أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الواسع محمد اليمين - بنية ودلالة تشكيل المكان في رواية -أربعون عاما في انتظار إيزابيل-لسعيد خطيبي















المزيد.....



بنية ودلالة تشكيل المكان في رواية -أربعون عاما في انتظار إيزابيل-لسعيد خطيبي


الواسع محمد اليمين

الحوار المتمدن-العدد: 6418 - 2019 / 11 / 24 - 16:30
المحور: الادب والفن
    


1/ملخص الرواية:
تتمحور أحداث رواية "أربعون عاما في انتظار إيزابيل"حول شخصية "جوزيف رينشار"أو كما يسميه أهل "بوسعادة"بالحاج "جوزيف" الذي قضى أربعون عاما في صحراء الجزائر حيث ساقه الظرف التاريخي (الحرب العالمية الثانية)للتعرف على سليمان الجزائري في كتيبة كان يقودها ضد النازية ،فحاربا معا في الحرب العالمية الثانية ،وبعد انتهاء الحرب سافر جوزيف إلى الجزائر رفقة سليمان إلى الجزائر لأن هذا الأخير كانت ذاكرته مرتبطة بالكاتبة الرحالة إيزابيل إبرهارت (أي متأثر بكتابتها ورسومها) التي عاشت في الفترة مابين (1904-1897)في الجزائر بعين الصفراء ،وعند إقامته "ببوسعادة "قادته الصدفة أن يتحصل على مخطوط كتابي نادر يعود إليها من عامل بسيط في البلدية قايضه إياه بمروحة كهربائية،فجوزيف عند مكوثه بمدينة "بوسعادة"لم يجد لمقاومة الفراغ سوى الرسم والكتابة والتفاعل مع كتابات إيزابيل حيث أخذ على عاتقه تحويل تلك اليوميات إلى لوحات ،عبر تتبع خطا إيزابيل ويبحث من خلالها عن التقاطعات في حياتهما ...وعلى غرار اهتمامه بكتابات ورسومات" إيزابيل"كان يكتب مخطوطا عن تلك السنوات التي قضاها في الجزائر(فترة الثورة،الاستقلال،التغيرات والتحولات السياسية التي مرت بالجزائر في فترة السبعينات من القرن الماضي،وبداية العشرية السوداء)،كما كتب عن الحب والصداقة والعشيرة والوطن...
في فترة التسعينيات تجبر الظروف "جوزيف" و"سليمان"إلى مغادرة الجزائر بسبب الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي مرت بالجزائر في أواخر القرن الماضي ليشعر جوزيف بغربته الأبدية حاملا معه ذاكرة أربعون عاما بحلوها ومرها يصعب محوها ونسيانها.
2/تقديم قراءة في بنية العنوان ودلالته:
قيل أن البيوت تعرف من أبوابها فكذلك الكتب والروايات تعرف من عناوينها بحيث أعطتها الدراسات النقدية المعاصرة اهتماما بالغا دراسة وتشريحا, فأربعون عاما في إنتظار إيزابيل هو مفتاح الرواية فها نحن سنحاول تقديم قراءة فيه وفق المنهج البنيوي الدلالي ،والعنوان جاء متكونا من أربع وحدات اسمية (مبتدأ،وخبر شبه جملة،وتمييز،ومضاف إليه )وجاء العنوان منسوخا باللغة العربية الفصحى مكتوبا بالخط الغليظ وباللون الأحمر الأجوري،أما مدلوله فهو مرتبط بالنص فأربعون عاما هي مدة بحث بطل الرواية عن شخصية إيزابيل السويسرية ذات الأصول الروسية التي ارتحلت إلى الجزائر واستقرت بها حتى ماتت بها وكان هذا العنوان مخياليا ولم يكن واقعيا صحيح أن جوزيف مكث حوالي أربعون عاما في الجزائر ولكنه لم يكن ينتظر إيزابيل لأنها ميتة ولن تعود و لكنها ماكثة في خياله, ويحيل العنوان كذلك "أربعون عاما في انتظار إيزابيل"إلى زج المتلقي لفتح عوالم هذه القصة واستكشاف بطولة إيزابيل ،والمفارقة العجيبة ما إن يفتح القارئ الصفحات الأولى يكتشف أن بطل الرواية التاريخي هو الحاج جوزيف وليس إيزبيل فبطولة إيزابيل كانت على الغلاف فقط.
3/بين الأمكنة المفتوحة والأمكنة المغلقة.
يعد العنوان العنصر الفعال الذي تنطلق منه الأحداث وتسير فيه الشخصيات ،ويكسب دلالته من خلال علاقته بالشخصيات ،ومجريات الأحداث والمكان في رواية "أربعون عاما في انتظار إيزابيل"يمكن تقسيمه إلى قسمين:
أ/الأماكن المفتوحة:
أولا :المدينة.
