|
البْيُّوإِثِيقَا : -الْجُزْءُ الثَّالِثُ-
حمودة المعناوي
الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 21:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
_ التَّحَدِّيَات الَّتِي تُوَاجِهُ البْيُّوإِثِيقَا فِي الْعَصْرِ الْحَدِيثِ
الْعَلَاقَةُ بَيْنَ البْيُّوإِثِيقَا وَالنَّظَرِيَّة الْأَخْلَاقِيَّة هِيَ عَلَاقَةٌ مُعَقَّدَة. فَالْفَلَاسِفَة الَّذِينَ يَعُدُّونَ الْقَائِمِين الرَّئِيسِيِّين عَلَى هَذَا الْمَبْحَثِ، يَنْظُرُونَ إلَى حَقْلًهم المَعْرِفِيّ كَحَقِّل نَظَرِيٌّ بِالضَّرُورَة. وَعِنْد تَوْجِيه سُؤَال إلَيْهِمْ عَنْ دُورِ النَّظَرِيَّة الْأَخْلَاقِيَّة فِي البْيُّوإِثِيقَا، فَإِنْ مَوْقِفِهِمْ الطَّبِيعِيّ هُوَ أَنْ لِلنَّظَرِيَّة الْأَخْلَاقِيَّة دُورًا شَدِيد الْأَهَمِّيَّة، إنْ لَمْ يَكُنْ دُورًا أَسَاسِيًّا. فِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ، يُشَكِّك آخَرُون بِنَمُوذَج "الْأَخْلَاق التَّطْبِيقِيَّة" فِي البْيُّوإِثِيقَا، وَ هُوَ بِشَكْل تَقْرِيبِيّ نَمُوذَج يَفْرِضُ نَظَرِيَّة أَخْلَاقِيَّة مَا (سَوَاءٌ نَظَرِيَّة الْمَنْفَعَةُ أَوْ الْكَانْطِيَّة أَوْ أَخْلَاقِيَّات الْفَضِيلَةُ) عَلَى الْمَشَاكِل الْأَخْلَاقِيَّة التَّطْبِيقِيَّة الْمَعْرُوضَة، أَمَلًا فِي إيجَادِ حُلُول لَهَا. يَقْدَح هَؤُلَاء الْمُشَكِّكِون فِي الْمُبَالَغَةِ فِي تَأْكِيدِ الْفَصْلُ بَيْنَ مَا هُوَ نَظَرِيٌّ عَمَّا هُوَ تَطْبِيقِيّ فِي هَذَا النَّمُوذَجَ، فِي حِينِ يُشَدِّدُونَ عَلَى أَنَّ الْعَلَاقَةَ بَيْنَ النَّظَرِيَّةِ وَالْمُمَارَسَة هِيَ عَلَاقَةٌ تَفَاعُلِيَّة وَلَيْسَتْ إنْفِصَالِيَّة. وَهُمْ يُؤَكِّدُون عَلَى ضَرُورَةِ تَحْدِيد الْأُسُس وَالْمُسْلِمَات الْفِكْرِيَّة وَالفَلْسَفِيَّة لِلْبْيُّوإِثِيقَا، الَّتِي لَا تَتَحَقَّقُ إلَّا مِنْ خِلَالِ التَّفَاعُلِ الْمُسْتَمِرِّ بَيْنَ النَّظَرِيَّةِ وَالتَّطْبِيقِ. كَمَا يُشِيرُ هَؤُلَاءِ إلَى أَنْ البْيُّوإِثِيقَا قَدْ أَصْبَحَتْ يُنْظَرُ إلَيْهَا فِي الْآوِنَةِ الْأَخِيرَةِ عَلَى أَنَّهَا "حَقْل مُتَعَدِّد التَّخَصُّصَات"، بِحَيْث تَشْتَرِكُ فِيهِ تَخَصُّصَات مُخْتَلِفَةٌ كَالطِّبّ وَالْقَانُون وَالسِّيَاسَة وَالِإقْتِصَاد وَالِإجْتِمَاعِ وَالْفَلْسَفَةِ وَالدَّيْن وَ غَيْرِهَا. وَهَذَا التَّعَدُّد وَالتَّدَاخُلُ فِي التَّخَصُّصَات قَدْ أثَار إشْكَالَيْات جَدِيدَةٍ تَتَعَلَّق بِالتَنْسِيق وَالتَّكَامُلُ بَيْنَ هَذِهِ التَّخَصُّصَات الْمُخْتَلِفَةِ فِي مُعَالَجَةِ الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُسْتَجَدَّة. وَمِنْ أَبْرَزِ التَّحَدِّيَات الَّتِي تُوَاجِهُ البْيُّوإِثِيقَا فِي الْعَصْرِ الْحَدِيثِ، قَضِيَّةُ "حُرْمَةِ الْحَيَاةِ" وَمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا مِنْ إشْكَالَيْات أَخْلَاقِيَّة حَوْل أُمُور مِثْل الْإِجْهَاض وَحَقّ الْمَوْت وَ التَّجَارِب عَلَى الْأَجِنَّةِ وَزِرَاعَة الْأَعْضَاء الْبَشَرِيَّة وَغَيْرِهَا. فَقَدْ أَدَّتْ التَّطَوُّرَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَالتِّقْنِيَة فِي مَجَالِ الطِّبِّ وَالْبُيُولُوجِيَا إلَى ظُهُورِ إِمْكَانَات جَدِيدَةً فِي التَّحَكُّمِ بِالْحَيَاةِ الْبَشَرِيَّةِ، مِمَّا أثَار تَسَاؤُلَات حَوْلَ الْحُدُود الْأَخْلَاقِيَّة لِهَذَا التَّحَكُّم. كَمَا تُعَدُّ قَضِيَّة "الْخُصُوصِيَّة وَالسَّرِيَّة الطِّبِّيَّة" مِنْ التَّحَدِّيَات الْمُهِمَّةِ الَّتِي تُوَاجِهُ البْيُّوإِثِيقَا، خَاصَّةً مَعَ التَّقَدُّمِ التِّكْنُولُوجْيّ الْهَائِلَ فِي مَجَالِ الْمَعْلُومَات وَالِإتِّصَالَات. فَقَدْ أَصْبَحَ مِنْ الْمُمْكِنِ الْحُصُولِ عَلَى مَعْلُومَاتِ طِبِّيَّة خَاصَّة بِالْإِفْرَاد وَتَدَاوَلَهَا بِسُهُولَة، مِمَّا يَطْرَحُ إشْكَالَيْات أَخْلَاقِيَّة حَوْل حِمَايَة الْخُصُوصِيَّة وَالسَّرِيَّة. وَبِالْإِضَافَةِ إلَى ذَلِكَ، تَعَدٍّ قَضِيَّة "الْعَدَالَةِ فِي تَوْزِيعِ الْمَوَارِد الصِّحِّيَّة" مِنْ التَّحَدِّيَات الْمُهِمَّةِ الَّتِي تُوَاجِهُ البْيُّوإِثِيقَا فِي الْعَصْرِ الْحَدِيثِ. فَمَع مَحْدُودِيَّة الْمَوَارِد الْمُتَاحَة، تَبْرُز إشْكَالَيْات أَخْلَاقِيَّة حَوْل مَعَايِير تَوْزِيع هَذِهِ الْمَوَارِدِ بِشَكْل عَادِلٌ عَلَى جَمِيعِ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ. كَمَا أَنَّ التَّطَوُّرَات فِي مَجَالِ الْهَنْدَسَة الْوِرَاثِيَّة وَتَقَنِّيَّات التَّحَكُّمُ بِالْجِينَات الْبَشَرِيَّةُ، قَدْ أَثَارَتْ تَسَاؤُلَات أَخْلَاقِيَّة حَوْل "تَحْسِين النَّوْعِ الْبَشَرِيِّ" وَ مَا قَدْ يُنَجَّم عَنْهُ مِنْ أثَارِ إجْتِمَاعِيَّة وَأَخْلَاقِيَّة. وَ فِي ظِلِّ هَذِهِ التَّحَدِّيَات الْمُتَنَوِّعَة الَّتِي تُوَاجِهُ البْيُّوإِثِيقَا، بَرَزَتْ الْحَاجَةِ إلَى تَطْوِير أُطُرٍ نَظَرِيَّة وَ فَلْسَفِيَّة جَدِيدَةٍ، قَادِرَةً عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ هَذِهِ الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُعَقَّدَة. وَهَذَا مَا دَفَعَ الْبَاحِثِين وَ الْفَلَاسِفَةُ إلَى الْمَزِيدَ مِنْ التَّأَمُّلِ وَالتَّحْلِيلِ فِي مُحَاوَلَةٍ لِفَهْمِ هَذِهِ الظَّوَاهِرِ وَإِيجَاد الْحُلُول الْأَخْلَاقِيَّة الْمُنَاسَبَةِ لَهَا.
