أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - أيهما تختار إيران في ظل التهديد العسكري نظامها أم مذهبها؟














المزيد.....

أيهما تختار إيران في ظل التهديد العسكري نظامها أم مذهبها؟


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 8314 - 2025 / 4 / 16 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المذهب الشيعي هو عنصر جوهري في هوية الدولة الإيرانية منذ ثورتها عام (1979)، حيث تم دمج الدين في بنية الدولة بشكل رسمي. والنظام السياسي في إيران قائم على "ولاية الفقيه"، وهي فكرة دينية/سياسية تجعل المرجعية الدينية (المرشد الأعلى) أعلى سلطة في البلاد.
هناك سؤال يطرح عندما تخضع إيران للتهديد العسكري من قبل أمريكا أو إسرائيل: هل تقدم إيران الحفاظ على نظامها السياسي أم الولاء للمذهب الشيعي كأولوية؟، ورغم الخطاب العقائدي الثوري!، تظهر إيران مرونة سياسية واضحة عندما تقتضي الضرورة مثل تعاونها غير المباشر مع الولايات المتحدة وقبولها للتفاوض معها في تفكيك برنامجها النووي والصاروخي وإلغاء ميليشياتها في المنطقة.
إيران في الغالب ستختار النظام، إذا شعرت بتهديد عسكري مباشر وجودي، دون أن تتخلى عن المذهب كمرجعية أيديولوجية. لكنها قد تقدم تنازلات تكتيكية أو حتى استراتيجية دينية/عقائدية للحفاظ على بقاء النظام والدولة. لأن إيران تدرك جيداً أن بقاءها كدولة ذات نفوذ إقليمي يعتمد على عدة عناصر مترابطة:
1. المجال الحيوي الإقليمي (النفوذ خارج الحدود)
إيران بنت ما يُعرف بـ “محور المقاومة"، الذي يشمل "الحشد الشعبي في العراق، حزب الله في لبنان، الحوثيين في اليمن، حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين". هذا المحور يخدم النظام الإيراني كأداة ردع خارجية، لكنه ليس هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة لردع التهديدات خاصة من (إسرائيل وأمريكا والخليج العربي). وإذا تعرضت إيران لضربة عسكرية مباشرة فإنها ستُضحي بمصالح أو أذرع خارجية (تكتيكيًا) إذا كان ذلك يساعد على الحفاظ على النظام داخل إيران. أي أن لو كانت الضربة مشروطة بتقليص النفوذ في العراق أو في لبنان، قد تقبل بذلك مرحليًا. لكن لن تقبل بتغيير النظام أو تفكيك الحرس الثوري بسهولة، لأنه العمود الفقري لبقاء الدولة.

2. الزاوية الدينية/العقائدية
رغم الخطاب العقائدي القوي، السياسة الإيرانية تقوم على فقه "المصالح والمفاسد" في الفقه الشيعي، وهذا ما يتيح لها مرونة عالية، سواء في التقية السياسية التي تستخدمها كمبرر لاتخاذ قرارات سياسية براغماتية دون التخلي عن الأيديولوجيا. وكذلك التخلي عن الحلفاء الدينيين ممكن إذا اقتضت المصلحة، لأن إيران لا تدافع عن كل الشيعة بنفس المستوى (الشيعة في أذربيجان أو باكستان أو في الهند ً)، لأن ذلك لا يخدم استراتيجيتها دائمًا. حتى العلاقة مع الحوثيين ليست فقط مذهبية، بل سياسية واستراتيجية ضد السعودية.
3. ربطها بالوضع الإقليمي
إذا اضطر النظام الإيراني لتقليص نفوذه في المنطقة لكنه لن يغامر بخسارة العراق تمامًا، لأنه يشكل بوابة أمنه القومي. وممكن أن يُقدم الحوثيين كورقة تفاوض في أي صفقة إقليمية أكبر. اما إذا تم استهدافها عسكريا من قبل أمريكا وإسرائيل، ستسعى أولًا للحفاظ على البنية الداخلية المتمثلة في "الأمن، الحرس الثوري، القيادة". وقد تُضحي ببعض أوراقها الخارجية (تهدئة في العراق، تقليص دعم الحوثيين) لتهدئة الخصوم. بحسابات دقيقة لتجنب حرب شاملة تُسقط نظام الملالي. ستُظهر أن الضربة العسكرية موجهة لـ "الشيعة والإسلام"، لكنها في الواقع ستُركّز على حماية نظامها السياسي.
بعد ان صدعت إيران ومحورها المقاوم الرؤوس بأن "أمريكا الشيطان الأكبر، وكلا كلا أمريكا وإسرائيل" ها هي خضعت للمفاوضات مع أمريكا بشأن ملفها النووي وسلاحها الصاروخي وأذرعها الميليشياوية في المنطقة، وقالت " إن قبولها بالتفاوض جاء من باب ((إذا جنحوا للسلم فأجنح لها)) !!" وأضافت، " سنمنح أمريكا (4) تريليونات دولار للاستثمار في إيران "، السؤال: ما دامت إيران هكذا ؟، لماذا رفضت على العراق ان يتعاون مع أمريكا وقبلت هي؟!. ولماذا استكثرت على العراق ان يستثمر علاقته مع اميركا لصالح استقراره؟.

