أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رقية الخاقاني - بين التنوير والتطرف.. دور الشباب في صناعة السلم المجتمعي














المزيد.....

بين التنوير والتطرف.. دور الشباب في صناعة السلم المجتمعي


رقية الخاقاني
صحفية وكاتبه وناشطة في حقوق المرأة

(Ruqaya Alkhaqani)


الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 00:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خضم العواصف الفكرية التي تعصف بمجتمعاتنا العربية، يبرز الشباب كحصن منيع في مواجهة التطرف وكجسر يعبر بنا نحو آفاق التنوير. هذه المعركة المصيرية لم تعد ترفاً فكرياً، بل ضرورة حتمية في ظل تنامي الخطابات المتطرفة التي تستهدف عقول الشباب وتستغل طاقاتهم في هدم المجتمعات بدلاً من بنائها.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن شريحة الشباب تشكل الحلقة الأضعف في مواجهة التطرف الفكري، حيث تصل نسبة المتأثرين بالخطابات المتطرفة بين الشباب إلى مستويات مقلقة. لكن هذه الإحصائية ذات حدين، فما يجعل الشباب هدفاً سهلاً للتطرف يجعلهم أيضاً الأقدر على مواجهته، بما يمتلكونه من مرونة فكرية وقدرة على التكيف مع مستجدات العصر.
وتتعدد العوامل التي تهيئ البيئة الخصبة لانتشار التطرف بين الشباب، بدءاً من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تولد الإحباط، مروراً بالأنظمة التعليمية التقليدية التي تقتل روح النقد، ووصولاً إلى بعض الخطابات الدينية المتطرفة التي تحول الدين من عامل وحدة إلى أداة تفريق. ولا نغفل دور وسائل التواصل الحديثة التي أصبحت ساحة مفتوحة لاصطياد الشباب عبر أساليب نفسية مدروسة.
وفي مواجهة هذه التحديات، تبرز مبادرات شبابية خلاقة تثبت أن جيل اليوم ليس مجرد متلقً سلبي، بل شريك فاعل في صناعة التغيير. نرى ذلك في المنصات الرقمية التي أطلقها شباب عربي لنشر الوعي ومحاربة الأفكار المتطرفة، حيث تحولت وسائل التواصل من أدوات تجنيد إلى منابر للتنوير. كما تجسدت هذه الروح الإبداعية في الأعمال الفنية التي تقدم خطاباً بديلاً يعزز قيم التسامح والانفتاح.
منها المسرح الشبابي الذي أصبح ساحة حقيقية لمواجهة التطرف، حيث تقدم العروض المسرحية رؤى نقدية للأفكار المتطرفة بلغة تصل إلى قلوب الشباب وعقولهم. وفي مجال التخييم الكشفي، ظهرت تجارب رائدة للمشاركة الشبابية،للتعايش السلمي والتعاون في ما بينهم، تقدم محتوى هادفاً ينافس الخطابات المتشددة. أما في مجال التعليم الموازي، فقد أسس الشباب نوادي للحوار والنقاش تتيح مساحات آمنة لتبادل الأفكار بعيداً عن التعصب.
لكن الطريق لا يخلو من عقبات، فالكثير من المبادرات الشبابية تواجه تحديات جمة تبدأ من القيود الأمنية وتنتهي بصعوبات التمويل. هناك حاجة ماسة لخلق بيئة داعمة تتيح للشباب المساهمة بفاعلية في مواجهة التطرف، من خلال إشراكهم في صنع القرار وتوفير الدعم المادي والمعنوي لمشاريعهم.
التعليم النظامي يحتاج إلى إصلاح جذري يعطي مساحة أكبر لتنمية التفكير النقدي والقدرة على التحليل، بدلاً من الاكتفاء بحشو الأذهان بالمعلومات. كما أن للإعلام دور محوري في تقديم نماذج شبابية إيجابية تنافس النماذج المتطرفة التي يتم تسويقها باحترافية عالية.
وفي الختام، إن معركة التنوير ضد التطرف هي معركة وجود، والشباب هم جنودها الأكثر فاعلية. ليس المطلوب منهم أن يكونوا أبطالاً خارقين، بل أن يكونوا واعين بذواتهم، ناقدين لما يقدم لهم، فاعلين في مجتمعاتهم. المستقبل الذي ننشده لن يبنى إلا بأيديهم وعقولهم، فهم ليسوا مستقبل الأمة فحسب، بل حاضرها الذي ينبض بالحياة.



#رقية_الخاقاني (هاشتاغ)       Ruqaya_Alkhaqani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزياء والمهن التقليدية.. إرث عراقي في مواجهة الحداثة
- فرحة العيد في عيون الأطفال
- التعليم الأكاديمي وسوق العمل .. فجوة تحتاج إلى جسر تدريبي.
- تأثير الموبايل وتطبيقاته على الأطفال وعزوفهم عن الدراسة
- احتفاء بالتراث وتجديد للأمل .. عيد نوروز في العراق
- الذكاء الصناعي ودوره في تعزيز التعليم والتدريب للنساء في الم ...
- الأم العراقية صبر يُجاهد المحن وصمود يصنع الأمل
- المرأة النجفية بين التراث والحداثة
- دور المرأة القيادي في المجتمعات المعاصرة
- تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على تربية الأبناء
- العنف الأسري ضد الأطفال: جريمة صامتة تهدد مستقبل المجتمع
- حواء العراق في عيدها السنوي
- كوبرا المخدرات .. تزحف رويدا- والعوائل تدق ناقوس الخطر
- التربية الإعلامية ضرورة ملحة لتقويم الطالب العراقي
- هل يرى العراقيين النور في نهاية النفق ..؟؟


المزيد.....




- -تساقطت أبنية أثناء سيرنا-.. سيدة تروي لـCNN مشاهد في تل أبي ...
- الجيش الإسرائيلي: استهدفنا مقرات قيادة لـ-فيلق القدس- والجيش ...
- فيديوهات متداولة: منظومات الدفاع الإسرائيلية تقصف نفسها!
- شركات تطالب الاتحاد الأوروبي بسياسة مناخية مستدامة وأكثر وضو ...
- انخفاض الرصاص يحسن ضغط الدم وعمل عضلة القلب
- ‌‏هيئة -أمبري- البريطانية: إيران هاجمت البنية التحتية لميناء ...
- Ynet: أحد الصواريخ سقط قرب مكتب السفارة الأمريكية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات جوية على مقرات لفيلق القدس في ...
- البيت الأبيض: ترامب سيلتقي زيلينسكي على هامش قمة مجموعة السب ...
- بزشكيان: الولايات المتحدة تمارس البلطجة وتخالف القوانين الدو ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رقية الخاقاني - بين التنوير والتطرف.. دور الشباب في صناعة السلم المجتمعي