علجية عيش
(aldjia aiche)
الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 11:35
المحور:
قضايا ثقافية
نتقبل الأخر عندما نترفّع
قصّة التفاحة التي سقطت من الشجرة و التي سميت بنظرية الجاذبية ، كان من المفروض أن يسمونها نظرية السقوط،، ليس السقوط بمعناه المادي ، أي سقوط من أعلي جبل أو من أعلى جسر أو سقوط من السلم ، و إنما السقوط الفكري، حين يتلفظ الإنسان بكلام أو تصريحات، أو يتخذ قرارات عشوائية دون تفكير في نتائجها ، و لا يعي ماهي ردة فعل الأخر، قد نسقط و تتعرض قدمنا أو يدنا لجروح، و سرعان ما تبرأ هذه الجروح بعد علاجها ، لكن السقوط الفكري كيف نعالجه؟، و هل له دواء؟، و لذا فالتفكير العقلاني يجعلنا نفكر في نتائج ما نتفوّه به ، و قبل أن نتلفظ بأشياء قد تزعزع أمة بحالها، و قد تسقط حضارات ، حين يتعلق الأمر بالهوية و الطعن في ثقافة الأخر .
المشكلة أننا نجد بعض الناس لا يؤمنون بالفكر، و لا يحترمونه، و إن ناقشوهم في فكرة يهاجمون صاحبها، لأسباب عدوانية لا غير، و يحاولون فرض فكرتهم حتى و لو كانت خاطئة، لأنهم لا يملكون القدرة على فهم المشكلة من جذورها، فهناك من يتلاعب بالمفاهيم و المصطلحات، و يتلاعب بالأفكار و بالمقدسات و بالقيم، ويستخدمها في غير مجالها، يستغفل السُذّج، بأن أطروحاته تخدم الإنسانية، فتجده يعبر عن موقفه من قضية ما ثم يغيره، حسب المصلحة فلا هو "مع" و لا هو "ضد"، والسقوط الفكري يسبقه شيئ اسمه "الغرور"، فقد يغتر الإنسان بمنصبه أو بماله أو بشهاداته، و يتخيل أنه لا أحد يمكن أن يقف معه ندا للند، فيتكلم بلغة نرجسية، و قد يَزِلُّ لسانه فيخطئ و يسقط في فخ الذين أرادوا الإيقاع به لغاية في نفس يعقوب.
و لذا فالغرور داءٌ لا علاج له، مثله مثل خلايا السرطان حين تفتك بجسد المصاب، فنجده يذوب ببطيء حتى يفنى جسده، و أحيانا يكون "الحقد"، عندما تريد إلغاء الأخر و طمس هويته، و ممكن أن نضيف سببا أخر و هو "التفاعل السلبي" ، فقد يتفاعل معك شخص ما في قضية ما، لكن بسلبية ،من أجل إسقاطك في الفخ، أو توريطك في قضية ما، و هو ما حدث مع البروفيسور محمد أمين بلغيث حين استدرجته الصحافية في قضية الأمازيغية ، كل هذه الأسباب تقود صاحبها إلي السقوط ، و لذا نقول أن الإعتراف بالخطأ صعب جدا، لكنه سيد الموقف، و الإعتراف بالخطأ يتبعه الإعتذار، و الإعتذار ليس ضعفٌ أو هزيمة، لكنه صفة نبيلة تجعلنا نتعايش مع الأخر و نعيش معه في أمن و سلام و استقرار، و قَبول الأخر لا يكون إلا بالترفّعِ و التسامح و التأخي .
#علجية_عيش (هاشتاغ)
aldjia_aiche#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