نحو قلعة نابضة بالحياة: مشاريع استراتيجية لتحويل قلعة أربيل إلى مركز جذب سياحي عالمي

عبدالباقي عبدالجبار الحيدري

الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 02:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

قلعة أربيل، التي تعود جذورها إلى أكثر من 6000 عام، تُعد من أقدم القلاع المأهولة في العالم، وهي مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. لكن التحدي اليوم لا يكمن في الترميم المعماري فقط، بل في إعادة الحياة إليها عبر مشاريع ثقافية وسياحية تحوّلها إلى مركز تفاعلي يعكس التاريخ الغني والتنوع السكاني الذي شهدته على مر العصور.
فيما يلي مقترحات لمجموعة من المشاريع النوعية المتكاملة، التي تهدف إلى تحويل قلعة أربيل إلى وجهة سياحية رائدة، قادرة على جذب الزوار من الداخل والخارج، وربط الماضي بالحاضر.

اولا: متحف الحياة الكردية والتاريخ المشترك
يُعد متحف الحياة الكردية والتاريخ المشترك من المشاريع المحورية التي تهدف إلى إبراز تاريخ وثقافة الشعب الكردي في أربيل، بالإضافة إلى تسليط الضوء على العلاقة التاريخية المشتركة بين الكرد وبقية المكونات العرقية في المدينة. من خلال هذا المتحف، يمكن للزوار أن يتعرفوا على الحياة اليومية للكرد في أربيل، كما يعكس دور القلعة كمركز ثقافي واجتماعي للكرد على مدار العصور.

- أهداف المتحف:
* تعريف الزوار بالحياة الكردية التقليدية:
عرض تفاصيل الحياة اليومية للكرد في مختلف الفترات الزمنية.
تسليط الضوء على أنماط الحياة المختلفة، من الملابس إلى الأدوات المنزلية والحرف اليدوية.

** إبراز التنوع الثقافي والتاريخ المشترك:
عرض الدور الذي لعبته القلعة كمركز لتجمع الثقافات المختلفة، مع التركيز على العلاقة بين الكرد والتركمان، العرب، الآشوريين، والمكونات الأخرى.

*** إحياء التراث الكردي:
عرض الفنون الكردية التقليدية، مثل الحرف اليدوية، الملابس الشعبية، والموسيقى الكردية.

- التفاصيل التنفيذية:
* تصميم المعرض: مجسمات بالحجم الطبيعي: إنشاء مجسمات تمثل مشاهد من الحياة اليومية الكردية في مختلف العصور. تشمل هذه المجسمات تجسيد الحياة في المنزل الكردي التقليدي، والأسواق، والمهن الشعبية.

** شاشات تفاعلية: استخدام تكنولوجيا الشاشات التفاعلية التي تعرض معلومات إضافية حول كل جزء من المعرض، بما في ذلك مقاطع فيديو تشرح الفنون والأنشطة اليومية.

*** أدلة صوتية متعددة اللغات: توفير أدلة صوتية باللغات العربية، الكردية، والتركية، الإنجليزية، والفرنسية لتمكين الزوار من فهم أعمق لمحتوى المعرض.

- المحتوى الثقافي:
* ملابس وأدوات تقليدية: عرض الملابس الكردية التقليدية من مناطق مختلفة في كردستان العراق، بما في ذلك الأزياء الرجالية والنسائية.

** الحرف اليدوية: عرض الأدوات التقليدية مثل الأواني الفخارية، السجاد الكردي، والأدوات الزراعية.

*** الموسيقى والفن الكردي: تخصيص قسم للموسيقى الكردية التقليدية، مع تقديم آلات موسيقية كردية وشرح تاريخها.

- التفاعل مع الزوار:
تنظيم ورش عمل وحلقات نقاش تفاعلية حول الثقافة الكردية، بمشاركة الحرفيين والفنانين المحليين.

-الفوائد المتوقعة:
* التعليم والتثقيف: يُعد المتحف أداة فعالة لنقل المعرفة التاريخية والثقافية للزوار من مختلف الخلفيات الثقافية، وبالتالي تعزيز الفهم المتبادل بين الشعوب.

