أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد السعد - أيام المزبن وأيام اللف فى حياة العراقيين














المزيد.....

أيام المزبن وأيام اللف فى حياة العراقيين


أحمد السعد

الحوار المتمدن-العدد: 1658 - 2006 / 8 / 30 - 04:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عذرا لقراء الحوار المتمدن من غير العراقيين لأستخدامى مفردتى ( المزبن) و ( اللف) والتسميتان لنوعين رخيصين من السكايركان يدخنها الفقراء فى العراق وتصنعان من اردأ انواع التبوغ . وقد استخدم شاعرنا الكبير مظفر النواب المفردتين فى اشارة الى الأيام السوداء فى تاريخ الشعب العراقى ، ايام المحن والمآسى عندما قال:
" أيام المزبن كضن تكضن يا أيام اللف " أى ان الأيام السوداء قد انقضت وستنقضى الأيام الأكثر سوادا 0
ومنذ اد دخل (هولاكو) بجيوش الغزو التتريه بغداد ليطيح بالمجد الباذخ لدولة بنى العباس التى قامت على على قطع الرؤوس وفرض الرأى بقوة السلاح وأسكات الأصوات بأسم أمير المؤمنين خليفة رسول الله فقتل من قتل من الأطهار
والمفكرين فخرج العراق من مرحلة القتل سرا الى القتل علنا فشقت بطون النساء والرجال بحثا عن الذهب وأصطبغت مياه دجلة بلون الدماء وظل العراق ينزف دما وجاء الصفويون وبعدهم العثمانيون ثم الأنكليز وظل العراقيون يأكلون الحصرم ويدخنون المزبن يفتك بهم المرض والأقطاع والجوع والتخلف والفرقة والتمزق وتنفس العراقيون الصعداء حين تاسست الدولة العراقية وصار للعراقيين ملكا وعلما ومجلس امة وصاروا اعضاءا فى احلاف عسكريه دون ما يعلموا ووقعت باسمهم معاهدات وهم مستغفلون وعلق ابناؤهم على اعواد المشانق وزج بأحرارهم فى السجون تحت علم الدولة العراقية ثم جاءت الجمهوريه وأطيح بحلف بغداد وبنورى السعيد وبالأقطاع وصار للعراقيين حكومة وعلما جديدا وصحفا تصدر وتتكلم بحرية ولكن دوام الحال من المحال فلم تكد ثورة تموز تتخلص من شوائبها وتخط لنفسها خطا مستقلا يستند الى الشعب وأرادته الحرة حتى بدأت الأنحرافات والتمزق والأحتراب بين اركانها فتسلل من تسلل وطعن الثورة فى الصميم وأستباح الدجم العراقى فسالت انهار الدم فى الشوارع ودخل العراق مرحلة اكثر قتامة ودمويه فصار الناس يقتلون فى الشوارع وصفيت القوى الوطنية والثورية ولم يبق الا صوت المسلحين فحلت الرصاصة محل الكلمة وحل الحكم بدل العدل وأستمرت أيام المزبن بمآسيها وتمزق الوطن وظل الشعب يأكل الحصرم ويرى ثرواته تنهب ويحرم من ابسط حقوق المواطنه ومن أبسط الحريات 0 وتمزق العراق فى حروب لاناقة للشعب بها ولا جمل ، ولم يحصد منها سوى الهزائم والمآسى وضياع الأرواح والثروات والزمن وزرعت فى نفوس الناس عقدة جديدة اكثر خطرا وظلامية وهى ظاهرة عبادة الفرد وتأليه القائد حتى لوكان قائدا من ورق من طراز صدام حسين وأعتاد الاناس وتعاطوا مع الجداريات والصور والتماثيل وصارت جزاءا من حياتهم غير مدركين خطرها عليهم وغير مبالين بما ستجره عليهم من ويلات ومآس 0
سنوات العلقم الطويله من تاريخ العراقيين لم تنهها سواعدهم رغم صبرهم الذى فاق التصور وكانوا فى غمرة تحرقهم للخلاص غافلين عن أن مؤامرة اكبر كانت تحاك فى الخفاء لزيادة افقارهم وأمتصاص ثرواتهم وبيعهم فى المزادات السياسيه فجاء الأمريكان بمشروعهم المخيف يحملون راية التحرير ويدعون العراقيين الى مؤازرتهم ليبنوا بلدهم من جديد وفق الأيجنده الأمريكية فدخل العراق ايام اللف الأكثر حلكة من سالفاتها وصرنا لانعرف وجهتنا من هول ما نرى وما نسمع ومثلما كنا نتكلم عن همومنا بهمس صرنا نخاف ان نتكلم فنهمس لأنفسنا .
أيام اللف صارت اعتى وأكثر قسوة وأشد وطأة على العراقيين من كل ايام المزبن التى عاشوها 0 فعندما دخل (هولاكو) بغداد كان يبحث عن أمجاد عسكرية وذهبا ينهبه وحضارة اراد بوحشيته وتخلفه ان يطيح بها ولكن المغول الجدد جاءوا ومعهم لصوص من نوع جديد ، لصوص محترفين تمرسوا فى اللصوصيه مثلما تمرسوا فى الحذلقة والكلام المنمق فجروا ورائهم المنتفعين واللصوص الصغار والسذج ليكونوا منهم جيوشا ومريدين وأتباع وليمارسوا عنفا جديدا على هذا الشعب المبتلى بالمآسى التى لا تنتهى 0
أنتهت ايام المزبن فمتى تنتهى أيام اللف ؟
ومتى ينتبه العراقيون الى ان هناك من يريد ان يعيد ايام المزبن بكل مآسيها وعنفها وخرابها وخوائها ورعبها وجنونها
ويبذر بذور الفتنة ويزرع الأحقاد ويلغم الطريق أمام كل خطوة للأمام تحت سمع المحتل وبصره فالمحتل طمأن حاجاته التى جاء من أجلها ووضع العراق فى دائرة هيمنته سياسيا وأقتصاديا وضمن نفطا متدفقا لأكثر من مئة عام قادمة فلا يعنيه ما يجرى فى الشارع بقدر ما تعنيه ارواح جنوده ومن جاء معه أما من يموت يوميا من العراقيين فهم الضحايا التى لابد ان تقدم على مذبح الحرية التى لم ير العراقيون منها غير مئات الصحف وقنوات التلفزيون والهواتف المحموله فهل ان ما حلموا به هو هذا ؟ المشروع الأمريكى فى العراق لن يكون سوى هذا ، سيرى العراقيون فنادق فارهة وبنايات عاليه وشوارع واسعه وبنوك ومؤسسات اعمال لايمكلون منها شيئا ومستشفيات لايستطيعون دخولها ومدارس لا يستطيع اطفالهم ارتيادها لأنها ستكون للأسياد فقط وسيكون صبرهم على ايام المزبن أهون بعشرات المرات من الأيام التى ستأتى أن لم ينتبهوا ويصحوا ويطردوا رائحة المزبن من رئاتهم ويتخلصوا من عقدة انا ومن بعدى الطوفان وأن يدركوا ان الأرادة العراقية الوطنية فقط هى التى ستقودهم الى ما يحقق لهم الخلاص والحياة الكريمة الحرة ليلحقوا بركب الأمم التى تحررت وسارت فى طريق البناء والأعمار والرقى 0



