أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علجية عيش - هل يجب أن يكون تفكيرنا -براغماتيا- في عالم تسوده الفوضى و المصالح؟














المزيد.....

هل يجب أن يكون تفكيرنا -براغماتيا- في عالم تسوده الفوضى و المصالح؟


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 15:46
المحور: المجتمع المدني
    


المبشرون كانت لهم فلسفة براغماتية لتنصير الشعوب


كانت البراغماتية و لا تزال ، تهدد الشعوب و الأمم للهيمنة عليهم و طمس هوياتهم ، كونها وظفت سياسيا و دينيا، وهو ما نلاحظه في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي توقع بين الحكومات و التحالفات في مختلف المجالات بما فيها مجال التسليح فقد جمعت بينهما البراغماتية، أي سياسة مصلحية، كلٌّ من موقعه و وفق حساباته حيث وصلت الأمور الى حد التطبيع مع إسرائيل، لولا ظهور جماعة من الإصلاحيين المسلمين الذي تطرقوا الى مفهوم البراغماتية في الإسلام محددين واجب الفرد و الجماعة داخل المجتمع الإسلامي و تحقيق المعادلة بين الوسيلة و الغاية​

إن مصطلح البراغماتية مشتق من الكلمة اليونانية "براغما" ومعناه العمل و البراغماتية مذهب فلسفي ارتبط بالفيلسوف الأمريكي تشارلز بيرس و هو أول من صاغ هذا المفهوم في مقال له نشره عام 1878 بعنوان: " كيف نوضح أفكارنا؟" و وضع فيه أسس فلسفة البراغماتية و هو يرتكز على أن معنى فكرة ما، تتحد بتأثير فكرة أخرى على الممارسة والسلوك ، و البراغماتية من الناحية الفكرية تعني أن الإنسان مُكْرَهٌ على العيش في عالم لا عقلاني يتعذر فهمه، لأن كل محاولة لمعرفة الحقيقة تبوء بالفشل، و الدليل ما نقرأه عن صراع الحضارات و صراع الثقافات و صراع الأديان.

ليس هناك مجل للحديث عن الفلسفة البراغماتية ، وإنما إلفات النظر الى الخطر التي يهدد الشعوب و الأمم و مساعي البراغماتيين في طمس هويات الشعوب، كونها وظفت سياسيا و دينيا، و لعل السبب هو لِما أثارته الفردية و الجماعية من جدل بين المفكرين ، و لكل واحد كان له رأي خاص لاسيما و أن هذا المفهوم لعب دورا خاصا في تسيير الحياة اليومية للفرد و الجماعة، بل هيمن على منظومتنا السياسية، الإقتصادية، الفكرية الثقافية و التربوية ، كما مسّ المنظومة الدينية في أصولها و جذورها، حتى بات السؤال يطرح على الشكل التالي: "هل يجب أن يكون تفكيرنا براغماتيا في عالم تسوده الفوضى و تغلبت عليه المصلحة الذاتية؟.

فلا يزال النقاش حوله ( أي الصّراع) مفتوحا و لم ترفع الجلسات عنه إلى يومنا هذا ، حيث ذهب البعض بالقول أنه لا يوجد صراع حضارات أو صراع ثقافات أو صراع أديان ، و على الجميع أن يتعايش ليحقق كل واحد منفعته، وبالتالي عليه أن يتخلص من الشكوك التي تعكر حياته و تعطله عن التقدم ، طالما هو يريد أن يحقق منفعته حتى لو أدى ذلك انفصامه عن الدين أو بعده عن الأصالة و ضربه قوانين الجمهورية في كل المعاملات، نلاحظ ذلك حتى في المجال الديني، عندما عمل المبشرون على نشر عقيدتهم ( المسيحية) بأسلوب براغماتي عن طريق مساعدة الشعوب و تقديم لهم الخدمات وفق نظرية المنفعة ، خاصة تلك التي تعيش الحروب و تعاني من المجاعة و الجفاف و الأمراض من أجل تنصيرهم و محاربة الإسلام، كانت البداية بتعلمهم اللغة العربية نطقا و كتابة ، و التعرف على عاداتهم و تقاليدهم و نمط عيشهم ، مثلما حدث في الجزائر أيام الإحتلال الفرنسي، فهم آمنوا بدعوة البراغماتية إلى الاعتقاد بفكرة و إخضاعها إلى التجربة و ما تقدمه هذه التجربة من فائدة عملية، و سار على نهجهم من المهتمين بالشأن الإسلامي و قالوا ان الله وعد المسلمين بالجنة إن عبدون حق عبادته، و ربطوا شرط العبادة مقابل الجنة بنظرية المنفعة و أعطوها بُعْدًا براغماتيا كما يفعل المبشرون.