** تعزيز السياحة الثقافية: جذب الزوار المحليين والدوليين من خلال عرض التراث الكردي في سياق تاريخي مشترك.

*** دعم الحرف اليدوية المحلية: الترويج للمنتجات اليدوية الكردية، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتشجيع السياحة.

- التحديات:
* التحديات التقنية: من الممكن أن يشكل توفير الشاشات التفاعلية والتكنولوجيا الحديثة تحديًا من حيث التكلفة واللوجستيات.

** الترويج والتسويق: يجب أن يتم العمل على خطة تسويقية فعالة لجذب الزوار وتعريفهم بهذا المتحف الرائد.

ثانيا: البيت التركماني ومتحف الحياة اليومية
البيت التركماني يمثل جزءًا مهمًا من تاريخ مدينة أربيل، وهو نموذج حي يعكس نمط الحياة التقليدية للعائلات التركمانية التي سكنت القلعة عبر العصور. من خلال هذا المتحف، يتم عرض الثقافات والأنماط الاجتماعية للعائلات التركمانية، مع التركيز على أدوات الحياة اليومية والأزياء التقليدية.

- أهداف المتحف:
* إظهار نمط الحياة التركمانية التقليدية: تقديم عرض شامل لنمط الحياة اليومية في البيت التركماني، بداية من الأثاث والمطبخ وصولًا إلى الطقوس الاجتماعية.

** التأكيد على التعدد الثقافي: تسليط الضوء على دور التركمان في الحياة الاجتماعية والسياسية في أربيل ودورهم في الحفاظ على التنوع الثقافي.

- التفاصيل التنفيذية:
* ترميم البيت التركماني: إعادة تصميم بيت تركماني تقليدي داخل القلعة، مع مراعاة التفاصيل المعمارية الخاصة بالثقافة التركمانية.

** الأثاث والأدوات: عرض مجموعة من الأثاث التقليدي التركي مثل الأسرّة، الطاولات، الكراسي، بالإضافة إلى أدوات المطبخ والملابس.

ثالثا: سوق القلعة التراثي (بازار أربيل)
سوق القلعة التراثي هو مشروع يهدف إلى إعادة إحياء جزء من القلعة من خلال تحويل بعض أزقتها إلى سوق دائم يعكس الثقافة المحلية ويقدم الحرف اليدوية والمأكولات التقليدية. سيكون هذا السوق نقطة جذب رئيسية للمقيمين والزوار، حيث يمكنهم تجربة الحياة اليومية في أربيل من خلال المنتجات المحلية.

- أهداف السوق التراثي:
* إحياء الحرف اليدوية التقليدية: عرض منتجات الحرفيين المحليين مثل السجاد الكردي، والتطريز التركماني، والفخار، والأعمال اليدوية الأخرى.

** تعزيز الاقتصاد المحلي: من خلال تمكين الحرفيين من عرض منتجاتهم وبيعها مباشرة للزوار.

*** إثراء تجربة الزوار: تقديم تجربة تسوق مميزة ترتبط بتاريخ القلعة وثقافتها العريقة.

- التفاصيل التنفيذية:
تصميم السوق: تحويل بعض الأزقة في القلعة إلى أسواق مفتوحة بأجواء تراثية، مع تجسيد العمارة التقليدية التي تعكس ملامح السوق القديمة في أربيل.

* تنظيم الأكشاك: تخصيص الأكشاك لعرض المنتجات المحلية مثل السجاد الكردي، الملابس التقليدية، العطور، والفخار.

** الأنشطة التفاعلية: تنظيم ورش عمل للمشاركة في صناعة الحرف اليدوية مثل التطريز وصناعة الفخار.

ا- لفوائد المتوقعة:
* دعم الفنون والحرف المحلية: تعزيز الفنون والحرف اليدوية المحلية وزيادة الوعي بها.

