|
أصوات نسائية عابرة بين حضارات الخصب والماء والتعبير الفلسفي
علاء موفق رشيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 20:21
المحور:
الادب والفن
من الملفت للمتابعة النقدية، حضور الأصوات النسائية في فعاليات برنامج (مفكرة أبريل) الذي تقيمه (مؤسسة الشارقة للفنون)، والذي يقدم مجموعة من الفعاليات والجلسات الحوارية، حول الإنتاج الثقافي التعاوني، والإرث الصوتي، والبنى التحتية الإبداعية المعرضة للتهديد، والحدود المكانية والنفسية التي تقيد حركة الناس والأفكار، وذلك من خلال تشجيع ممارسات المنهجيات الجديدة والتجريبية، والتنظيم الذاتي، والتأمل العميق والإصغاء. تحمل الفعالية هذا العام عنوان (في رحالنا تكوينات جديدة)، وتظهر الحفلات الموسيقية، العروض الأدائية، والأعمال الفنية حضوراً بارزاً لمجموعة من النساء الفنانات، الموسيقيات، والمؤديات اللواتي يعملن على موضوعات متنوعة، لكنها تجتمع في خصائص المعارضة للسرديات السائدة في مجتمعاتهن، سواءً تلك المتعلقة بالمنحى السياسي، الاجتماعي، الثقافي.
تارا الدغيثر: رقص الجسد النسائي العابر بين الحضارات:
تبدو ممارسات الفنانة السعودية (تارا الدغيثر) وكأنها تسعى إلى فتح أفق الحضارة العربية والسعودية المعاصرة على حضارات ما بين النهرين أي البابلية والسومرية. يتألف عملها الحالي (حدود الجسد الحالم: نوتة، 2025) من فيديو أدائي من ست دقائق، بالإضافة إلى عمل تجهيز يتضمن فستان الراقصة في الفيديو الأدائي، وكتب نادرة عن الأغاني التراثية السعودية، وأشرطة صوتية، أسطوانات فينيل، رسومات وخريطة. نذكر من الكتب المعروضة (لغز عشتار: الألوهة المؤنثة لأصل الدين والأسطورة، فراس السواح)، (الأغاني الشعبية في المملكة العربية السعودية: أكثر من 140 لوناً من الفنون الشعبية مع النصوص الغنائية، هند باغفار)، (القيان والغناء في العصر الجاهلي، ناصر الدين الأسد). بالإضافة إلى أشرطة كاسيت وتسجيلات لمغنيات سعوديات، منهن: (رباب، ليلى عبد العزيز، عتاب).
يستكشف عمل الفيديو التركيبي (حدود الجسد الحالم، 2025) ذكرياتها الموروثة من أمها عن الرقص والأغاني والأساطير في جنوب العراق، ويأتي تتويجاً لبحثها المستمر في تواريخ ممارسات الرقص والموسيقى حول نهر شط العرب الذي يفصل بين العراق وإيران، ويتضمن العمل زياً وموسيقى تصويرية، بحيث تشكل موسيقاها العمود الفقري لعرض أدائي وسلسلة من الورش أثناء البينالي، حيث يقوم المشاركون بتفسير هذه النوتة الجرافيكية المبنية على أمواج وأصوات نهر شط العرب من خلال تطبيق مبادئ الإنصات العميق وتقنيات التأليف المستندة إلى الجسد، وبالتالي يصبح تشغيل العرض الأدائي النهائي المسجل في فضاء المعرض حاملاً لأصداء الذاكرة الحية. ترسم الراقصة بأداءها الكريوغرافي صلة التواصل بين تفاصيل الرقص العربي المعاصر والمضامين التي تتضمنها قصيدة (عشتار تتكلم عن نفسها)، فبينما تؤدي الراقصة أداءً مستلهماً من القصيدة، يستمع المتلقي إلى التسجيل الصوتي الذي تلقى فيه القصيدة: (أنا الأول، وأنا الآخر / أنا البغي، وأنا القديسة / أنا الزوجة، وأنا العذراء / أنا الأم، وأنا الأبنة / أنا العاقر، وكثر هم أبنائي / أنا في عرس كبير ولم اتخذ زوجاً)
يبدأ الأداء الراقص على المستوى الحركي، باليدين ترتفعان إلى الوجه، لتمسكان بأطراف الفم والشفاه كان الراقصة في حالة من الصراخ، ثم يبدأ الرقص بالدوران والشعر بالتطاير، ويتزايد الشعور الموحي بالتماهي بين الراقصة وبين الربة عشتار، وتبدو حركة الراقصة مكتفية بوجودها الخاص، الأطراف والأذرع تتجور أو تتباعد لكنها تشكل وحدة معنى أو موضوع للحركة: الانشطار، التمدد، التوالد، التقوقع. كلها حالات تعيشها الراقصة في الأداء والربة عشتار في القصيدية. تالياً، تقود الإيقاعات الموسيقية عدسة الكاميرا إلى القدمين الحافيتين، وتظهر رويداً رويداً معالم من الرقص الخليجي المعاصر. وتشكل الأزياء أساساً في الإيحاء المراد إيصاله من الأداء الراقص، هناك الفستان الطويل المهلهل، والمخاط من قطع أقمشة منفصلة ومتراكبة، والطرحة الممتدة فوق الشعر. في الثلث الأخير من الفيديو، تبدأ رقصات هز الخصر والبطن، تدور الراقصثة حول نفسها، هوية عربية للأداء الراقص تظهر بين الحينت والآهر، كملهمة لتجسيد القصيدة. ومع النهاية، تلتقط عدسة الكاميرا الفنانة من الأعلى، لتظهرها كالساخرات، كالآلهات، وكالكائنات الخرافية.
