أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رقية الخاقاني - المرأة العراقية.. حصن المجتمع ضد التطرف وجسر التعايش السلمي














المزيد.....

المرأة العراقية.. حصن المجتمع ضد التطرف وجسر التعايش السلمي


رقية الخاقاني
صحفية وكاتبه وناشطة في حقوق المرأة

(Ruqaya Alkhaqani)


الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 09:36
المحور: الادب والفن
    


في خضم العواصف التي تعصف بالعراق منذ عقود، تبرز المرأة العراقية كلبنة أساسية في بناء جدار منيع ضد التطرف والعنف. فهي ليست مجرد ضحية للظروف الصعبة، بل تشكل قوة دافعة نحو السلام والتعايش، تحمل على عاتقها مهمة تربوية واجتماعية جسيمة في ظل تحديات معقدة.
ولطالما احتلت المرأة العراقية مكانة مركزية في النسيج الاجتماعي عبر العصور. من دورها المحوري في الحضارات القديمة كالسومرية والبابلية، حيث كانت الكاهنة والمعلمة والحارسة للتراث، إلى مشاركتها الفاعلة في النهضة الثقافية الحديثة، أثبتت المرأة أنها حافظة للقيم الإنسانية. في حقب الأزمات المتعاقبة، من الحروب إلى الحصار ثم سنوات العنف الطائفي، ظلت المرأة صمام الأمان الذي يحفظ تماسك الأسرة والمجتمع.
لتقود المرأة العراقية معركتها ضد التطرف عبر مسارات متعددة. في البيت، تكون الأم هي المربية الأولى التي تغرس في أبنائها قيم التسامح وقبول الآخر، وتشكل وعيهم المبكر عبر الحكايات والتوجيه اليومي. في المدرسة والجامعة، تتحول المعلمة إلى مرشدة نفسية واجتماعية تكتشف مبكراً بوادر التطرف وتعمل على معالجتها.
وفي المجتمع، تبرز المبادرات النسوية المبدعة التي تعيد بناء الثقة بين المكونات المختلفة. نساء عراقيات أسسن مراكز للإرشاد الأسري، ونظمن قوافل للحوار المجتمعي، وأطلقن مشاريع لرعاية الأيتام وإعادة تأهيل المتأثرين بالصراعات. هذه الجهات أصبحت خلايا مجتمعية ناشطة تعيد نسج العلاقات الإنسانية المقطوعة.
وثمة قصص مؤثرة لنساء حوّلن المأساة إلى فرصة للتغيير. أمهات فقدن أبناءهن في العنف فكرسن حياتهن لإنقاذ شباب آخرين من براثن التطرف. معلمات طورن مناهج تعليمية بديلة تعزز المواطنة وقبول التنوع. ناشطات أسسن حركات شبابية تعيد تعريف الهوية العراقية بعيداً عن الانقسامات.
ورغم هذا الدور المحوري، تواجه المرأة العراقية عقبات جمة. فالقوالب الاجتماعية التقليدية تحد أحياناً من حركتها، ونقص الدعم المؤسسي يعيق مبادراتها. كما أن تمثيلها في مراكز صنع القرار لا يزال دون المأمول، مما يحد من تأثيرها في السياسات العامة.
ويقتضي تعزيز دور المرأة استراتيجيات متكاملة. من الضروري إشراكها في وضع السياسات التربوية والأمنية، وتوفير الدعم المادي والمعنوي لمشاريعها المجتمعية، وإتاحة الفرص لها لإسماع صوتها في وسائل الإعلام والمحافل العامة. كما أن تطوير برامج أكاديمية وتدريبية متخصصة يمكنها من مواجهة خطاب التطرف بأساليب علمية حديثة.
وختاماً فأن المرأة العراقية ليست مجرد شريكة في بناء السلام، بل هي أساسه وركيزته. إنها تمتلك مقومات فريدة، من عمق التأثير التربوي إلى المرونة النفسية والقدرة على الحوار. بإمكانها أن تكون الجسر الذي يعبر عليه العراق من مرحلة الصراع إلى مرحلة التعايش، ومن ثقافة العنف إلى ثقافة السلام. دعمها اليوم هو استثمار في مستقبل أكثر أمناً واستقراراً للعراق.



#رقية_الخاقاني (هاشتاغ)       Ruqaya_Alkhaqani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين التنوير والتطرف.. دور الشباب في صناعة السلم المجتمعي
- الأزياء والمهن التقليدية.. إرث عراقي في مواجهة الحداثة
- فرحة العيد في عيون الأطفال
- التعليم الأكاديمي وسوق العمل .. فجوة تحتاج إلى جسر تدريبي.
- تأثير الموبايل وتطبيقاته على الأطفال وعزوفهم عن الدراسة
- احتفاء بالتراث وتجديد للأمل .. عيد نوروز في العراق
- الذكاء الصناعي ودوره في تعزيز التعليم والتدريب للنساء في الم ...
- الأم العراقية صبر يُجاهد المحن وصمود يصنع الأمل
- المرأة النجفية بين التراث والحداثة
- دور المرأة القيادي في المجتمعات المعاصرة
- تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على تربية الأبناء
- العنف الأسري ضد الأطفال: جريمة صامتة تهدد مستقبل المجتمع
- حواء العراق في عيدها السنوي
- كوبرا المخدرات .. تزحف رويدا- والعوائل تدق ناقوس الخطر
- التربية الإعلامية ضرورة ملحة لتقويم الطالب العراقي
- هل يرى العراقيين النور في نهاية النفق ..؟؟


المزيد.....




- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...
- الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض
- أمين معلوف إثر فوزه بجائزة أدبية في المكسيك: نعيش في أكثر عص ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رقية الخاقاني - المرأة العراقية.. حصن المجتمع ضد التطرف وجسر التعايش السلمي