غزة تواجه واقعًا قاتمًا بشكل متزايد بعد شهر من إنهاء إسرائيل لوقف إطلاق النار.

عبدالاحد متي دنحا

الحوار المتمدن-العدد: 8319 - 2025 / 4 / 21 - 08:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

لا تزال الدول الغربية عاجزة عن ممارسة الضغط اللازم على إسرائيل لإنهاء سفك الدماء.

بول روجرز، ١٧ أبريل ٢٠٢٥،
مترجم من الرابط التالي:

https://www.opendemocracy.net/en/israel-war-gaza-unlikely-end-trump-us-uk-starmer-netanyahu/

صورة: أصدقاء وجيران يحزنون بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين، والتي أسفرت، بحسب التقارير، عن مقتل ستة مدنيين، ١٧ أبريل ٢٠٢٥ | محمود عيسى/الأناضول عبر صور جيتي

على الرغم من أن دونالد ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته في العديد من القضايا، إلا أن دعمه للحكومة الإسرائيلية لا يزال راسخًا في الوقت الحالي، مما يسمح لبنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب المدمرة في غزة.

تهدف إسرائيل إلى تطهير غزة عرقيًا من سكانها الفلسطينيين وإعادة توطين المستوطنين اليهود فيها، وفقًا لبحث أجراه معهد كوينسي للحكم المسؤول ومقره واشنطن.

أحد أهم هذه العناصر جارٍ بالفعل، إذ كشف تقرير كوينسي أن جيش الدفاع الإسرائيلي "أقام منطقة عازلة بعمق يقارب ميلًا واحدًا داخل غزة على طول الحدود مع إسرائيل".

"دُمّرت جميع البنى التحتية الاقتصادية والسكنية تقريبًا في هذه المنطقة، وأُجبر سكان غزة الذين يعيشون ويعملون فيها على النزوح قسرًا".

تشمل هذه المنطقة جزءًا كبيرًا من الأراضي الزراعية في غزة. تقع هذه الأرض في "الهلال الخصيب" التاريخي، مما يعني أن إمكانية بناء مستوطنات يهودية جديدة مرتفعة رغم كل الدمار الحالي.

تحظى الخطة بشعبية لدى القوى السياسية اليمينية المتطرفة في إسرائيل، ووفقًا لتقرير كوينسي، تحظى بدعم واسع النطاق من قطاعات أوسع بكثير من الجمهور الإسرائيلي.

في الوقت الحالي، نُقل الفلسطينيون المُهجّرون إلى مخيمات مكتظة وغير آمنة وغير ملائمة على الإطلاق داخل قطاع غزة. الظروف مُزرية، مع تكرار الغارات الجوية وهجمات الطائرات المُسيّرة، وارتفاع عدد القتلى، ونقص الغذاء والماء والطاقة. المرافق الطبية ضئيلة، ويتفاقم الوضع أكثر بعد الغارة الجوية الأخيرة على مستشفى الأهلي العربي، آخر مستشفى يعمل بكامل طاقته في ما تبقى من مدينة غزة.

حتى قبل الحرب الحالية، كانت غزة بمثابة سجن مفتوح ضخم. ومع ذلك، كان هناك اقتصاد محلي قوي ومُحفّز، كما يتضح من تقرير حديث قوي نُشر في صحيفة الغارديان حول تجربة ثلاث نساء فلسطينيات، يُقارن بين ما كنّ عليه قبل الحرب وما تبقى.

من غير المرجح أن تُقرّر إسرائيل إجراء أي تغيير كبير في سياساتها، على الرغم من تشويه سمعتها في أنحاء كثيرة من العالم. وبالنظر إلى الاحتجاجات العالمية على تدميرها غزة، قد يبدو من المستغرب أن يظلّ اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة فعّالاً للغاية في ضمان استمرار الدعم.

هذا الدعم الأمريكي هائل، حيث أفاد معهد واتسون بجامعة براون أن "الإنفاق الأمريكي على العمليات العسكرية الإسرائيلية والعمليات الأمريكية ذات الصلة في المنطقة يبلغ 22.76 مليار دولار على الأقل، ولا يزال العدد في ازدياد".

هناك أسباب عديدة لذلك. قد ينسى الناس خارج الولايات المتحدة أن إسرائيل كانت تُعتبر لفترة طويلة في واشنطن خلال الحرب الباردة حصنًا للمصالح الأمنية الأمريكية. ولا يزال هذا الدور ذا أهمية حتى بعد ربع قرن من انهيار النظام السوفيتي، لا سيما أنه بعد أحداث 11 سبتمبر، تحوّل هذا الدور "الحصن" إلى حد كبير إلى التهديد المُتصوّر من الإسلام السياسي.

حتى في الوضع الراهن، هناك العديد من مراكز الأبحاث وجماعات الضغط الأمريكية، مثل منتدى الشرق الأوسط، التي تُواصل إنتاج تحليلات مكثفة مؤيدة لإسرائيل، حتى في مواجهة الإجراءات المثيرة للجدل التي اتخذها جيش الدفاع الإسرائيلي.

علاوة على ذلك، ربما يكون العنصر الأقل شهرةً، ولكنه بالغ الأهمية، هو التأثير طويل الأمد للصهيونية المسيحية. يؤمن مؤيدو هذا المنظور الإنجيلي دون شك بأن سيطرة إسرائيل على الأرض المقدسة المسيحية جزءٌ أساسي من خطة الله لنهاية العالم.

يُرجّح أن يُصوّت المسيحيون الإنجيليون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أكثر من معظم الأمريكيين، ويميلون إلى التصويت للمرشحين الجمهوريين. يبلغ عددهم عشرات الملايين، وبالتالي، يُشكّلون جزءًا مهمًا من قاعدة دعم ترامب، مما يجعل من غير المرجح أن يُغيّر موقفه بشأن هذه القضية.

فمن أين قد يأتي الضغط الفعال على إسرائيل؟ أحد الاحتمالات هو مجموعة من دول الخليج الغنية بالنفط، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ولكن من غير المرجح أن تمارس هذه الدول تأثيرًا كبيرًا ما لم تتعرض لضغط مباشر من الداخل. وهذا أمرٌ مستبعدٌ بالنظر إلى المستويات العالية من سيطرة المعارضة.

ركّز مقال سابق على ما إذا كانت حكومة كير ستارمر في المملكة المتحدة قد بدأت بالميل ضد إسرائيل، ولكن أي تغيير يبدو محدود النطاق، والروابط بين المملكة المتحدة وإسرائيل عميقة الجذور.

في غياب ضغط مكثف من الدول الغربية على إسرائيل، ستستمر الحرب، وربما تشتد. وهذا يعني استمرار معاناة الفلسطينيين، وبقاء احتمالات السلام ضئيلة.

#عبدالاحد_متي_دنحا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل