلول توافق طبيعى

فى الرواية التى بين أيدينا " دفء المرايا "للروائي مصطفى نصر والتي تنتمي للواقعية الكلاسيكية حيث تتسم بالتصاعد المنطقي للأحداث زمنيًّا.

نتعرف على أيدلوجية الكاتب من خلال رصده الدائم والمستمرفي العديد من كتابته السابقة لواقع شرائح معينة فى المجتمع والتغيرات الاجتماعية والسياسية والنفسية التى طرأت عليه من حقبة تاريخية لأخرى وما يتبعها من أحداث تؤثر على سيرورة حياتهم وتطلعاتهم ومستقبلهم بإيجابياتها وسلبياتها, كمبضع جراح حاذق يكشف جروحًا غائرة فى جسد الوطن يفتحها، فتخرج قيحًا وكذا تبئيرًا لعورة سوءات مسكوت عنها .. بقصد أو بدون، فيبرأ الجسد ويشفى الجرح على طهر لمن أراد اصلاحًا .

وبمقاربة بسيطة بين العديد من أعماله السابقة, والتي تغلغت فى سبر أغوار المهمشين والطبقات الدنيا فى المجتمع, والتي ترصد نمط العيش فى الأحياء العشوائية الفقيرة والشبه منعزلة, وما يعتمل شخصياتها من تشوهات وتأزمات بيئية وأخلاقية كما ب(ليالي غربال وجبل ناعسة) وغيرها وأحداث روايته دفء المرايا نجد أنه انتقل بنا نقلة نوعية إلى شريحة أخرى من المجتمع, أو ما يطلق عليه مجازًا الطبقات المتوسطة ليدخلنا لدولاب العمل والعلاقات بين الموظفين والعمال ثم لعالم الأدب والثقافة ومايدور فى أرجاء منشأتها الثقافية, ومايعتمل النفوس من وصولية وانتهازية واستغلال النفوذ والمناصب والتحكم بمصائر حملة الأقلام والمبدعين, وسبل التحايل لاعتلاء منصات الأدب والصحافة لما لها من نفوذ كآلة إعلامية مؤثرة على الرأي العام.



· الخلفية الأخلاقية :

وبذات روح الكاتب فى سعيه الدائم والمستمر كرسالة تبناها فى مشواره الطويل يضع بين أيدينا مارصدته عينه واستقر فى وجدانه وكشاهد على العصرمن تباينات وانحرافات أخلاقية وسلوكية نتيجة تغير النظم الحاكمة وسياستها وما طرأ على المجتمع من تغيرات اقتصادية واجتماعية أدت إلى انقسامات فكرية وعقائدية داخل المجتمع الواحد، وما تبعه من بدايات لانهيار قناعات كانت تعد ثوابت، وهو بذلك يدفعنا إلى منطقة ما آل إليه حال المجتمع من تردٍّ أخلاقي وفكري وعقائدي كنتيجة لما تمّ منهجته بقصدية وتعمد لتخريب العقول وفساد المنظومة التعليمية والصحية وغياب العدل فى ظل تجبر وهيمنة تلك السلطات الحاكمة، تطبيقًا لفرضية تجهيل الشعوب وإفقارها يسهل عليهم إحكام السيطرة عليها. وضع الكاتب نصب عينيه المرآة الكاشفة العاكسة كأدة للقياس ما بين زماننا الماضي والحالي والمراوحة ما بين الكاتب والمتلقي من منظور تحفيزي، وبدون مباشرة للتفكير والتدبر وطرح التساؤلات عن كيفية إيجاد حلول وأفكار جديدة لمواجهه تلك التحديات والنهوض بالأفراد والمجتمع .

ثالثاً: المستوى البصرى واللسانى

· المستوى البصري:

الغلاف الأمامى والخلفى:

جاء الغلاف الأمامي بألوان ترابية دافئة بدرجات اللون البني والبيج تتوسطها يد تمسك قلمًا لاندري أيكتب علمًا أم يسطر وهمًا وزيفًا ..هل يعلي القيم الإنسانية ويرتقي أم هو معول هدم يزج بقارئه أسفل سافلين؟! أم هي يد الحقيقة للسارد التي تقتحم بياض الثلج وبراءة الأوراق بخطوطها الحمراء والسوداء.ودلالة القلم سطوته كالسهم النافذ, فاللقلم شرف والكلمة أمانة أقسم بها الله تعالى به فى محكم كتابه:

(والقلم وما يسطرون)

والخلفية جاءت بلون موحد قاتم تحمل فقرة من الرواية فى منتصفها العلوى وتعريف بالكاتب وبعضًا من منجزاته وإسهامته الأدبية وبعضًا من الأوسمة والتكريمات لمشواره الأدبي .

العنوان:

1- الصيغة الدلالية للعنوان

جاء التناقض كأولى عتبات للنص مخاتلة للقارىء

دفء المرايا

كيف يكون للمرايا.. دفء

المرايا ذات أسطح باردة .. بلا قلب

أسطح عاكسة للواقع أمامها.. بلا رحمة

لا تحتفظ بذكريا ت للماضي فهي.. بلا ذاكرة

كيف يكون دفء بلا قلب ..بلا رحمة..بلا ذاكرة

نحن هنا فى إشكالية ما بين المدرك والمحسوس

فالاسم محملٌ بدلالات تخالف المدلول

فالدفء لا يكون إلا في الحياة ،الدفء عاطفة لا تملكها الأسطح الباردة كالموت، عاكسة لوجه الحقيقة الذى غالبًا ما يكون قبيحًا. فإذا ما تجمع الأضداد ظهر الفرق والتباين بينهما, فلن نعرف قيمة الصحة إلا إذا ذقنا المرض, ولن نعرف قيمة الحياة إلا إذا كنا على شفا الموت, ولن نقدّر الجمال إلا إذا قارناه بالقبح .. إذًا فاللقبح جماليات الأضداد التى تمنحنا "الإدراك " والوعي بالحقيقة والإحساس بالتباين والاختلاف.

السؤال هنا:

لما اختار الكاتب هذا الاسم بالذات ؟

وهل له مدلول على محتوى الرواية ؟

وهل يمكن للفلسفة التى تتناول مواضيع بالغة التجريد القيام بدراسة فلسفية حول شيء عادي كالمرآة، أو ظاهرة مألوفة لنا في حياتنا اليومية مثل ظاهرة المرآة؟ وما مقومات هذا الفهم *الأنطولوجي؟*الوجودية

· للمرآة 3 مفاهيم لدى الفلاسفة والصوفية والأدباء:ـ

· فالمرآة "عبارة عن سطح يعكس كل ما يقوم به، فأي شيء يمتلك خاصية السطح العاكس فهو مرآة، وكلما كان أنقى وأصفى كان مرآة أفضل، وهذا الذي يقوم أمام المرآة يعرف باسم الأصل وأما الذي تعكسه فهو يعرف بالصورة أو الانعكاس، وتدور الصورة مع أصلها وجودًا وعدمًا، فإن وجدت كان الأصل موجودًا وإن انعدمت أو غابت كان الأصل منعدمًا.

