أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شروق أحمد - اليأس يحب الرفقة














المزيد.....

اليأس يحب الرفقة


شروق أحمد
فنانة و كاتبة

(Shorok)


الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 17:08
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ينطبق على الوطن العربي المثل القائل “اليأس يحب الرفقة" فكل دولة عربية فاشلة تريد أن ترى الدول التي حولها فاشلة لكيلا يشعر حكامها بالقصور في أدائهم، أو هناك دول عربية تريد أن تهدم كل الدول التي حولها حتى تكون هي المسيطرة والقوية وهي التي تتحكم في قواعد اللعبة في المنطقة، ولكن كلاَ الطرفين يريدان دمار المنطقة والنتيجة واحدة، هي أن العرب لا يحبون الدولة القوية الواثقة، وأي دولة في المنطقة تعكس هذا النقص تصر قيادات المنطقة على هدم هذه القوة.

هنالك مثال أو أمثلة على هذه السياسات التي تراهن على فشل الدول أو الانفراد بالقوة لتصبح هي من تتحكم بكل الخيوط، ولكن الأخيرة ايضاً أصبحت تستخدم بشكل همجي وعشوائي فالدول التي تريد ان تكون وحدها القوية تبني هذه القوة على حساب هدم كل الدول التي ترغب بأن تكون قوية في المنطقة. هذه السياسات التي تتبع في الشرق الأوسط هي التي أدت إلى الخراب والدمار الذي نعيشه منذ 77 سنة، فمثلاَ عندما كان النظام الإيراني الإرهابي الحالي على وشك السقوط لكي يأتي نظام علماني ديموقراطي في إيران، قامت الدول العربية والتي كانت تشتكي من إرهاب نظام الملالي في طهران بإنقاذ النظام من السقوط في اللحظات الأخيرة، والتفسير الكاذب هو أن السناريو البديل في ايران ممكن يؤدي إلى كارثة، الجواب الحقيقي أن الدول العربية تخاف أي نظام علماني يفصل الدين عن الدولة ونجاح أي دولة في المنطقة بفصل الدين عن الدولة سيؤدي إلى انعكاس ذلك على دول المنطقة، أما فشل دولة مثل إيران يعطي الدول العربية الشعور بأن هناك من هو أفشل منا والمشروع العلماني سيؤدي إلى كشف حقيقة هذه الأنظمة، لأنه لو كان السبب الحقيقي وراء منع سقوط النظام في ايران الخوف من الفوضى البديلة، فاذا، لماذا تجري كل الدول العربية إلى تقوية نظام إرهابي داعشي بقيادة أبو محمد الجولاني وأتباعه السفاحين، كما هرولوا من قبله إلى نظام الجزار بشار الأسد السفاح هو الآخر؟ العرب كانوا ومازالوا يحبون الخيارات اليائسة لأن العقول الفوضوية تعيش على الدمار أو تحب ان تكون محاطة بعقول يائسة مثلها.

لذلك أتفهم كمية الحقد والكراهية لإسرائيل لأنها تشعر العرب بالضعف الحقيقي، ها هي دولة صغيرة، بمصادرها المحدودة، تعداد سكانها لا يتعدى 9 مليون نسمة، ما قامت به خلال 77 سنة لم تستطع دولة عربية واحدة أو شرق أوسطية القيام به، دولة لديها دفاعاتها الجوية التي صنعتها بعقولها العبقرية، دولة لديها انتخابات نزيهة ودولة فيها الدستور هو أساس كل شيء، المواطنين جميعهم على نفس المستوى من المسؤوليات والحقوق، دولة القانون ولا يوجد فيها ميلشيات مسلحة خارج الدول، دولة يعتمد عليها كل سكان الأرض في أهم الاكتشافات العلمية و الذكاء الاصطناعي، علمائها قاموا باختراع أحدث أنواع الأدوية والأجهزة التي تدخل في علاج القلب والسرطان، وفي وقت قصير جدا تحولت هذه الدولة الصغيرة إلى أهم أرضية حتى من السليكون فالي. لذلك حاولت كل الدول الشرق أوسطية بخلق الفوضى فيها أو احداث الدمار فيها لأنها تذكر العرب بفشلهم ولأن الدول العربية تحب مثال الفوضى في السودان، سوريا، ليبيا، العراق، لبنان إلخ.... كما ذكرت أعلاه اما للسيطرة على هذه العواصم الضعيفة أو لتكون الاعب الوحيد في المنطقة.

الأمثلة كثيرة على هذه السياسات، السودان مثلا عندما سقط حكم الإخوان فتحت الدولة الجديدة ابوبها للعلمانية وفصل الدين عن الدول وكانت على أعتاب الدخول في مرحلة البناء والخروج من النفق المظلم، حتى قامت الدول العربية بالتدخل لمحو هذا الحلم الذي يهدد الدول التي في الظاهر تتحدث عن مدنية الدولة وفي الداخل مازالت هذه الدول متمسكة بالقبضة الدينية الحديدية. المثل الآخر هو سوريا عندما سقط نظام بشار الأسد قاموا بدعم أبو محمد الجولاني الداعشي وكأن سوريا تنقصها العقول العلمانية الواعية وللعلم فقط أغلب الشعب السوري علماني متفتح ومثقف، ولكن الدول العربية لا تريد نظام يعصي أوامرها أو أن يقوم نظام يفصل الشريعة عن الدولة، يريدون وزارات الأوقاف والشريعة أن تحكم، حتى لو كانت هناك أقليات من غير دين أو عرق. لذلك اليأس يحب الرفقة لكيلا تشعر نفسك بأنك الوحيد الذي فشلت أو تعمدت الفشل وهذا ما تقوم به الدول العربية منذ عقود من الزمن، لذلك ترى بيانات الشذب والاستنكار فقط على إسرائيل لأنها الوحيدة التي لم تسقط في لعبة الدمار الناصري القومي والإخواني، ولذلك السبب نفسه لا نسمع عن بيانات استنكار على قتل الأقليات من الأكراد والدروز، والمسيحيين وحتى العلوين لأنهم يذكرون العرب حكاماً وشعوب بفشلهم ويأسهم.

ولكن المنطقة مقبلة على تغيرات هي طبيعية من ناحية التاريخ، فسقوط الجولاني وخامنئي بات قريب وحتى لو يبدو للحظه أنه بعيد، لكنه حتمي لأنها أنظمة خارج التاريخ، وهناك درس تعلمته من أبي ومن خبرته أن التاريخ في بعض الأحيان لا يرضخ لأحد، حتى لو تمسكت كل شعوب الأرض بالإسلام السياسي واستخدام الدين وسيلة لدحر الحريات إلا أن التاريخ يسير إلى الأمام وزمن فصل الدين عن الدول والشريعة عن حياتنا اليومية سيكون خيار مجبرين عليه لا راغبين.



#شروق_أحمد (هاشتاغ)       Shorok#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم الموسيقى اسمعوا لها وأنصتوا
- 1400 عام من الإرهاب
- الحياة حلوة بس نفهمها...
- نهاية سنة مثيرة
- كوكب الجاهلية
- الصمت من فولاذ
- العالم يسقط
- زعيم السلام
- البيت العربي يحترق
- زمن القهوة والموسيقى والعلوم
- هل حان وقت الرحيل؟
- لماذا ليس السودان؟!
- القراءة تخرجك من النار
- نوال السعداوي
- شعب ماكوندوا العربي
- الإنسانية لا دين لها
- قطار الإسلام السياسي و الأنظمة
- احتفال عربي إسلامي!!
- المسكوت عنه في الدورة الشهرية


المزيد.....




- ترامب: سكان غزة يتضورون جوعا.. وسنساعدهم ليحصلوا على -بعض ال ...
- عقب ضربة إسرائيل لليمن.. الحوثي يتوعد برد قوي
- الحكومة الفلسطينية ترفض الآلية الإسرائيلية المقترحة لتوزيع ا ...
- طرق فعالة لمحاربة إدمان الحلويات
- ترامب يرجح عقد اتفاق تجاري مع كندا خلال زيارة كارني
- -سي إن إن-: وزير الدفاع الأمريكي يخفض 20% من المناصب القيادي ...
- حزب -إصلاح المملكة المتحدة- البريطاني يحظر رفع الأعلام الأوك ...
- وزير الاتصالات السوري يبحث مع السفير السعودي سبل تطوير التعا ...
- وسائل إعلام: ترامب لا يشارك في الجهود لوقف إطلاق النار بين إ ...
- أسرار تحسين ملامح الوجه بأساليب بسيطة وفعّالة


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شروق أحمد - اليأس يحب الرفقة