محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 16:47
المحور:
قضايا ثقافية
الطفل المعجزة
وُلد ولفغانغ أماديوس موزارت في مدينة سالزبورغ عام 1756، وكان أشبه بآلة موسيقية ناطقة! في عمر خمس سنوات فقط، كان يؤلف مقطوعات موسيقية ويعزفها على الكمان والبيانو بخفة يد وسرعة بديهة جعلت النبلاء يتسابقون لرؤيته. كانت نغماته تعزف قبل أن يعرف الحروف الأبجدية، حتى أن والده، ليوبولد، قال: "لو لم أكن والده، لقلت إنه ساحر!"
طرائف السفر والموسيقا:
أثناء جولة موسيقية في باريس، أصيب موزارت بوعكة صحية شديدة. وبعد أن شُفي، كتب لوالده قائلاً: "كنت على وشك الموت، لكنني الآن في حالة ممتازة لأؤلف سوناتا عن الأطباء السّيئين!"
ومن أظرف مواقفه أن عزف مرة أمام أحد ملوك فرنسا مرتديًا قفازًا واحدًا فقط، لأنه نسي الآخر في العربة، وقال ضاحكًا: "نصف دقة تكفي لجلالة الملك!"
عبقري... ومشاكس:
موزارت لم يكن فقط عبقريًا، بل كان أيضًا مشاكسًا بطريقته اللطيفة. في إحدى المرات، ألّف قطعة موسيقية يسخر فيها من أحد عازفي البوق الذي كان يزعجه بعزفه السيء. وعندما سُئل عن الأمر، أجاب ضاحكًا: "أنا فقط أترجم صوت الحقيقة إلى نوتة موسيقية!"
كان يحب المزاح كثيرًا حتى في رسائله، وقد كتب مرة لأخته: "إذا أكلت كثيرًا من الفطائر فسأصبح آلة باس عملاقة!"
الحب والفوضى والموسيقا:
وقع في حب "كونستانتسه" وتزوجها رغم معارضة العائلة. وكان ينفق أمواله بسرعة البرق، ثم يقول: "إن العبقري لا يخطط للغد، بل يعزف له!"
في إحدى رسائله الشهيرة قال: "أنا فوضوي من الخارج، لكن في داخلي أوركسترا مرتبة!"، فقد كان منزله يعج بالأوراق والموسيقا غير المنتهية، لكنها جميعها كانت مرتبة في ذهنه كأنها حفلة موسيقية لا تنتهي.
النهاية الغامضة والموسيقى الخالدة:
توفي موزارت وهو في الـ35 من عمره، في ظروف غامضة لا تزال موضوع جدل. دُفن في قبر جماعي بسيط، لكن موسيقاه بقيت شاهدة على عبقرية لا تتكرر.
ألحانه تتراقص في الحفلات، وتُبكي في المسارح، وتضحك في القلوب. ربما لم يعش طويلًا، لكنه ترك للعالم سيمفونية لا تموت.
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