هذا يعني أن المرآة ليس فقط الصورة وإنما هي تقدم للأصل أو لحاملها ولو لم يُنظر إليها، صورة متغيرة بتغير الأصل، فليس للمرآة صورة ثابتة خاصة بها، تنطبع عليها وتعلق بها.

وهكذا فإن "كل شيء إنما هو مرآة أو كالمرآة، ومعنى هذا "أن كل شيء في الوجود إما أن يكون مرآة حقيقية وبالمعنى الحرفي وإما أن يكون مرآة رمزية مجازية.

على أن المرآة الحقيقية تشمل المرآة الطبيعية، أي تلك التي لم تتدخل فيها يد الإنسان بالصناعة أو التطوير مثل الماء وسائر الأجسام الملساء اللامعة، كما تشمل ما يتناوله الإنسان من أشياء الطبيعة بالصقل والصنع، حتى يصبح سطحًا عاكسًا، ويكون بالتالي مرآة صناعية".

أن "القمر والنجوم وقطرات المطر والسحاب والهواء، تؤلف كلها إذن مرايا سماوية، وكأنما هي مشهد أو مسرح سماوي متعددة الجوانب، فيه تنعكس الأشياء وتتجلى بأشكال مختلفة: مصغرة ومكبرة ومتعددة إلى مالانهاية .

ومثلما تنعكس في المرايا ـ السماوية قوس قزح أو الشموس والأقمار المتعددة، وهي بلا حقيقة واقعية أو قوام مادي، تنعكس فيها أيضًا انبعاثات الروح وفيوضاتها فتتخذ أشكالا مرئية مجسمة.

هذا الالتقاء بين الروح والرؤية الذي يقلب ـ أو يعكس ـ الأضداد، فتصبح الروح مرئية والمرئي روحانيا،.

وفى تعريف النفوس الإنسانية عند أفلاطون:

إنها لترى صورها كما لو كانت منعكسة في مرآة ديونيسوس ومن عل تهبط منطلقة نحوها. كانت النفوس إذن في السماء حيث مقرها الأصلي بوصفها مخلوقات الله، فلما وقعت في الخطيئة هبطت من محلها الأرفع إلى الأرض وكأنها منجذبة نحو انعكاساتها الخاصة لتحل بها

واستخدام مجاز مرآة العالم في العصور الوسطى وعصر النهضة الأوروبية، وتناول المرايا الطبيعية موضحا كيف وجد الإنسان في القمر والهواء والسحاب مرايا: رأى وجوهًا إنسانية في استدارة القمر، وقوس قزح في الهواء وجيوشًا وحيوانات وقديسين في السحاب، رأى القمر قمرين وثلاثة أقمار والشمس شمسين وثلاثة شموس، بل رأى خيالاته وأفكاره الباطنة منعكسة أمامه في الهواء وفي السحاب.

وفى آثار قديمة يونانية وإغريقية كانت مرآة السحر في العالم اليوناني ـ الروماني

أداة للتكهن والعرافة. البلورة السحرية

فعل الانعكاس فى المسيحية

في حديثه عن مرآة الروح التي تحول الناظر إلى روح، وما نجده عند بولس الرسول في رسالته الثانية يقول :

"ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما الرب الروح".

فالإنسان المؤمن الذي يرى كما لو كان ينظر في مرآة والذي يعكس كما لو كان مرآة صورة مجد الرب، فإنه يتحول إلى تلك الصورة عينها

فعل الانعكاس المرآوي عند الصوفية

وابن عربي تحديدًا وما يتضمنه هذا الفعل من ازدواج:

فالمماثلة والمغايرة، الهوية والاختلاف، العينية والغيرية، الذاتية والآخرية وغير ذلك من ثنائيات يتوقف قطباها كل منهما على الآخر توقفًا جدليًّا متبادلًا، يرى د.رجب: أن المرايا المتعددة وما تفعله من تعدد صور الواحد وتكثرها، كانت ترتبط عند متصوفة الإسلام بما قد كان معروفًا وقتئذ في علم المناظر وحتى مطلع العصر الحديث باسم "غرف المرايا" وهي غرفة تتكون من جميع جوانبها من المرايا، ففضلًا عما تفعله هذه الغرفة في الإنسان الواقف داخلها: إذ تجعله يرى نفسه كما يراه الآخرون من جميع الزوايا،

فإنها تكشف عن خاصيتين، أو بالأحرى فعلين من أفعال المرايا :

حينما تكون متقابلة ومتواجهة مع بعضها البعض، وهما الترداد بمعنى أن الصورة تتكرر وتضاعف ذاتها، صورة في صورة في الصورة.. إلخ، والارتداد أي عودة الصورة إلى الأصل الذي منه بدأت أو قابليتها للارتداد إليه.

وعلى هذا يمكن أن تتحول غرفة المرايا إلى موضع يتحقق فيه تقارب شديدـ يكاد يصل إلى حد التلاقي ـ بين المجال البصري والمجال السمعي، بين المكان والزمان، وبين التعاقب والتآني الزماني. لذلك نجد تسكر كندل يرى بين غرفة المرايا والتجربة الموسيقية وحدة في البنية وتماثلا في الشكل.

ويلفت إلى أن مجاز غرفة المرايا لم يستخدم في مجال التصوف فقط بل استخدم في المسرح مثل مسرح النو الياباني ومسرح جان جينيه الذي كان يشبه وضع الإنسان في العالم بوضع إنسان محبوس في متاهة من المرايا الزجاجية تنعكس صورته متعددة متوالية متداخلة.. إلخ، يرى الناس خارج المتاهة ولكن زجاجها يحول بينه وبين الالتقاء بهم أو التواصل معهم.

ويتوقف د. رجب فى كتابه فلسفة المراياعند "أنا ـ الآخر"

ليتناول المرآة وما تعكسه من ظواهر محسوسة وذلك من حيث علاقتها بالإنسان أو على الأدق علاقة الإنسان بها، أو بعبارة أخرى المرآة من حيث هي تجربة إنسانية ترتكز على ضربين من الديالكتيك Dialectics”" أو المنطق لا ينفصل أحدهما عن الآخر هما: دياليكتيك الأناـ الأنا الآخر، وديالكتيك الداخل ـ الخارج الروح بوصفها ظلًّا وانعكاسًا ـ خيالًا.

