أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - تحالف الأقلام الإنتهازية والحركات الجهوية الإنفصالية














المزيد.....

تحالف الأقلام الإنتهازية والحركات الجهوية الإنفصالية


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 8320 - 2025 / 4 / 22 - 17:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


تحالف الأقلام الإنتهازية والحركات الجهوية الإنفصالية:


قرأتُ ما كتبه ياسر محمد محمود تحت عموده الراتب "شوكة حوت"، وهو عمود إعتاد كاتبه تسويق الأوهام السياسية، وها هو يترجم الآن "تحالف قلم إنتهازي وحركة جهوية وإنفصالية"، وقد صاغ في مقدمة وخاتمة مقاله تصورًا مجافيًا للواقع السوداني ومتجاوزًا للمنطق في توجه خطير نحو تفكيك المجتمع وتجزئة الجغرافيا وضرب آمال الوحدة الوطنية؛ حيث تحدث "بلا مبالاة" عن تكوين ما أطلق عليه ”حرك الجنوب الجديد“ بقيادة عمر الطيب أبروف المتواجد في جنوب السودان، وكانت هذه الخطوة محاولة في إتجاه إعادة إنتاج الخطاب السياسي الإنكفائي والإنفصالي الذي يسعى دعاته إلي وضع تصنيف خاطئ لقضايا الحقوق التنموية علي أساس الجهة الجغرافية وتحفيز النزعة الإنفصالية للمجتمعات؛ فاذا نظرنا مليًا في التصور المطروح وآليات تنفيذه سنخلص إلي أن النخبة الإنتهازية تضرم نار الفتنة للتكسب السياسي، ولكن الحقيقة أن قضايا الحقوق السياسية والمدنية والعدالة التنموية لا تؤخذ بخطاب الإنكفاء علي الجغرافيا أو الإثنية بل من خلال الإنفتاح الجغرافي وأنسنة النضال والمطالب المدنية وحلحلة القضايا بحوار سياسي شامل ومفتوح وخطط تضع الوحدة علي أساس التنوع في مقدمة أولوياتها، وينبغي أن يتذكر عمر أبروف هذه الأدبيات والأفكار الموجودة في منفستو الحركة الشعبية التي قضى فيها بعض سنوات عمره قبل أن يغادرها وهو يجر جريرته التي لا تنسى، ونحن ندخل في عهد جديد يتطلب التعاون السياسي والإجتماعي من أجل هزيمة المستعمرين والمتمردين وبناء السودان الجديد الموحد، والذي يسوده السلام والتصافي والمواطنة دون فرز أو تمييز.

لقد ذكر ياسر محمد محمود معلومات كاذبة ومضللة في المقال المُشَّار إليه، وهنا نقتبس منه قولهِ علي سبيل المثال "أغلب الظن أن عمر الطيب أبوروف إتخذ هذا القرار عقب إجتماعه بنائب رئيس المجلس السيادى مالك عقار إير فى نهاية العام ٢٠٢٣م والذى هاجمه فيه مالك عقار بأنهم مجموعة متمردة على الدولة وذلك لصلة القرابة بينه وبين القائد المليشى البيشى"، وهذا الإجتماع الذي ذكره لا أساس له البتة إلا في أحاديث الأوهام والضلالات التي ساقها كذبًا للرأي العام، ولم تكن المرة الأولى، وليس من المنطق ولا من أدبيات رؤية السودان الجديد والحركة الشعبية التي يعرفها الجميع كما يعرفون القائد مالك عقار أن يكون النقد لتوجهات الآخر من منظور إثني ومناطقي كما يسوقون، ولو سألنا الذين تنكروا لرؤية وآداب التنظيم عن من أين أتوا بتوجهاتهم الجديد أو وإثبات إتهامهم بدليل فلن يأتوا بجواب أبدًا؛ ذلك لأنهم كاذبون، وبلا منطق يحولون القضية إلي مغالطة للدعاية الإعلامية في وقت لا يحتمل الإنزلاق إلي هذا المستنقع، ولكن نؤكد للجميع عدم تصريح القائد مالك عقار بمثّل هذا الحديث "المردود إلي من أطلقوه" في أيّ محفل سياسي أو وسيلة من وسائل الإعلام، وهذه كذبة مفضوحة يريدون من خلالها التكسب السياسي والإعلامي ولفت الإنتباه لحركة عرجاء وأطروحة بالية لا تقف علي حقيقة واقعية إلا في مخيلاتهم الزابلة وأضابير الأسافير التي ملئها أصحاب الحلاقيم الكبيرة بضجيج أصواتهم الإنفصالية والعنصرية التي لن يستجيب لها الشعب السوداني.