بالإضافة إلى العمل الفني السابق، تشارك الفنانة (تارا الدغيثر) في حفلة موسيقية ضمن الفعاليات بعنوان (التقاء الأنهار في سلم "مي" الموسيقي الصغير)، تعزف الدغيثر على آلة بيانو وآلة صندوق شروتي وكذلك تقوم بالغناء، يشاركها الموسيقيان (زياري ترينيداد شيرمان، فلوت- ساكسفون- إلكترونيكس)، (شاتوري شيميزو شاتوري شميزو، آلة شضو- بيانو)، والموسيقية (أروى العبيد، كمان- غناء). وهو عبارة عن نوتة موسقية تصويرية تقود استكشافاً صوتياً عبر الإرتحال، يتجذر العمل في الأساطير السومرية وتتجلى على شكل ثلاث حركات هي التدفق الصوتي، والاتحاد المقدس، والأصداء الأدبية. تستوحى المقطوعة من التقاء البر بالبحر في جزيرة بوبيان في شط العرب، وتتبع حركة نهري دلجة والفرات والخليج العربي، مستخدمة الصوت مجازاً عن الوعي المشوش، حيث ينتقل العازفون بين مشاهد صوتية متغيرة، تتوج بلحظة اتحاد تعكس تاريخاً عميقاً من الترابط والانقسام في المنطقة.
بنت مبارح: أغاني الماء في مواجهة سرديات الاحتلال والإبادة.
(بنت مبارح)، فنانة وموسيقية فلسطينية تقيم وتعمل بين لندن ورام الله. تقوم تجربة الفنانة بنت مبارح على الاشتباك مع السردية الأحادية للاستعمار والسلطة، من خلال البحث في المجال الصوتي عن سرديات وروايات معاكسة ومختلفة. أفضى اهتمامها بالقواسم المادية المشتركة بين الأمواج المائية والأمواج الصوتية إلى التساؤل حول تهتكات الحدود بين الأجساد والدول والأزمنة، واستقصاء التشابهات المحتملة بين أن تكون محاطاً بالصوت أو محاطاً بالماء. تتحدى الفنانة المعارف الاستعمارية عن طريق استعادة سبل المعرفة الفلسطينية، باعتبارها محركاً للثورة السياسية، انطلاقاً من موسيقى استسقاء المطر ووصولاً إلى الحج إلى المزارات.