أسطورة نرجس الذي اكتشف صورته في مرآة صفحة الماء، وكان أسير صورته الجميلة حتى الموت والفناء،(النرجسية أو حب الانا)..

أو هى الرواى – والمروى عليه أي السيرة الذاتية من حيث هي صورة للذات بأعماقها وأسرارها وأبعادها الداخلية، وأن للإنسان مرآة نورانية تعكسه وتعرّفه نفسه وهو (الملاك)، إلا أنه أمام التحدي الأخير إلى الله، يكتشف أنه هو نفسه مرآة ولا حقيقة مطلقة سوى الله عز وجل، وهو ما أشار إليه في بدايات الكون عن رمزية الوجه المرآوية بما يرد في التوراة عن النبي موسى حين كلمه الله فاستضاء وجهه

في رأي لويس ممفورد، على بداية فن السيرة الذاتية الحديث،

+ أن المرآة تستطيع أن تحيل الذات، عن طريق الصورة المرآوية، إلى ذات يمكن فصلها عن الطبيعة وعن تأثير الآخرين، فالذات في المرآة ليست سوى جزء من الذات الحقيقية الواقعية، هو الذات مجردة "عن الطبيعة " لكن هذا لا يعني أنها ذات مثالية أو أسطورية لا تخضع للتغيير وتقلبات الزمن. إذ كلما كانت المرآة مجلوة وكلما كان الضوء الساقط عليها كافيًا، كانت أقدر على إظهار ما يطرأ على الذات من آثار السن والمرض وخيبة الأمل والإحباط والضعف إلى آخر هذه الآثار التي تتخارج هناك في المرآة مثلها مثل الصحة والاحباط والفرح والأمل والثقة. ولا شك أن الإنسان حينما يكون منسجمًا مع العالم ومتحدًا به، فإنه لا يحتاج إلى المرآة, ذلك أن حاجته إليها إنما تشتد في فترات التفكك النفسي، حيث يبدأ في الالتفات إلى تلك الصورة المتوحدة ليرى ما الذي طرأ عليها بالفعل، وما الذي تعكسه مما يجري في داخله، وما الذي ينوي عمله بعد ذلك كله. فالمرآة إذن تعكس إلى الخارج ذلك العالم الداخلي للإنسان: عالم الذات.

أن المرآة من حيث هي رمز للخداع وكذلك من حيث هي رمز للمعرفة، تتضمن تحولًا يطرأ على الإنسان الناظر إليها، ويتمثل هذا التحول في الوعى ،بأن ثمة معرفة بنفسه أو بغيره، وحتى الوعي بالخداع هو بداية التخلص من الخداع والانخداع، ومن ثم يؤدي إلى معرفة النفس على حقيقتها، فالوعي هو نوع من المشاركة الفعالة والإيجابية مطلوب من الإنسان حامل المرآة، لكي تحقق المرآة هذا التحول فيه.

ومن هنا يمكننا القول بأن المرآة هي وسيلة تغيير وتصحيح، من أجل أن يرقى الإنسان سواء في معرفته أو في سلوكه إلى مرتبة أعلى مما هو عليه في الواقع.

الإهــــداء:

لم يكن هناك إهداء ولكن كلمة واحدة زيلت بها أولى صفحات الرواية لتبدأ بــــ (الحــــلم )كبداية جاذبة للقارىء مثيرة للفضول فما هو الحلم ؟ ومن هو الحالم؟ وبما يحلم ؟ وهل الحلم كابوسًا مزعجًا أو حلمًا سعيدًا وأمنية أو رؤيا؟.

· المدخل اللساني:

المفردات: جاءت المفردات سلسة ومتداولة بعضها بالفصحى والبعض بالعامية (احنا حنعيل) تخدم المعنى وتقويه للقارىء العادى والمثقف على حد سواء

دقة استعمال الكلمة : سعى الكاتب الى اعتماد لغة إيحائية تصويرية فى الكثير من الحوارات بين شخوص الرواية والسرد الحاكم لبنية النص حيث تمت المرواحة للتأويل والفهم بينه وبين القارىء وتقلصت هيمنة الرواى العليم فى الكثير من المواضع مقابل المشهدية الحسية والتوصيفية

التراكيب: جاءت الكلمات والجمل بالتراكيب اللغوية الصحيحة وتنوعت ما بين الجمل القصيرة والطويلة.

ثالثًا: المستوى المتحرك :

أدرس فيه التشابك السردي ببنائه الفني:

التشابك السردى ومقومات البناء الفنى

مقومات النص السردي

يهتمّ النص السردي ويُبنى على أساس البناء الفني, والبناء الجمالي الشكليّ أو ما يُعرف بالخطاب، وغالبًا ما يستعمل الكاتب أساليبًا بلاغيةً فيه يهدف من خلالها إلى شدّ المتلقي لمضمون ومحتوى الحكاية التي يتمّ سردها،

في البناء الفني :

يحتوي النص السردي على عناصر أهمها

- الشخصيات

- عناصر الزمان والمكان

- الحدث

الشخصيات: وهي أساسه، وأصل الحكاية، وبدونها لا يوجد نصٌ بالأصل، وعادةً ما تصدر عن أبطالٍ أفعالٌ وسلوكياتٌ ينتج عنها الحدث الذي يبني القصة، ويُحدّد تحرك الشخوص في فصولها.

عناصر الزمان والمكان: فالنص السردي يحتاج تحديدًا لزمان القصة، ووصفًا مُفصلًا ووافيًا لهوية المكان الذي تدور فيه، ويعتبر كلًّا منهما عُنصران ضروريان؛ لتحفيز القارئ أو المستمِع للنص، أو المُشاهد لتصويره على تخيّل الأحداث والوقائع والاتصال بها.

. الحدث: ونقصد به واقع النص، وغالبًا ما يتشكل عبر سلسلةٍ متتابعةٍ ومنطقيةٍ من الأفعال الصادرة عن شخوص النص، والحوارات بينها، وحوارها الداخلي (المونولوج) وحالاتها الانفعالية التي تزيد شعور المتلقي للحكاية, بالعاطفة التي تصبغ النص كالحزن، أو الفرح، أو الغضب، أو الضحك، ويجب أن تكون الأحداث مترابطةً مع بعضها البعض لذا سُمي النص بالأصل نصًّا سرديًا

وجود هدفٍ واضحٍ للنص: فلا يوجد نصٌ سردي لا يحمل بين ثنايا كلماته هدفًا أو مغزىً واضحًا كالحديث عن قضيةٍ وطنيةٍ، أو العلاقات الاجتماعية بين الناس، أو التعبير عن حقبةٍ زمنيةٍ مُعينةٍ.