** تحفيز الاقتصاد المحلي: زيادة دخل الحرفيين المحليين ودعم الاقتصاد السياحي.

*** تجربة تفاعلية للزوار: توفير تجربة فريدة للزوار لشراء المنتجات المحلية والتفاعل مع الثقافة المحلية.

رابعا: مركز العروض الحية والتاريخ المجسد
يهدف هذا المشروع إلى إقامة عروض أسبوعية في قلعة أربيل التي تعيد تجسيد لحظات تاريخية هامة من المدينة. ستكون هذه العروض مرآة حية لثقافة المدينة، بما في ذلك مشاهد استقبال القوافل، الاحتفالات العثمانية، واحتفالات نوروز. سيتاح للزوار الفرصة للانغماس في أحداث تاريخية تُحيي تاريخ أربيل بطريقة تفاعلية.

- أهداف المركز:
إحياء اللحظات التاريخية: عرض مشاهد تمثيلية تحاكي تاريخ أربيل، بما في ذلك ممارسات وتقاليد من فترات مختلفة.

* توفير تجربة تفاعلية: جذب الزوار من خلال العروض الحية التي تقدم لهم فرصة التفاعل مع التاريخ بطريقة ممتعة.

** تعزيز السياحة الثقافية: زيادة الوعي بتاريخ المدينة من خلال العروض التي تبرز عراقتها وتنوعها الثقافي.

- التفاصيل التنفيذية:
* إعداد العروض: تنظيم عروض حية أسبوعية تتناول لحظات تاريخية مثل مشاهد من احتفالات نوروز، التقاليد العثمانية، وكيفية استقبال القوافل.

** الاستفادة من المسرح المفتوح: بناء مسرح مفتوح داخل القلعة لعرض العروض الحية في أجواء تاريخية.

*** الملابس والديكورات: استخدام ملابس تاريخية وديكورات تحاكي الفترات الزمنية المختلفة التي تعرضها العروض.

- الفوائد المتوقعة:
* زيادة الوعي الثقافي: تعميق معرفة الزوار بتاريخ المدينة والثقافات المتعددة التي تعايشت في أربيل.

** تعزيز السياحة: جذب الزوار المحليين والدوليين للاستمتاع بالعروض الثقافية المميزة.

*** تشجيع السياحة التفاعلية: خلق فرص للتفاعل مع التاريخ بطريقة جديدة.

خامسا: أكاديمية الفنون والحرف التقليدية (كردية وتركمانية)
تهدف أكاديمية الفنون والحرف التقليدية إلى توفير بيئة تعليمية للحرفيين والسياح المهتمين بتعلم الفنون الكردية والتركمانية التقليدية. تشمل الدورات التدريبية العديد من الفنون مثل النحت، التطريز، صناعة الفخار، الطهي، والموسيقى. سيتاح للزوار من مختلف الأعمار والخلفيات الثقافية تعلم هذه المهارات من خلال ورش عمل متخصصة.

-أهداف الأكاديمية:
* نقل المهارات التقليدية: تعليم الحرف والفنون التقليدية للأجيال الجديدة من خلال برامج تدريبية متخصصة.

** التفاعل الثقافي: إتاحة الفرصة للزوار للتفاعل مع الحرفيين المحليين وتعلم المهارات الثقافية الأصيلة.

*** تعزيز الفهم المتبادل: فتح باب التعليم بين الثقافات المختلفة لتعزيز التفاهم والتعاون بين الناس.

- التفاصيل التنفيذية:
* إعداد الفصول الدراسية: تخصيص قاعات لتعليم الحرف اليدوية مثل النحت، التطريز الكردي والتركماني، صناعة الفخار.

** ورش الطهي: تنظيم ورش تعليم الطبخ الكردي والتركماني.

*** لبرامج الموسيقية: تنظيم دروس موسيقية تعلم الزوار عزف الآلات الموسيقية الكردية والتركمانية.

- الفوائد المتوقعة:
* الحفاظ على الفنون التقليدية: الحفاظ على الحرف والفنون التقليدية وتطويرها من خلال تعليم الأجيال القادمة.