عملها الفني الحالي (ديالكتيك تك تك، 2025)، وهو عمل تركيبي صوتي رباعي القنوات، يتضمن عناصر من فولاذ لين، خيوط، خرز زخرفي، ماء، حوض سمك، مكبر صوت. ويستكشف مفهوم الحنين وانعكاساته السياسية والثقافية عبر الموسيقى الثورية اليسارية في الدول العربية. يستخدم العمل سلاحاً صدئاً يشبه "الكارلو" – السلاح الشعبي الفلسطيني منزلي الصنع – لمناقشة المسافة بين ثقافة المقاومة وةجماليالتها، والمقاومة الفعلية وثقافتها. ويبحث العمل في دلالات الصوت الجمعي ضمن المساحات الأدائية المصطنعة كوسيلة للأفراد والمجموعات لعيش لحظات أمل مصطنعة، عبر أداء بعض الأغاني من الحقبة اليسارية، تسلط بنت مبارح الضوء على الهوة الكوميدية بين واقعنا الحالي والذاكرة الجمعية المرتبطة بأمجاد الحراك الثوري اليساري، والتي تعبر في الشريط الصوتي المرافق للعمل الفني، ومن بينها أغنية وطنية في رثاء الشهيد (علي عطا الريماوي) من كلمات وغناء (أمجد عرار، ومحمود البرغوثي) جاء فيها:"إنت الصوت يا علي وما بتموت .. إنت الحياة يا علي وما في سكون.. إنت صوت الشعب.. إنت حياة الشعب.. والشعب ما بموت.. والشعب ما بموت. لما بست التراب والسهم الغادر صاب هبوا حولك شباب يتسابقوا ع الموت". كما شاركت الفنانة (بنت مبارح) في محاضرة حوارية بعنوان (أغاني الماء) مع عدد من المحاضرين والمحاضرات، تحت إشراف القيمة الفنية (أمل خلف، مديرة مؤسسة كيوبت، وقيمة رئيسة في غاليريات سربنتين، لندن)، وبمشاركة (كارولين كوريو، مديرة المعارض والبرامج في "فيلا ميديش- روما)، شو فانغ-زي (باحث وقيم فني من تايوان).
تستقطب هذه الجلسة الحوارية عدداً من القيمين والفنانين الذين تدعو ممارستهم البحثية إلى تأمل التقاليد الشفاهية والموسيقية للأغاني المرتبطة بالماء، والتي غنيت كأفعال للاستسقاء والتبجيل أو للتذكر والمقاومة في مواجهة التدهور البيئي ونزع الملكية والمحو الثقافي. ومن خلال أغاني البحر، وأغاني المطر، والشهادات التاريخية، والمقطوعات الأرشيفية والتسجيلات الميدانية، تعاين هذه الجلسة الأهمية الصوتية والشعرية والسياسية لأغاني الماء، باعتبارها أدوات تعليمية مشبعة بالحكمة البيئية، بحيث تصبح المسطحات المائية شهوداً وأوعية للمعرفة الجمعية.
كل من المشاركين والمشاركات عمل على تيمة أغاني الماء في حضارته الخاصة. فقدمت (أمل خلف) لبعض أغاني البحر في البحرين، حيث كانت جدتها تعيش وتخبرها عن هذه الطقوس الغنائية البحرية، وأشهرها أغنية (توب توب يا بحر) التي تغنى وتؤدى جماعياَ من قبل النساء، في انتظار أبناءها من البحارة: " توب توب يا بحر توب توب يا بحر أربعة والخامس ظهر توب توب يا بحر هات عيالنا من البحر ما تخاف من الله يا بحر يانواخذهم لا تصلب عليهم ترى حبال الغوص قطعت إيديهم توب توب يا بحر ياليتني فوق الدقل حمامة أبشر يا غواص بالسلامة ياريتني إدهينه وأدهن إيديهم وياليتني خيمة وأظلل عليهم".
وركزت مداخلة الباحثة الموسيقية (بنت مبارح) على حضور أغاني الاستسقاء في التراث الفلسطيني، موضحة الأبعاد الروحانية والرمزية والاجتماعية لهذه الأهازيج والأغنيات. تقول: "أركز في عملي على الأغاني المتعلقة بالمياه، وبالاستقساء. فالإصغاء المتعلق بالأهازيج التراثية قادرة على عبور الحدود الحالية، وكذلك الحدود بين الأحياء والأموات، وذلك عبر فعل الإنصات الجسدي لتلك الألحان التي تعبر من حدود الأجيال الغائبة إلى الحضور الحالي. الصوت يمكن أن يقودنا من الحاضر، يمكن أن تلعب الأصوات المغناة هذا الدور، وهي تمكننا من تحدي ما يمكن أن يحمله المستقبل لنا". وتذكر (بنت مبارح) على الممارسات الإسرائيلية بحجب المياه عن التجمعات الفلسطينية، ليصبح الوصول إلى المياه إو إدراتها قضية سياسية وتحكم سلطوي من قبل المحتل على الشعب الواقع تحت الاحتلال. لذلك، فإن هذه الأغاني التراثية تمثل تحدياً لسردية الاحتلال الراغب في إلغاء الممارسات المجتمعية للسكان الأصليين. وأطلعت (بنت مبارح) الجمهور على نماذج من هذه الأغنيات مثل: "ستي حلوة في رشق المطر"، وأغنية "يا جارنا يا معبي جرارنا"، "اسقونا يا دار الشيخ، اسقونا ميه والذهب عليكم".