الهدف هنا فلسفى عميق، بدأ منذ عتبة الولوج الرئيسية للعمل الروائي وهى العنوان دفء المرايا فهو ليس دفئًا بالمعنى المتعارف عليه.

دفء مقيت يحمل شهوة المال والسلطة والتملق فى دهاليز الثقافة والأدب الذي استشرى فى جسد الوطن منذ أكثرمن نصف قرن تحللت فيه الأخلاق وتسرطنت النفعية والروح الانتهازية على كل مناحي الحياة

تمثل فى تداعى صورمتلاحقة كمرايا عاكسة لتلك الوجوه الكريهة بابتساماتها الكاذبة وانتهازيتها المفرطة وضمائرها التى انبعثت منها رائحة العفن والتحلل

أفسدت النفوس والأرواح وفقدت الإنسانية والتراحم, أبيحت كل أنواع الموبقات للوصول إلى مقاعد السلطة والشهرة والمال.

للتعرف على تلك المقومات والبنية السردية نتطرق لمدخل عام للرواية

مدخل عام للرواية

البداية أو الاستهلال كانت حلم:

حلمِ بالشهرة!!

أي شهرة ؟

فى أي مجال؟

لايهم..

المهم أن يصبح مشهورًا

أحلام لم تتحقق لوجيه وجدي ذاك الذى لم يكن وجيهًا، لا شكلًا ولاموضوعًا

تمنى أن يكون بطلا كرويًّا ولم يمارس اللعبة يومًا بعد أن حرّمتها أمه عليه.

تمنى أن يكون ممثلًا مشهورًا لكن جسده الضيئل وعدم وسامته جعلته يتنازل عن حلمه بعد أن وبخته أمه وهو يحاول تقليد الممثل أمام المراة.

حاول الاتجاة للكتابة بعدما أثنى على أسلوبه بالكتابة زميله "عوض جاويش" عندما التحق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية فور تخرجه وإنهاء دراستة الجامعية بكلية العلوم.

لم يكن له أصدقاء خارج جدران البيت .. لم تكن أمه تسمح له بتكوين صدقات أو حتى الذهاب للسينما, والمرة الوحيدة التى ذهب فيها مع أخته صفعته أمه, ووبخت أخته.

لمعت فكرة صديقه جاويش فى أن يكون أديبًا ويصبح كاتبًا مشهورَا.

الحبكة :

ذات مساء فكر في أن يذهب للبحر ويشاهد الصيادين وهم يشدّون جرافة السمك عله يجد حكاية تصلح لتكون بداية أول قصة له.

أخته الوحيدة نادية لديها طفلان صغيران، شارك زوجها فى حرب 67، ذهب ولم يعد مضت سته أشهر على غيابه ولا أحد يعرف هل مات أم فقد. رغبت بالزواج من أخيه الذى لم يكمل تعليمه ويصغرها بأعوام بعد أن ربط الحب بينهما, وتعهدها بالرعاية مع أبناء أخيه .. فى ظل معارضة ورفض شديدين وصلا لدرجة العداء المعلن بين أم الزوج وبينها وتهديد الأخت باتمام الزيجة رغمًا عنها.

ورغم اعترض الخال بكري على تلك الزيجة لخوفه أن يكون زوجها لا يزال على قيد الحياة ولكراهيته الشديدة لهذا الشاب واحتقاره له (أخو الزوج )

وفى ظل موافقة نادية وأمها وأخيها وجيه تم الزواج العرفي بينهما حفاظًا على معاش الزوج المفقود, عنفها خالها بشده ونعتها بالفاجرة كما عنف أمها ووجيه.

الخال بكرى: كان دائم التوبيخ والتعنيف والسب للبطل ونعته بعدم الرجولة أو تحمل المسؤولية, وكان له أثر سلبى على نفسية البطل وتشويشه وانعدام ثقته بنفسه.

عمل وجيه ككيميائي بإحدى شركات الورق, لكن صديقه جاويش دفعه إلى الكتابة ووعده بأن يأخذه إلى قصر الثقافة والقراءة بإحدى الندوت الثقافية أمام الأدباء والنقاد.

كانت أولى تجاربه بقراءة قصته الأولى تجربة سيئه للغاية حيث سخر منه ناقد معروف يدعى (سيد عثمان) ومن رداءة أسلوبه وضعف موهبته, بينما دافع عنه صديقة جاويش وألحقه بأحد نوادي الأدب وساعده في نشر أول قصة, كما ساعده في نشر كتابه الأول زميله بالعمل اليوناني الأصل (كوستا) الذى عرفه بالناشر صديقه صاحب مطبعة، كما تعرف على ظابط الأمن ( ) الموكل بالموافقات على النشرمن قبل السلطات بعد مراجعتها أمنيًّا وختمها بختم النسر مقابل ذلك طلب الضابط من وجيه أن يكون عينًا للحكومة فى الأوساط الثقافية وداخل المصنع, وحثه على إكمال الماجيستر, وأيضًا تقديم تقاريرعن طلاب الجامعة وتوجهاتهم الفكرية مما أثار مخاوف وجيه إلا أنه قبل بعد أخذ الموافقات الأمنية للنشر.

استغل وجيه قصة أخته وزواجها من أخ الزوج وسرد الأحداث حتى وصف الملامح لهم وصفًا دقيقًا مما أغضب أهله وأثار حفيظتهم لفضحهم على صفحات الكتاب سعيا وراء الشهرة والمال.

فى المصنع كان لزميله اليونانى "كوستا" دور هام فى تغير سلوكيات وجيه فهو أول من دفع به للتدخين وشرب الخمر ويسر له ممارسة الرذيلة مع عاملة المصنع أم عزيزبشقته. حيث كان موظفًا بالصباح وفى المساء يدير شقته فى غياب زوجته (أعمال منافية للاداب)

تعلق بالفتاة عفاف الحناوي وكانت ابنه أخ لوزير الصناعة عينت فى منصب مقرب من مدير المصنع رغم عدم حصولها على مؤهل عالي .فى البداية كانت لا تعير وجيه وجدي أي اهتمام, على العكس كانت تعامله بجفاء وازدراء, فقرر لفت انتباهها إليه بوصفه كاتب وله رواية وتنشر له قصص بالجرائد والمجلات, أثار ذلك فضولها وتوددت إليه وازداد قربًا منها, صاحبته في ندوة مناقشة الكتاب, رغم مهاجمة النقاد له ودفاع صديقه عنه مما تسبب فى إحراجه أمام الفتاة وأبيها وأهله الحاضرين .

فكر بعدها بالارتباط بها وتقدم لخطبتها مصطحبَا أخته وزوجها, إلا ان طلبه قوبل برفض أبيها وبسخرية أمها من شكله ( احنا حنعيل)ومستواه غير اللائق بأسرة العروس التى لم تبدِ تجاوبًا لطلبه, ما أصابه بالإحباط الشديد. بعدها فكر فى كتابة روايته الثانية وعرضها على النقاد, وازداد حضوره للندوات وتعرف على الأوساط الأدبية أكثر, أشار إليه أحدهم باستدعاء ناقد كبير من القاهرة لكي يصل اسمه وصيته إلى هناك, وكان عليه أن يدفع لهذا الناقد مبلغًا من المال مقابل ذلك, كما يتحمل تكاليف سفره وعزومة على الغداء مقابل أن يعقد له الندوة ويقدّم له دراسة نقدية يشيد فيها بروايته وتكتب عنه الجرائد ويشتهر بين الأدباء والقراء, أشار عليه صديقه أن يسجل اللقاء حتى أنه فى حالة رفض الناقد النشر يقوم هو وزميله بتفريغ التسجيل على الأوراق ونشر المقال ولايستطيع الناقد أن ينكر.

توسعت علاقاته وتعرف على من يطلقون عليه شيخ الأدباء الذى يعد أداة وصل ما بين أدباء الاسكندرية والمسؤولين بالقاهرة, فتقرب منه لنفوذه وكلمته المسموعة ودعاه لدخول المسابقات, وكان وجيه يدفع له بسخاء المشاريب والسجائر ومصادقته فعرفه على الإذاعين وسجل أول لقاء إذاعي وتلفزيوني, فى هذه الأثناء كان هناك صراعات له مع بعض الأدباء, والنزاع مع أحدهم على واحدة من الكاتبات المعروفات, وكانت لها علاقة بهذا الرجل حيث كانت تصرف على الجلسات وعليه بسخاء فلما تودد إليها وجيه ونازعه فيها نشأـ خلافات ومشاجرة فى بيتها ..

ننتقل إلى أهم جزئية فى الرواية وهي:

مرحلة ما بعد معاهدة السلام مع اسرئيل حيث تغير توجه الدولة للتطبيع والتبادل الثقافي بين البلدين, وظهور السفير الاسرائيلي ومعة أستاذة يهودية تدرس اللغة العربية بإسرائيل في دور الثقافة المصرية والسفارة الأمريكية, وعقد ندوات وبداية حدوث الانقسامات واختلاف الآراء حول تلك الظاهرة ما بين مؤيد ومعارض وساخط, ومن قرر الامتناع واحتجب خصوصًا بعد فتح محطة إذاعية إسرائيلية ناطقة بالعربية, تستمد موادها من الكتاب والشعراء المصريين, مقابل مبالغ سخية لدفعهم للتعاون والعمل معهم, منهم من أغراه المال ومنهم من دافع أنه لامانع من التطبيع مادامت تلك السياسة والتوجه العام للدولة, ومنهم من اعتبر ذلك خيانة للوطن وشهدائه بوصف الصهاينة أعداء أزلين مغتصبين للأراضي العربية, وقتلة يعذبون الفلسطينين, كما أن بينا وبينهم عداوة وبغضاء ودم, وثأر لشهدائنا, وانقسم الناس على أنفسهم وظهرت الانشقاقات الفكرية العنيفة داخل المجتمع المصري والعربي, مما أدى لظهور اتجاهات فكرية وعقائدية متطرفة كان لها عواقب أثرت وغيرت من التركيبة المجتمعية مازلنا نعانى من آثارها حتى الآن.

مقومات البناء الدرامي وتقنيات السرد فى دفء المرايا

أولًا: العناصر الفنية للرواية :

1- الشخصيات :

هناك شخصية رئيسية وهي البطل، وشخصيات أخرى ثانوية.

وقد أثبتت الدراسات الحديثة وجود نوعين من الشخصيات إضافة الى البطل والبطلة هما:

أ- الشخصيات المعيقة

ب- الشخصيات المعينة

ونجد في الرواية أن الشخصيات المعينة والمعيقة تتواجد بكثرة وبعدد كبير في الرواية.

و هذه الشخصيات المتواجدة تكون في الرواية ثابتة أو نامية

التحليل السلوكى لشخوص الرواية

كالمعتاد الرواية زاخرة بالشخصيات متعددة الأصوات والتوجهات, ولأن الزمن الفعلى امتد عبر أكثر من حقبة زمنية للرواية أدى لظهور أشخاص واختفاء آخرين تبعًا لانتقال الأزمنة والأماكن, هناك شخصيات صاحبت البطل فى بدايته كالأم والأخت والخال وزوج الأخت ثم اختفت بعد ان أدت دورها قى تشكيل الحدث.

وهناك شخصيات استمرت فى التواجد كصديقه بفترة التجنيد عوض جاويش.

الشخصيات الرئيسية:

وجيه وجدي شخصية مضطربة ومهزوزة منذ الصغر, واقع تحت سطوة أمه وخاله الدائم التوبيخ له, ولا يفلت موقف يجمعهم إلا وسيل شتائمه له لا ينقطع.

يتحين الفرص للشهرة, أي فرصة لإثبات ذاته لا يهم الكيف المهم الوصول بأي ثمن حتى وإن كان ضد الأخلاق والمبادىء مما جعله شخصًا انهزاميًّا متطلعًا للسلطة والشهرة, أفّاق لا يتورع عن ملاحقة ومجارة كل ذي منصب يساعده على الترقي والقفز على جثث الموهوبين الحقيقين والمبدعين الشرفاء.

الأم شفيقة غياب الأب ووفاته جعلت من الأم أمًّا صلبة متشددة على أولادها خصوصًا وجيه الذى حرصت على تعليمه تعليما جامعيًّا, وتخرج من كلية العلوم حتى لايشمت بها أحد تحديدًا عمه الذى رفض أن يساعدها فى تربيتهم أو أن يدفع مصاريف تعليمه الجامعي ويرأى أن يكتفي بالتعليم الثانوى ويلتحق بأي عمل (رغم أن أولاده أتموا تعليمهم العالي )

واستطاعت أمه بمعاش أبيه الضئيل وإيراد حجرتين بمنطقة "أبي قير" تؤجرهما للمصطافين, فاستطاعت أن تزوج ابنتها وتكمل تعليم ولدها.

الأم عادة تمثل مصدر الدفء الأصيل فى حياة أبناءها

كانت بالرواية بمثابة مرآة عاكسة كمعادل موضوعي للسلطة المستبدة كنموذج مصغر لكبت الحريات المشروعة, حيث حرمت عليه ممارسة حقه الطفولي الطبيعي فى لعب الكورة أو التصادق مع أقرانه, وتوبيخها له لما حاول تقليد بعض الممثلين أمام المرآة لدمامته وملامحه التى لا تصلح فى مجال التمثيل, وبينما سعدت به عندما مارس الكتابة ونشر له بالجرائد, كانت تقبّل اسمه على أوراق الجريدة بفخر وسعادة, كما وافقت على الزيجة الثانية لابنتها عرفيًّا رغم عدم ثبوت موت الزوج الأول, رغم أن الفعل ذاته منافٍ للمقبولية الأخلاقية والاجتماعية .

