أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - جدلية الحياة والموت في ديوان -ضريح آنا أخماتوفا- للشاعر حسن نجمي














المزيد.....

جدلية الحياة والموت في ديوان -ضريح آنا أخماتوفا- للشاعر حسن نجمي


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 23:22
المحور: الادب والفن
    


بين أيدينا الآن ديوان جديد للشاعر المغربي حسن نجمي الذي ساهم بإصداراته، كما هي عادته، في فعاليات النسخة الثلاثين من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط. في هذا الإطار، كان حسن عريس حفل توقيع هذا الديوان بمعية ديوان آخر حديث الصدور كذلك.
المجموعة الشعرية الأولى تنطوي تحت عنوان يوحي بطوبوغرافبة الموت: "ضريح آنا أخماتوفا"، بينما المجموعة الثانية يوحي عنوانها بسطوة مملكة الحواس: "يتشهاك اللسان".
في صدارة مجموعة "ضريح آنا أخماتوفا" المصنفة كما سابقاتها في خانة قصيدة النثر، تطالع المتصفح أربع منقوشات كتابية تحوم حول شبح الموت المرعب. تليها مقدمة حررها الدكتور منير السرحاني مقرا بأن الشاعر حول فكرة الموت إلى "تجربة قد نسخر منها، نتهيب من تابوتها ". ومن ثم، يواصل الدكتور، جاء الديوان على خمسة فصول سردية تحكي تلك الفكرة وتحولاتها رغم أن جوهرها يظل هو نفسه: "كجثة طفل ألقى بها البحر، بالقرب من الحياة، مرايا، المستشفى العسكري، وقصائد الكاريبي".
انطلاقا من هيمنة السرد على أشكال الخطاب، يحق لنا أن نتساءل عما إذا كان من الممكن، بالنسبة إلى نمط القصيد الذي نحن في حضرته الآن، التخلص من أسار التاريخ ونسيان أحداثه سعيدة كانت أم مأساوية. وبما أن شاعرنا كائن حي يناجي الموت فقد هزه، كما العالم بأسره، حدث مأساوي أعطى بعدا آخر لمعاناة اللاجئين في كل مكان. لهذا، افتتح ديوانه بصورة لجثة الطفل ألان السوري الكردي الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره، وهو مكب على وجهه، مرتد قميصا أحمر وسروالا قصيرا أزرق ومنتعل حداء ما يزال. كان قد وجده شرطي مرميا على شاطئ بودروم في تركيا بعد أن كان برفقة والديه وأخيه أثناء محاولتهم الوصول إلى اليونان بواسطة قارب وعلى متنه لاجئون سوريون هاربون من جحيم الحرب الأهلية السورية.
غرق الطفل ألان في البحر بعد أن انزلق من يد والده عقب انقلاب القارب في عرض البحر الأبيض المتوسط. وتناسلت الأخبار من هذا الحدث مشيرة إلى أن أخاه ووالدته لقيا حتفهما غرقا.
وبينما تتطور فقرات هذه القراءة على فضاء النت مع تسريبات اقتضاها البحث الآني وخرجت عن سيطرة الأنامل، دخل الأديب المصري والناقد التشكيلي، سيد جمعة، على الخط بتعليق جاء فيه أن ألان السوري لن ينسى كما لم ينس الطفل الفلسطيني، محمد الدرة، الذي احتضنه أبوه ليحميه من الرصاص الإسرائيلي.
على غرار المجاميع القصصية التي يختار مؤلفوها عنوان إحدى القصص ليكون العنوان الرسمي للمجموعة، كذلك فعل حسن نجمي في هذا الديوان وفي غيره: "ضريح آنا أخماتوفا" قبل أن يكون عنوان الديوان هو عنوان القصيدة التي أعقبت تلك القصيدة الأولى التي ذكرنا فيها الشاعر بمأساة الطفل ألان.
في هذه القصيدة، يلمس القارئ تأثر السارد بالشاعرة والناقدة الأدبية والمترجمة الروسية التي تعتبر من أركان الأدب الروسي في القرن العشرين. عذبتها آلام الحياة، فحولتها إلى أدب عذب، ودخلت وابنها السجن بسبب مناهضة الثورة الشيوعية. تميزت منذ صغرها بطبعها الحاد، وفي نفس الوقت اتسمت بالذكاء والفطنة، فتعلمت القراءة - وهي في سن الخامسة - من أعمال الكاتب الروسي الشهير ليف تولستوي، وأجادت اللغة الفرنسية وهي تسرق السمع لدروس اللغة الفرنسية التي كان يتلقاها أشقاؤها.
