أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد السعد - وداعا بوخوالد














المزيد.....

وداعا بوخوالد


أحمد السعد

الحوار المتمدن-العدد: 1804 - 2007 / 1 / 23 - 11:29
المحور: الادب والفن
    


آرت بوخوالد (81عاما) كاتب الأعمدة الأمريكى الساخر لأكثر من نصف قرن مات بنوبة فشل كلوى فى بيت ابنه فى واشنطن فى السابع عشر من هذا الشهر. بوخوالد الذى ولد عن أسرة يهوديه عام 1925 أشتهر بأعمدته الصحفيه المنشورة فى الواشنطن بوست و يعتبر واحدا من أكثر صحفيي اميركا شهرة حيث تتناقل الصحف الأمريكية نشر اعمدته الصحفية التى تميز بها بوخوالد والتى جمعت معضمها فى كتب ناهزت العشرة كتب
عرف بوخوالد بنقده اللاذع وسخريته من مظاهر الحياة والسياسة الأمريكية وأكتسب شهرته من خلال تعليقاته ونقده للأدارة الأمريكية خصوصا فى تجربتها فى حرب فيتنام وتدخلها فى شؤون الدول الأخرى
عمود بوخوالد فى الواشنطن بوست تمحور حول التعليق على الأخبار بأسلوب ساخر وتهكمى وليس حول الترويج لفكرة او عقيدة ما وخلال نصف قرن من الكتابة فى الواشنطن بوست وغيرها من كبريات الصحف الأمريكية
وفى عام 1986 أنتخب لعضوية الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب 0
أكتسب بوخوالد شهرة عارمة حتى صار واحدا من أعلام الصحافة الأمريكية وأكسبه ذلك جائزة البوليتزر لعام 1982.
ولعل الحادثة التى اكسبت بوخوالد المزيد من الشهرة تلك التى أثارها ضد شركة بارامونت للأنتاج السينمائى حيث اتهمها بسرقة سيناريو كان قد كتبه حيث أنتجته الشركة فيما بعنوان (المجىء الى أميركا) Coming to Americaوالذى قام ببطولته الممثل ايدى ميرفى والذى يحكى قصة أمير من دولة افريقية يأتى الى أميركا ليجد الحب الحقيقى مع فتاة أمريكية سوداء ويقرر البقاء معها فى اميركا0
الكتب التى نشرها بوخوالد تضمنت أعمدته المنشورة عدا كتابيه ( مغادرة البيت) 1993 و (سأحمل باريس دائما معى)1996والتى تضمنت ذكرياته الشخصيه ورحلة طفولته من دور الرعاية الى صالونات المشاهير 0
فى تموز 2006 عاد بوخوالد الى بيته الصيفى فى مارثا فينيارد المكان الذى لم يتوقع يوما انه سسيعود اليه ثانية حينئذ
أكمل تأليف كتابه (من المبكرجدا أن أرحل) Too soon to say goodbye تناول فيه فترة الخمسة أشهر التى قضاها فى المستشفى يتعالج من كليتيه 0
كان بوخوالد يقول ان الكاتب الساخر لايمتلك حظا وافرا من الشهرة كما يفعل الكتاب الآخرون فهو لايجعل الناس يفكرون بل يجعلهم يضحكون فقط ولكن شهرة بوخوالد ككاتب ساخر أمتلك على الدوام اسلوبا مميزا فى الهجاء والنقد اللاذع أبتعد وبطريقة احترافية عالية عن التعريض بالشخصيات التى انتقدها او سخر منها فكان تناوله للشخصيات السياسيه والأجتماعية يجعلك تتصور من هو المستهدف بالنقد دون ان أن يذكر اسما او مؤسسة او جماعة سياسية بالأسم وهكذا حافظ بوخوالد على عموده الساخر فى الواشنطن بوست طيلة نصف قرن 0
الحقيقة أن كتابا عربا وغير عرب وجدوا فى اسلوب وطريقة بوخوالد نموذجا لا يخلو من فلسفة او موقف رغم ان الرجل لم يذكر يوما او يقدم رأيا شخصيا بقضية ما ولكنه تناول كل القضايا السياسية والأجتماعية والأقتصادية فى بلده بمنتهى الحرفية ولهذا نهج الكثير من كتابنا العرب على اتباع اسلوب بوخوالد فى الكتابة والتى تبقي كاتبها بعيدا عن الأصطدام بأحد ورغم ذلك تمتلك القدرة الفائقه على التأثير فى القارىء والمتتبع0 أسلوب بوخوالد فى الكتابه نم عن موهبة عالية وفريده ، أذ كان يقرأ كل الصحف اليومية ليلتقط منها موضوعات عموده اليومى ولابد أن يكون الموضوع واحدا من الموضوعات التى تهم حياة الناس فهو لم يتطرق كثيرا الى عرض الفضائح الأجتماعية والسياسيه ولم يدخل عالم هوليوود ليكتب عن فضائح النجوم بل تناول موضوعات تهم المواطن الأمريكى فى صميم حياته وما يجرى من حوله 0 تناول بوخوالد مسائل كثيرة منها ارتفاع السعار والضرائب والظواهر الأجتماعية السلبية وأخبار البيت الأبيض وتصريحات المسؤولين وسياسات البيت الأبيض فى الداخل والخارج ووضع الأقليات فى الولايات المتحدة0
البعض كان يعتبر عمود بوخوالد نوعا من الترف الذى يمارسه المجتمع البرجوازى الأمريكى فسخرية بوخوالد من المظاهر والأحداث خصوصا تلك التى تعدت حدود الولايات المتحدة ومست حياة الشعوب الأخرى وهددت وجودها وأستقرارها لم تجد لها حيزا فى كتابات بوخوالد والحقيقة ان هذا الكلام غير دقيق ، لأن بوخوالد لم ولم يكنيروج لأيدلوجية معينه أو يكتب تحليلات سياسيه ينضح منها موقفه السياسى او الفكرى لأن الرجل كان كاتبا ساخرا أعتمد النكته والهجاء والتهكم 0 ويقول البعض ان بوخوالد ما كان ليستمر فى كتابة أعمدته الساخرة لو لم يكن يهوديا ولطالما وفرت له المنظمات اليهوديه الأمريكية القوة التى اتكأ عليها فى ممارسته الكتابة وقد يكون فى ذلك بعض الصحة0



#أحمد_السعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعى العراقى وسياسة التحالفات
- ما سر هذا النفس (لثورى) عند قناة الجزيرة
- حكاية موظف عراقى
- حول البيان التأسيسى للتيار الوطنى فى البصرة
- ثقافة الحوار لا ثقافة الذراع
- صدام- الشخص والنموذج
- الديمقراطيه فى العراق بين تهكم بوتين وحذاء المشهدانى
- أيام المزبن وأيام اللف فى حياة العراقيين
- فنان الحرية - فؤاد سالم .. لك الحب وأنحناءة التقدير
- ils
- فاوست وهاملت - وجهان لتطور الفكر البرجوازى-
- مكارثية الثيوقراط الجديده
- الأنسان- المدينة- التاريخ قراءة فى قصائد الشاعر كاظم اللآيذ( ...
- العملية السياسية الجارية ومستقبل العراق
- مداخله مع حوارات سابقه
- الحديث عن حكومة انقاذ وطنى عجل فى تشكيل الحكومة العراقية
- بعد خط الشروع
- فى ذكرىالرابع عشر من نيسان
- تجربة أمريكية فاشلة
- حول الذكرى السنوية ليوم المرأة العالمى


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد السعد - وداعا بوخوالد