دفء المرايا اسم زائف ومراوغ عكسته كل شخوص الرواية على أوجه كل تلك المرايا:

1- التناقض والموارة صفة صاحبت معظم شخوص الرواية

الخال بكرى ادعى الجدية والصرامة والتزام المبادىء والمثل

بعد رفضه للزيجة وأقسم ألا يدخل بيت أخته إن تمت زيجة ابنتها عرفيًّا لكنه دخل بيتها.. بل وصادق الزوج فتحي وجالسه على المقهى وشربا معا الشيشة والحشيش!

2- الجانب المظلم وازدواجية المعاير الأخلاقية:

نجده في الكثير من الشخصيات:

زميله اليونانى "كوستا" فهو موظف بالصباح وفى المساء يدير شقته فى غياب زوجته (أعمال منافية للآداب)

دفع بصديقه وجيه للتدخين وشرب الخمر ويسر له ممارسة الرذيلة مع عاملة المصنع أم عزيز. واستغل ثقة وجيه فيه فقام بتمرير توريدات للمصنع بدون مطابقة للمواصفات والحصول على أموال ورشاوي من الموردين قسمها ما بينه وبين عاملة المصنع أم عزيز والشاب ياسين الذي يمده بالحشيش.

وعندا اكتشف بوشاية من ياسين أنه وقع في خديعة كبرى وفى حوار دار بينه وبين أم عزيز اعترفت له, وعندما واجهها باستغلاله، قالت له:

"أنت أيضًا مستفيد, شقة كوستا وخمر وأنا"

اتفق مع الناشر صديقه اليوناني صاحب المطبعة على أخذ مبلغ سمسرة مقابل إقناع وجيه التعامل معه.

مدير المصنع الذى عين ابنة أخ وزير الصناعة فى مركز مرموق بالمصنع رغم حصولها على شهادة متوسطة دبلوم صناعي طمعًا فى رضاء الوزير ثم طردها بعد خروج الوزير من منصبه.

مرسى الساعي العجوز الذى يشاهد ويعرف كل التفاصيل ولا يبدى رأيًا ولا يتدخل في الأحداث, فقط مبديًا امتعاضه بصمت, وهذه الشخصية تحديدًا رغم أنها هامشية لم توثر على الأحداث لا بالسلب ولا الإيجاب إلا أنها شكلت مرآة عاكسة رمزًا للصمت القهري الذى يمارس على الشعوب الضعيفة وعدم التعبير عن الرأي, فى ظل العبودية أو قلة الشأن, فهو واعٍ لكل السلوكيات الخاطئة أو المشينة, ويعرف كل كبيرة وصغيرة إلا أنه كان يكتفي بنظرات عاتبة معبرة عن سخطه وغضبه, شخصية تقول الكثيربصمت .

المقدم موسى الديب يعمل بالمباحث يعطس الموافقات الأمنية للمطابع بإجازة الطبع ولا تطبع أي ورقة دون موافقته وختمه.

حثّ وجيه على أن يكمل دراسة الماجستير بالجامعة ووعده بأن يسانده، على أن ينقل له كل أخبار زملائه بالجامعة من طلاب يسارين ومن لهم اتجاهات تتقاطع من سياسة الدولة, وأن يكون عميلًا مخلصًا للمباحث فى نقل أخبار الندوات وقصور الثقافة بل أيضًا كل ما يدور بشركته.

الانتهازية والتملق تذكرة مرور لعالم الأدب ص.70 (حوار )

فى الاوساط الثقافية :

على عيسى صاحب فكرة المجلة, وكان داعمًا له عندما دافع عنه أثناء مناقشة كتابه قائلًا: "كاتب له مستقبل عريض وإن كانت قصته دون المستوى هذه المره فهذا لايعني أنه كاتب سيء فلابد أن نعطي فرصة للمبتدئين (قال كلامًا كثيرًا أكثره دفاعًا عن نفسه)) ملحوظة للراوي تحمل انطباعًا يصل للقارىء بتوجه علي عيسى الحقيقى نحو دعمه لوجيه.

عباس المصرى كاتب معروف بالأوساط الأدبية (يجلس فى الوسط بشعره الأبيض) بتلقي الهدايا والأموال ودعوات الطعام ودفع تكاليف الانتقال والإقامة لمن يريد أن ينال مناقشته لعمله الأدبي.

دائم الهجوم على وجيه

يوسف عثمان كاتب قديم لم تتسّنَ له فرصة الظهور, دائم الشكوى واستخدام بعض الكلمات التى تحمل العصبية والكلمات مثل القاتلة والقبيحة.

عزيز الدرملى شاعر معروف وموظف فى قصر الثقافة يدعم فكرة تقويد من أسماهم بالأولاد المشاغبين, يقصد بهم من يفسدون الندوات ويصفهم بالشيوعيين (الكتاب المغمورين).

رؤوف الطحاوى مؤسس جمعية الرفق بكتاب القصة القصيرة له صولات وجولات مع وجيه وجدي وصفية المختار إحدى الكاتبات بالوسط الأدبي.

الدكتور علاء الصاوى :

تغيرت شخصية وجيه بعد نشر مقالة عن كتابه فى مجلة معروفة كتبها عباس المصري الكاتب المعروف وبدأ يتصرف : إنه كاتب كبير وانتقل لمرافقة الكتاب المعرفين بعد أن أهداهم نسخ من كتابه

صفية المختار امرأة ممتلئة قليلًا تصبغ وجهها كثيرًا

تذكره تلك المراه بنساء أبى قير عندما يذهبن للأفراح ويضعن كميات كبير من المساحيق ولا يعرفن كيف يزلن الزائد منها

علاقتها بعزيز الدرامللى ورؤوف الطحاوى قال عنها:

كاتبة مجدة أول مرة أجد من تقنعني بقضية المرأة فى مصر

الأخوان: محمود السعيد مشغول بالفن والشعر ودراسة اللعات

وأخوه عصمت السعيد هو من يدير ثروات الأسرة من منشأت وأراضي زراعية ومصانع بعضها تحت الحراسة منذ ثورة 56

2- المكان:

تتنوعت الاطر المكانية بتنوع الأحداث وتواليها .ويمكن تقسيمها لعددة مراحل البيت والنشأة _ معسكر التجنيد – المصنع- شقة كوستا – المقر الامنى – المطبعة – قصور الثقافة – المطاعم والمقاهى – شقة صفية المختار ورؤوف الطحاوى فيلا محمود السعيد صديقة الاقطاعى وغيرها ...