إيران ستقاتل سياسيًا قبل عسكريًا وتحاول الإبقاء على نفوذها ولن تتجه مباشرة للمواجهة العسكرية، لذلك فهي ستختار النظام عند الخطر الوجودي، لكنها لا تتخلى كليًا عن المذهب، بل تعيد ترتيب أولوياتها العقائدية بما يخدم بقاء النظام. وهذا يجعلها دولة عقائدية في الشكل، لكن براغماتية بامتياز في المضمون. الأولوية القصوى، بقاء النظام السياسي وهيكل ولاية الفقيه، وإذا وصل النظام لقناعة أن السقوط قادم، فربما تبدأ بنقل رموز القوة (المال، العمائم، الكوادر) إلى المناطق الشيعية في العراق ولبنان. والمذهب الشيعي يتحول إلى ملجأ استراتيجي طويل الأمد، لأن أخطر ما تخشاه إيران تفكك داخلها العرقي (الأكراد، البلوش، العرب، الأذريين).



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستنفذ إيران شروط ترامب في تفكيك برنامجها التسليحي وميليشي ...
- قراءة في تحرير العراق من النفوذ الإيراني
- قانون العفو العام -وجهة نظر تحليلية-
- زيارة السوداني إلى إيران وبريطانيا في دائرة الضوء
- الحذر والتوتر يسود العلاقة بين بغداد ودمشق
- هل تخسر إيران العراق بعد سوريا؟
- كيف تكون العلاقة بين إدارة ترامب وبين العراق وإيران؟
- لن تستقر المنطقة إلا بإسقاط نظام الملالي في طهران
- بعض الحقائق من الواقع العراقي
- -حصتنا في المنطقة-. قالها باقري!
- العراق دولة الميليشيات والفساد
- يأجوج ومأجوج في العراق
- فساد (الأخ الأكبر)
- في العراق.. الحزب أحزاباً
- إيران ضحكت على حماس.. سقطت غزة
- الفوضى سيدة المشهد السياسي العراقي
- إيران: العراق كش
- عودة مجالس المحافظات تكريسا للفساد والفشل
- العراق بعد 2003..الدولة الفاشلة
- إيران المُدللة


المزيد.....




- أميرة أبو المجد: كتب الطفل العربية تنقصها مفاهيم الحرية والد ...
- زيلينسكي يعلن عقد قمة للقادة الأوروبيين في كييف
- -مُنصف بعد ظلم سنين للملاك-.. نجيب ساويرس يعلق على تعديلات ق ...
- مصر.. القبض على متهم جديد في حادث انفجار خط الغاز بأكتوبر
- البيت الأبيض يأمل بأن تتفق روسيا وأوكرانيا على وقف إطلاق الن ...
- لقطة -مقززة-.. سيدة تهاجم مرشح ترامب السابق لمنصب المدعي الف ...
- الولايات المتحدة.. إطلاق سراح طالبة تركية احتجزتها إدارة اله ...
- منشور للسفارة الأمريكية في اليمن يثير التكهنات ويخلق جدلا وا ...
- البنتاغون يأمر بسحب كتب محددة من مكتباته
- -لوفتهانزا- الألمانية تمدد تعليق رحلاتها من وإلى إسرائيل


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - أيهما تختار إيران في ظل التهديد العسكري نظامها أم مذهبها؟