أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ألفى كامل شند - قراءة سيكولوجية في انقسامات الكنيسة















المزيد.....

قراءة سيكولوجية في انقسامات الكنيسة


ألفى كامل شند

الحوار المتمدن-العدد: 8342 - 2025 / 5 / 14 - 09:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يكن الخلاف حول طبيعة السيد المسيح كإله وإنسان معا العامل الاساسى للانشقاقات في الكنيسة، وانما كانت تقف وراءه دوافع سياسية وصراع على الزعامة الدينية. بين الكراسي (الأبرشيات) الرسولية الرئيسة (القدس، روما / القسطنطنية / أنطاكيَة / الإسكندرية) حيث كان يتنافسون فيمَا بينهم حول سلطة إملاء المعتقدات والشعائر على جميع المسيحيين. وكان لكل منها مبرارته . فبعد رفع مكانة روما فوق جميع الكنائس في مجمع القسطنطينية الأول عام 381م .حيث بشر واستشهد القديسين بطرس وبولس الرسول في روما ، وان السيد المسيح دعاه في انجيل يوحنا 21: 15" ارع خرافي وكررها 3 مرات" .وقوله في انجيل متى " أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاوَاتِ." فقد رأت كنيسة الإسكندرية التي تفخر بمجىءالعائلة المقدسة الى مصر خشية من بطش الملك هيرودس الذى كان مزمعا ان يقتل الطفل يسوع في المهد . ونشأت غلى ارض مصر الرهبنة ومنها انتشرت في العالم المسيحي. وتضم عديد من المدارس الفلسفية التى قامت بتطويع الفلسفة اليونانية القديمة لخدمة شرح الايمان ، وتحديد ملامح اللاهوت المسيحي. أيضا استاءت كنيسة أنطاكيَة من تفرد روما بالسلطة لأن جماعتهم هم أول من دُعوا مسيحيين (وفقًا لما جاء في سفر أعمال الرسل) وشعرت كنيسة القدس بالإهانة لكونها موقع محاكمة، صُلْب، وقيامة يسوع الناصري. وظهر ذلك بالقاء الاتهامات المسيئة بدلا من استدعاء الروح القدس لكشف، ومواجهة ثلاث هرطقات، فرضت نفسها في ذلك الحين ، هي : (الاريوسية والنوفاتية، والنسطورية).
كانت الخلاف اللاهوتية في مجمع خلقيدونية سنة 451م حول طبيعة المسيح فرصة للتعبير عن روح االحقد والغيرة . فبالرجوع لمحاضر جلسات المجمع تركزت الجلسة الأولى والثالثة على الخلاص. وما أن التأم المجمع حتى وقف الأسقف الروماني باسكاسينوس مخاطبًا رجال البلاط قائلًا "إن جزيل القداسة أسقف كنيسة روما التي هي رأس كل الكنائس قد أمرنا بأن ديوسقورس لا يليق له أن يجلس في هذا المجمع، فإن قبلتم بأن يبقى هذا فإنه لا يمكن حسب الأوامر التي سلمها لنا بابا روما أن نبقى معه فأصْدِروا الأمر بطرده من المجمع وإلاَّ خرجنا نحن".
سأل القضاة: ما هي التهمة أو الشكوى التي تقدمونها ضده حتى يخرج من المجمع؟فكرر نائب روما " أنه إن لم يُطرَد نخرج نحن... أننا لا نقبل وجوده... إنه غير منطقي أن يجلس المتهم مع القضاة. بما أن ديسقورس متهمًا خصمًا فيجب أن يجلس في صحن الكنيسة كمتهم وليس كقاضي".
سأل القضاة: "وأي ذنب جَنَى"؟رد لوسنتيوس: "أنه " تولى منصب القضاء وجروء على أن يقود مجمعًا بدون تصريح (موافقة) من الكرسي الرسولي وهذا أمر لم يحدث من قبل ولا يجب أن يحدث لقد تجرأ على عقد مجمع بغير ترخيص من أسقف روما" (يقصد مجمع أفسس الثاني). - ( المرجع ) V.C. SAMUEL - THE COUNCIL OF CHALCEDON RE - EXAMINED, P. 45 ).

وانتهى بتبادل الحرومات الكنسية وانشقاق الكنائس القبطية والسريانية والارمنية. وظلت الكنيستين القسطنطنية البيزنطية الارثوذكسية وروما اللاتينية الكاثوليكية فى اتحاد معا

الانشقاق الكبير بين الشرق والغرب:
احتلت القسطنطينية فى فترة حكم المقدونيين مركزا كبيرا في مجال العلوم الدينية ، وجامعة ذات مكانة رفيعة وشهرة ومكتبة ضخمة احتوت امهات الكتب القديمة التى اعيد نسخها . وبرعت القسطنطنية في مجال الادب واللاهوت والموسيقى والتصويروالمعمار. وتبؤات مكانة روما القديمة، مما أثار حفيظة الكرسى البابوى في روما . ارتدت المنافسة ثوب خلافات طقسية ولاهوتية حول إنبثاق الروح القدس وامور جغرافية رعوية . انتهىت بعد شد وجذب ذاق خلالها البيزنطيون مرارة الاضطهاد واانفضاض الشركة بين الكنيستين سنة 1541م. . وسقطت القسطنطنية مثل الاسكندرية في قبضة العثمانيين المسلمين سنة1453م. . بعد محاولات دامت اربعة عشر قرنا، واحدثوا بها خراباً ودماراً وقتلاً وغيروا اسمها الى اسطنبول أى دار الاسلام . وزال مجّد القسطنطنية المسيحي كالاسكندرية في ظل دولة الاسلام . .

الانشقاق الكاثوليكي البروتستانتى:
بعد الاستيلاء على القسطنطنية انتهج العثمانيون الاتراك بعد ان استقر بهم الحال سياسة التطهير العرقى والدينى والتهجير القسرى مع القوميات الاخرى، وهرب كثير من العلماء والفنانين والمفكرين من القسطنطينية الى المدن الإيطالية البازغة وعلى رأسها البندقية وفلورنسا، وأدخلوا معهم كثيرًا من كتب التراثين الهيليني الذى حمل بذور النهضة من جديد في أوروبا. وبزوغ عصر النهضة. فقد خصب الفكر الارثوذكسي البيزنطي الذي حمله البيزنطيون معهم تربة الدعوة الى الاصلاح الديني الكاثوليكي . وساهمت أجادتهم اللغات القديمة ومنها اليونانية على التعمق في فهم الكتب المقدسة التي كتبت بها أصلاً وموازنتها مع ما نقل منها إلى اللاتينية، والوقوف على تاريخ الكنيسة الأولى وعلى ما أقحم في المفاهيم المسيحية مع الزمن. وصار في وسع الكثيرين من غير رجال الإكليروس الاطلاع على حقائق الدين، وتوجيه النقد إلى رؤوس الكنيسة ومحاورتهم في القضايا الروحية وتعاليم الإنجيل، ولاسيما نقاط الخلاف التي كانت بين القسطنطينية وروما، فيما يتعلق بالصور والأيقونات والتماثيل والرهبنة الإلزامية والطوعية وغير ذلك. وهو ما مهد إلى ظهور أكثر من حركة إصلاح في اوروبا. من أبرزها ثورة الراهب مارتن لوثر. الذى قاد شرارة الثورة ضد السلطة البابوية وقرار البابا ليون العاشر (�-1521‬) الخاص ببيع "صكوك الغفران" بهدف جمع المال من الالمان، لاجل بناء كاتدرائية القديس بطرس بروما التى قويلت بمشاعر وطنية رافضة من قبل مارتن لوثر وعدد من امراءالاقطاعيات الألمانية على رأسهم أمير مقاطعة ساكسونيا فريدريك الحكيم (التي كان يعيش فبها لوثر) و رآوا أنها تهدف إثراء إيطاليا على حساب ألمانيا حبث ستنقل الأموال إلى روما . واشتعل العصيان على البابوية . وفي غضون مدة لا تزيد على 40 عاماً غدا أكثر من نصف سكان أوربا منشقين عن الكنيسة الكاثوليكية. وانضوت شعوب بكاملها تحت لواء الكنائس البروتستانتية أو الإنجيلية، التي تعددت إلى فرق .
هكذ أدى الصراع على الزعامة الدينية الى استخدام الاختلافات اللاهوتية كهرطقات وانقسام الكنيسة وسقوط القسطنطنية ومن قبلها الاسكندرية في قبضة الغزاة المسلمين .
وحول مبررات الخلاف ـ ترجع بعض التفسيرات ان قول السيد المسيح في انجيل متى بمثابة جرس انذار لما وقع ، وتوجيه لبطرس وخلفائه بحكم أنه الأكبر بين التلاميذ. وأوّل اختيار ليسوع عند تأسيس جماعة لتلاميذه (الكنسية الأولى)، وأكثر التلاميذ غيرة ومحبة لمعلمه تجاوز هذه التجربة، ولاتعنى الاولوية والانفراد بالسلطة الكنسية .



#ألفى_كامل_شند (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الكنيسة القبطية الكاثوليكية
- المسيحية والحياة على الكواكب الاخرى
- -تقاليع-رومانية في الكنيسة
- الكنائس الكاثوليكية الشرقية ( الكنيسة القبطية الكاثوليكية)
- خصائص المدارس الكاثوليكية
- الكاثوايك على أرض مصر
- هل تغير موقف الكنيسة الكاثوليكية من المثلية الجنسية؟
- مصر أم الحضارات و ألاديان والخلود
- اللاهوت المسيحي والفلسفة
- الإرساليات الكاثوليكية ونهضة التعليم في مصر
- العثمانيون أيقظوا أوروبا وأصابوا الدول الإسلامية بالتخلف
- المعمودية بالماء من منظور تاريخي وديني
- رأى العلماء ورجال الدين عن فرضية وجود كائنات عاقلة في الفضاء
- قرأءة علمية للتطور من منظور مسيحي
- حقيقة الاساطير في الكتاب المقدس
- توماس مور القديس الكاثوليكي الشيوعي
- الاتحاد الأوربي والهوية المسيحية فى قكر المؤسس روبرت شومان
- اشكالية المرأة في الأديان الإبراهيمية
- لميلاد المسيح تاريخ عند الله
- العقائد الإيمانية في الأديان القديمة والكتابية ( القريان الم ...


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية: المسعفون هم مظهر الصفات الانسانية
- قادة يهود أوروبا: دعم إسرائيل أصبح عبئا و-معاداة السامية- تت ...
- كيف تعامل اللوبي اليهودي مع استبعاد إسرائيل من زيارة ترامب ل ...
- شبكات خارجية تغذّي الطائفية وخطاب الكراهية في سوريا | بي بي ...
- خلي ولادك يفرحوا.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 والمحتوى ا ...
- البابا يتعهد بتعزيز الحوار بين الكنيسة والشعب اليهودي
- سلي أولادك بمحتوى مفيد!.. تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 عل ...
- من هو الطفل الذي وقف له شيخ الأزهر وأجلسه على مقعده؟ (فيديو) ...
- “تحديث جديد بجودة HD” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلّي أطفال بأقوى البرامج.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ألفى كامل شند - قراءة سيكولوجية في انقسامات الكنيسة