وجهة نظر الجارديان بشأن حرب النجوم الثانية: خطط الولايات المتحدة للدرع الصاروخي تهدد بعدم الاستقرار النووي

عبدالاحد متي دنحا

الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 02:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

وجهة نظر الجارديان بشأن حرب النجوم الثانية: خطط الولايات المتحدة للدرع الصاروخي تهدد بعدم الاستقرار النووي
افتتاحية
مبادرة دونالد ترامب تعكس أخطاء الماضي وقد تستفز الخصوم وتقوض الجهود نحو الدبلوماسية النووية

الأحد 2 فبراير 2025- مترجم من الانكليزية من الرابط ادناه:
https://www.theguardian.com/commentisfree/2025/feb/02/the-guardian-view-on-star-wars-ii-us-plans-for-missile-shield-risk-nuclear-instability
بضربة قلم، أمر دونالد ترامب الأسبوع الماضي ببناء "قبة حديدية لأمريكا" - وهو عمل من شأنه أن يشعل فتيل سباق تسلح عالمي مزعزع للاستقرار. يأخذ اقتراح السيد ترامب اسمه من نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، لكنه صيغ بعبارات أكثر طموحًا للولايات المتحدة: نظام اعتراض قائم على الفضاء مصمم لمواجهة التهديدات النووية والصواريخ الأسرع من الصوت والصواريخ المجنحة.

كما أنها أحدث دورة من التصعيد. لقد انتهت تحركات واشنطن "لزيادة الأمن" مرارًا وتكرارًا إلى جعل العالم أكثر تقلبًا وأقل أمانًا. لقد تلاشت الفرصة التاريخية للقضاء على الأسلحة النووية في عام 1986 بسبب إصرار رونالد ريجان على نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي غير المثبت "حرب النجوم". في عام 2002، تخلى جورج دبليو بوش ــ مستشهدا بالتهديد من كوريا الشمالية ــ عن معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، التي بنيت على فكرة مفادها أن الضعف المتبادل يبرد سباق التسلح النووي في حين تغذيه الدفاعات غير المنضبطة. وفي كتابه "العصر النووي الجديد"، يشير أنكيت باندا إلى أن روسيا والصين ردتا بإجراءات مضادة لضمان "امتلاك قواتهما النووية القدرة على اختراق نظام أميركي متطور".

وكانت النتيجة المترتبة على مثل هذه السياسات أن روسيا والصين قادرتان على شن هجمات نووية مدمرة لا تملك الولايات المتحدة أي أمل حقيقي في الدفاع ضدها، في حين تمتلك كوريا الشمالية صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على ضرب البر الرئيسي الأميركي. ومن قبيل المجاز، فإن الجنون هو تكرار نفس الفعل وتوقع نتيجة مختلفة. ومع ذلك، يطلق السيد ترامب فيلم "حرب النجوم 2". ونظرا للعقبات التكنولوجية والتكاليف الباهظة المترتبة على ذلك، فإن الاحتمالات تشير إلى أن رؤيته لن تتحقق أبدا. ولكن التأثير الخطابي من المرجح أن يكون تخويف البلدان الأخرى وحملها على بناء المزيد من الأسلحة النووية.

ويمثل الأمر التنفيذي الذي أصدره السيد ترامب أيضا تحولا في السياسة الأميركية. ولكن في الوقت نفسه، لا ينبغي لنا أن نتجاهل حقيقة مفادها أن الدفاع الصاروخي يركز الآن على روسيا والصين، بدلاً من التركيز على "الدول المارقة" مثل كوريا الشمالية وإيران. والمنطق وراء هذا هو أن النظام الجديد من شأنه أن يشكل رادعاً قوياً إلى الحد الذي من شأنه أن يقلل من إغراء الأعداء بمهاجمة بعضهم البعض في المقام الأول. وسواء كان هذا صحيحاً أم لا، فإنه يتجاهل حقيقة مفادها أنه يخاطر بإشعال سباق تسلح غير منضبط.

في يناير/كانون الثاني 2022، قبل شهر من غزو روسيا لأوكرانيا، أعادت القوى النووية الخمس المعترف بها التأكيد على "المحرمات" المتمثلة في أن استخدام الأسلحة النووية أمر غير مقبول أخلاقياً. ولكن قيمتها الاستراتيجية المستمرة تظهر أن الأسلحة النووية لم تتعرض للوصم الحقيقي ــ لأنه لو حدث هذا، لما ناقشها أحد باعتبارها أدوات عسكرية مفيدة. والواقع أن الخطاب الخطير من جانب ترامب، وفلاديمير بوتين من روسيا، وحتى ناريندرا مودي من الهند، يشير إلى تطبيع مقلق للتبادل النووي.

إن هذا الأمر مثير للقلق بشكل خاص عندما يبدو أن الوفاق، الذي سعت إليه الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في نهاية المطاف أثناء الحرب الباردة، "بعيد المنال في هذه المنافسة النووية الجديدة بين القوى العظمى الثلاثة" بين واشنطن وموسكو وبكين، كما يكتب السيد باندا. إن استخدام جزء بسيط فقط من الترسانات النووية الثلاثية من شأنه أن يؤدي إلى دمار شامل على نطاق غير مسبوق. وما لم يحدث تحول كبير، فإن آخر معاهدة متبقية للحد من الأسلحة بين الولايات المتحدة وروسيا، نيو ستارت، والتي تحد من الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية وتقيد أعداد منصات إطلاق الصواريخ، ستنتهي في عام 2026. يجب على المسؤولين الأميركيين والصينيين والروس الجلوس معًا وإعادة بناء الاستقرار النووي. إن بقاء العالم يعتمد على إحياء التعاون العدائي بينهم. يأتي الأمن الحقيقي من الحد من الأسلحة وتخفيضها والدبلوماسية النووية الإبداعية، وليس محاولة بناء درع منيع.

#عبدالاحد_متي_دنحا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل