أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - خسر العرب وربح ترامب














المزيد.....

خسر العرب وربح ترامب


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8343 - 2025 / 5 / 15 - 07:32
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى دول الخليج العربية لم تكن من اجل صنع سلام دائم , وانما جاءت من اجل تقوية علاقات واشنطن مع اصدقائها في المنطقة بعد ان تصدعت خلال حكم الرئيس جو بايدن و ظهور متغيرات عدة في الشرق الأوسط. لقد تحدث طويلا عن إنجازاته داخل الولايات المتحدة وخارجها في منتدى الاستثمار السعودي – الأمريكي , ولكن لم يتطرق الى معانات الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والذي طال 75 عاما , ولم ينتقد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي نعته رئيس فرنسا ب" العار" ونعتت اسبانيا إسرائيل ب " دولة إبادة جماعية" . وكل ما ذكره بخصوص اهل غزة بان الطريقة التي يجري التعامل مع سكان غزة لا مثيل لها ( اعتقد يعني العنف الإسرائيلي ضدهم) , وان شعب غزة يستحق مستقبلا افضل. ولو بعث السيد ترامب رسالة تهديد الى نتنياهو بقدر ربع تهديداته الى ايران لكان على الأقل قد انقذ أرواح بعض من أرواح أبناء غزة من الجيش الإسرائيلي والمستوطنين .فقد أفادت وسائل اعلام فلسطين نقلا عن مصادر طبية بمقتل 46 مواطنا جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ منتصف الليل ( 13 على 14 من أيار) 40 منهم في جباليا ومخيم جباليا شمال القطاع. أي بالوقت الذي كان الرئيس ترامب يتناول وجبة الغداء في قصر اليمامة والتي تكونت من لحم الميسو , لحم ابقار الانغوس المشوي , بطاطه مقرمشة , سلطة اعشاب , وطبق حلويات مبتكر , كان هناك أطفال يموتون جوعا في غزة و أجساد تتطاير اجزائها من القصف الصهيوني .
الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس للرئيس الامريكية , حيث سيترك المنطقة وفي حقيبته استثمارات خليجية لا تقل عن ثلاث ترليون , أي مبلغ يعادل دخل الدول العربية من الخليج الى المحيط . الزيارة ستحقق دفعه قوية للاقتصاد الأمريكي والذي يعاني من علامات ركود اقتصادي . فحسب ما جاء في بيان البيت الأبيض حول الاتفاقات الاقتصادية مع قطر , بانها " ستسهم في دفع عجلة الابتكار والازدهار لأجيال , و تعزيز الريادة الصناعية والتكنولوجية الامريكية , ووضع أمريكا على طريق عصر ذهبي جديد". طلبية طائرات بوينغ والبالغة 210 طائرة وحدها سوف توفر 154 الف وظيفة سنويا و بأجمالي يتجاوز مليون وظيفة في الولايات المتحدة خلال فترة الإنتاج والتسليم.
ماذا جنت المنطقة من الزيارة ؟ بكل تأكيد قوت من مكانة دول الخليج اقليما ودوليا , حيث ان قائد اكبر دولة في العالم وقف ممجدا بهم و متشكرا لهم طريقة استقباله و يعلن بانه مسؤول عن حمايتهم " لن أتردد باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن السعودية" . كل هذا يضيف لهم قوة سياسية واقتصاديا حول العالم , بالإضافة الى الاستقرار السياسي والأمني . وأيضا لم يترك احمد الشرع بدون مكافئته برفع العقوبات الامريكية عن سوريا مقابل الانضمام الى اتفاقات ابراهام .
ولكن هذا لا يكفي , السيد ترامب ترك منطقة الشرق الأوسط ولم يحل مشاكلها . بالحقيقة ترك السيد ترامب المنطقة وهي في طريقها نحو انقسام شديد بين منطقة تزدهر اقتصاديا , ومنطقة تعاني الفقر والحرمان . السيد ترامب ترك المنطقة ولم ينطق بحرف حول مستقبل القضية الفلسطينية , حيث ان توتر علاقاته مع نتنياهو, حسب ما نسمعه من وكالات الانباء, لا تعفيه من الضغط على قادة إسرائيل وقف القتل اليومي في غزة و إقرار حق الفلسطينيين في دولة تلم شعثهم . لقد جاء في خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في افتتاح المركز الاستشاري للسرطان في رام الله " لو أراد الامريكيون لأوقفوا المجازر , ولكن نتنياهو يريد استمرار الحرب هربا من المحاكمة".
