أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - أحمد رباص - أوضاع الشباب في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي














المزيد.....

أوضاع الشباب في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 08:11
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


نشرت جريدة “دي إكونوميست” البريطانية مقالا يتناول أوضاع الشباب العربي في دول الخليج ومصر بعد مرور خمس سنوات على الانتفاضات التي اكتسحت جل بلدان العالم العربي سنة 2011. وكانت البداية انطلاقا من شاب عربي في مقتبل العمر يحتسي قهوته ويبدي تطلعه إلى النساء المارات أمامه. يتمنى هذا الشاب أن يكون طالبا جامعيا في شعبة الهندسة بجامعة القاهرة حتى يضمن لنفسه مستقبلا زاهرا. لكنه يشعر في قرارة نفسه بأن الأفق أمامه يبدو قاتما. ينتابه قلق رهيب من عدم توفر الشغل بعد التخرج. عليه أن يؤمن الكثير من المصاريف لتغطية تكاليف دراسته ومعيشته ومساعدة أمه الأرملة. فبدون راتب محترم، لا يستطيع هذا الشاب اقتناء شقة ولا يمكنه بالتالي أن يتزوج ويلبي حاجته إلى ممارسة الجنس.
قال لمبعوث الجريدة إنه لا يستطيع ربط علاقة بفتاة في مثل سنه لأسباب دينية ولأنه لا يسمح لأخته بأن تقوم بنفس الشيء. اعترف بكونه نسج في وقت سابق علاقات مع نساء ولكنه لم يتمتع بلقاء جسدي مع إحداهن. حديثه مع النساء وقع فقط من خلال ارتياده لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. ثم استنتح من ذلك أن العلاقة مع النساء في بلاده تتسم بتعقيد أكثر من مجرد سحب التقاليد جانبا.
وجهات نظره حول الإسلام متشابكة ومتضاربة، غير أنه شعر بأنه أكثر ورعا من والديه مع أنه لا يؤدي الصلوات في أوقاتها وبانتظام. كان دديفضل دائما اصطحاب أصدقائه للاستماع إلى عظات ودروس الدعاة مع حرص على الاحتفاظ لنفسة بنسخة إسلامية مطابقة – في نظره – للأصل.
التقاليد المصرية، في اعتقاده، مطبوعة بثقافة الرشوة والمحسوبية وغيرها من الممارسات المحظورة شرعا. وختم تصريحه بالقول إننا في حاجة لفرض الأخلاق التي اقتبسها منا الغرب قبل أن يشير إلى أن انتشار الإلحاد يشكل تهديدا خطيرا للأمة الإسلامية.
هذا الشاب لايشكل حالة معزولة إذ أن الدول العربية بأسرها لا تعدم شبابا محبطين بسبب انعدام فرص الشغل. يقول رامي فوزي، الأستاذ في الجامعة الأمريكية ببيروت، بهذا الشأن: “الشباب العرب لا يريدون سوى أن يعيشوا ولا يسعون لإثارة المتاعب، لكنهم غير قادرين على اقتحام النظم السياسية والاجتماعيية والاقتصادية لبلدانهم”. ثم يتابع قائلا إن لديهم قدرة على خلق عوالم موازية لنفوسهم لكنهم لا يستطيعون فعل أي شيء طبيعي في أماكن طبيعية.
بعد ذلك، ينتقل كاتب المقال إلى الحديث عن انتفاضات العرب التي شهدها عام 2011 ويذكر أن هناك عدة عوامل أدت إليها. في هذا السياق، يعيد إلى الأذهان إطاحتها بأنظمة الحكم القائمة آنذاك في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وزعزعتها لأنظمة عربية أخرى مع ملاحظة فشل الحكام العرب في استغلال اتساع كتلة الشباب العربي وتسخيره لتحقيق قدر كاف من التنمية الاقتصادية.
