الواسع محمد اليمين
الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 16:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تمسح آثار الاستعمار الفرنسي، وتُطهر جبالها من العملاء، كان "شيطان العرب" – أو كما يسمي نفسه إعلاميًا بـ"الدويلة الذكية" – يتعلم فن التآمر في حضن قواعد أجنبية أكبر من مساحته! نعم، نحن نتحدث عن تلك الجزيرة الرملية المتصنعة التي لا تكفي لتربية ناقة واحدة لكنها تحلم بترويض الأسود في الجزائر!
دويلة "الباربي" والمهمة القذرة
لا تكاد تخلو تسريبات أو تقارير استخباراتية إلا وذكرت أن دويلة الإمارات – المهووسة بالقوة الناعمة والصلعاء سياسيًا – تحاول العبث بأمن الجزائر، تارة بدعم أصوات الفتنة، وتارة بتمويل صفحات مشبوهة على منصات التواصل، وتارة بصفقات "استثمارية" تُدار من خلف الستار لتثبيت أذرعها الأمنية في البلاد.
المال النفطي... وعقدة الثورة
عقدة الإمارات من الجزائر عُمرها طويل: دولة قامت على ثورة شعبية، ودماء مليون ونصف مليون شهيد، لا يمكن أن تُشترى بشيك مفتوح أو وعود استثمارية ملفوفة بعقال! الإمارات، التي لم تعرف يوماً ثورة إلا على درجات حرارة الصيف، تنزعج من النموذج الجزائري المقاوم، وتراه تهديداً أيديولوجيًا لنظامها الذي يؤمن بأن "الديمقراطية خطر أمني".
أحلام إبليس في القصبة
يا أهل الجزائر، لا تستغربوا إن وجدتم من يطالب بـ"تحسين العلاقات مع الإمارات" بعد كل تلك المؤامرات، فالشيطان لا يأتي حاملاً قرنين، بل قد يأتيكم بربطة عنق، أو في هيئة مستثمر إماراتي يعِد بإقامة منتجع صحراوي فيه كل شيء... إلا السيادة الوطنية.
شعب الجزائر واعٍ... فلا تقلقوا
الجميل أن الجزائر، بفضل وعي شعبها وتجربته المريرة مع الاستعمار، تُدرك جيداً الفرق بين الاستثمار والتغلغل، وبين الدعم والتوظيف، وبين الإعلام والصوت المأجور. وحتى وإن حاول "شيطان العرب" دس أنفه في شؤوننا، فالأنف القصير لا يصل إلى قسنطينة، ناهيك عن أن يشم رائحة الحرية فيها!
دويلة الإمارات قد تنجح في اليمن، وربما تشتري ذممًا في ليبيا، وتنفخ في رماد التطبيع هنا وهناك... لكنها في الجزائر تصطدم بجدار اسمه: شعب لا يُشترى، وذاكرة لا تُخترق، وثورة لا تُخان.
#الواسع_محمد_اليمين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