3- الزمان:

امتد إلى آماد بعيدة، فشمل حياة البطل بأسرها أو قسم كبير منها.

4- الحبكة القصصية:

تتبع الأحداث مسارًا معينًا، وقد كان متفرعًا وشاملًا.إذ أن الأحداث في الرواية غزيرة ومتشعبة، مما يؤدي الى تنامي الحبكة القصصية.

أمّا على صعيد البناء الجمالي :

1- الأسلوب :هو القالب الكتابي الأكبر الذي تتميز فيه الرواية، تغلب فيه الأفعال الماضية. ساهم فى ربط الأحداث تتابعًا ببعض ـكما وصف الأجواء والأماكن المصاحبة للأحداث كقاعات قصورالثقافة ومنازل بعض الشخصيات ومكتب الأمن والمقاهي التى يرتادها الأدباء وغيرها بأسلوب واقعي .

2- السرد والتقنيات السردية المستخدمة :

اتبع الكاتب قواعد الكتابة الروائية الكلاسيكية؛ بطريقة السرد الخطي التصاعدي المتسلسل، وقد تمكن من تصوير الواقع والغوص في نفسية البطل وشخوص الرواية ولم يترك شيئا ماديا أو معنويا مرتبطا بهذه الشخصيات إلا شرحه وفصل فيه…

ولعل أهم ما تتميز به الرواية أنها قصة كبيرة وطويلة، تتشابك فيها الأحداث وتتقاطع الأمكنة والأزمنة, وتتلاقى الشخصيات وتتصادم، إلا أن مسارها القصصي واضح ومتّسق في مراحله، والرواية واقعية تتكون من أحداث حقيقية اقتبسها الكاتب من الواقع. وربما كان للتخيل نصيبًا ضئيلًا فى الأحداث لدواعي الكتابة الدرامية أو لخصوصية أسماء البعض ممن عاصروا تلك الأحداث,أو مازالوا على قيد الحياة. فالأحداث وقعت في مرحلة تاريخية ماضية اتسمت بالتعقيد, ورغم أن زمن كتابتها معاصراختلف عن زمن الحكاية إلا أنها تساير هذا التعقيد, ولها بعض الخصائص التي تفردها كحضور الفردانية والدغمائية: فهيمن ضمير المتكلم بدلًا من ضمير الغائب، وسعت إلى اعتماد لغة إيحائية تصويرية بعيدة عن التقريرية والمباشرة المألوفة في رواية الخمسينات والستينات التي التقطت أبطالها من حواف المجتمع،كليال غربال أو جبل ناعسة على سبيل المثال لا الحصر .

من أبرز التقنية السردية المستخدمة:

- المنولوج:

تتواجد بكثرة في السيرة الذاتية، والدراما الفردية، النفسية وغيرها من المواضع التي تخاطب فيها الشخصية الرئيسية نفسها.

مثال 1- حوار البطل مع ذاته "كاتبًا لا بأس به لتحقيق الشهرة "

أيتها الشهرة أني آت اليك

مثال 2 - (حتى لو التدخين مضر يكفى أنه يذيب الجليد فى العلاقات العامة خاصة الثقافية

- التعليق:

الغاية منه إبراز رأي الكاتب في شأن أو قضية تنبري لها الشخصية البطلة، أو بعد اجتماعي يكون البطل أو البطلة ضحية له.

مثال : سخرية عفاف الحناوى وأمها من وجيه وشكله الضئيل" احنا حنعيل"

وتحجج الأب بأنها مخطوبة

تذكر وقتها مقولة أم عزيز (أنت صحيح ريس علينا، إلا إنك تحت مثلنا)

أيضا جاء على لسان السارد ما يظهر دواخل نفسية البطل وجيه من وصولية ص.80

فى الجزء الثالث من الروايه قال الكاتب (السارد العليم):

مادام وجيه أصبح مشهورًا فليس من المعقول أن نركز عليه وحده

قال "آه لو قبلت عفاف الزواج به كان سينتقل نقله كبيرة، عمها الوزير سيسانده،سنوات قليلة ويصل لمدير الشركة وربما أكثر من ذلك.

3- الحوار :

يكشف عن نفسية الشخصيات وإحياء مناخ دلالي عميق على امتداد الرواية، كما أنه يكشف عن دواقع الشخصيات وطباعهم.

تصدر الحوارالذي اتخذ شكل السيناريو الدور الأساسي, وكعامل فاعل فى دفع الأحداث على لسان شخوص الرواية منها نعرف دواخل الشخصيات وطبائعهم وميولهم وخلفياتهم الحياتية, وأيضًا سمات المجتمع وسلوكيات الأفراد, والتعريف بمكنون الشخصيات وسيرورتهم الحياتية كبند معرفي للقارىء بقصدية تقليل السرد أواستخدام تقنية الاسترجاع أو مايطلق عليه خاصية الفلاش باك أو الاستباق.

مثال محمود السعيد وعشيقته اليهودية (كاتي)

"كان سعيدًا بموت جمال عبد الناصر مما أثار تعجب عشيقته اليهودية:

- إني لم أسعد بموته مثلما فعلتَ

- لم تقاسي مثلنا, بعد أن كانت مصر كلها ملكا لنا وتحت أقدامنا, فقام بثورة أصبحنا بعدها أغراب فى بلادنا "

أسرة محمود السعيد التى عانت من الثورة عندما رفض أبوهم تسليم ممتلكاته لحكومة الثورة عام 52 وحكم عليه بالسجن المؤبد لمقاومة السلطات.

رابعًا: المستوى النفسى :

رواية ذات ملامح إجتماعية، سياسية، عاطفية، تصور عالمًا متشابكًا لمجموعة من الشخصيات، التى تعيش فى مدينة الاسكندرية، وتتماس مع عوالم وأماكن أخرى من خلال شخصية البطل "وجيه وجدي". سأدرسه عبر المداخل التالية :

§ المستوى السلوكى:

طرحت الرواية العديد من التساؤلات الفلسفية العميقة المقسمة على عدة محاوربدأ من العنوان تدرجًا لأكثر من مستوى اجتماعي واقتصادي من خلال نشأة البطل ثم دخوله الجامعة ثم إنهاءه للخدمة العسكريه والتحاقه بالعمل ثم دخوله لمضمار الكتابة والتوغل فى دهاليز قصور الثقافة ومنابر العلم والتغيرات التي طرت على حياته وسلوكياته الأخلاقية بفعل التأثير والتأثر بمحيطه وبذاته،

§ المستوى العقلانى

كان التناص مع الواقع للبطل بمثابة مرآة عاكسة للذات (الآنا-والآخر) لكل ما يدور فى الحجرات والأماكن العامة والمغلقة, ومؤشر لمدى معرفة ودراية الكاتب بمجريات الامور والتفاصيل التى لا يمكن الحديث عنها إلا بمعاصرتها ومعيشتها بشكل شخصي وواقعي مما لا يدع مجالًا للشك أن الأحداث حقيقية، حدثت بالفعل .