** تعزيز السياحة الثقافية: تقديم تجربة فريدة للزوار من خلال المشاركة المباشرة في الفنون والحرف.

سادسا: المكتبة والأرشيف المتعدد الثقافات
المكتبة والأرشيف المتعدد الثقافات سيشكلان نقطة محورية للباحثين والزوار الذين يرغبون في استكشاف تاريخ المدينة وتنوعها الثقافي. ستضم المكتبة مصادر عن التراث الكردي، التركماني، والعربي في أربيل، بالإضافة إلى وثائق وصور أرشيفية تروي قصة هذه المدينة العريقة.

- أهداف المكتبة:
* توثيق التراث الثقافي: الحفاظ على الوثائق والمصادر التاريخية المتعلقة بالتراث المحلي.

** البحث الأكاديمي: توفير مصادر وأدوات بحث للباحثين والمهتمين بتاريخ المدينة.

*** أرشفة رقمية: رقمنة المواد التاريخية لتسهيل الوصول إليها.

- التفاصيل التنفيذية:
* جمع المصادر: جمع الوثائق القديمة، الكتب، والصور الفوتوغرافية التي تحكي تاريخ المدينة.

** رقمنة الأرشيف: رقمنة المواد لتسهيل الوصول إليها من خلال الإنترنت.

*** خدمات المكتبة: تقديم خدمات البحث الأكاديمي للمؤرخين والباحثين.

- الفوائد المتوقعة:
* تعزيز البحث التاريخي: توفير مصادر علمية ودراسات أكاديمية حول تاريخ أربيل.

** حفظ التراث الثقافي: توثيق وحفظ المواد الثقافية لتكون مرجعًا للأجيال القادمة.

سابعا: مهرجان "أيام القلعة" السنوي
يعد مهرجان "أيام القلعة" السنوي واحدًا من أبرز الأحداث الثقافية في أربيل، حيث يهدف إلى الاحتفال بالتنوع الثقافي والتاريخي للمدينة من خلال مجموعة من الفعاليات المتنوعة. سيجمع المهرجان بين عروض فنية، مسرحية، موسيقية، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية والمعارض التي تُبرز التعدد العرقي في أربيل. سيشكل هذا المهرجان فرصة فريدة لتعريف العالم بموروث المدينة وفتح باب التفاعل بين الثقافات.

- أهداف المهرجان:
* إبراز التنوع الثقافي: إظهار التنوع العرقي والثقافي في أربيل من خلال عروض غنائية، رقصات، وأكلات تقليدية.

** تعزيز السياحة الثقافية: جذب الزوار المحليين والدوليين للاحتفال بالثقافة المحلية عبر الفعاليات المتنوعة.

*** إحياء الهوية المحلية: تعزيز الفخر بالتراث المحلي والهوية الثقافية لأربيل.

- التفاصيل التنفيذية:
* عروض فنية وموسيقية: تنظيم عروض غنائية ورقصات كردية، تركمانية، وعربية.

** المعارض الثقافية: تنظيم معارض تعرض الأعمال الفنية المحلية، الحرف اليدوية، والصور الفوتوغرافية التي تجسد تاريخ أربيل.

*** الأكلات التقليدية: تقديم المأكولات الشعبية الكردية والتركمانية والعربية للزوار.

**** المسابقات الثقافية: تنظيم مسابقات ثقافية تركز على تاريخ المدينة واحتفالات نوروز.

ا- لفوائد المتوقعة:
* تعزيز الهوية الثقافية: تعزيز الوعي بأهمية التراث المحلي وتقوية الهوية الثقافية لأربيل.

زيادة السياحة: جذب السياح من جميع أنحاء العالم للمشاركة في الاحتفالات والفعاليات.

** التفاعل بين الثقافات: توفير منصة لتبادل الثقافات بين مختلف المجموعات العرقية.

ثامنا: مركز الزوار وتطبيق التوجيه الذكي
سيتضمن مشروع تحويل قلعة أربيل إلى مركز جذب سياحي عالمي إنشاء مركز للزوار مزود بأحدث التقنيات الرقمية لتسهيل تجربة الزوار. سيشمل المركز تقديم خرائط تفاعلية، شاشات ذكية، وتطبيق للهواتف الذكية يتيح للزوار القيام بجولات افتراضية داخل القلعة. يهدف هذا المركز إلى تقديم تجربة مبتكرة وسلسة للزوار مع دمج عناصر التكنولوجيا الحديثة في رحلتهم عبر التاريخ.