يمثّل الطرح الذي تبناه ”حراك الجنوب الجديد“ إفلاسًا سياسيًا وإنتهازية سافرة لا مراعاة فيها لحساسية المرحلة التي تمر بها بلادنا، ونترفع عن الأطروحات الغير مسؤولة لأننا نرى هذا الأمر يُغذي الخطاب الإنفصالي والعنصري الذي يهدد إستقرار مناطق كثيرة في سنار والنيل الأزرق وغيرها من المناطق في ظِل ما نشاهده من إضطرابات أمنية قائمة في كل السودان، وإذا توقفنا قليلاً عند ما ذكره ياسر محمد عن العلاقة التي تجمع بين ”حراك الجنوب الجديد وحركة عبدالعزيز الحلو ومجموعة نيروبي“ سوف نخلص إلي حقيقة واحدة واضحة وهي وجود مؤامرة خلفها خلايا وليدة الإنتهازية وذات توجه هدام وتعمل تحت لافتات متعددة تم إنشائها بغرض تهيئة مناخ الإنشطار أو الإنقسام السودانوي، ويجب أن نقف مع أنفسنا لحظة لقراءة المشهد السياسي وتأمل القضايا المطروحة وفحص الواجهات والآليات المستخدمة للتعبيير عنها مع مقارنة كل ذلك بنتائج التجارب التاريخية السابقة، ويجب علينا أن لا نتألم الآن من تجاربنا الماضية دون أن نتعلم منها ما يمنع تكرارها مستقبلاً؛ ولنعرف جميعًا أن الوقت حان لأخذ موضوع الوحدة بجدية وفتح حوارات سياسية وإعلامية في مواجهة التوجه الإنفصالي والإنتهازي حتى لا يتكرر ما سبق.



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليقًا علي رسالة القائد مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة ال ...
- الحركة الشعبية: الأزمة السودانية بعد مرور عامين علي إندلاع ا ...
- الحركة الشعبية: مجازر مليشيا الدعم السريع في مخيمات النازحيي ...
- الحركة الشعبية: السودان يحاكم الإمارات العربية أمام محكمة ال ...
- الحركة الشعبية: الإعلام المضاد يجدد الهجوم علي القائد مالك ع ...
- الحركة الشعبية: ذكرى رحيل القائد يوسف كوه مكي
- تهنئة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك من القائد/ مالك عقار - ...
- الحركة الشعبية: نشرة مزورة منسوبة للناطق الرسمي باسم الحركة ...
- الحركة الشعبية: غُرَّف سياسية وإعلامية مضادة تعمل علي تشويه ...
- الحركة الشعبية: حول إعلان تحرير ولاية الخرطوم
- حوار برنامج مسابقة -سحر القوافي - الحلقة الثانية- مع الشاعر ...
- الحركة الشعبية: تهنئة بمناسبة تحرير القصر الجمهوري السوداني ...
- الحركة الشعبية: توضيح حول بيان المجموعة المتحالفة مع مليشيا ...
- ماذا وراء هجوم الإنفصاليين والمستعمرين تحت مقالات عمار نجم ا ...
- الحركة الشعبية: إشاعة تجنيد الحركة الشعبية والجيش الشعبي موا ...
- قرأة حول الواقع السياسي والأمني في السودان والإقليم
- الحركة الشعبية: مواقف الإتحادات الأفريقية والأوروبية تجاه ال ...
- رؤية المستقبل بين تعقيدات المشكلة السودانية وأبعادها الإقليم ...
- المهندس/ محمد كرتكيلا صالح - وزير الحكم الإتحادي يواصل زيارة ...
- الحركة الشعبية: قضايا الحرب والسلام في اليوم العالمي للمرأة


المزيد.....




- نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم ...
- تونس.. إيداع -تيك توكر- معروف السجن بتهم -ذات صبغة إرهابية- ...
- الكتب أم الشاشات؟.. دراسة تكشف الفرق في نشاط دماغ الطفل بين ...
- خطر كامن في البلاستيك يفاقم أمراض القلب عالميا
- طبيب نفسي يحدد الأسباب الحقيقية للغيرة
- دراسة صادمة.. أطعمة شائعة الاستهلاك تهدد الحياة أكثر من أحد ...
- طبيب يكشف عن فوائد صحية غير متوقعة للنوم عاريا
- رغم فوائدها العديدة.. دراسة تكشف عن تأثير خطير للقرفة على ال ...
- غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
- المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - تحالف الأقلام الإنتهازية والحركات الجهوية الإنفصالية