التجربة الإبداعية للأديب مصطفى نصر :

نجح الكاتب فى تحويل الصراع من الواقع العام إلى صراع داخل الذات، جاعلًا من الذات فضاء لمرايا متقابلة يتناسل فيها الدمار والعنف النفسى والمعنوي فشكل تيمات دمار القيم، دمار الذات، دمار الحياة تيمات أساسية في معظم روايته فقدم أبطالًا غير أسوياء، وكأن الرواية المعاصرة تركت العام العادي ومحورت متونها حول بعض الحالات الخاصة في المجتمع.

حملت الرواية على عاتقها اقتحام عبابَ يمٍ متلاطمة أمواجه عصي على الفهم: واقع يقوم على صراع نوعي وكمي مختلف عن كل تجليات الصراع المعهودة التي نظر لها الفلاسفة والمفكرون كصراع الأجيال والصراع الطبقي وصراع الأديان والحضارات… إذ وجد الكاتب نفسه في لج مرايا متقابلة وصراع وقف أمامه مشدوهًا لا يعرف فيه الصديق من العدو، ولا يعرف من يصارع من؟ وكل ما يراه أشلاء الموتى في كل زاوية دون أن يدرك من يقتل من؟ ولأية أهداف يتقاتل العرب؟ ولماذا غدت بلاد العرب والمسلمين على كفّ عفريت وبؤرة صراع في وقت تنعم باقي بلدان المعمورة بالسلم والطمأنينة؟ لكن مقابلها تصوير الواقع فهل تؤثر الرواية في واقعها ؟؟ هذا سؤال من الصعب الإجابة عنه أمام ضعف نسب قراءة الرواية والقراءة بمعناها العام في أوطاننا العربية.

كان لكل شخصية بالرواية قضيتها الذاتية تبحث لها عن مخرج في واقع متشرذم فاسد يعمه الدمار والعنف, حتى لكأنَّ روايتنا أضحت حسب تعبير جورج لوكاتش (تاريخ بحث منحط عن قيم أصيلة في عالم منحط) ، لذلك تميزت أفعال معظم أبطال تلك الرواية العربية المعاصرة بطابع (التشيطن ) فتنوع الأبطال بين المحتال، المتملق، المجنون، المجرم الوصولي والأناني والمتطرف في كل شيء (في شرب الخمر، في الجنس ، في تعاطي الدعارة، وفي الدين…) وغيرها من الشخصيات التي لا تعير اهتمامًا للقيم في مجتمعات عربية تتجه نحو الفردانية والامتثال لقوانين اللبيرالية المتوحشة بشكل يستحيل معه أن نفصل بين ما ينسجه خيال الروائي وما يدور تحت أقدامنا على الأرض . ودون القول بالانعكاس الآلي الميكانيكي بين العالمين، ولكن على الأقل عكس إحساس المبدعين بالعجز أمام التحديات الكبرى التي فرضت نفسها على واقعنا المعاصر، حتى وإن لم تكن بشكل واقعي صرف فعلى الأقل في إطار ما سماه لوكاتش (الواقعية الكاذبة للرواية).
وإن رأى البعض في كل ذلك عينًا سوداوية ينظر بها كتاب الرواية إلى الواقع العربي، فنحن نرى أن ذلك تعبيرًا عن تعدد المرجعيات، وتنوع زوايا النظر للواقع, مما جعل من الرواية إطارًا لكل المتناقضات قادرًا على تمثيل مختلف الحساسيات والمرجعيات الثقافية وإعادة تشكيلها في قالب فني ولعل ذلك ما عجزت عنه عدة فنون أخرى، حتى ليمكن القول إن الرواية تمكنت من أن تقول (ما لا يمكن أن تقوله إلا الرواية) وكأننا بالرواية المعاصرة تغير وظيفة الرواية الأصلية حسب حسن مودن في قوله: ( إن الوظيفة المركزية للرواية لم تعد هي نشر رؤية للإنسان والعالم والتاريخ موضوعة مسبقا بل وظيفتها أن تكشف بطرقها الخاصة ما لا يمكن أن تقوله إلا الرواية حسب عبارة هرمان روخ) ففي الرواية فقط يمكن بناء مجتمع للمؤلف فيه الحق في السخرية من غطرسة الساسة الحاكمين، وعناد رجال الدين المتزمتين، وسذاجة البسطاء المغلوبين على أمرهم على قدم المساواة..

الخاتمة :

هكذا وجد الروائي مصطفى نصر نفسه يجمع بين الفنان، المصلح ومؤرخ الحياة الخاصة والعامة الميال إلى التقاط أقصى قدر من تفاعلات المجتمع مقتنعًا أن لا مناص لأداء مهمته من تصوير تفاصيل تناقضات شخصياته، وإماطة اللثام عن الجروح الغائرة في جسد الوطن، فحق لنا القول إن رواية دفء المرايا غدت النوع الأدبي الأكثر نموذجية لواقعنا العربي, وأنها أصبحت (شريحة من الحياة) ،فهى تناقش مواضيع ليست جميلة على الأغلب وتصنع منها لوحات فنية عنيفة في جمالها، تجدها تنحت حتى القبح بشكل فني دقيق وتحاول تخليده، أي أن وظيفة الفن الروائي هنا هي شبيهة بوظيفة الحب بمفهوم أفلاطون....حانية، وعنيفة، جميلة وقبيحة، حلوة ومرة.. حقيقية ووهمية كما هو حال الحياة بصورة عامة وتناولها لمشاكل عديدة بعمق يجعلها رواية مميزة وتحتاج مرجعية ثقافية من أجل فك ألغازها وفهمها ..

lصطفى نصر لم يشر بأصابع الإتهام إلى أي شخصية بعينها أو نظام ساسى أو سلطة أو حاكم, ولكنه وضع أمامنا واقعًا لانعكاسات كل الأضداد المتقابلة فى المرايا فأصاب عين الحقيقة.



#سحر_النحاس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (مسرح الرؤى) بين الحلم والتجريب قراءة فى كتاب -تطورات في الث ...


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سحر النحاس - دراسة نقدية ذرائعية مستقطعة لرواية دفء المرايا للروائي المصري مصطفى نصر إعداد وتقديم :سحر النحاس