إن المدينة فضاء مفتوح تتحرك فيه الشخصيات بحرية تامة(1)وهذا ماحدث مع بطل الرواية الذي يعيش في المدينة واحتكاكه بسكانها "بوسعادة،الملكة الصهباء،الحروسة بالتلال البنفسجية،كانت ترتدي حائكا معتمه وتنام بعشق على الحافة المنحدرة للوادي،حيث ينساب الماء على الحجارة البيضاء والوردية بانحناء كتقاعس حلم على الجدران الترابية الصغيرة كانت أشجار كانت أشجار اللوز تذرف دموعها البيضاء بفعل مداعبة الريح لها ..عطرها الفواح كان يحلق في الفتور الرخو للجو محدثا كآبة رائعة.." فهذا الوصف كان مخياليا لجوزيف "لو عادت إيزابيل إلى بوسعادة اليوم لكتب شيئا مختلفا ،فهذه المدينة صارت ملكة صهباء منتهكة الشرف ،تنام على حافة الوادي كي لا تنظر إلى نفسها ،ولا ينظر إليها المارون ،أشجار اللوز فيها يبست أوراقها ،وسلب منها عطرها ،وهي الان تقف على بعد أمتار قليلة من الهاوية ،تخاف أن تستيقظ يوما وتجد نفسها مدينة مخصية بلا فحولة" (2) ما يلاحظ من خلال الوصفين السابقين الواقعي والمخيالي للمدينة أنها لم تعد المدينة التي قرأ عنها جوزيف في مخطوطات إيزابيل حيث بدت له مدينة غامضة ومجهولة "تركت الواحة التي ارتبطت بها طويلا وارتفعت فيها مبان ومنازل وتوسع فيها الإسمنت ورائحة الحديد الصدا ،وارتفع فيها الصخب"(3) وهذا راجع للتطور الحضاري الذي غير وافسد المدينة البهية بطبيعتها الخلابة والتي قرأ عنها "الحاج جوزيف" في مخطوطات "إيزابيل إيبرهارت".
نجد كذلك بطل هذه الرواية يمقت هذه المدينة بكل ما فيها "شعرت بانني صرت ثقيل الظل معه ،ولكن لا ضرر من المحاولة فمن غير المعقول أن أغادر هذه المدينة المغترة بنفسها من دون تذكار يعيدني إليها كلما اشتقت إليها في ضاهية باريس البعيدة "ف"كل شيء ينهار أمام عيني كقلعة من رمل ,جسدي وذاكرتي وبنايات هذه المدينة المنظية على نفيها "4و"يجب أن أتحرر من هذه المدينة العانس"5 التي"تفوح منها رائحة الوساوس "(6)فالملاحظ من خلال هذه الأوصاف أن البطل اصطدم بعالم غريب ومقلق منطوي على نفسه مرتاب تفوح منه رائحة الشك والريبة بفعل أخلاق مجتمعه السلبية الفاسدة فنمو المجتمع وتعقده يؤدي الى تعدد القيم داخله ،"فلا أحد سيفرح بسماع خبر مغادرتنا لهذه المدينة المتشائبة أكثر من الحاج علي...الذي يدين لي بمبلغ الف دينارأكثر من سنة وأنا أركض خلفه لاستعادة مالي منه" 7فالمدينة شكلها الإنسان بأخلاقه وسلوكه ،حيث رأينا البطل حزين متشائم منها ومن سكانها .
ثانيا:المقهى
المقهى مكان مفتوح لتجمع الناس فيه والتطرق لمختلف المواضيع الاجتماعية والسياسية والثقافية بدون قيد وبحرية تامة فالمقهى8 "ملتقى الولادات الفكرية ومنطلق لها كذلك ،لأنها ملتقى لضياع الشوارع المتقاطعة ومنطلق لبصر الجلساء" 9حيث تلجأ إليه الشخصيات لقتل الوقت وفي "المساء أجلس في المقهى مع المعارف،وألعب معهم لعبة"السيق"والدومينو والورق" 10وعادة ما يجلس البطل في "مقهى "شالون"هكذا تعود الناس على تسميته ،نسبة إلى مؤسسه الفرنسي رغم أن صاحب المقهى الجديد يعلق في الخارج لافتة كبيرة عليها بخط أخضر عريض"مقهى السعادة"ألتقي بصاحب المقهى...الذي لا يمل من تكرار الحكايات نفسها" 11 فلقد كان حضور المقهى في الرواية بسيطا يكشف من خلالها البطل بعض المواصفات التي تتميز بها المقهى الجزائرية من لعب للدومينو والورق والفضفة وما المقهى إلا انعكاس على المجتمع الجزائري البسيط

ثالثا:الأحياء والطرقات
الأحياء والطرقات تعتبر أماكن انتقال ومرور ..فهي مسرح للشخصيات لغدوها ورواحها فالحي من الأماكن"12العامة وذلك لمنحه الناس حرية الفعل وإمكانية التنقل وسعة الإطلاع والتبدل ،لذا فهي أمكنة انفتاح ،تنفتح على العالم الخارجي تعيش دوما حركة مستمرة تؤدي وظيفة مهمة في سبيل الناس إلى قضاء حوائجهم" 13
فالأحياء الشعبية جزء من المدينة وعمرانها ففي "سنوات الشباب كنت أقتني حاجتي من الحشيش من حي "البدرانة"قبل أن تهدمه البلدية وتفرق ساكنيه السابقين على أحياء جديدة بنتها في ضواحي المدينة ،كنت أذهب لبدرانة مع سليمان ،الذي كان يرفض شرب الخمر " 14وكانت "تجمعنا جلسات لعبة "السيق"التقليدية التي تلعب بأعواد القصب في أرصفة الحي برفقة جيران لنا ،بعضهم رحل للدار الأخرى ،وبعضهم الآخر ينتظر،نتحدث أثناءها في كل شيء في السياسة...""15 نلاحظ في هذين المقطعين أن البطل لم يصف الشكل الجغرافي الهندسي للحي أو للرصيف واكتفى بوصف ممارسته اليومية باقتنائه الحشيش من حي بدرانة أو ممارسته للعبة "السيق"في الرصيف وهذا يعكس المستوى الاجتماعي المتدني لتلك المدينة ويوحي منظرها العام بالبؤس الاجتماعي ،كما يحيل المقطعين أن هناك حركية في التشييد والبناء بحيث تفرق سكان بدرانة على أحياء جديدة بنتها البلدية.

ب/ الأماكن المغلقة:
أولا :البيت والغرفة.
البيوت والغرف من الأماكن المغلقة "فهي بقع فوق أرض ،تحجب النور،وتصنعه ،وتجعل لباحتها الصغيرة إمكانية تعويضية عن الفضاء السمح الأقل المتجدد واستطاع الإنسان بخبرته وحاجاته وتعدد أزمنته وتعاقبها أن يوطن نفسه السكن فيها ،فالغرف في تكوينها الفكري حاجات لا بديل لها ،تصبح غطاء للإنسان يدخلها فيخلع جزءا من ملابسه ،ويدخلها ليرتدي جزءا آخر وعندما يألفها يتحرك بحرية أكثر .إذا ما اطمأن تماسكها بدأ بالتعري فيها الجسدي والفكري ،لكنه عندما يخرج منها يعيد تماسكه ويبدو كما لو أنه خرج من تحت غطاء خاص " يمثل البيت بالنسبة للإنسان كينونته الخفية فحينما يتذكر الإنسان بيته وحجرته فإنه يعلم أنه داخل نفسه وتظهر لنا الغرفة في الرواية في صورة بسيطة وقديمة ففي17 :"هذه الغرفة الإسمنتية الضيقة مهترئة الجدران ومشققة الزوايا الأربع ،المطلية بالأصفر الباهت ،المكتظة بأغراض قديمة وملابس بالية ،ومقتنيات أربع عقود من الخردوات والقطع الفنية ،التي أكتب وأرسم فيها" 18فالغرفة بهذا الوصف للراوي لم تتوفر لأدنى مصادر الراحة وتعمره الفوضى من كل جهة وهذا يحيل إلى عدم الإسقرار لصاحب البيت وأنه يعيش بمزاج متعكر في نفسيته ،وفي موضع آخر من الرواية يظهر لنا البيت أنه مأساوي الوحديد عند حلول الأزمات ففي"ذلك اليوم الكئيب ،بقيت أنا وسليمان معتكفين في البيت خوفا من التعرض لحادث أو لضرب بالعصي أو اعتقال عشوائي بقينا نتابع تحركات القطة البيضاء الملطخة ببقعتين سوداوين على وجهها ،بين الغرف الأربع والطبخ والحوش " 19يقصد الراوي البطل باليوم الكئيب من ذلك اليوم الكئيب بأحداث أكتوبر 1988حيث كان الجو أنذاك مشحون بحالتي رعب وارتياب حيث ذكرته تلك الأحداث بسنوات الحرب التي قادها وهو شاب متهور وهذا ما بينه المقطع الموالي
ثانيا :الأماكن المقدسة
أ/ :المسجد.
من المعلوم أن المسجد مكان للعبادة والصلاة ولاذ كل شخص للبحث عن الراحة والسكينة وطلب العلم ولكن المفارقة العجيبة في الرواية ان البطل ناقم على المساجد وأهلها القائمين عليها "فقد فجعت من الخطبة الأخيرة لأمام المسجد في صلاة الجمعة ،صار الرجل فجأة أكثر شراسة من ذي قبل ،يتحدث بلهجة واثقة وبكلمات جارحة دون أن يلقي لها بالا ،فبعدها ما أتم الخطبة المحشوة بآيات رعب وأحاديث تهويل وتحريض على الإكتفاء بالذات ،وقبل أن يقيم الصلاة ويوقف حفلة تجييش نفوس الحاضرين كرها وحقدا ضد غير المسلمين ،طلب من جميع المصلين المقرفصين أمامه،والمصليات اللواتي يقبعن صاغرات داخل حجرتهن الخلفية الضيقة أن يرفعوا أيديهن بالدعاء"20 "فبقيت رافعا يداي وأنا أشتمه وأسبه في داخلي" فالمسجد برز من خلال هذين المقطعين مكانا ذو أثر سلبي ،في توجيه سلوك الفرد وتهذيبه في تجييش النفوس حقدا وكراهية إتجاه الاخر ،وفي موضع آخر من الرواية فيها دلالة أن البطل كئيب وحزين من سلوكيات المسلم المصلي "21لن يولوا اهتماما للأربعين عاما التي قضيتها بينهم ،أربعون عاما أفنيتها في الصلاة في مساجدهم وفي اقتسام الخبز والماء معهم" 22 فبالرغم من أنه شارك في حرب التحرير وكان عنصرا فعالا في المجتمع إلا أن سياسة الأسياد الجدد الذين سيحكمون البلاد لن يستثنوا بيته من قائمة التأميمات لأنهم وعدوا أنصارهم بتاميم جميع ممتلكات الأجانب ،وإعادة هيكلتها وتوزيعها بشكل عادل ،كما انه وصف أحد الحجاج في أحد المقاطع على أنه في كل سنة يحج إلى بيت الله الحرام ليتبول على ذنوبه وهنا دلالة على ازدراء واحتقار الحجيج بطريقة غير مباشرة.
ب/الكنيسة.
برزت الكنيسة كرمز للتسامح وحرية المعتقد ،فالبطل بالرغم من إسلامه إلا أنه كان يدخل الكنيسة التي تركها المعمر الفرنسي فكان يصلي فيها صلوات سريعة "وقلقة ،أدعو الرب بأن يجنبني ،أنا وسليمان ،كل مكروه ،ثم أرسم إشارة الصليب وأخرج مهرولا...فأنا أدخل الكنيسة وأخرج منها خفية ،كما لو أني أدخل مكانا مشؤوم...وأمشي بخطوات متسارعة ،تجنبا لنظرات المارة الفضولية ،المشككة في إسلامي أحيانا أخرى"23 ثم يسترسل في وصفه لحالة الكنيسة من قبل وفي الحاضر ،وكيف كان السكان قديما يحبون القساوس ،ويبجلونهم في المناسبات ،والولائم ويطلبون منهم الدعاء ،وأن رجال الدين كانت تعلم أبناء المنطقة الفرنسية ،والرسم والنحت ،أما الآن أصبحت مكانا قفرا،مثل الدار المهجورة وهنا فيه إحالة ودلالة ومقارنة غير مباشرة بين الكنيسة والمسجد فكأن الرواي البطل يود القول ان المسجد ذات أثر سلبي على المجتمع ودوره غائب في المجتمع كما رأينا في المقطع السابق من الصفحة السابقة وأن الكنيسة دورها فعال في المجتمع من تعليم وتوجيه لسلوكيات الأفراد نحو الإيجابية.
ثالثا:المقبرة.
القبر هو المكان الأخير للإنسان الذي ينام فيه النومة الأخيرة فالراوي بين الفينة والاخرى يستذكر إيزابيل ويهدي إليها الفاتحة والشموع"زرت إيزابيل أو سي محمود،كما كانت تسمى نفسها في مقبرة "سيدي بوجمعة"ثلاث مرات :المرة الأولى لقراءة الفاتحة على روحها ،واشعال شمعة،والثانية لتحويط القبر بالطوب،بعدما بلغني عن كلاب ضالة كانت تنبش القبر...في اليوم الثالث وجدت أن أحدهم قام بإزالة الحائط الصغير ،وترك لافتة كرتونية فوق القبر..."24 فالمكان نا مشحون بدلالات تصور عادلات وتقاليد ونواميس التي يمتاز بها المجتمع الجزائري وهذه المدينة من قراءة الفاتحة على على القبور واهدائها للموتى واشعال الشموع عليها وازالة الحشائش عنها فتلك المماراسات العقائدية في المقبرة جزء من شخصية الانسان الجزائري وأحد أهم مقوماته الوطنية لجلب الراحة والمصالحة مع النفس "فالحاج عبد الله جوزيف كما يلقبه أهل المدينة"تماهى وتميع في المجتمع الجزائري الزاخر بتقاليده وعاداته ومعتقداته الشعبية فعلى "بعد حوالي مئتي متر من مقبرة الإباضيين في حي الأقواس دائما توجد مقبرة السنة التي تنزل إليها كل يوم إثنين ،بعد صلاة الظهر كتيبة من المخلصين لتنظيفها وتنقيتها من الفضلات والحشائش والاشواك" 25 فالمقبرة كما نلاحظ في هذا المقطع لها عناية خاصة من قبل شباب الحي لأنها مقبرة لأهل السنة أما "مقبرة النصارى الواقعة في حي الشعبي"الأقواس"الذي سمي كذلك نسبة للأقواس الإسمنتية الكبيرة...كما شاهدت أيضا مجموعة من المراهقين وهم يسرحون بين القبور مع كلاب لهم .حولوا المكان إلى حديقة كلاب وميدانا لتدريبهم ،يربون فيها حيوناتهم ،ويفعلون فيها ما أرادوا :يتبولون ،ويتغوطون تحت شجر الخروب"25 ،ترتبط هذه المقبرة بدلالات سلبية عديدة ،تجسد حالة الرداءة والعزلة من دخول الحيوانات إليها إلى تبول المراهقين فالبطل قارن بين مقابر المسلمين ومقابر النصارى بطريقة غير مباشرة فمقابر المسلمين يدفن فيها أبناء الوطن ،ومحفوظة ولها عناية خاصة كل يومي إثنين ونظيفة ومنظمة أما مقابر النصارى في غير بلدهم (في تلك المدينة)يُطالها النسيان والإندثار والإهمال ومصيرها المجهول بعد مرور الأزمان فلربما فيه إشارة من البطل الراوي أن للأموات حق علينا مهما كانت ديانتهم ومعتقداتهم ومن الوجوب احترامهم واحترام جميع مقدسات الآخر.
4/المكان المخيالي والتسجيلي في الرواية:
لقد بلغ نقادنا العرب القدامى مبلغا هاما في استيعاب الفكر اليوناني، بل تعدوه إلى
اعطاءات هامة في مجال مفهوم الإبداع و طبيعته، ومن بين القضايا التي أثارت جدلا
واسعا هو مفهوم الخيال والتخييل بوصفهما عماد العملية الشعرية والسردية، فقد تناولتها الدراسات القديمة بالنقد والعناية من قبل الفلاسفة وعلماء البلاغة و كلُُ نظر إليهما من زاوية معينة تعبر عن نظرة توجهه و اختلفت الاراء حولهما فلا ينكر دورهما الريادي في صنع العمل الإبداعي فالقارئ لا يكتفي بدراسة المضامين بالمفهوم التقليدي بل يدخل بهدف قراءة لا تتنكر من ناحية المضمون بحجة أن ليس ما يهمنا ما قال الكاتب ولكن كيف قال ولا تنأى من ناحية أخرى عن الخطاب، ففيه تتجلى القدرة الخالقة للمتخل 26وعرف العرب كثيرا من ألوان الخيال، الخيال الذي يبتكر الشخصيات التي لا وجود لها وينسب إليها ما يشاء من الأقوال والأفعال، والخيال الذي ينطق الحيوانات والجماد والأشجار .الخيال المغرق الذي لا يكاد يعرف حدودا وكذلك بالنسبة لخلق أمكنة لا وجود لها أساس في الواقع حيث يرى النقاد العرب ان الخيال يكون أشد على النفس من الكلام العادي... 27
فمن الطبيعي جدا أن تجد المكان يتوزع ويتحرك نحو أزمنة أخرى رافضا الإنغلاق الدائم وهذا على مستويات الحلم والذاكرة للشخصية المحورية البطلة للرواية 28 "وهذه المدينة المجاهرة بخيانتها ،تجلس في حجر تله تسمى"كردادة"كان من المفروض أن تلعب دورا في صد الرياح ،ولكنها تتخاذل في القيام بواجبها " 29كانت إيزابيل"تدفيء قلبها بلقاءتها الحميمية مع الشيخة لالة فاطمة،في الزاوية الريحانية حيث كانت تجالسها كل يوم ،بعد العصر ,تتحدث معها في الدين وفي أمور الدين أخرى " فهذان النموذجان من مخيلة بطل الرواية ,حيث تخيل أن إيزابيل كانت تجلس حجر "التلة"ومرات تجلس مع الشيخة لالة فاطمة في الزاوية الريحانية وعمل كاتب الرواية هنا على المدار المكاني كمعطى حقيقي لإيهام المتلقي بواقعية هذه الأمكنة من خلال استخدامه لتقنية الوصف وتجسيمه واعطاء بالغ الأهمية للموضوعات المحيطة بالشخصية والملاحظة الثانية وهي اقحام الكاتب للمكان التخييلي لبطل روايته لكسر تقريرية الأحداث ويصبح المكان الحقيقي يضم بين أكنافه أمكنة ،فمجموع المحكيات النصية التخييلية للراوي قليلة جدا في الرواية .
أما الأمكنة الواقعية التسجيلية الواقعية والمؤداة بوعي خطي تراتبي فهي تقريبا جميع الأمكنة العامة وخاصة الأماكن التي ذكرتها في المبحث السابق لأن في الإستعمال الإصطلاحي للواقعية لا تنفصل انفصالا كليا عن المدلول الاشتقاقي من كلمة واقع،والواقع يعتبر واحدا من المصطلحات التي يمكن استخدامها بأشكال شتى، الا انها في نظر الكثيرين تشمل "كلمة الحقيقة التي تجعل الجميع متفقين والحقيقة هي كل شيء يمكن تصديقه فهي الرسم الصحيح للأشياء الأمر الذي يذكرنا بجذر الواقع اللغوي المشتق من الكلمة اللاتينية التي تفيد "شيء"
وبالتالي فإن المعنى نشأ من اللجوء إلى الحقيقة الواضحة في العالم الخارجي 30 وعلى العموم فهذه الأمكنة الواقعية في الروايةمن الصفحات، (13-25-35-57-79-80-84-87-91-92-97-102-106-114-120-128-134-140) ،أدت وظائف سردية لتزويد القارئ بالمعرفة اللازمة حول اماكن تواجد الشخصيات كما تساعد على تكوين الحبك
5/تشكيل المكان في الرواية:
أ/الوصف في تشكيل المكان.
لا يخلو العمل الروائي من تقنية الوصف, بحيث يعكس "الصورة الخارجية لحال من الأحوال أو لهيئة من الهيئات ،فيحولها من صورتها المادية القابعة في العالم الخارجي إلى صورة أدبية قوامها نسخ اللغة وجمالها تشكل الأسلوب ،فأي بركة من البرك الجميلة هي هيئة أو صورة مادية قائمة في حيز جغرافي معين "31 كما يلجأ الروائي إلى تقنية الوصف لتشكيل المكان ,فهو يحاكي العالم الخارجي في بنائه ,بحيث يأخذ القاريء إلى عالم الواقعية للأمكنة ,غير الأمكنة التخييلية ويعمل وصف الأمكنة إلى ربط أجزاء السرد "فالصورة الوصفية فهي تعرض الأشياء في سكونيتها" ففي"هذا المجتمع التجاري الاإسمنتي الفسيح المقسم إلى أروقة ضيقة ,المسمى "سوق الفلاح"أنظر حولي إلى السلع والحاجيات المعروفة والمكدسة ,في رفوف وعلى طاولات وأشتري ما وقعت عليه عيناي..." وفي هذه"الغرفة الإسمنتية الضيقة مهترئة الجدران ,مشققة الزوايا الأربع ,المطلية بالأصفر الباهت,المكتظة بالأغراض القديمة وملابس بالية ،ومقتنيات أربع عقود من الخردوات ،والقطع الفنية ،التي أكتب وأرسم فيها "32 الملاحظ في كلا المقطعين أن الروائي قام بالوصف الخالص والدقيق لجزئيات الماكن فكأنه يقوم بالتصوير الفوتوغرافي عن طريق محاكاة مايرى في البيت في المقطع الثاني في المجمع التجاري في المقطع الأول فتقديم المكان بتفاصيله الدقيقة ومظهرها الحي تجعل القارئ يشعر أنه في عالم الواقع لاعالم الخيال ،ووظيفة تشكيل المكان هنا جات زخرفية جمالية بذكر أدق الأشياء الموجودة في البيت أو المجمع التجاري.
وللوصف وظائف في العمل السردي الروائي منها 33:
الوظيفة الزخرفية: وفيها يكون الوصف إيقافًا لزمن السرد، وعنصرًا طارئًا عليه، ولا
تكون له أهمية على المستوى الدلالي للنص بل يكون لوجوده غاية تزينيية تريح المتلقي من
تتابع الأحداث .
والوظيفة التفسيرية: وهي تقضي بأن يكون الوصف في خدمة القصة وعنصرًا أساسيًا
في النص السردي، يضيء ويكشف جوانب لها علاقة بالمكونات السردية الأخرى.
والوظيفة البنائية التي لا يقتصر الوصف فيها على كونه عنصرًا تزينييًا في النص بل
يتجاوز ذلك إلى ترسيخه بوصفه عنصرًا ضروريًا لبناء السرد لا يمكن الاستغناء عنه بل
يكون وجوده شرطًا أساسيًا لمعرفة المكان والشخصيات
وأخيرًا الوظيفة الإيهامية:التي تمارس دور الإيهام بالواقع من خلال وصف الأشياء
والتفاصيل بشكل يحيل إلى وجودها في العالم الخارج .
وطغت وظيفتان للوصف في الرواية وهنا سنأخذ نموذج واحد لكل وظيفة فالأولى تمثلت في الوظيفة الزخرفية بوصف الراوي للمسجد "دخلنا معا المسجد ،المزخرف بآيات قرآنية ،المغطى كله بالرخام ،والمفروش بزرابي حمراء ..." 34وهنا كسر الراوي تراتب الأحداث ودخل في وصف المسجد وما يوجد فيه ،وهذا لإراحة المتلقى من تتابع السرد ...
أما الوظيفة الثانية تمثلت في الوظيفة البنائية وتمثلت في الزوايا الدينية والمساجد والمقابر ،بحيث احتلت مكانة كبيرة من حيث الذكر والتوظيف في المتن الروائي وهذا يدل على أنها عنصر أساسي ومهم في الرواية .
ب/الشخصية في تشكيل المكان.
إن "تقديم الأمكنة في الرواية يأتي مرتبطا بتقديم الشخصيات فإن هذه الأخيرة لا تخضع كليا للمكان بل العكس هو الذي سيحصل إذ أن الأماكن في هذه الحالة هي التي سيوكل إليها مساعدتنا على فهم الشخصية35 " فلا يمكننا فهم الشخصيةإلا من خلال المكان القابعة فيه والعكس صحيح فلا فهم لمدلول المكان إلا من خلال التعرف على الشخصية فهناك علاقة وطيدة بين الشخصية ، فالمكان "36الذي يسكنه الشخص مرآه لطباعة ،فالمكان يعكس حقيقة الشخصية ومن جانب آخر إن حياة الشخصية تفسرها طبيعة المكان الذي يرتبط بها" بمعنى أنه من خلال وصف المكان نتعرف على طبائع وسلوكيات الشخصية والشخصية حينما تكون في الأماكن المفتوحة فإنها تشعر بالراحة والاستقرار وحينما تكون بالأمكنة المغلقة تشعر بالضيق والملل أو ضغوط من جهة ما وهو ماحدث بالفعل للراوي لما كان يزور كنيسة النصارى خفية وخشية أن يراه سكان المدينة ويشككون في إيمانه بالدين الإسلامي فأنا "أدخل الكنيسة وأخرج منها خفية كما لو أني أدخل وأخرج من مكان مشؤوم أخفض رأسي كشاة مستسلمة لسكين جزارها ..." 37
"فقد فجعت من الخطبة الأخيرة لأمام المسجد في صلاة الجمعة ،صار الرجل فجأة أكثر شراسة من ذي قبل ،يتحدث بلهجة واثقة وبكلمات جارحة دون أن يلقي لها بالا ،فبعدها ما أتم الخطبة المحشوة بآيات رعب وأحاديث تهويل وتحريض على الإكتفاء بالذات ،وقبل أن يقيم الصلاة ويوقف حفلة تجييش نفوس الحاضرين كرها وحقدا ضد غير المسلمين ،طلب من جميع المصلين المقرفصين أمامه،والمصليات اللواتي يقبعن صاغرات داخل حجرتهن الخلفية الضيقة أن يرفعوا أيديهن بالدعاء" "فبقيت رافعا يداي وأنا أشتمه وأسبه في داخلي" 38ففهي هذا المكان المغلق مثلا ظهرت الشخصية مشمئزة مشحونة بالغضب نتيجة تصرفات الإمام حسب "جوزيف" فمن الواضح أن التأثير المتبادل بين الشخصية والمكان، يجعل كلا منهما خاضعًا للآخر كما أن المكان يدخل في علاقة مباشرة مع الحدث ، فهو عنصر من العناصر المكونة للحدث ، بل إن مجرد الإشارة إلى المكان تجعلنا ننتظر قيام حدث ما وهنا مثل ما حدث لبطل الرواية فمع بداية دعاء الإمام بدأت متوالية السرد في نفسية الراوي تظهر...
أما عن الأماكن المفتوحة التي كان يشعر فيها بالراحة فهي المقاهي ومنها مقهى "شالون"أين كان يتبادل أطراف الحديث مع المتواجدين فيها،كما أنه كذلك كان يشعر بالراحة بجانب الطريق "الرصيف"حيث كان يلعب لعبة "السيق"المشهورة في المدينة ،فالشخصية تضفي على المكان صفة الحزن إن كانت حزينة ،وصفة السعادة إن كانت سعيدة فتشكيل المكان تابع لحركة الشخصية،"39فالمنظور الذي تتخذه الشخصية هو الذي يحدد أبعاد الفضاء الروائي ويرسم طوبوغرافية" أي أن الشخصية هي من ترسم المكان بتحديد أبعاده وتدخل فيها هذه الشخصيات مع المكان كعلاقات التنافر أو الحياد أو الانتماء ،وهذا ما لاحظناه سابقا فالشخصية البطلة دائما في ضيق ونكد من المساجد (أي هناك علاقة تنافر بين الشخصية والمكان).