ايران دولة مهمة في المنطقة , ولكن تعامل السيد ترامب معها في خطابه في منتدى الاستثمار وكأنها دولة من دول البحر الكاريبي وليست دولة عمرها 12 الف سنة وشعب تعداده ما يقارب المائة مليون نسمه. لقد جاء الرد الإيراني عليه بالقول وعلى لسان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان " يقول ترامب اننا خطرون , هل نحن من اباد 60 الف امرأة وطفل خلال عام , ام انتم ؟ هل نحن من قطع الماء والخبز عن المظلومين", وتابع مسعود " اتخوفوننا ؟ نحن من سيعمر هذا الوطن , وسنبنيه بكل قوتنا .. تصريحات ترامب تعكس جهله وعدم معرفته بالشعب الإيراني". بقاء أمريكا على عداوتها مع ايران سوف لن يؤدي الى استقرار المنطقة , وانما ستكون سوقا رائجا للسلاح من كل انواعه. ما حاجة الامارات العربية صرف اكثر من 120 مليار دولار لشراء السلاح لو لا تخوفهم من المستقبل ؟
السيد ترامب هاجم حزب الله و الحوثيين بدلا من كسب ودهم و تضميد جراحاتهم. ان بقاء تشنج الولايات المتحدة مع قوى المقاومة سوف لن يؤدي الا الى انقسام شديد في المنطقة , وهذه المرة انقسام شعبي مما يشكل خطرا على حكومات الدول المطبعة مع إسرائيل. الشعب العربي من الخليج الى المحيط يدعم الحق الشعب الفلسطيني في ارضه , وان ترك المنطقة بلا حلول سوف لن يؤدي الى سلام دائم .
بالمختصر , لقد جاء السيد ترامب الى الدول الخليجية لتنفيذ ما يريده , وليس ما تريده المنطقة , وعندما ينهي السيد ترامب زيارته لها , سوف لن يتغير شيء فيها , ان لم تنحدر الى المزيد من الاضطرابات . إسرائيل يجب توقف قتالها مع حماس في غزة ويجب عليها إعطاء مفاوضات تأسيس الدولتين فرصة ,والا فان اتفاقات ابراهام تفقد معناها . الشعب العربي لا يرضى بالذل والخنوع , وان سكوته سوف لن يطول كثيرا. على الولايات المتحدة الامريكية الضغط على إسرائيل لقبول السلام مع أبناء المنطقة , والا فان هيبة الولايات المتحدة الامريكية ستكون على المحك , وكذلك الأمم المتحدة التي وقفت عاجزة امام اقناع إسرائيل بإسماح بإيصال المواد الغذائية لأبناء غزة.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية في طريقها الى الحكم المدني الموحد
- لماذا لا يسمح نظام السوق تدخل الدولة بشؤونه ؟
- كيف وصف الراحل مصطفى الشكعة الطائفة الدرزية ؟
- الرئيس ترامب يخرق معاهدة القسطنطينية
- لن يجوع العراق مرة اخرى
- ما المشكلة مع الركود التضخمي ؟
- ما هي قاعدة De Minimis الجمركية ؟
- ليس من مصلحة ترامب اشعال حرب مع ايران
- جريمة قتل في حرم جامعة تكريت !!
- فتوى اقتصادية لإفلاس الحاج كريم
- متى يرفع العرب شعار - العرب أولا- ؟
- ضرائب ترامب الجمركية ستلاحق جيوب العرب أيضا
- أبناء غزة يقتلون ويجوعون في أيام عيد الفطر
- ضرائب ترامب الجمركية ستنشر الفقر حول العالم
- هل ستعود أوروبا صاغرة الى الحضن الأمريكي ؟
- العرب لا يستحقون كل هذا الذل
- فتنة ملعب كرة القدم الأردني
- وقاية الامراض الخطرة بالمناطق الخضراء
- خطاب حالة الامة العراقية
- تطبيع على الطريقة الامريكية


المزيد.....




- بَلغهم أنه توفي وأوقفوا راتبه التقاعدي.. الهيئة القومية للتأ ...
- نجم الروك بروس سبرينغستين يصف ترامب بأنه -غير لائق- و-غير كف ...
- السعودية تدين مواصلة إسرائيل تصعيدها العسكري ضد المدنيين الع ...
- في الذكرى 77 للنكبة.. فنزويلا تؤكد دعمها للشعب الفلسطيني وتد ...
- أنباء أولية عن عملية دهس على حاجز -ميتار- جنوب الخليل
- ما مدى قانونية قبول ترامب للطائرة القطرية الفاخرة؟
- لاتفيا تحذر: السياح التائهون في الغابات قد يكونون عملاء روس ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن وتسبّب بإغلاق ...
- حكومة المستشار ميرتس تركز بقوة على السياسة الخارجية
- عشرات القتلى في ضربات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - خسر العرب وربح ترامب