في ثنايا مناجاة الموت عبر قصائد الديوان، يتبين للقارئ انفتاح حسن نجمي على الأدب العالمي بدء بالأساطير القديمة كما دونت في الإليادة والأوديسا والتي تشهد على حضورها الإحالة إلى إله الحب كيوبيد وآلهة الجمال فينوس، وصولا إلى عوليس وسيزان وبريشت، وشعراء اليونان المعاصرين، مثل ريتسوس وكفافيس وثيودوراكيس "كآخر أسلاف الجمر"، وانفتاحه أيضا على فن الغناء عبر استحضاره لـ"مغنية البلوز المدهشة سيزاريا إيفورا التي تغني حافية القدمين".
يقيم الشاعر علاقة خاصة بالموسيقى، هذه قناعة لا يشذ عنها كاتب "رأس الشاعر". وهي نفس القناعة التي حدت بالدكتور منير السرحاني لأن يقول في مقدمة الديوان: "لعل قصيدة النثر تذهب بعيدا في تفاصيلها لتحكي وحدة الآلات الموسيقية مثل الكونتراباس الذي يجري كما نهر حزين والأوتار المرتبكة والكمنجات المجروحة، ورقصة شارلي شابلن السوداء فوق بلاط المأتم".
ولعل شغف الشاعر بالكلمة المموسقة والمغناة هو ما جعله يستلهم أغنية أمريكية تقول لازمتها الأساسية: لا تفتح النافذة إن لم يكن هناك قمر!
ختاما، بين دفتي هذا الديوان الذي ينهل كلماته من معجم الموت والحياة، تسكن معان عميقة ومتعددة، تشير إلى العديد من المواضيع، مثل: الموت، الحياة، الخوف، الشجاعة، والقرارات الصعبة، إلخ.. تحمل هذه المعاني عبارات تشير إلى حالة من الجمود واللاشعور، أو، ربما، إلى فترة من الحياة كانت صعبة أو قاسية. ولهذا كانت لهذه العبارات حمولة فلسفية عميقة، وفائدة في الدعوة إلى التأمل في الحياة والموت، عسانا نهتدي إلى طريقة مثلى في التعامل مع التحديات والصعوبات.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعية المغربية للتنوير تستعد لتنظيم ندوة فكرية بأگادير حول ...
- الدار البيضاء: الدورة الأولى لمهرجان كازابلانكا الدولي للشعر ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- إسرائيل توافق على خطة -احتلال- قطاع غزة
- الحي المحمدي يسكن وجدان حسن نرايس -
- حرية الصحافة: المغرب تقدم ب9 مراكز وصعد إلى المرتبة 120 عالم ...
- المغرب يسرع انتقاله الرقمي بإطلاق الجيل الخامس
- غزة: العمليات الإنسانية على وشك الانهيار التام، بحسب الصليب ...
- جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء ...
- هل المهداوي صحافي كما يصف نفسه؟
- الموقف المتذبذب لمحمد اليازغي من العدالة والتنمية في سطور
- بوزنيقة: اتفاقية شراكة من أجل بناء وتسيير مركز تصفية الدم
- انقطاع هائل للتيار الكهربائي في جنوب أوروبا
- ثلاثة عناصر من ميليشيا البوليساريو يسلمون أنفسهم للقوات المس ...
- الأمم المتحدة: في غزة، من لا يقتل بالقنابل والرصاص يموت ببطء
- كتاب جديد لعبد الله اتهومي بعنوان: مقاربات استتبطانية في فهم ...
- المعرض الدولي للنشر والكتاب: حسن نجمي يوقع أحدث إصداراته الش ...
- المؤتمر التاسع: حزب العدالة والتنمية يحاول إعادة الوهج لمصبا ...
- قصة الحذاء البلاستيكي وشرائح اللحم التي نخرتها الديدان
- جان بيير-فرنان: لسنا في حاجة إلى الرجوع للقديس أوغسطين لإثبا ...


المزيد.....




- بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟
- مطربة سورية روسية تحتفل بأغنية في عيد النصر
- مركز السينما العربية يكشف برنامجه خلال مهرجان كان والنجمان ي ...
- فيلم وثائقي يكشف من قتل شيرين ابو عاقلة
- بعد 21 يوما من وفاته.. تحديد موعد دفن الإعلامي عطري صبحي
- مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عب ...
- أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة
- إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - جدلية الحياة والموت في ديوان -ضريح آنا أخماتوفا- للشاعر حسن نجمي