#أحمد_السعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنان الحرية - فؤاد سالم .. لك الحب وأنحناءة التقدير
- ils
- فاوست وهاملت - وجهان لتطور الفكر البرجوازى-
- مكارثية الثيوقراط الجديده
- الأنسان- المدينة- التاريخ قراءة فى قصائد الشاعر كاظم اللآيذ( ...
- العملية السياسية الجارية ومستقبل العراق
- مداخله مع حوارات سابقه
- الحديث عن حكومة انقاذ وطنى عجل فى تشكيل الحكومة العراقية
- بعد خط الشروع
- فى ذكرىالرابع عشر من نيسان
- تجربة أمريكية فاشلة
- حول الذكرى السنوية ليوم المرأة العالمى
- نحن والجعفرى وأنفلونزا الطيور
- جيش الحسن الصباح يطبق على بلاد السواد


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. رئيس إيران يوجه -طلبا- إلى محمد بن زاي ...
- نظريات المؤامرة: كيف أصبح مروجوها خطراً على من حولهم؟
- حلم -تغيير النظام- الإيراني - تجارب الشرق الأوسط الفاشلة نذي ...
- إنقاذ الحياة والثروة السمكية في المتوسط.. مهمة تنتظر تعاون ا ...
- النجم الهندي سلمان خان يفاجئ الجمهور بحقيقة وضعه الصحي الخطي ...
- خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل ...
- نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار ل ...
- الترجي.. هل تواصل تونس صناعة التاريخ للكرة العربية بالفوز عل ...
- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد السعد - أيام المزبن وأيام اللف فى حياة العراقيين