وصَفْوَة القَول ِ:
-المكان عنصر مشكل لجسد الرواية بحيث وظفه الروائي بطريقة جمالية متميزة .
-خلق توظيف الأماكن المفتوحة والمغلقة في الرواية نوعا من اللحمة بين ترابط أجزاء الأحداث ,فكانت "الزوايا الدينية"أكثر حضورا في الرواية .
-المكان في الرواية لم يكن هكذا عبثا واعتباطا بل جاء عن قصدية ووعي تام من الكاتب لتمرير إشارات وإيديولوجيا معينة.
-طغى الجانب الوصفي للأمكنة في الراية مما أضفى عليها جمالية وفنية .
-الإرتباط الوثيق بين الأمكنة والأحداث والشخصيات كان له أثر بالغ في سير الحكي.
-أدى الموروث الطبيعي المحلي بأشكاله وعمرانه دورا هاما في رسم الأمكنة وتكثيف دلالتها.
-يقف وراء الإهتمام بهذه المدينة"بوسعادة"لعمقها التاريخي والثقافي فقد عاش فيها قبل"إيزابيل إيبرهارت","نصر الدين ديني".
-حوت الرواية على الأمكنة المفتوحة كثيرا وترجع دلالتها إلى توق الراوي إلى التحرر ,والانعتاق من الحاضر الملي بالتوتر والخوف من المستقبل .
-تم تقديم أمكنة الرواية بأساليب وآليات الوصف الدقيق الفوتوغرافي وهذا بطبيعة الحال لأنها رواية واقعية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المصادر والمراجع:
1)- ينظر ,سيزا أحمد قاسم،بناء الرواية،ص108.
(2-)رواية أربعون عاما في انتظار إيزابيل لسعيد خطيبي ،ص 89.
(3-)المصدر نفسه،ن ص
(4 )الرواية،ص 140..
(5)الرواية ،ص114.
ا(6لمصدر نفسه،120.4
(7) الرواية،ص 102.
(8)ينظر:بتقة سليم،الريف في الرواية الجزائرية(دراسة تحليلية مقارنة)رسالة دكتوراه،إشراف الطيب بودربالة،جامعة باتنة2009/2010.

( 9)الرواية ،ص84.
( 10)المرجع السابق:ياسين النصير،ص80
ا11لرواية،ص128.
12الرواية،ص25.
13ينظر:حسن بحراوي ،بنية الشكل الروائي ،ص79.
14شاكر نابلسي:جماليات المكان في الرواية العربية،المؤسسة العربية للدراسات والنشر،ط1،1994،ص51.
15لرواية،ص87.
16لمصدر نفسه،ص97
( 17)ياسين النصير:الرواية والمكان (دراسة المكان الروائي)،دار نينوي للنشر والتوزيع،دمشق،سوريا،ط2،ص94.
(18 ) ينظر:محمد بوعزة،تحليل النص السردي(تقنيات ومفاهيم)الدار العربية للعلوم ناشرون،الجزائر،ط1،ص106.
( 19)الرواية،ص12.
( 20) الرواية،ص91.
( 21)الرواية،ص92.
(22 ) ن م،ص13.
( 23) الرواية ( )الرواية،ص25.
( 24) الرواية،ص57.
25الرواية ص52.
( 26) ينظر: آمنة بلعلي،المتخيل في الرواية الجزائرية من التماثل إلى المختلف،دار الأمل للنشر والطباعة والتوزيع،تيزي وزو،ص31.
( 27)ينظر: أحمد أحمد بدوي، أسس النقد الأدبي عند العرب،نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ،مصر،ط 6، 2004 ، ص 150 .
( 28)ينظر :المرجع السابق،غاستون باشلار ،ص72.
( 29) الرواية،ص112. ( )المصدرالسابق،ص112.
( 30)ينظر:عبد الواحد لؤلؤة،موسوعة المصطلح النقدي،مج3،المؤسسة العربية للدراسات والنشر،بيروت،ط1،1983،ص53و78.
( 31) عبد المالك مرتاض:في نظرية الرواية،ص245.
( 32) المرجع السابق:بناء الرواية،ص83.
( 33)الرواية،ص109.
( 34)الرواية،ص12.
( 35)ينظر:حميد لحمداني، بنية النص السردي من منظور النقد ،منشورات المركز الثقافي العربي،بيروت،ط1،1991،ص28 ،وخالد حسين حسين شعرية المكان في الرواية ،ص79، وسيزا قاسم،بناء الرواية:ص81
(36)لرواية ،ص68.( )
(37)حسن بحراوي،بنية الشكل الروائي،ص30.( )
( 38)المرجع السابق:أحمد سيزا،ص84.
( 39)المصدر السابق:الرواية،ص52.



#الواسع_محمد_اليمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الواسع محمد اليمين - بنية ودلالة تشكيل المكان في رواية -أربعون عاما في انتظار إيزابيل-لسعيد خطيبي