و قد تمكن التيار التبشيري من طمس هوية المسلمين و إهدار كرامتهم، رافعين شعارات المحبة و السلام ، فلا تهمهم إن كانت الفكرة صحيحة أو غير صحيحة بقدر ما تحقق للإنسان المنفعة في حياته العملية، حيث ربطوها بـ: "الميكيافيلية" التي تقول أن الغاية تبرر الوسيلة، لولا ظهور جماعة من الإصلاحيين المسلمين و مفكرين إسلاميين الذين تطرقوا الى مفهوم البراغماتية في الإسلام و راحوا بفكرهم ينشرون الوعي في الوسط الإسلامي محددين واجب الفرد و الجماعة داخل المجتمع الإسلامي ، أمام الصراع الدائر حاليا بين الأصوليين و الحداثيين ( التنويريين) فيما يخص الخطاب الديني و تفكيك النص الديني ( القرآن) ، حيث تحوّل هذا الخطاب إلى حرب حول الثابت و المتغير و بين المقدس و المدنس.

فالبراغماتية تجعلنا نحدد المسار الذي ننتهجه في حياتنا اليومية و نحدد طريقة تفكيرنا ، بمعنى كيف نفكر ؟ و في ماذا نفكر؟ وهل يتطابق ما نفكر فيه مع الواقع؟، طبعا كلنا يفكر ، و لكل واحد منّا طريقة تفكيره، لكن هناك هدف ما نسعى لتحقيقه و نريد الوصول إليه عن طريق تفكيرنا، و كم يستغرق تفكيرنا من زمن للوصول إلى هذا الهدف، العالم طبعا مليئ بالمشكلات و التناقضات وهناك مشكلات معقدة و مستعصية، فأحيانا نجد من يقول لقد فكرت طويلا و لم أجد حلا لهذه المشكلة، يقول بعض المفكرين أن تفكيرنا مرتبط بالبراغماتية، إلا أنه ليس كل الناس براغماتيين، قليل من التأمل فقط نجد أن هناك فكر فردي و فكر جماعي، و البراغماتيون هدفهم تحقيق الهيمنة ، و إضعاف الأخر ليصبحوا أصحاب القرار ، و ذلك على حساب المبادئ و القيم الإنسانية.



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطالب بتدريس التلاميذ فن -الديداكتيك- بدءًا من الطور الإبتدا ...
- السقوط الفكري
- -أيام سينما الذاكرة و المقاومة- تستقطب جمهورا واسعا من عشاق ...
- خطاب صيّودة في اليوم العالمي للصحافة كان ثوريا
- الملتقي الجهوي لناحية الشرق حول استراتيجية القطاع للشفافية و ...
- من يتذكر أحداث -تينركوك- بأدرار جنوب الجزائر ؟
- خطاب سياسي لوزير الإتصال الجزائري لتجنيد الصحافة في الرد على ...
- المنظومة القانونية في الجزائر بحاجة إلى نصوص لضبط استخدام ال ...
- اللجوء في المغرب العربي وأثره على العلاقات -الأفرومغاربية
- في الحكم و واجبات الحاكم .. (نحو حكم راشد)
- عودة الرحلات عبر خط السكة الحديدية بين عاصمة الشرق و العاصمة ...
- أمال معلقة لإطلاق سراح سجناء الرأي في عيد الفطر المبارك
- هل هي خطوات نحو دمقرطة التسيير و أخلقته..؟
- الكلمة التي ألقاها وزير الداخلية و الجماعات المحلية و الترقي ...
- الإعلان عن إنشاء مركب لصناعة الأدوية بالجزائر في أفاق 2030
- وزير الصناعة الصيدلانية في الجزائر يدعوا إلي الشراكة الأجنبي ...
- مُذَكِّرَاتُ مُنْتَخَبَة..
- مرشح جبهة المستقبل ينتزع مقعد السينا بعاصمة الشرق الجزائري
- حزب فتي يهزم أحزاب ديناصورات بعاصمة النوميديين قسنطينة
- عاصمة الشرق الجزائري تحيي اليوم العالمي للدفاع المدني و الحم ...


المزيد.....




- اصدار حكم الإعدام بحق 3 متهمين بالهجوم الإرهابي على مرقد -شا ...
- 15 شهيدا.. إسرائيل تقصف خيام النازحين في خان يونس
- اجتماع أمني إسرائيلي لحسم مصير صفقة الأسرى
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومستعمرون يحرقون أراضٍ في الضفة
- طحن وخبز المعكرونة والعدس.. آخر حيل الغزيين لمواجهة المجاعة ...
- إيران تدعو إلى وقف التطهير العرقي ووضع حد لإفلات قادة الكيان ...
- حماس تطلب -ضمانات أميركية-.. وتعرض نصف الأسرى الأحياء
- إيران.. القضاء يؤيد حكم الإعدام بحق مغني راب شهير بتهمة -الت ...
- رئيس بعثة مفوضية شؤون اللاجئين في سوريا: 500 ألف لاجئ عادوا ...
- الأمم المتحدة تقلص مساعداتها الإغاثية في الصومال واليمن لأكث ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علجية عيش - هل يجب أن يكون تفكيرنا -براغماتيا- في عالم تسوده الفوضى و المصالح؟