- أهداف المركز:
* تحسين تجربة الزوار: استخدام التكنولوجيا لتوجيه الزوار وإثراء تجربتهم أثناء زيارة القلعة.

** التفاعل الرقمي: توفير تطبيق يتيح للزوار معلومات مفصلة عن المواقع المختلفة داخل القلعة.

*** التعليم التفاعلي: تقديم تجربة تعليمية متكاملة من خلال التطبيق مع محتوى تعليمي وإرشادي.

- التفاصيل التنفيذية:
* مركز الزوار: تجهيز المركز بشاشات تفاعلية تتيح للزوار الاطلاع على معلومات تاريخية، جغرافية وثقافية عن القلعة.

** تطبيق مخصص للهواتف الذكية: تطوير تطبيق يتضمن جولات افتراضية، معلومات تاريخية، ونصوص إرشادية بلغات متعددة.

*** نظام الإرشاد الصوتي: توفير تطبيقات صوتية بلغات مختلفة للزوار لتقديم إرشادات حية.

- الفوائد المتوقعة:
* تحسين تجربة الزوار: تقديم تجربة مرشد رقمي متكاملة.

** زيادة الوعي الثقافي: تمكين الزوار من التعرف على تاريخ المدينة بشكل مفصل من خلال التكنولوجيا.

*** تسهيل الوصول إلى المعلومات: تسهيل الوصول إلى المعلومات والموارد المتعلقة بالقلعة عبر الوسائط الرقمية.

تاسعا: مقهى ومطعم تراثي بانورامي
يعتبر المقهى والمطعم التراثي جزءًا أساسيًا من أي زيارة إلى قلعة أربيل. سيجمع المقهى بين جمال المناظر الطبيعية المحيطة بالقلعة وتجربة تناول الطعام التقليدي. المطعم سيتخصص في تقديم المأكولات الكردية والتركمانية والعربية الأصيلة، بينما يتيح المقهى للزوار الاستمتاع بجلسات موسيقية حية تخلق أجواءً ثقافية مميزة. سيكون المكان مثاليًا للاسترخاء بعد جولة في القلعة.

- أهداف المشروع:
* توفير تجربة مميزة: توفير أجواء مريحة وممتعة للزوار مع تقديم المأكولات التقليدية والمشروبات الشعبية.

** تعزيز السياحة: زيادة مدة إقامة الزوار في القلعة وتشجيعهم على الاستمتاع بالأجواء المحيطة.

*** إحياء الثقافة المحلية: تقديم الأطعمة والمشروبات التي تمثل تراث المدينة وثقافتها.

- التفاصيل التنفيذية:
* تصميم المقهى والمطعم: إنشاء مكان يطل على أسوار القلعة مع طابع معماري تقليدي.

** قائمة الطعام: تضم المأكولات الكردية والتركمانية والعربية مثل الدولمة، الكباب، الحلويات التقليدية.

*** الأنشطة الموسيقية: تنظيم جلسات موسيقية حية لتوفير تجربة حسية غنية.

- الفوائد المتوقعة:
* تقديم تجربة حسية كاملة: دمج الطابع الثقافي مع متعة الطعام والموسيقى.

** تحفيز البقاء لفترة أطول: تشجيع الزوار على قضاء وقت أطول في القلعة مما يساهم في رفع دخل المكان.

عاشرا: بيت الضيافة الثقافي داخلي القلعة
بيت الضيافة الثقافي سيكون نُزلًا تقليديًا داخل القلعة يوفر للزوار فرصة العيش داخل التاريخ. سيتيح للزوار الإقامة لفترات قصيرة في غرف تقليدية تطل على أسوار القلعة وتتيح لهم تجربة الحياة كما كانت في العصور القديمة. يتضمن المشروع تقديم إفطار تقليدي، وحكايات شعبية، ولقاءات مع كبار السن من سكان المدينة لتعريفهم بتاريخ القلعة وحكاياتها.

- أهداف المشروع:
* توفير تجربة فريدة: تمكين الزوار من العيش داخل أجواء تاريخية والتمتع بتجربة الضيافة التقليدية.

** تعريف الزوار بتاريخ القلعة: من خلال الحكايات الشعبية والجلسات مع كبار السن الذين يشاركون الزوار قصصًا تاريخية.

*** تعزيز السياحة الثقافية: توفير فرص للإقامة داخل القلعة التي تحمل عبق التاريخ.

- التفاصيل التنفيذية:
* إعداد غرف الضيافة: تحويل بعض البيوت التقليدية داخل القلعة إلى غرف ضيافة مجهزة بأثاث تقليدي يعكس الحياة القديمة.

** برنامج الحكايات الشعبية: تنظيم جلسات مع كبار السن لسرد الحكايات الشعبية المتعلقة بالقلعة وتاريخها.

*** إفطار تقليدي: تقديم إفطار محلي يتضمن أطعمة تقليدية من المطبخ الكردي والتركماني.

- الفوائد المتوقعة:
* إحياء التقاليد المحلية: إتاحة الفرصة للزوار للتعرف على التقاليد والضيافة الكردية والتركمانية.

** تحفيز السياحة الثقافية: خلق تجربة سياحية فريدة تجذب المهتمين بالتاريخ والثقافة.

الحادي عشر: ورش الطبخ والغناء التفاعلي
تعتبر ورش الطبخ والغناء التفاعلي جزءًا من تجربة الزوار داخل قلعة أربيل. تهدف هذه الورش إلى تقديم تجربة تعليمية تفاعلية للزوار من خلال تعلم كيفية تحضير الأطباق التقليدية مثل الدولمة الكردية والتركمانية، بالإضافة إلى ورش غناء وموسيقى تتيح للزوار تعلم الأغاني الكردية والتركمانية.

- أهداف المشروع:
* تعليم الطبخ التقليدي: توفير فرص للزوار لتعلم الأطباق الشعبية من المطبخ الكردي والتركماني.

** تشجيع التفاعل الثقافي: تقديم ورش غنائية تتيح للزوار تعلم أغاني تقليدية في اللغتين الكردية والتركمانية.

*** زيادة التفاعل السياحي: خلق تجربة غنية ومتعددة الأبعاد للزوار من خلال الدمج بين الطهي والغناء.

- التفاصيل التنفيذية:
* ورش الطبخ: تنظيم ورش لتعليم كيفية إعداد الأطعمة التقليدية مثل الدولمة والمقبلات.

** ورش الغناء: تنظيم ورش تعليمية تعلم الأغاني الكردية والتركمانية.

*** الأنشطة التفاعلية: تنظيم أنشطة تفاعلية تجمع الزوار مع الطهاة والموسيقيين المحليين.

- الفوائد المتوقعة:
* زيادة التفاعل مع الثقافة: تمكين الزوار من تعلم الفنون التقليدية بشكل عملي.

** توسيع العرض السياحي: إضافة بعد جديد للسياحة الثقافية داخل قلعة أربيل.

إن إحياء قلعة أربيل وتحويلها إلى مركز جذب سياحي عالمي يتطلب تخطيطًا مدروسًا واستثمارًا في تطوير البنية التحتية والثقافة المحلية. من خلال هذه المشاريع، ستصبح القلعة مركزًا حيًّا يعكس تاريخ المدينة الغني وتنوعها الثقافي، مما يساهم في تعزيز السياحة، دعم الاقتصاد المحلي، والحفاظ على التراث الثقافي للأجيال القادمة.

هناك عدة حالات مشابهة عالميًا تم فيها تحويل مواقع تراثية قديمة إلى مراكز جذب سياحي وثقافي متكامل، ويمكن الاستفادة من تجاربها لتطبيقها على قلعة أربيل. إليك ثلاثًا من أبرز هذه الحالات:

1. الحي القديم في مدينة القدس
الوضع الأصلي: منطقة تراثية ذات أهمية دينية وثقافية وتاريخية، تتضمن مواقع مثل المسجد الأقصى، كنيسة القيامة، وحائط البراق.

- ما تم تنفيذه:

* تنظيم المداخل والمسارات السياحية داخل الأزقة القديمة.

** إنشاء مراكز معلومات إلكترونية وتطبيقات مرشدة للزوار.

*** إقامة مهرجانات ثقافية ومعارض حية.

**** دعم الحرفيين المحليين وعرض منتجاتهم أمام السياح.

- الفائدة:

* تنشيط السياحة الدينية والثقافية.

** تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال الحرف والأسواق التقليدية.

*** دمج التقنية الحديثة للحفاظ على الطابع التاريخي.

2. قلعة بودابست – المجر
الوضع الأصلي: قلعة ملكية تاريخية تعود إلى العصور الوسطى، وكانت في حالة تدهور نسبي.

- ما تم تنفيذه:

* ترميم أجزاء القلعة وتحويلها إلى متاحف ومعارض فنية.

** إقامة مهرجانات سنوية داخل أسوار القلعة مثل "مهرجان النبيذ".

*** تخصيص مساحات للمقاهي والمطاعم ذات الطابع التاريخي.

- الفائدة:

* أصبحت القلعة رمزًا سياحيًا عالميًا.

** زادت إيرادات المدينة من السياحة بنسبة كبيرة.

*** جرى دمج المجتمع المحلي من خلال الفعاليات.

3. حي الفهيدي التاريخي – دبي، الإمارات:
الوضع الأصلي: حي تقليدي قديم في وسط دبي، كان مهملًا.

- ما تم تنفيذه:

* ترميم البيوت وتحويلها إلى معارض، مقاهٍ تراثية، ومراكز ثقافية.

** تنظيم مهرجان "أيام الفهيدي" السنوي الذي يعرض الفنون والتراث.

*** توفير بيوت ضيافة تراثية وورش تعليمية للزوار.

- الفائدة:

* أصبح الحي نقطة جذب ثقافي وسياحي.

** تفاعل المجتمع المحلي مع الزوار.

*** تم الحفاظ على الهوية التراثية في وسط مدينة حديثة.


- الدروس المستفادة لتطبيقها في قلعة أربيل:

* إشراك المجتمع المحلي في الفعاليات والسياحة.

** دمج التقنية (تطبيقات مرشدة، جولات افتراضية) مع الحفاظ على الطابع التراثي.

*** إنشاء شبكة خدمات (مقاهٍ، دور ضيافة، معارض) داخل الموقع التاريخي.

**** تنظيم مهرجانات موسمية لترويج الثقافة الحية، وليس فقط العرض الثابت.

الثاني عشر: نموذج التمويل والتنفيذ والتسويق لمشاريع قلعة أربيل

أولًا: التمويل – شراكات استراتيجية متعددة المصادر
لكي تُنفَّذ المشاريع المقترحة على أرض الواقع، من الضروري توفير مصادر تمويل متعددة، وفق النموذج العالمي للشراكة بين القطاعين العام والخاص .

- القطاع الحكومي:

* حكومة إقليم كردستان – وزارة السياحة والآثار

** بلدية أربيل – لدعم البنية التحتية والخدمات داخل القلعة

*** وزارة الثقافة – لدعم النشاطات الثقافية والفعاليات

- القطاع الخاص:

* رجال الأعمال المحليون المهتمون بالاستثمار في السياحة

** شركات الضيافة والسياحة وشركات التقنية التي يمكنها تطوير التطبيقات والخدمات الذكية

- المنظمات الدولية:

* اليونسكو: دعم فني وتمويلي لمشاريع التراث

** الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، الاتحاد الأوروبي، المعهد الألماني للآثار: دعم مادي وتقني

*** مؤسسة أغا خان للثقافة – خبرة في تطوير مواقع تراثية حية (مثل مدينة حلب القديمة)

- الدعم الجماهيري

إنشاء منصة تبرع إلكترونية لدعم مشروع "إحياء القلعة"، تستهدف المغتربين الكرد والمهتمين بالتراث.

ثانيًا: آلية التنفيذ – مراحل مدروسة زمنًا ومضمونًا
المرحلة الأولى (عام واحد):

تأسيس وحدة تنفيذ تابعة لمحافظة أربيل، تحمل اسم: هيئة تطوير قلعة أربيل

إعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات (ماء، كهرباء، إنترنت، أمن)

المرحلة الثانية (1–3 سنوات):

إطلاق 3–4 مشاريع محورية، مثل:

* سوق القلعة التراثي

** مركز الزوار والتطبيق الذكي

*** البيت التركماني والمتحف الكردي

**** عروض حية أسبوعية

المرحلة الثالثة (3–5 سنوات):

استكمال المراكز التعليمية، الأكاديمية، المكتبة، والضيافة

تطوير رزمة سياحية دولية بالتعاون مع وكالات السفر

ثالثًا: التسويق – استراتيجية عالمية لهوية القلعة
1. الهوية البصرية:
تصميم شعار رسمي حديث لـ "قلعة أربيل"، مع دليل بصري يُستخدم في كل اللافتات والمطبوعات.

2. حملة رقمية دولية:

موقع إلكتروني تفاعلي بعدة لغات

صفحة نشطة على إنستغرام، فيسبوك، ويوتيوب، تعرض القصص المصورة، والفعاليات، واللقاءات

3. شراكات إعلامية:

استضافة وثائقيات بالتعاون مع ناشونال جيوغرافيك، الجزيرة الوثائقية، BBC World

دعوة الصحفيين والمؤثرين العالميين لتجربة العيش داخل القلعة

4. مهرجانات دولية متنقلة:

تنظيم أسبوع قلعة أربيل في مدن مثل إسطنبول، دبي، برلين، يُعرض فيها نماذج من التراث الكردي والتركماني .

5. تجربة الزائر

استبيانات بعد الزيارة

نظام تقييم وتجديد للمحتوى والعروض سنويًا

ختاما:
إذا تم تنفيذ مشروع "نحو قلعة نابضة بالحياة" كما هو مقترح، فالفوائد ستكون استراتيجية، ثقافية، اقتصادية، وسياحية، ويمكن تلخيصها كما يلي:

1. الفائدة الاقتصادية:
تحفيز السياحة الداخلية والخارجية: ستصبح قلعة أربيل وجهة رئيسية في العراق والمنطقة، ما يؤدي إلى زيادة أعداد السياح.

خلق فرص عمل: من خلال إدارة السوق، العروض، الورش، المتاحف، والمطاعم.

تنشيط الصناعات الحرفية: تمكين الحرفيين المحليين وتسويق منتجاتهم في السوق التراثي.

2. الفائدة الثقافية والاجتماعية:
إحياء التعدد الثقافي: إبراز التاريخ المشترك بين الكرد، التركمان، العرب، الآشوريين، واليهود بطريقة ملهمة تعزز التعايش.

نقل التراث للأجيال الجديدة: من خلال التعليم الحي والتفاعل مع الفنون والقصص الشعبية.

حفظ الذاكرة الجماعية: عبر المكتبة والأرشيف، وربط الماضي بالحاضر.

3. الفائدة السياحية والاستراتيجية:
تحويل أربيل إلى مركز إقليمي للثقافة والسياحة، كما فعلت دبي مع الحي التاريخي والفنادق التراثية.

دعم ملف أربيل كموقع عالمي للتراث مما يعزز العلاقات مع منظمات مثل اليونسكو ويفتح أبواب التمويل والدعم الدولي.

تحقيق استدامة طويلة الأمد للموقع الأثري من خلال إدارة حديثة وتدفقات مالية منتظمة.

4. الفائدة الرمزية والوطنية:
تعزيز الهوية الكردستانية والعراقية عبر مشروع يمثل التنوع الثقافي والوحدة.

تحويل قلعة أربيل إلى رمز عالمي للتسامح والتجديد الحضاري، بدلاً من أن تبقى مجرد موقع أثري ساكن.

#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات