أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - الواسع محمد اليمين - فرنسا: سيدة العدل... بشرط أن تكون العدل فرنسياً!














المزيد.....

فرنسا: سيدة العدل... بشرط أن تكون العدل فرنسياً!


الواسع محمد اليمين

الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 06:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ذات صباح باريسـي عبوس، استيقظت فرنسا على نبأ تطالب فيه الجزائر بإطلاق سراح موظف يعمل في قنصليتها على الأراضي الفرنسية. فرنسا، كالعادة، ارتدت قناع "دولة القانون والمؤسسات"، وردّت بكل حزم ووقار: "نحن لا نتدخل في شؤون القضاء!"
آهٍ يا هيبة القضاء الفرنسي... لا يُملي عليه أحد شيئاً، لا رئيس ولا وزير، ولا حتى جدّ موليير!

لكن لا تفرحوا كثيراً بهذا الصمود القضائي. فبعد دقائق، وربما في نفس المبنى الحكومي، رفعت فرنسا صوتها مطالبة الجزائر بإطلاق سراح صنصال أو غيره من "مفكري الجمهورية"، بذات الحزم والوقار، ولكن هذه المرة دون أي حرج من التدخل في القضاء الجزائري!
كيف؟ لماذا؟ ألم تكن العدالة مستقلة؟
حقيقة في مشهد يعكس ازدواجية المعايير في السياسات الغربية عموماً والفرنسية خصوصاً، رفضت الحكومة الفرنسية مؤخراً طلب الجزائر الإفراج عن موظف بالقنصلية الجزائرية في فرنسا، مبرّرة قرارها بأن "العدالة مستقلة" ولا يمكن للسلطات التنفيذية التدخل في شؤونها. هذا الرد، الذي يحمل في طياته نبرة رسمية صارمة، قد يبدو في ظاهره احترامًا للمؤسسات وفصلًا للسلطات، لكنه لا يصمد طويلًا أمام أول اختبار للاتساق.

ففي الجهة المقابلة، لا تتوانى باريس عن مطالبة الجزائر بإطلاق سراح بعض الشخصيات التي تتبناها فرنسا تحت راية "حرية التعبير"، على غرار الروائي بوعلام صنصال وآخرين، معتبرة أن حبسهم "يتنافى مع القيم الديمقراطية". وهنا تطرح الجزائر سؤالاً مشروعًا: ألم تكن العدالة الجزائرية أيضًا مستقلة؟ أم أن المبدأ لا يسري إلا باتجاه واحد؟

التناقض لا يقف عند حدود هذا الملف. بل يعيد إلى الأذهان سلسلة طويلة من الحالات التي طالبت فيها فرنسا الدول الأخرى بالتدخل في أحكام قضائية، أو حتى التأثير على سير العدالة بدعوى حقوق الإنسان. وفي كل مرة، يتوارى مبدأ "استقلال القضاء" خلف ستار المصالح الدبلوماسية والمواقف السياسية.

إن هذا التعامل الانتقائي مع القيم القانونية والأخلاقية يقوّض ما تبقى من مصداقية للخطاب الفرنسي في الفضاء الدولي، ويغذي الشعور العام في بلدان الجنوب – وعلى رأسها الجزائر – بأن "العدالة" في القاموس الفرنسي تصبح مرنة ومطّاطة حين يتعلق الأمر بمصالحها أو بنصرة من يتبنّى خطابًا يرضي دوائرها الثقافية والسياسية.

لقد آن الأوان أن تتخلى فرنسا عن هذا النمط من الخطاب الأبوي الذي يعامل شركاءها كقاصرين يحتاجون إلى وصاية، وأن تتقبل مبدأ المعاملة بالمثل في تطبيق القوانين واحترام السيادة، لا أن تحاضر في الديمقراطية نهارًا وتغض الطرف عن تناقضاتها ليلًا.

فالعلاقات الدولية لا تُبنى على الشعارات، بل على احترام متبادل واعتراف متبادل بالندية والحقوق.



#الواسع_محمد_اليمين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكالب الدول على الجزائر في السياق المعاصر: الدوافع والتحديات
- الجزائر وتحدياتها في ظل التوترات الحاصلة مع دول الإتحاد (مال ...
- مالي تلعب بالنار!!
- صورة الحنين في الشعر العربي قصيدة -الباذلون نفوسهم- للأمير ع ...
- بنية ودلالة تشكيل المكان في رواية -أربعون عاما في انتظار إيز ...


المزيد.....




- -تهديداته عار ولن نتراجع بأي حال-.. رد من خامنئي وبزشكيان عل ...
- -حتى لو طبعت جميع الدول العربية مع إسرائيل-.. تصريحات السيسي ...
- وزير خارجية العراق: جامعة الدول العربية تدرس دعوة بوتين للقم ...
- الموت يحاصر الفلسطينيين في غزة.. الغارات تستهدف مخيمات ومبان ...
- موديز تخفّض التصنيف الائتماني لواشنطن على وقع تصاعد الدين ال ...
- قوات الأمن السورية تداهم أوكارا لتنظيم داعش في حلب
- قمة العرب ببغداد.. وارتدادات جولة ترامب
- مصر.. جريمة أسرية مروعة تهز سكان القاهرة
- مصادر طبية فلسطينية: 74 قتيلا في غارات إسرائيلية على قطاع غز ...
- الحوثيون يعلنون استئناف العمل في مطار صنعاء بعد توقفه بسبب ا ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - الواسع محمد اليمين - فرنسا: سيدة العدل... بشرط أن تكون العدل فرنسياً!