أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رقية الخاقاني - جرح في القلب وصدع في الروح: عندما يهجر الأبناء الآباء














المزيد.....

جرح في القلب وصدع في الروح: عندما يهجر الأبناء الآباء


رقية الخاقاني
صحفية وكاتبه وناشطة في حقوق المرأة

(Ruqaya Alkhaqani)


الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 00:08
المحور: حقوق الانسان
    


في خضم صخب الحياة المعاصرة وتغيراتها المتسارعة، يبرز واقع مؤلم يترك ندوبًا عميقة في قلوب الكثير من الآباء والأمهات: هجر الأبناء. لم يعد الأمر مجرد خلافات عابرة أو فتور مؤقت في العلاقات، بل تحول في بعض الأحيان إلى قطيعة تامة وصمت مطبق، يترك الآباء وحيدين يصارعون مرارة الوحدة وخيبة الأمل.
هذه الظاهرة ليست حكرًا على ثقافة أو طبقة اجتماعية معينة، بل تتجاوز الحدود الجغرافية والاقتصادية لتطال شرائح واسعة من المجتمعات. تتعدد الأسباب الكامنة وراء هذا الهجر، وتتراوح بين تراكمات الماضي من سوء فهم أو قسوة في التربية، إلى اختلافات جذرية في القيم والمعتقدات بين الأجيال. وفي أحيان أخرى، قد يكون ضغط الحياة وصعوباتها، أو الانغماس في بناء حياة مستقلة، دافعًا للأبناء للابتعاد دون قصد إلحاق الأذى.
لكن مهما كانت الدوافع، فإن وقع الهجر على الآباء يظل قاسيًا. إنه شعور بالفقد لا يضاهى، وإحساس بالخذلان ينخر الروح. يتساءل الآباء عن الأخطاء التي ارتكبوها، وعن اللحظات التي ربما زرعت بذور الجفاء دون أن يدركوا. يستعيدون ذكريات الماضي، ويتفحصون تفاصيل العلاقة بحثًا عن إجابات شافية، غالبًا ما تظل عصية على الفهم.
إن الآثار النفسية والاجتماعية لهذا الهجر تتجاوز الشعور بالحزن والوحدة. فقد يعاني الآباء المهجورون من الاكتئاب والقلق، وتتدهور صحتهم الجسدية نتيجة للضغط النفسي المستمر. كما أن هذا الهجر يترك فراغًا كبيرًا في النسيج الاجتماعي والعائلي، ويؤثر على تماسك الأجيال وانتقال القيم والتقاليد.
لا شك أن بناء علاقات صحية ومتينة بين الآباء والأبناء يتطلب جهدًا وتفهمًا من الطرفين. على الآباء أن يكونوا منفتحين على التغييرات التي تطرأ على حياة أبنائهم، وأن يحترموا استقلاليتهم وخياراتهم، مع الحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة. وفي المقابل، على الأبناء أن يتذكروا فضل آبائهم والجهود التي بذلوها من أجلهم، وأن يسعوا للحفاظ على صلة الرحم ولو بالحد الأدنى، فالحياة قصيرة وأحيانًا لا تسنح الفرص لإصلاح ما انكسر.
إن معالجة ظاهرة هجر الأبناء للآباء تتطلب حوارًا مجتمعيًا أعمق، يسلط الضوء على أهمية التراحم والتواصل بين الأجيال. كما تستدعي الحاجة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للآباء الذين يعانون من هذا الهجر، ومساعدتهم على تجاوز هذه المحنة. ففي نهاية المطاف، تبقى الأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع، وتماسكها هو أساس قوته واستقراره. والجرح الذي يصيب قلب الوالدين، هو جرح ينزف في صميم هذا التماسك.



#رقية_الخاقاني (هاشتاغ)       Ruqaya_Alkhaqani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين التوجيه والمراقبة.. كيف تقود الأم العراقية بناتها نحو ال ...
- المرأة العراقية.. حصن المجتمع ضد التطرف وجسر التعايش السلمي
- بين التنوير والتطرف.. دور الشباب في صناعة السلم المجتمعي
- الأزياء والمهن التقليدية.. إرث عراقي في مواجهة الحداثة
- فرحة العيد في عيون الأطفال
- التعليم الأكاديمي وسوق العمل .. فجوة تحتاج إلى جسر تدريبي.
- تأثير الموبايل وتطبيقاته على الأطفال وعزوفهم عن الدراسة
- احتفاء بالتراث وتجديد للأمل .. عيد نوروز في العراق
- الذكاء الصناعي ودوره في تعزيز التعليم والتدريب للنساء في الم ...
- الأم العراقية صبر يُجاهد المحن وصمود يصنع الأمل
- المرأة النجفية بين التراث والحداثة
- دور المرأة القيادي في المجتمعات المعاصرة
- تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على تربية الأبناء
- العنف الأسري ضد الأطفال: جريمة صامتة تهدد مستقبل المجتمع
- حواء العراق في عيدها السنوي
- كوبرا المخدرات .. تزحف رويدا- والعوائل تدق ناقوس الخطر
- التربية الإعلامية ضرورة ملحة لتقويم الطالب العراقي
- هل يرى العراقيين النور في نهاية النفق ..؟؟


المزيد.....




- طهران.. اعتقال عميلين للموساد الإسرائيلي متلبسين وبحوزتهما م ...
- اعتقال عناصر خلية إرهابية قرب طهران والعثور على معدات لتصنيع ...
- طهران.. اعتقال عميلين للموساد الإسرائيلي متلبسين وبحوزتهما م ...
- عشرات الآلاف يتظاهرون في لاهاي الهولندية ضد حرب غزة
- المغرب مشغول وليس غائب
- عشرات الآلاف يتظاهرون في لاهاي للمطالبة بوقف حرب الإبادة بغز ...
- مركز حقوقي عربي: إسرائيل تطلق الإثنين سراح بقية ناشطي أسطول ...
- أقارب مقاتلي داعش الألمان المعتقلين في سوريا يطالبون برلين ب ...
- منظمة حقوقية: مقتل 406 أشخاص وإصابة 654 آخرين في الهجمات الإ ...
- هيئة البث العبرية: اعتقال إسرائيليين اثنين للاشتباه في تعاون ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رقية الخاقاني - جرح في القلب وصدع في الروح: عندما يهجر الأبناء الآباء