الأغنيات المذكورة السابقة وظفتها الموسيقية (بنت مبارح) في الأداء الموسيقي الذي قدمته ضمن الفعاليات أيضاً، وحملت عنوان (طوفان الطقوس) وهو عرض موسيقي وصوتي من الفلكلور الفلسطيني يتعلق بالماء والعلاقة الوثيقة التي وقفت صفاً واحداً ضد الإبادة الجينية والبيئية والمعرفية. فعلى امتداد 45 دقيقة، قدمت الموسيقية للجمهور مزيجاً من الأصوات الإلكترونية المجردة والممتدة مع أداء صوتي للفنانة لمقاطع من أهازيج وأغاني الماء والاستسقاء. يظهر صوت الفنانة بدايةً كمقدمة بالصوت البشري لما سيلي من تركيبات هارمونية لكتل صوتية متراكبة، تالياً، تغيب اصوات الغناء تحت موجة من الاصوات الالكترونية، والأصوات الآلاتية الممتدة، كأن صوت المعدن يتغلب على مشاعر الحنين، قاعدة من الوتريات تشكل الأرضية، صوت غناء يردد: "سفرك غريب"، تتكرر العبارة في الغناء إلى أن تتلاشى خلف كتلة من الأصوات المعدنية التي تحتل كامل مساحة الصوت، الحنين يتحول إلى أصوات معدنية، قطارات، آلالات صناعية. ومع اقتراب الشريط الصوتي من النهاية، تتردد عبارات نسائية عن القدر، والعمل، والحظ. وتغني الفنانة بصوتها مقاطع من أغنيات: "ستي حلوة برشق المطر"، "يا جارنا يا معبي جرارنا"، تتمدد الأصوات وتتكرر وتصنع هارموني بطيء مع أصوات أغنية أخرى مثل: "اسقونا يا دار الشيخ، اسقونا مية". لتنتهي المقطوعة بكتلة صوتية هادئة تنحو رويداً رويداً نحو الزوال، ترافقها كلمات من أغنية: "مر من هنا شبح كسول، ليس كبقية الأشباح".
ساندي شمعون: عوالم الطرب الهازل والفلسفي. تأخذنا تجربة المغنية، والموسيقية اللبنانية (ساندي شمعون) لاكتشاف مساحات جديدة في إمكانيات الغناء والموسيقى لمواجهة السرديات السلطوية السائدة. فالأنواع الموسيقية التي تحترفها الموسيقية هي تلك المتعلقة بالسخرية من الأنظمة الإيديولوجية والسياسية، وكذلك الأغاني الثورية أو المستلهمة من الحراك الثوري. ويمكن تتبع مسارها في مجال الأغنية السياسية الساخرة في تجربتها مع فرقة (الراحل الكبير) في ألبوم (القنبلة، 2016) الذي تضمن 13 أغنية تنوعت بين الأغاني الإلتزام السياسي، السخرية السياسية، والهزل. من أبرزها: أغنية (مولد أبو بكر البغدادي) التي تنتقد الخطاب الإسلامي المتشدد المنتشر في منطقة الشرق الأوسط، وبالخصوص خطاب ( أبو بكر البغدادي) الذي أعلن نفسه خليفة على مناطق تنظيم داعش في العراق وسورية. أغنية (لا بومب، القنبلة) أيضاً، المكتوبة باللغة الفرنسية، تؤديها الفرقة هزلياً وهي تروي حكاية مفجر قنابل، يسأل سيدة فرنسية عن المكان الأنسب لزرع قنبلته وتفجيرها، بتورية عن العنفي والجنسي في المفردات. من الأغنيات التي تدمج الفرقة فيها ببراعة السخرية مع موضوعات تعكس حال الواقع السياسي والإجتماعي، هي أغنية ( جن الشعب )، تعدد الأغنية الأسباب التي أدت إلى جنون الشعب، لحال الخدمات، لنوعية الأحزاب، ولغياب العدالة واستمرار العنف. لهذا فقد جن الشعب، المدجن من قبل السلطة بخطابات النصر، والعظمة.
شاركت الفنانة (ساندي شمعون) في بينالي الشارقة 16، بعمل فني بعنوان (مشروع المزرعة) ويتضمن ستة أعمال صوتية تركيبية، حيث يستجيب كل فنان صوتي لخصوصيات الموقع الجغرافي بطريقته الخاصة، فيتعامل مع وجود أو غياب أنواع معينة من الأشجار والمسطحات والممرات المائية وأنظمة الري وأشكال الحياة الأخرى. كما قدمت مع مجموعة من الموسيقيين والموسيقيات (باشاك غوناك، بيركي كان أوزكان، هاوبتماير) أمسية موسيقية تسعى إلى تنشيط أربعة من ستة أعمال تركيبية تشكل مشروع المزرعة في الذيد، ويجمع عناصر من العمل التركيبي الذي يضم لمحات من المزرعة، ويواصل تأمل وجود أو عدم وجود أنواع مختلفة من الأشجار والمياه والممرات المائية وأنظمة الري بالإضافة إلى أشكال حية أخرى.
في العام 2022، أصدرت الموسيقية والمغنية (ساندي شمعون) ألبومها المنفرد الأول (فتى 17)، وهو مزيج مبتكر من الموسيقى الإلكترونية مع الشعر والقصائد مستلهمة من تجربة الثورة اللبنانية. يهدف المشروع إلى إصدار أول ألبوم منفرد للفنان يتكون من ثلاث مقطوعات مستوحاة من ثورة 17 أكتوبر في لبنان. تكتب الموسيقية في تقديم الألبوم: "بعد فترة طويلة من اليأس وخيبة الأمل، قدمت ليلة 17 أكتوبر الكثير من المفاجآت والإثارة. لأول مرة في لبنان، عشنا لحظة من العفوية التي وحدتنا جميعًا لمطلب واحد: العيش الكريم. بعد بضعة أشهر من بدايته، أحاول جمع مشاهد من الليالي الأولى للثورة وتذكر هذا الشعور. تستند الأغاني المقدمة في الألبوم إلى مقاطع صوتية من مقاطع فيديو صورتها خلال الاحتجاجات، بالإضافة إلى أصوات وموسيقى من الشوارع التي عاشت الانتفاضات في نفس فترة انتفاضة بيروت، مثل العراق وتشيلي؛ صوت النار، عزف الساكسفون أثناء الاشتباكات في تشيلي، البزق وآلات الإيقاع، بالإضافة إلى صوتي كمغنية. ستمر هذه الثلاثية بثلاث مراحل، تعكس ثلاث حالات مررنا بها خلال مسار الانتفاضة: أولاً: النشوة - الكثير من أحلام اليقظة ثانيًا: الخوف من توقف هذا الحلم ثالثًا: الركود أحلام الخيال". المغنية والموسيقية تعمل حالياً على ألبومها القادم، بعنوان (صوت الدموع) بتكليف من مؤسسة مفردات وسيتضمن عدداً من مختارات من قصائد عربية كلاسيكية ومعاصرة، من ألحان الموسيقية (شمعون) نفسها وكذلك من تعاونات مع موسيقيين آخريين، منهم (علي حوت، عبد قبيسي).
علاء رشيدي
#علاء_موفق_رشيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(رحالنا): الطرب في شرك المؤامرة، والبيئة العربية في تحولات ا
...
-
أدب الراهن الفلسطيني: الطليعية، والوصايا، وعجائب التراث
-
أغنيات هواجس الذات المعزولة وابتكارات الخيال
-
بورتريه الفن والواقع، الجنسانية والجمال
-
وثائقي الجيل الخامس في البحث عن عوامل التطرف المستقبلي
-
فيلم كفرناحوم بين جائزة كان وأقلام النقاد
-
فيلمان وثائقيان سوريان من سينما حقوق الإنسان توب العيرة وذاك
...
-
طعم الإسمنت لزياد كلثوم شعرية البناؤون السوريون في لبنان
-
الجسد في الفن التشكيلي السوري المعاصر للباحث محمد عمران
-
شهادات وتجارب موسيقية من الراهن السوري: أثيل حمدان، كنان الع
...
-
بين الجزائر وسورية : هل وقع ما حدث فعلاً ؟
-
كيف ينشأ الإرهاب من خلال اللغة ؟ عتبات العنف
-
أفول الثورات لغاسيت والربيع العربي
-
لو أن مسافراً في ليلة شتاء: متاهات القارئ في تأليف الرواية
-
الرواية كنسق معرفي، والقراءة كفعل إبداعي
-
الثقافة والفن بين الصلابة و السيولة
-
الثقافة حاجة بيولوجية للأجيال
-
- اللامرئي - في الفكر، الفن، الأدب والموسيقى
-
- لماذا الحرب ؟ - بين ألبرت آينشتاين، وسيغموند فرويد.
-
- مماثل للحياة الإنسانية - معرض تغريد درغوث : تشكيل موّحد لم
...
المزيد.....
-
قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
-
مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
-
محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
-
إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري!
...
-
ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع
...
-
كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا
...
-
شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش
...
-
-الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل
...
-
-أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر
...
-
-مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
المزيد.....
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
المزيد.....
|