في فقرة موالية، يسجل الكاتب أنه تم الآن توجيه ضربات تحت الحزام لتلك الانتفاضات وتحولت، في أسوإ الأحوال، إلى حرب أهليه أتت على الأخضر واليابس مستثنيا تونس. لهذا، وجد الكثير من الشباب العربي أنفسهم في وضع متدن بالنظر إلى الذي ما قبله. إنهم في مواجهة قمع سياسي أكثرشراسة وأفق أقل تأمينا لفرص الشغل. هذه الأزمة ناتجة عن انخفاض سعر النفط ونضوب الموارد السياحية بفعل الفزع والاضطراب المستمرين ناهيك عن الإرهاب.
ولم ينس الكاتب في هذا المقام الإشارة إلى سياسات الدفاع عن الذات المتبعة من قبل الحكومات العربية والتي مردها إلى التمسك بالسلطة، كما هو الحال في مصر. ويمضي الكاتب في مقاله التحليلي إلى التعبير عن مفارقة تطبع تعامل الحكام العرب مع فئات الشباب من شعوبهم. فعوض النظر إلى كتلة الشباب كما لو كانت نعمة اقتصادية، تعتبر في العالم العربي نقمة أو لعنة يجب التخلص منها بأي ثمن. ثم يستنتج أن الحياة في هذه الأيام بالنسبة لفئة الشباب اختيار بائس بين النضال ضد الفقر في البيت أو الهجرة نحو الخارج أو، في الحالات القصوى، سلوك سبيل الجهاد.
بالفعل، في أماكن مثل سوريا، الوظائف المذرة لدخل جيد تنطوي على التقاط بندقية.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- ترامب يدعي أن بلاده كانت وراء -وقف إطلاق نار فوري- بين الهند ...
- باكستان تقول إن الهند أطلقت صواريخ على قواعد عسكرية رئيسية و ...
- إسرائيل تتعهد -بالدفاع عن نفسها- بمفردها بعد إعلان ترامب اله ...
- إطلالة على الحياة من نافذة الموت.. قراءة في ديوان -آنا أخمات ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- جدلية الحياة والموت في ديوان -ضريح آنا أخماتوفا- للشاعر حسن ...
- الجمعية المغربية للتنوير تستعد لتنظيم ندوة فكرية بأگادير حول ...
- الدار البيضاء: الدورة الأولى لمهرجان كازابلانكا الدولي للشعر ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- إسرائيل توافق على خطة -احتلال- قطاع غزة
- الحي المحمدي يسكن وجدان حسن نرايس -
- حرية الصحافة: المغرب تقدم ب9 مراكز وصعد إلى المرتبة 120 عالم ...
- المغرب يسرع انتقاله الرقمي بإطلاق الجيل الخامس
- غزة: العمليات الإنسانية على وشك الانهيار التام، بحسب الصليب ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- هل المهداوي صحافي كما يصف نفسه؟
- الموقف المتذبذب لمحمد اليازغي من العدالة والتنمية في سطور
- بوزنيقة: اتفاقية شراكة من أجل بناء وتسيير مركز تصفية الدم
- انقطاع هائل للتيار الكهربائي في جنوب أوروبا


المزيد.....




- ما دور الجامعات الإسرائيلية في قتل وتعذيب الفلسطينيين؟
- الآلاف يتظاهرون ضد تصاعد الإسلاموفوبيا في فرنسا
- السعودية.. وزارة الداخلية تعلن إعدام شخصين وتكشف ما فعلاه
- الهندي: المقاومة لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين إلا بإنهاء ...
- إعدام قوة إسرائيلية فلسطينيا من مسافة صفر يثير غضب المغردين ...
- رايتس ووتش تدعو الولايات المتحدة للامتناع عن ترحيل المهاجرين ...
- فيديو.. مشاجرة تدفع إدارة ترامب لبحث اعتقال نواب ديمقراطيين ...
- بريطانيا تعتزم تشديد شروط التأشيرات للحد من الهجرة القانونية ...
- الأونروا: الأوضاع الصحية في غزة تتدهور بسرعة.. وسجلنا حالات ...
- تفاقم أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - أحمد رباص - أوضاع الشباب في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي