الواسع محمد اليمين
الحوار المتمدن-العدد: 8334 - 2025 / 5 / 6 - 02:40
المحور:
حقوق الانسان
إن التصريح الذي أدلى به المؤرخ والأكاديمي المعروف البروفيسور محمد الأمين بلغيث، واعتبر فيه أن "الأمازيغية مشروع فرنسي/صهيوني"، لا يمكن – في رأينا – تأويله على أنه إقصاء للغة الأمازيغية أو إنكار لمكانتها الدستورية كثابت من ثوابت الهوية الوطنية الجزائرية. فالرجل، بخبرته ووعيه، يدرك تمام الإدراك أن الأمازيغية جزء أصيل من الشخصية الجزائرية، وأن الدفاع عنها هو دفاع عن الوطن ذاته.
ما قصده البروفيسور بلغيث – على ما يبدو – هو التحذير من توظيف هذه القضية من قبل قوى خارجية، على رأسها فرنسا، التي لطالما سعت إلى زعزعة وحدة الصف الجزائري عبر استراتيجيات "فرّق تسد"، قديمة وحديثة. كما أشار إلى إمكانية استغلال هذه الورقة من طرف الصهيونية، في سياق إقليمي ودولي معقّد، تسعى فيه بعض القوى الأجنبية للبحث عن موطئ قدم داخل النسيج المجتمعي الجزائري.
إننا نرى أن هذا التصريح لا يمسّ بأمن الدولة ولا يستهدف ثوابت الأمة، بل يُفهم في سياقه كمجرد تنبيه وقراءة تحليلية من باحث متخصص في التاريخ، يُعبّر عن رأيه كما يكفله له الدستور الجزائري. أما ما تلا ذلك من حملات إعلامية ومتابعات قضائية، فنخشى أن تكون قد خرجت من إطار النقاش الفكري إلى صراع أيديولوجي هدفه تصفية حسابات لا أكثر.
ولمن لا يعرف، فإن البروفيسور محمد الأمين بلغيث هو ابن شهيد ومناضل من أبناء ولاية تبسة، وواحد من مثقفي الجزائر البارزين، الذين حملوا مشعل التاريخ الوطني وكرّسوا حياتهم لتنوير الأجيال الجديدة بحقائق الذاكرة الجماعية.
إننا نعتبر أن استمرار سجنه قد يُفهم على أنه استهداف غير مباشر لحرية الفكر، وسابقة خطيرة تمسّ بحرية التعبير الأكاديمي. ومن هذا المنبر، نناشد السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، باعتباره الضامن الأول للحقوق والحريات، أن يتدخل من موقعه لإطلاق سراح البروفيسور محمد الأمين بلغيث، إحقاقًا للعدل، وحفاظًا على صورة الجزائر التي ضحى من أجلها الشهداء، الجزائر التي تؤمن بتعدديتها الثقافية، ووحدتها الوطنية، وحرية رأي أبنائها.
#الواسع_محمد_اليمين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