_ التَّحَدِّيَات الَّتِي تُوَاجِهُ البْيُّوإِثِيقَا فِي عَصْرِ التِّكْنُولُوجْيَا
البْيُّوإِثِيقَا أَوْ الْأَخْلَاقَيَّات الْحَيَوِيَّة تُوَاجِّهُ الْعَدِيدِ مِنَ التَّحَدِّيَات فِي ظِلِّ التَّطَوُّر التِّكْنُولُوجْيّ السَّرِيعُ الَّذِي يُشْهِدُه العَالَمُ اليَوْمَ. فَإِنْ التَّقَدُّمَ الْعِلْمِيَّ وَالتِّقْنِيّ فِي الْمَجَالَاتِ الْبَيُولُوجِيَّة وَالطِّبِّيَّة أَدَّى إلَى ظُهُورِ الْعَدِيدِ مِنَ الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُعَقَّدَة وَالْمُلْحَة الَّتِي تَتَطَلَّبُ إهْتِمَامًا وَاضِحًا وَ حُلُولًا مُلَائِمَة. أَحَدَ أَبْرَزِ التَّحَدِّيَات الَّتِي تُوَاجِهُهَا البْيُّوإِثِيقَا هُوَ التَّوَازُنِ بَيْنَ الْمَنْفَعَةِ الْعِلْمِيَّة وَالْأَخْلَاقِيَّة. فَالتَّطَوُّرَات التِّقْنِيَّة فِي مَجَالَاتِ الْهَنْدَسَة الْوِرَاثِيَّة وَالتِّكْنُولُوجْيَا الْحَيَوِيَّةِ، عَلَى الرَّغْمِ مِنْ الْمَنَافِعِ الطِّبِّيَّة وَالْعَلَمِيَّة الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تَحَقُّقِهَا، إلَّا أَنَّهَا أَثَارَتْ قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة حَوْل حُدُود التَّدَخُّل الْبَشَرِي فِي الطَّبِيعَةِ وَالْحَيَاةِ الْبَشَرِيَّةِ. عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، تَطْوِيرِ تِقْنِيَاتٍ التَّعْدِيل الْجِينِيّ وَ الِإسْتِنْسَاخ الْبَشَرِيِّ أثَار تَسَاؤُلَات حَوْلَ مَدَى شَرْعِيَّة التَّلَاعُب بِالْجِينَات الْبَشَرِيَّة وَ حُدُودُ هَذَا التَّلاَعُبُ. هَلْ يَنْبَغِي السَّمَاح بِإِجْرَاءِ هَذِهِ التَّعْدِيلَات عَلَى الْخَصَائِصِ الْبَشَرِيَّة، أَمْ أَنَّ ذَلِكَ يُشْكِلُ إنْتِهَاكًا لِكَرَامَةِ الْإِنْسَانِ وَحَقُّهُ فِي السَّلَامَةِ الْجِينِيَّة. كَمَا تُثِير التَّطَوُّرَات فِي مَجَالِ الرِّعَايَةِ الصِّحِّيَّةِ وَ الْعِلَاج الطِّبِّيّ قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة مُعَقَّدَة، كَقَضَايَا إنْهَاء الْحَيَاة وَ الْمُسَاعَدَةِ عَلَى الْمَوْتِ، وَ الْإِجْهَاض، وَ تَوْزِيع الْمَوَارِد الطِّبِّيَّة الْمَحْدُودَة. فَهَلْ يَنْبَغِي السَّمَاح بِالْمَوْت الرَّحِيم لِلْمَرْضَى الَّذِينَ يُعَانُونَ مِنَ الْألَام مُبَرِّحَة؟ وَكَيْفَ يَنْبَغِي التَّعَامُلِ مَعَ قَضَايَا الْإِجْهَاض، خَاصَّةً فِي الْحَالَاتِ الصَّعْبَة كَالِإغْتِصَاب أَوْ تَشَوُّهات الْجَنِينُ. وَكَيْفَ يَنْبَغِي تَوْزِيعُ الْمَوَارِد الطِّبِّيَّة الْمَحْدُودَة كَأُجْهزة الْغَسِيلُ الْكِلوي أَوْ الْعِلَاجِ الْكِيمْيَائِيّ. هَذِهِ التَّسَاؤُلَاتِ تَطْرَح تَحَدِّيَات كَبِيرَةٌ أَمَامَ البْيُّوإِثِيقَا فِي مُحَاوَلَةٍ إِيجَادِ حُلُولٍ أَخْلَاقِيَّة مُلَائِمَة. عِلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ، يَطْرَحُ التَّقَدُّم التِّكْنُولُوجْيّ فِي مَجَالِ الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ وَ الرُوبُّوتَات تَحَدِّيَات أَخْلَاقِيَّة مُهِمَّة. فَمَع تَطَوُّر الأَنْظِمَة الذَّكِيَّة وَالْآلْيَات الرُوبُوتِيَّة الْمُسْتَخْدَمَةُ فِي الرِّعَايَةِ الصِّحِّيَّةِ وَالمُؤَسَّسَات الِإجْتِمَاعِيَّة، تَبْرُز قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة حَوْل مَسْؤُولِيَّة هَذِه الأَنْظِمَة وَتَأْثِيرِهَا عَلَى حَيَاةِ الْبَشَرِ. كَيْفَ يَنْبَغِي تَصْمِيم وَ بَرْمَجَّة هَذِهِ الأَنْظِمَة لِضَمَان إحْتِرَام الْكَرَامَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَحِمَايَة حُقُوق الْمَرْضَى وَالْمُسْتَخْدِمِين. وَكَيْفَ يَنْبَغِي تَحْدِيد مَسْؤُولِيَّة الْأَطْرَاف الْمُعْنِيَة فِي حَالِ حُدُوثِ أَيْ أضْرَارٍ أَوْ نَتَائِج غَيْر مُتَوَقَّعَة. عِلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ، يُثِير التَّطَوُّر التِّقَنِيّ وَالرَّقْمُيّ فِي مَجَالِ الصِّحَّةِ وَالْبَيَانَات الْحَيَوِيَّة تَحَدِّيَات أُخْرَى تَتَعَلَّقُ بِحِمَايَة الْخُصُوصِيَّة وَالْأَمْن. فَمَع إزْدِيَاد جَمْع وَتَخْزين الْبَيَانَاتِ الشَّخْصِيَّةِ وَالْحَسَّاسَة الْمُتَعَلِّقَة بِالصِّحَّة، تَظْهَر تَسَاؤُلَات حَوْلَ مَدَى حِمَايَة هَذِه الْبَيَانَاتِ مِنْ الِإخْتِرَاق وَ الِإسْتِخْدَام غَيْرُ الْمُصَرَّحِ بِهِ. كَيْفَ يَنْبَغِي تَنْظِيم إسْتِخْدَامِ هَذِهِ الْبَيَانَات وَالْحِفَاظِ عَلَى خُصُوصِيَّةِ الْمَرْضَى. وَ مَا هِيَ الضَّمَانَات الْأَخْلَاقِيَّة وَ الْقَانُونِيَّة اللَّازِمَة لِحِمَايَة هَذِه الْبَيَانَات بِشَكْلٍ عَامٍّ، يُوَاجِه حَقْل البْيُّوإِثِيقَا تَحَدِّيَات كَبِيرَةً فِي ظِلِّ التَّطَوُّرَات التِّكْنُولُوجِيَّة السَّرِيعَة وَ المُتَنَوِّعَة فِي الْمَجَالَاتِ الْحَيَوِيَّة وَالطِّبِّيَّة. فَالِإنْتِقَالُ مِنْ الْأَخْلَاقِ التَّقْلِيدِيَّة إلَى أَخْلَاقِيَّات التِّكْنُولُوجْيَا الْحَدِيثَةِ يَتَطَلَّب إعَادَةِ النَّظَرِ فِي الْمَفَاهِيمِ وَالْقَيِّم الْأَخْلَاقِيَّة وَتَطْوِير أَطِرْ نَظَرِيَّة وَ تَطْبِيقِيَّة جَدِيدَةٍ قَادِرَةً عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ هَذِهِ الْقَضَايَا الْمُعَقَّدَة. وَهَذَا يَتَطَلَّب جُهُودًا مُشْتَرَكَةً بَيْنَ الْفَلَاسِفَة وَالْخَبْرَاء فِي الْمَجَالَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَالطِّبِّيَّة وَالْقَانُونِيَّة وَالِإجْتِمَاعِيَّة لِإِيجَاد حُلُول أَخْلَاقِيَّة مُنَاسَبَة لِلتَّحْدِيات الَّتِي تَفْرِضُهَا التَّطَوُّرَات التِّكْنُولُوجِيَّة الْحَدِيثَة.
_ تَأْثِير التِّكْنُولُوجْيَا عَلَى الْقَيِّمِ الْأَخْلَاقِيَّة
التَّطَوُّر السَّرِيعُ فِي التِّكْنُولُوجْيَا الرَّقْمِيَّةَ وَخَاصَّة وَسَائِل التَّوَاصُلِ الِإجْتِمَاعِيِّ وَتَقَنِّيَّات الْمَعْلُومَاتُ قَدْ أَدَّى إلَى تَحَدِّيَات كَبِيرَةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِحُقُوقِ الْفَرْدِ فِي الْخُصُوصِيَّةِ. فَالْقُدْرَةُ عَلَى جَمْعِ وَتَخْزين كَمِّيَّات هَائِلَة مِنْ الْبَيَانَاتِ الشَّخْصِيَّةِ دُونَ مُوَافَقَةِ الْمُسْتَخْدِمِين أَثَارَ مَخَاوِفَ حَوْل إحْتِرَام الْحَيَاة الْخَاصَّة لِلْأَفْرَاد. كَمَا أَنَّ الْهَجَمَاتِ الْإِلِكْتِرُونِيَّة وَسَرِقَة الْمَعْلُومَات الْحَسَّاسَة أصْبَحَتْ تَهْدِيدًا كَبِيرًا يَمَسّ أَمِن الْأَفْرَاد وَثِقَتِهِمْ فِي التِّكْنُولُوجْيَا. وَهَذَا يَنْطَوِي عَلَى تَحَدِّيَات أَخْلَاقِيَّة خَطِيرَة لِضَمَان حِمَايَة الْخُصُوصِيَّة وَالْأَمْن لِلْمُسْتَخْدِمِين. مِنْ جَانِبِ آخَرَ، أَدَّتْ التِّكْنُولُوجْيَا إلَى تَغَيِيرَاتٍ فِي طُرُقِ التَّوَاصُل وَالتَّفَاعُل بَيْنَ النَّاسِ. فَقَدْ أَتَاحَتِ وَسَائِل التَّوَاصُل الِإفْتِرَاضَيَة إمْكَانِيَّةُ التَّوَاصُلِ مَعَ الْآخَرِينَ بِشَكْل أَوْسَع وَأَسْرَع، لَكِنَّهَا فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ قَدْ قَلَّلْت مِنْ التَّفَاعُلِ الْبَشَرِيّ الْمُبَاشِر وَالْعَلَاقَاتِ الِإجْتِمَاعِيَّةِ الْحَقِيقِيَّة. هَذَا التَّحَوُّلِ فِي طَبِيعَةِ التَّوَاصُل لَه تَدَاعَيَات عَلَى الْقَيِّمِ الِإجْتِمَاعِيَّة وَالْأَخْلَاقِيَّة كَالتَّعَاطُف وَ التَّعَاوُنِ وَالتَّضَامُن بَيْنَ النَّاسِ. عِلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ، أَثَّرَتْ التِّكْنُولُوجْيَا عَلَى مَنْظُومَةِ الْقِيَمِ الْأَخْلَاقِيَّةِ السَّائِدَةِ فِي الْمُجْتَمَعِ. فَتَزَايَد إنْتِشَار الْمُحْتَوى غَيْرَ الْأَخْلَاقِيِّ وَالسَّلْوَكَيَّات الْمُنْحَرِفَة عَبْرَ الْإِنْتَرْنِتِ قَدْ شَكْل تَحَدِّياً كَبِيرًا أمَام الْقَيِّم التَّقْلِيدِيَّة. كَمَا أَنَّ ظُهُورَ تِقْنِيَات الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ وَالْهَنْدَسَة الْجِينِيَّة أثَار تَسَاؤُلَات حَوْلَ حُدُود التَّلَاعُب بِالْحَيَاة وَالطَّبِيعَة وَالتَّأْثِير عَلَى كَرَامَةً الْإِنْسَان وَهُوِيَّتِه. وَهَذَا يَتَطَلَّب إِطَارًا أَخْلَاقِيًّا قَوِيًّا لِلتَّعَامُلِ مَعَ هَذِهِ التَّطَوُّرَات التِّكْنُولُوجِيَّة الْحَدِيثَة. فِي ظِلِّ هَذِهِ التَّحَدِّيَات، هُنَاكَ ضَرُورَةٌ مُلِحَّة لِتَطْوِير مَنْظُومَة أَخْلَاقِيَّة مُتَوَازِنَة تَوَاكب التَّطَوُّرَات التِّكْنُولُوجِيَّة. فَلَا يُمْكِنُ إيقَاف التَّقَدُّم التِّقَنِيّ، لَكِنْ يَجِبُ أَنْ يُرَافِقُه وَعِي أَخْلَاقِيّ وَتَشْرِيعَات تَحْمِي الْقِيَمِ الْإِنْسَانِيَّةِ الْأَسَاسِيَّة. وَيَتَطَلَّب ذَلِكَ تَعَاوُنُ الْحُكُومَات وَالمُؤَسَّسَات الدَّوْلِيَّة وَالْمُجْتَمَع الْمَدَنِيّ لِوَضْع ضَوَابِط وَأَطْر أَخْلَاقِيَّة تُنَظِّم إسْتِخْدَام التِّكْنُولُوجْيَا بِمَا يَحْفَظُ حُقُوقَ الْأَفْرَادِ وَيَضْمَن إحْتِرَام الْكَرَامَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ. كَمَا يَجِبُ عَلَى الْمُؤَسَّسَات التَّعْلِيمِيَّة وَالثَّقَافِيَّة الْقِيَام بدَوْرٌ مُهِمٌّ فِي تَعْزِيزِ الْوَعْي الْأَخْلَاقِيّ وَالْقَيِّم الْإِيجَابِيَّة لَدَى الْأَجْيَالِ الْجَدِيدَةِ. أَنَّ التَّأْثِيرَ الْمُتَزَايِد لِلتَّكْنُولُوجْيَا عَلَى الْقَيِّمِ الْأَخْلَاقِيَّة لِلْإِنْسَان يُشْكِل تَحَدِّياً حَقِيقِيًّا يَتَطَلَّب تَعَامُلًا شَامِلًا وَمَتَوَازِنًا. فَالتَّقَدُّمُ التِّكْنُولُوجْيّ لَيْسَ هَدَفًا فِي حَدِّ ذَاتِهِ، بَلْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ وَسِيلَةً لِخِدْمَةِ الْإِنْسَانِ وَ رِفْعَة الْمُجْتَمَعِ، مَعَ الْحِفَاظِ عَلَى الْقَيِّمِ الْأَسَاسِيَّة وَ الْهُوِيَّة الْإِنْسَانِيَّةِ. وَهَذَا يَتَطَلَّب وَعْيًا أَخْلَاقِيًّا رَاسِخًا مِنْ قِبَلِ الْجَمِيع لِتَوْجِيه التِّكْنُولُوجْيَا نَحْوَ تَحْقِيقِ الْخَيْر وَالِإزْدِهَار لِلْبَشَرِيَّة.
_ الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُتَعَلِّقَة بِالبْيُّوإِثِيقَا
البْيُّوإِثِيقَا تَتَنَاوَلُ الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُتَعَلِّقَة بِالتَّطَوُّرَات الْبَيُولُوجِيَّةِ وَالطِّبِّيَّة، وَتَشْمَل الْعَدِيدِ مِنَ الْمَحَاوِر الْهَامَة: 1. الْأَخْلَاقَيَّات فِي الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ الْحَيَوِيّ تَتَضَمَّن قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة مِثْل: . الْمَوَادّ الْبَشَرِيَّة: أَخْلَاقِيَّات إسْتِخْدَامُ الْخَلَايَا وَ الْأنْسِجَة وَ الأَعْضَاءُ الْبَشَرِيَّةِ فِي الْبُحُوث، وَضَمَان الْمُوَافَقَة الْمُسْتَنِيرَة وَ السَّرِيَّة. . التَّجَارِبُ عَلَى الْبَشَرِ: أَخْلَاقِيَّات إجْرَاءُ التَّجَارِب السَّرِيرِيَّة عَلَى الْبَشَرِ، بِمَا فِي ذَلِكَ الْجَوَانِب الْمُتَعَلِّقَة بِالمَخَاطِر وَالْفَوَائِد وَالِإخْتِيَار الْعَادِل لِلْمُشَارِكِين. . التَّجَارِبُ عَلَى الْحَيَوَانَاتِ: أَخْلَاقِيَّات إسْتِخْدَامُ الْحَيَوَانَاتِ فِي الْبُحُوث، وَالتَّأَكُّد مِنْ مُعَامَلَتِهَا بِشَكْل إِنْسَانِيّ وَتَقْلِيل الْمُعَانَاة إلَى الْحَدِّ الْأَدْنَى. . الْأَخْلَاقَيَّات فِي التَّطْبِيقَات الطِّبِّيَّة تَتَضَمَّن قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة مِثْل: . الْإنْجَاب: أَخْلَاقِيَّات تِقْنِيَات الْمُسَاعَدَةِ عَلَى الْإنْجَاب، بِمَا فِي ذَلِكَ التَّخْصِيب الصِّنَاعِيّ وَتَأْجِير الْأَرْحَام. . الْهَنْدَسَة الْوِرَاثِيَّة: أَخْلَاقِيَّات التَّدَخُّل الْجِينِيّ، بِمَا فِي ذَلِكَ التَّعْدِيلُ الْوِرَاثِيّ لِلْبَشَر وَتَصْمِيم الْأَطْفَال. . نِهَايَةِ الْحَيَاةِ: أَخْلَاقِيَّات قَرَارَات إنْهَاءَ الْحَيَاةِ، بِمَا فِي ذَلِكَ الْإِنْعَاشَ الطِّبِّيّ وَالْمَوْت الرَّحِيم. الْأَخْلَاقَيَّات فِي التَّطْبِيقَات الْبَيُولُوجِيَّة تَتَضَمَّن قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة مِثْل: . الْحُفَّاظُ عَلَى التَّنَوُّع الْبَيُولُوجِيّ: أَخْلَاقِيَّات إسْتِخْدَامُ التِّقْنِيَّاتِ الْحَيَوِيَّة لِلتِّدخل فِي النَّظْمِ الّإيْكُولُوجِيَّة. . التَّطْبِيقَات الزِّرَاعِيَّة: أَخْلَاقِيَّات إسْتِخْدَامُ التِّقْنِيَّاتِ الْحَيَوِيَّةَ فِي الزِّرَاعَةِ، بِمَا فِي ذَلِكَ الْهَنْدَسَة الْوِرَاثِيَّة لِلْمُحَاصَّيل. . الْبَيُولُوجْيَا الصِّنَاعِيَّة: أَخْلَاقِيَّات إسْتِخْدَامُ التِّقْنِيَّاتِ الْحَيَوِيَّةَ فِي الصِّنَاعَةِ، بِمَا فِي ذَلِكَ إنْتَاج المَوَادِّ الكِيمْيَائِيَّةِ وَالْوَقُود الْحَيَوِيّ. هَذِهِ الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُتَنَوِّعَةِ فِي البْيُّوإِثِيقَا تَتَطَلَّبُ تَحْلِيلًا عَمِيقًا وَإتِّخَاذ قَرَارَات صَعْبَةً فِي ظِلِّ التَّطَوُّرَات السَّرِيعَة فِي الْمَجَالِ الْحَيَوِيّ وَالطَّبِي. لِذَلِكَ، تَتَزَايَد الْحَاجَةِ إلَى وَضْعِ أُطُرٍ أَخْلَاقِيَّة قَوِيَّة وَمَتَوَازِنَة لِتَنْظِيمِ هَذِه الْمُمَارَسَات وَالتَّطْبِيقَات بِمَا يَضْمَنُ إحْتِرَام الْكَرَامَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَالحِفَاظُ عَلَى الْبِيئَةِ وَ الْأَنْظِمَة الإيْكُولُوجِيَّة. وَ يَتَطَلَّبُ ذَلِك مُشَارَكَة مُتَعَدِّدَة التَّخَصُّصَات بَيْن الْعُلَمَاء وَالْفَلَاسِفَة وَ الْأَخَصُّائِيَيْن الْأَخْلَاقِيِّين وَ صُنَّاع السِّيَاسَات لِمُعَالَجَةِ هَذِهِ التَّحَدِّيَات الْأَخْلَاقِيَّة الْحَيَوِيَّة بِشَكْلٍ شَامِلٍ وَ مَتَمَاسُك.
_ أَبْرَزَ الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي تُثِيرُهَا التِّكْنُولُوجْيَا الْحَيَوِيَّة
التِّكْنُولُوجْيَا الْحَيَوِيَّة هِيَ مَجَالُ عِلْمِي حَيَوِيّ وَوَاسِع النِّطَاق يُثِير الْعَدِيدِ مِنَ الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْهَامَة. مِنْ أَبْرَزِ هَذِهِ الْقَضَايَا تَعْدِيل الْجِينَات الْبَشَرِيَّة. أَنَّ قَدْرَهُ الْعُلَمَاءُ عَلَى تَعْدِيلِ الْجِينَات الْبَشَرِيَّة، وَخَاصَّةً فِي مَرْحَلَةٍ الْأَجِنَّة، يَطْرَح تَسَاؤُلَات أَخْلَاقِيَّة كَبِيرَة. فَمِنْ جِهَةِ، يُمْكِنُ أَنْ تُمَكِّنَ هَذِهِ التِّقْنِيَّةِ مِنْ الْقَضَاءِ عَلَى الْأَمْرَاضِ الْوِرَاثِيَّة المُسْتَعْصِيَة وَتَحْسِين نَوْعِيَّة الْحَيَاةِ الْبَشَرِيَّةِ. لَكِنْ مِنْ جِهَةِ أُخْرَى، هُنَاكَ مَخَاوِفَ مِنْ أَنَّ تُؤَدَّي هَذِهِ التَّعْدِيلَات الْجِينِيَّة إلَى إحْدَاثِ تَغْيِيرَات غَيْر مُتَوَقَّعَة وَقَدْ تَنْتَقِلُ إلَى الأَجْيَال الْقَادِمَة. كَمَا أَنَّ هُنَاكَ قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة حَوْلَ مَدَى شَرْعِيَّة تَحْسِين الصِّفَات الْبَشَرِيَّة بَدَلًا مِنْ عِلَاجٍ الْأَمْرَاض فَقَطْ، وَمَا قَدْ يُنْتِجُ عَنْ ذَلِكَ مِنْ تَفَاوُتٍ إجْتِمَاعِيّ بَيْنَ مَنْ يَسْتَطِيعُونَ الْوُصُولِ إلَى هَذِهِ التِّقْنِيَّات وَ غَيْرِهِمْ. مِنْ جَانِبِ آخَرَ تُسَاهِم الْكَائِنَات الْمُعَدَّلَةِ وِرَاثِيًّا فِي زِيَادَةِ الْإِنْتَاجِيَّة الزِّرَاعِيَّة وَمُكَافَحَة الْآفَات وَالْجَفَاف، إلَّا أَنْ هُنَاكَ مَخَاوِف بِشَأْن أثَارُهَا السَّلْبِيَّةُ عَلَى التَّنَوُّع الْبَيُولُوجِيّ وَ خُصُوبَة التُّرْبَةِ. كَمَا يُطْرَحُ إسْتِخْدَامِ هَذِهِ الْكَائِنَاتِ قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة مُتَعَلِّقَة بِالتَّأْثِير عَلَى الْبِيئَةِ وَالسَّلَامَة الْغِذَائِيَّة كَمَا أَنَّ تِقْنِيَّة الِإسْتِنْساخ الْبَشَرِيِّ تُتِيح إِمْكَانِيَّة إنْتَاج نُسَخ طِبْقَ الْأَصْلِ مِنْ الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ، وَهُوَ مَا يُثِيرُ تَسَاؤُلَات أَخْلَاقِيَّة حَوْل حُقُوق الْفَرْد وَ هُوِيِّة الشَّخْص الْمُسْتَنِسخ، فَضْلًا عَنْ الْمَخَاوِفِ مِنَ إِمْكَانِيَّة إسْتِخْدَامِ هَذِهِ التِّقْنِيَّةِ لِأَغْرَاض تَعْزِيزِيَّة بَدَلًا مِنْ عِلَاجِيَّة. كَمَا أَنَّ مَسْأَلَةَ الْخُصُوصِيَّةِ وَحِمَايَةِ الْبَيَانَاتِ أَثَارَتْ جَدَلًا كَبِيرًا مَع التَّطَوُّر الْكَبِيرِ فِي تِقْنِيَات التَّحْلِيل الْجِينِيّ، أَصْبَحَ بِإِمْكَانِ الْبَاحِثِين الْحُصُولِ عَلَى كَمِّيَّاتٍ هَائِلَة مِنْ الْمَعْلُومَاتِ الْحَسَّاسَة عَنْ الْإِفْرَادِ. هَذَا مَا يُثِيرُ مَخَاوِفَ حَوْل خُصُوصِيَّة الْبَيَانَات الْجِينِيَّة وَكَيْفِيَّة إسْتِخْدَامُهَا، وَمَا قَدْ يُنْتِجُ عَنْ ذَلِكَ مِنْ تَمْيِيزٍ أَوْ إنْتِهَاكِات لِلْحُقُوقِ الْأَسَاسِيَّة لِلْإِنْسَان. أَمَّا فِيمَا يَخُصُّ الْأَسْلِحَة الْبَيُولُوجِيَّة. تَكْتَسِب التِّكْنُولُوجْيَا الْحَيَوِيَّة تَطْبِيقَات عَسْكَرِيَّة خَطِيرَة، إذْ يُمْكِنُ إسْتِخْدَام تِقْنِيَاتٍهَا فِي تَطْوِيرِ أَسْلِحَة بَيُولُوجِيَّة مُدَمِّرَة. هَذَا يُمَثِّلُ تَهْدِيدًا كَبِيرًا لِلْأَمْن وَالسَّلَم العَالَمِيِّين، وَيُثِير تَسَاؤُلَات أَخْلَاقِيَّة حَوْل الْحُدُود الْوَاجِبِ وَضْعُهَا لِإسْتِخْدَام هَذِه التِّقْنِيَّات. أَمَّا إشْكَالِيَّة التَّأْثِيرِ عَلَى الْبِيئَةِ فَقَدْ تَتَضَمَّن التِّكْنُولُوجْيَا الْحَيَوِيَّة تَطْبِيقَات فِي مَجَالِ الزِّرَاعَةِ وَالصِّنَاعَةِ، وَ اَلَّتِي قَدْ تُؤَدِّي إلَى أثَارِ سَلْبِيَّةٍ عَلَى الْبِيئَةِ كَالْمُسَاس بِالتَّنَوُّع الْبَيُولُوجِيّ وَ خُصُوبَة التُّرْبَةِ وَإِطْلَاق مُلُوثات. لِذَا فَهُنَاك ضَرُورَة لِوَضْع ضَوَابِط أَخْلَاقِيَّة لِضَمَان الْحُفَّاظُ عَلَى التَّوَازُنِ البِيئِيّ. تُعَدُّ الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُتَعَلِّقَة بِالتِّكْنُولُوجْيَا الْحَيَوِيَّة مُتَعَدِّدَة الْأبْعَاد وَتَتَطَلَّب تَأَمُّلًا عَمِيقًا وَ حِوَّاراً مُجْتَمَعِيّاً مُوَسَّعًا لِضَمَان إسْتِخْدَامِ هَذِهِ التِّقْنِيَّات بِمَا يُحَقِّقُ الْمَنْفَعَةُ الْعَامَّةُ مَعَ الْحِفَاظِ عَلَى الْكَرَامَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَالْقَيِّم الْأَخْلَاقِيَّة الْأَسَاسِيَّة. وَ هَذَا مَا تَسْعَى الْمُؤَسَّسَات الدَّوْلِيَّة وَالْمُجْتَمَع الْعِلْمِيِّ إلَى مُعَالَجَتِه مِنْ خِلَالِ وَضَع مَبَادِئ تَوْجِيهَيْة أَخْلَاقِيَّة فِي هَذَا الْمَجَالِ.
_ الْمَوَاقِفَ الْمُخْتَلِفَة لِلْعُلَمَاء تُجَاه قَضَايَا البْيُّوإِثِيقَا
البْيُّوإِثِيقَا هِيَ الْحَقْلِ الَّذِي يَبْحَثُ فِي الْمَشَاكِل الْأَخْلَاقِيَّة الْمُرْتَبِطَة بِالتَّطَوُّرَات الْعِلْمِيَّةِ وَالطِّبِّيَّة الْحَدِيثَةِ، وَهِيَ تُثِير جَدَلًا وَاسِعًا بَيْنَ الْعُلَمَاءِ وَالْفَلَاسِفَة وَرِجَال الدَّيْنِ. هُنَاكَ مَوَاقِف مُتَبَايِنَة لِلْعُلَمَاء تُجَاه قَضَايَا البْيُّوإِثِيقَا الْمُعَاصَرَةُ، وَأَبْرَز هَذِهِ الْمَوَاقِفِ هِي: .الْمَوْقِفِ الْمُؤَيَّد: هُنَاك الْعَدِيدِ مِنَ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يَنْظُرُونَ إلَى التَّقَدُّمِ الْعِلْمِيِّ وَ التِّقْنِيِّ فِي الْمَجَالَاتِ الْحَيَوِيَّة وَالطِّبِّيَّة عَلَى أَنَّهُ إنْجَاز يُحَقِّق مَنَافِع عَدِيدَة لِلْإِنْسَان. فَتِقْنِّيَّات الْإخْصَاب الِإصْطِنَاعِيّ وَ بُنُوك الْمَنِيّ وَالْأَرْحَام الْمُسْتَعَارَةِ، عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، قَدْ سَاعَدَتْ الْكَثِيرِ مِنْ الْأَزْوَاجِ الْعَقِيمُين عَلَى الْأَنْجَاب وَإنْجَاب أَطْفَال لَهُمْ. وَلِذَلِكَ، يَرَى هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ هَذِهِ التِّقْنِيَّات الْحَدِيثَة يَنْبَغِي تَشْجِيعَهُا وَتَطْوِيرِهَا، لِأَنَّهَا تَخْدُمُ مَصْلَحَةُ الإِنْسَانِ . الْمَوْقِفِ الْمُعَارِضِ: فِي الْمُقَابِلِ، هُنَاكَ عَدَدُ مَنْ الْعُلَمَاء الْمُتَحَفِّظِين عَلَى بَعْضٍ تَطْبِيقَات الْبَيُولُوجْيَا الْحَدِيثَةِ، لِإعْتِبَارَات أَخْلَاقِيَّة وَ فَلْسَفِيَّة. فَالْكَاثُولِيكِيَّة، عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، رَفَضَتْ فِكْرَة فَصْلِ المُتْعَةِ الْجِنْسِيَّة عَنْ الْإنْجَاب، وَ رَفَضَتْ إخْرَاجَ الْمَنِيِّ وَالْبُوَيْضات خَارِجَ جِسْم الزَّوْجَيْنِ. كَمَا أَنَّ هُنَاكَ مَخَاوِفَ مِنْ أَثَرِ هَذِهِ التِّقْنِيَّات عَلَى هَوِيِّة الْفَرْد وَالْأَسِرَّة وَالْمُجْتَمَع كَكُلّ. لِذَلِك، يُطَالَب هَؤُلَاء بِضَرُورَة وَضْعَ ضَوَابِطَ أَخْلَاقِيَّة صَارِمَة لِتَنْظِيم هَذِه الْمُمَارَسَات. . الْمَوْقِف الْمُتَوَازِن: ثَمَّةَ فَرِيقٌ ثَالِثٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يَنْظُرُونَ إلَى قَضَايَا البْيُّوإِثِيقَا بِطَرِيقَة أَكْثَر تَوَازَنَا. فَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ التَّقَدُّمَ الْعِلْمِيَّ لَه جَوَانِبَ إِيجَابِيَّةً وَسَلْبِيَّة، وَأَنَّهُ مِنْ الضَّرُورِيِّ إسْتِخْدَامِ هَذِهِ التِّقْنِيَّات بِحِكْمَة وَبِمَا يُحَقِّقُ الْمَنْفَعَة لِلْإِنْسَانِ، مَعَ مُرَاعَاةِ الْجَوَانِب الْأَخْلَاقِيَّة وَالْقِيمَيَّة. وَلِذَلِكَ، يَدْعُونَ إِلَى ضَرُورَةِ إيجَاد تَوَازُن بَيْنَ الِإسْتِفَادَةِ مِنَ هَذِهِ التَّطَوُّرَات وَبَيْن الْحُفَّاظُ عَلَى الْكَرَامَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَقِيَم الْمُجْتَمَع. بِشَكْلٍ عَامٍّ، يَتَّضِحُ أَنَّ مَوَاقِفَ الْعُلَمَاء تُجَاه قَضَايَا البْيُّوإِثِيقَا تَتَرَاوَحُ بَيْنَ التَّأْيِيد وَالرَّفْض وَالتَّوَازُن، وَذَلِكَ بِحَسَبِ الِإنْتِمَاءَات الفِكْرِيَّةُ وَالثَّقَافِيَّةُ وَ الدِّينِيَّة لِكُلِّ فَرِيقٍ. وَمِنْ الْوَاضِحِ أَنَّ هَذِهِ الْقَضَايَا تُثِير جَدَلًا وَاسِعًا فِي الْمُجْتَمَعِ، وَلَا تَزَالُ بِحَاجَةٍ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ البَحْثِ وَالنَّقَّاش لِإِيجَاد تَوَازُن بَيْنَ التَّطَوُّرُ الْعِلْمِيُّ وَالْحِفَاظُ عَلَى الْقَيِّمِ الْأَخْلَاقِيَّة.
_ كَيْفَ تُؤَثِّرُ الْفَلْسَفَةِ عَلَى تَطْوِير الْأَخْلَاق الْبْيُوطِبِيَّة
إنْ عَلَاقَة الْفَلْسَفَة بِالْأَخْلَاق الْبْيُوطِبِيَّة هِيَ عَلَاقَةٌ وَطِيدَة وَ مُتَشَابِكَة بِشَكْلٍ كَبِيرٍ. فَالفَلْسَفَة لَعِبَتْ دُورًا حَيَوِيًّا فِي نَشْأَةٍ وَ تَطْوِير الْأَخْلَاق الْبْيُوطِبِيَّة مُنْذُ بِدَايَتِهَا فِي أَوَاخِرِ الْقَرْنِ الْعِشْرِين. أَوَّلًا، الْفَلَاسِفَة كَانُوا مِنْ أَوَائِلِ مَنْ أَسَّسُوا وَطْؤُروا مَفْهُومُ الْأَخْلَاق الْبْيُوطِبِيَّة كَحَقِّل جَدِيدٍ. فَالْعَالِم الْأَمْرِيكِيّ فَانْ بُوتْر هُوَ مِنْ إبْتَكَرَ هَذَا الْمُصْطَلَحَ فِي عَامٍ 1970، ثُمَّ طَوْرَه فِي كِتَابِهِ "البْيُّوإِثِيقَا : جَسْرٌ نَحْوَ الْمُسْتَقْبَلِ" الَّذِي نَشَرَهُ فِي الْعَامِ التَّالِي. وَكَان الْهَدَفِ مِنْ ذَلِكَ هُوَ إيجَادُ إِطَار أَخْلَاقِيّ لِتَنْظِيم وَ ضَبَط الْمُمَارَسَات وَالْأَبْحَاث فِي مَجَالَاتِ الْبَيُولُوجْيَا وَالطِّبِّ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَدُ تَطَوُّرَات سَرِيعَة وَكَبِيرَةٌ فِي ذَلِكَ الْوَقْت. ثَانِيًا، لَعِب الْفَلَاسِفَة دَوْرًا بَارِزًا فِي تَأْسِيسِ الْمَرَاكِز الْبَحْثَيْة وَ المُؤَسَّسَات الأَكَادِيمِيَّة الْمُعْنِيَة بِدِرَاسَة الْأَخْلَاق البْيُّوإِثِيقَا عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، قَام الْفَيْلَسُوف الْأَمْرِيكِيّ دَانْيَال كَالاَهَان بِتَأْسِيس مَرْكَزُ "هَيْسْتِنْجْز" Hastings Center، لِدِرَاسَة عِلْم البْيُّوإِثِيقَا، كَمَا شَارَكَ فِي تَأْسِيسِ الْمَوْسُوعَة الْبْيُوثِيقِيَّة وَ الْمَجَلَّةُ الْعِلْمِيَّة بِإسْمِهَا. ثَالِثًا، سَاهِم الْفَلَاسِفَةِ فِي إِثْرَاءِ الْفِكْر الْبْيُوثِيقِيَّ بِمُنَاقَشَة قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة شَائِكَة نَاتِجَةً عَنْ التَّطَوُّرَات الْبَيُولُوجِيَّة وَ الطِّبِّيَّة، مِثْل مَشْرُوعِيَّة الِإسْتِنْساخ، وَإِجْرَاء التَّجَارِبُ عَلَى الْبَشَرِ، وَتَقَنِّيَّات الْأَنْجَاب الِإصْطِنَاعِيّ. وَكَانَ لِهَذِهِ الْمُنَاقَشَات الْفَلْسَفِيَّة أَثَرٍ كَبِيرٍ فِي تَبْلُور وَ تَشَكِّلُ الْأَخْلَاق الْبْيُوطِبِيَّة كَحَقِّل مَعْرِفِيّ مُسْتَقِلّ. رَابِعًا، سَاهِم الْفَلَاسِفَةِ فِي تَطْوِيرِ الْمَفَاهِيم وَالنَّظَرِيَّات الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي تَوَجَّهَ وَتَحَكُّم الْمُمَارَسَات الْبْيُوطِبِيَّة. عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، طَوْر الْفَيْلَسُوف هَانِز يُونُاس مَفْهُومُ "الْمَسْؤُولِيَّة" الَّذِي يُعَدُّ أَحَد الرَّكَائِز الْأَسَاسِيَّة لِلْفِكْر الْبْيُوثِيقِي، كَمَا رَبَط البْيُّوإِثِيقَا بِأَخْلَاقِيَّات الْبِيئَةِ لِإِعْطَائِهَا طَابَعًا شُمُولِيًّا. خَامِسًا، تَوَاجَد الْفَلَاسِفَة بِشَكْل فَعَالٌ فِي اللِّجَان الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي صَاحَبَتْ تَطَوُّرِ الأَخْلَاقِ الْبْيُوطِبِيَّة وَسَاعَدُوا فِي صِيَاغَةِ السِّيَاسَات وَالتَّشْرِيعَات الَّتِي تَحْكُمُ الْمُمَارَسَات فِي هَذَا الْمَجَال. إذْن، يُمْكِنُ الْقَوْلُ أَنَّ الْفَلْسَفَةَ قَدْ لَعِبَتْ دُورًا مُحَوَّريا فِي تَأْسِيسِ الْأَخْلَاق الْبْيُوطِبِيَّة وَتَطْوِيرِهَا مِنْ خِلَالِ الْمُسَاهَمَةِ فِي تَشْكِيلِ مَفَاهِيمِهَا وَتَوْجِيه مُنَاقَشَاتها وَتَقْدِيمُ الأَطْر النَّظَرِيَّة وَالْمِنْهَجِيَّة الَّتِي تَضْبِطُ وَتُنَظِّم الْمُمَارَسَات الْبْيُوطِبِيَّة. وَبِذَلِكَ أَصْبَحْت الْفَلْسَفَة شَرِيكًا أَسَاسِيًّا فِي مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَات الْأَخْلَاقِيَّة النَّاجِمَةِ عَنِ التَّقَدُّمِ الْعِلْمِيِّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ فِي مَجَالَاتِ الْبَيُولُوجْيَا وَالطِّبّ.
_ المَسْؤُولِيَّات الْجَدِيدَةِ الَّتِي يَتَحَمَّلُهَا الْأَطِبَّاءِ فِي ظِلِّ التَّحَدِّيَات الْأَخْلَاقِيَّة الْحَالِيَّة
تَوَاجَه الْأَطِبَّاءِ فِي الْوَقْتِ الْحَالِي تَحَدِّيَات أَخْلَاقِيَّة جَدِيدَة نَتِيجَة التَّطَوُّرَات التِّكْنُولُوجِيَّة السَّرِيعَة وَ تَغَيُّر طَبِيعَةِ الْعَمَلِ الطِّبِّيّ. لِذَلِكَ، هُنَاكَ مَسْؤُولِيَّات إضَافِيَّة أَصْبَحَ عَلَى الْأَطِبَّاءِ التَّحَلِّي بِهَا: . الْحُفَّاظُ عَلَى الْخُصُوصِيَّةِ وَالسَّرِيَّة: مَعَ تَطَوُّرِ تِكْنُولُوجْيَا الْمَعْلُومَاتِ الطِّبِّيَّة، أَصْبَحَ مِنْ الضَّرُورِيِّ عَلَى الْأَطِبَّاءِ الْحُفَّاظُ عَلَى خُصُوصِيَّةِ الْمَرْضَى وَ سِرِّيَّة الْمَعْلُومَات الطِّبِّيَّة الْخَاصَّة بِهِمْ. هَذَا يَتَطَلَّب التَّأَكُّدِ مِنْ وُجُودِ إجْرَاءَات أُمْنِيَة مُنَاسَبَة لِحِمَايَةِ الْبَيَانَاتِ الْحَسَّاسَة وَالتَّعَامُل مَعَهَا بِمَسْؤُولِيَّة.
. تَجَنُّب التَّحَيُّز وَالتَّمْيِيز: مَع إزْدِيَاد إسْتِخْدَام الذَّكَاء الِإصْطِنَاعِيّ فِي التَّشْخِيص وَ الْعِلَاج، يَجِبُ عَلَى الْأَطِبَّاءِ ضَمَان عَدَمِ وُجُودِ تَحَيَّز أَوْ تَمْيِيزٌ فِي نَتَائِجِ هَذِهِ الأَنْظِمَة بِسَبَب عَوَامِل مِثْلَ الْعِرْقِ أَوْ الْجِنْسِ أَوْ الطَّبَقَةِ الِإجْتِمَاعِيَّةِ. يَتَطَلَّبُ ذَلِكَ مُرَاقَبَة دَقِيقَة لِلْبَيَانِات الْمُسْتَخْدَمَةُ فِي تَطْوِيرِ هَذِه الأَنْظِمَة وَالتَّأَكُّد مِنْ نَزَاهَتِهِا. . إدَارَة التَّوَقُّعِات وَإِشْرَاكُ الْمَرْضَى: مَع التَّطَوُّرَات الطِّبِّيَّة الْحَدِيثَة، أَصْبَحَ مِنْ الضَّرُورِيِّ عَلَى الْأَطِبَّاءِ إشْرَاك الْمَرْضَى بِشَكْلٍ أكْبَرَ فِي الْقَرَارَات الطِّبِّيَّة وَ إِدَارَة تَوَقُّعَاتُهِمْ. فَالْمَرْضَى أَصْبَحُوا أَكْثَر وَعْيًا بِالْخِيَارَات الْعِلَاجِيَّة الْمُتَاحَة وَيَنْتَظِرُون مُسْتَوَى أَعْلَى مِنْ الْمُشَارَكَةِ فِي الْعَمَلِيَّةِ الْعِلَاجِيَّة. . التَّعَامُلِ مَعَ الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة فِي نِهَايَةِ الْحَيَاةِ: أَصْبَحْت قَضَايَا الْمَوْتِ وَالْمَوْتُ الرَّحِيم وَإِنْهَاء الْعِلَاج الْمُسْتَعِصي أَكْثَرُ تَعْقِيدًا وَشُيُوعًا. لِذَا يَتَوَجَّبُ عَلَى الْأَطِبَّاءِ إمْتِلَاك الْمَهَارَات اللَّازِمَة لِلتَّعَامُلِ مَعَ هَذِهِ الْمَوَاقِفِ الصَّعْبَة بِحَسَاسِيَة وَتَعَاطُف مَعَ الْمَرِيضِ وَعَائِلَتِه، مَعَ الِإلْتِزَامِ بِالْمَبَادِئ الْأَخْلَاقِيَّة. . الْمَسْؤُولِيَّة تُجَاه الْمُجْتَمَع: أَصْبَحَ مِنْ الْمُتَوَقَّعِ عَلَى الْأَطِبَّاءِ أَنَّ يَكُونُوا عَلَى دِرَايَةٍ بِالْقَضَايَا الصِّحِّيَّة الْمُجْتَمَعِيَّة وَإِنْ يُسَاهَمُّوا فِي حِلِّهَا. فَعَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ، مُشَارَكَة الْأَطِبَّاءِ فِي بَرَامِج الْوِقَايَةِ مِنْ الْأَمْرَاضِ وَتَعْزِيز الصِّحَّة الْعَامَّة أَصْبَحْت جُزْءًا مِنْ دُورِهِمْ المُتَوَسِّع. لَقَدْ أَصْبَحْتَ المَسْؤُولِيَّات الْأَخْلَاقِيَّة لِلْأَطِبَّاء أَكْثَر تَنُوعا وَ تَعْقِيدٌا فِي ظِلِّ التَّحَدِّيَات الْحَالِيَّة. وَ يَتَطَلَّب ذَلِكَ مِنْ الْأَطِبَّاءِ إمْتِلَاك مَهَارَات إضَافِيَّةٍ فِي مَجَالَاتِ مِثْل إدَارَة الْبَيَانَات وَ التِّكْنُولُوجْيَا الْحَدِيثَة، وَالتَّوَاصُل مَع الْمَرْضَى، وَالتَّفْكِير النَّقْدِيِّ فِي الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُعَقَّدَة. كَمَا أَنَّ التَّعْلِيمَ الْمُسْتَمِرّ وَ التَّطْوِير الْمِهَنِّي أَصْبَحَا أَمْرَيْن ضَرُورِيَيْن لِضَمَانِ قُدْرَةِ الأَطِبَّاءِ عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ هَذِهِ التَّحَدِّيَات بِفَعَّالِيَّة.
_ كَيْفَ يُمْكِنُ دَمْج البْيُّوإِثِيقَا فِي التَّعْلِيمِ الطِّبِّيّ
فِي ضَوْءِ التَّطَوُّرَات الْهَائِلَة وَالسَّرِيَّعَة الَّتِي شَهِدَهَا الْمَجَال الطِّبِّيّ وَالْبُيُولُوجِيّ فِي الْعَصْرِ الْحَدِيثِ، أَصْبَحَتْ مَسْأَلَةُ إدْمَاج البْيُّوإِثِيقَا فِي المَنَاهِجِ التَّعْلِيمِيَّة لِلطِّبّ وَالْعُلُوم الْبَيُولُوجِيَّة مِنَ الْأَهَمِّيَّةِ بِمَكَان. البْيُّوإِثِيقَا هِيَ فَرْعٌ مِنْ فُرُوعِ الْأَخْلَاقِ التَّطْبِيقِيَّة الَّتِي تَبْحَثُ فِي الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُرْتَبِطَة بِالتَّطَوُّرَات الْحَاصِلَةُ فِي عُلُومِ الحَيَاةِ وَالطِّبّ الْحَدِيث. يَجِبُ عَلَى الْمُؤَسَّسَات التَّعْلِيمِيَّة الطِّبِّيَّة إدْرَاج مُسَاقَات وَدُورات تَدْرِيبِيٍّة حَوْلَ البْيُّوإِثِيقَا ضَمِنَ الْمَنَاهِج الدِّرَاسِيَّة لِطُلَّاب الطِّبِّ وَالْعُلُومِ الْبَيُولُوجِيَّة. فَهَذَا سِيَّمَكِنِهِمْ مِنْ إكْتِسَابِ الْمَهَارَات اللَّازِمَة لِتَحْلِيل الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُرْتَبِطَة بِمُمَارَسَاتُّهِم الْمِهَنِيَّة مُسْتَقْبِلًا. كَمَا يَجِبُ أَنْ تُرَكِّزَ الْمُسَاقَات التَّعْلِيمِيَّة فِي البْيُّوإِثِيقَا عَلَى تَنْمِيَةِ قُدُرَات الطُّلَّاب عَلَى التَّفْكِيرِ النَّقْدِيّ وَالْأَخْلَاقِيّ. فَهَذَا سِيَّمَكِنِهِمْ مِنْ مُنَاقَشَةٍ وَ تَحْلِيل الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُعَقَّدَةِ الَّتِي قَدْ تُوَاجِهُهُمْ فِي مُمَارَسَاتهم الْمِهَنِيَّة بَعْد التَّخَرُّج. أَنَّ الِإعْتِمَادَ عَلَى الْحَالَاتِ الدِّرَاسِيَّة وَالنُّقَاشات الْجَمَاعِيَّةُ فِي تَدْرِيسِ البْيُّوإِثِيقَا سَيُسَاهم فِي تَنْمِيَةِ مَهَارات الطُّلاَّبُ فِي إتِّخَاذِ الْقَرَارَات الْأَخْلَاقِيَّة وَالتَّعَامُلُ مَعَ الْمَوَاقِف الْحَرِجَة. كَمَا سِيَّمَكِنِهِمْ مِنْ الِإطِّلَاعِ عَلَى وَجِهَات نَظَر مُخْتَلِفَة وَ تَبَادُل الْأَفْكَار مَع زُمَلَائِهِمْ. مِنْ الْأَهَمِّيَّة بِمَكَان إشْرَاك مُتَخَصِّصِينَ فِي البْيُّوإِثِيقَا مِنْ خَلْفِيَّاتِ مُخْتَلِفَة (فَلَاسِفَة، أَطِبَّاء، قَانُونِيًّين، دَيْنٌيين..) فِي تَدْرِيسِ هَذِه الْمُسَاقَات. فَهَذَا سَيُسَاعِد عَلَى تَزْوِيد الطُّلَّاب بِرُوَّى مُتَنَوِّعَة وَتَعْزِيز فَهْمِهِمْ لِلْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُعَقَّدَة. كَذَا يَجِبُ عَلَى الْمُؤَسَّسَات التَّعْلِيمِيَّة الطِّبِّيَّة رَبَط تَدْرِيس بِالْمُمَارَسَات الْمِهَنِيَّة الْفِعْلِيَّة لِلْأَطِبَّاء وَ الْبَاحِثِين. فَهَذَا سَيُسَاعِد الطُّلاَّبُ عَلَى فَهْمِ كَيْفِيَّة تَطْبِيق الْمَبَادِئِ الْأَخْلَاقِيَّةِ عَلَى الْمَوَاقِف الْحَقِيقِيَّةِ الَّتِي قَدْ يُوَاجِهُونها فِي مُسْتَقْبِلَهُمْ الْمِهَنِّي. يُمْكِن لِلْمُؤَسَّسَات التَّعْلِيمِيَّة الطِّبِّيَّة إقَامَة شِرَاكات مَعَ الْمُؤَسَّسَات الصِّحِّيَّة وَ الْمَرَاكِز الْبَحْثَيْة لِتَنْظِيمِ بَرَامِج تَدْرِيبِيٍّة مُشْتَرَكَةٍ فِي مَجَالِ البْيُّوإِثِيقَا. فَهَذَا سَيُسَاعِد عَلَى رَبْطِ التَّعْلِيم النَّظَرِيّ بِالْمُمَارَسَات الْعَمَلِيَّةُ فِي الْمَجَالِ الطِّبِّيّ. إنَّ إدْمَاج الْبُيُوتِيقا فِي المَنَاهِجِ التَّعْلِيمِيَّة لِلطِّبّ وَالْعُلُوم الْبَيُولُوجِيَّة أَصْبَح ضَرُورَةً مُلِحَّةً فِي ظِلِّ التَّطَوُّرَات الْحَاصِلَةِ فِي هَذِهِ الْمَجَالَاتِ. فَهَذَا سَيُسَاهم فِي تَعْزِيزِ الْوَعْي الْأَخْلَاقِيّ لَدَى الطُّلَّاب وَتَمْكِينُهُمْ مِنْ التَّعَامُلِ بِشَكْل مَسْؤُول مَع التَّحَدِّيَات الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي قَدْ تُوَاجِهُهُمْ فِي مُمَارَسَاتهم الْمِهَنِيَّة مُسْتَقْبِلًا.
_ الْفَرْقُ بَيْنَ الْأَخْلَاق التَّطْبِيقِيَّة وَالْبُيُوإثِيقَا
الْأَخْلَاقِ التَّطْبِيقِيَّة (Applied Ethics) وَالْبُيُوإثِيقَا (Bioethics) هُمَا مَجَالَان مُتَرَابِطَان وَلَكِنْ لَهُمَا تَمَايزَات مُهِمَّة. الْأَخْلَاق التَّطْبِيقِيَّة هِيَ مَجَالُ أَوْسَع يَنْطَبِقُ عَلَى تَطْبِيقِ الْمَبَادِئ وَالنَّظَرِيَّات الْأَخْلَاقِيَّة فِي مُخْتَلَفٍ الْمَجَالَات الْعَمَلِيَّة، مِثْل الطِّبّ وَالْبِيئَة وَالْإِعْلَام وَالتِّكْنُولُوجْيَا وَغَيْرِهَا. فَهِيَ تُعْنَى بِتَحْدِيد الْمَعَايِير وَالْقَوَاعِد الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ تَحْكُمَ الْمُمَارَسَات وَالْقَرَارَات فِي هَذِهِ الْمَجَالَاتِ الْمُخْتَلِفَة. أَمَّا الْبُيُوإثِيقَا فَهِيَ فَرْعٌ مُتَخَصِّص مِنْ الْأَخْلَاقِ التَّطْبِيقِيَّة، وَاَلَّذِي يُرَكِّزُ بِشَكْلٍ مُحَدَّدٌ عَلَى الْقَضَايَا الْأَخْلَاقِيَّة الْمُرْتَبِطَة بِالْعُلُوم الْحَيَاتِيَّة وَالطِّبِّيَّة. تَهْتَمّ الْبُيُوإثِيقَا بِالْأَسْئِلَة الْأَخْلَاقِيَّةِ الَّتِي تَنْشَأُ عَنْ التَّطَوُّرَات الْحَدِيثَةِ فِي مَجَالَاتِ الطِّبّ وَالْبُيُولُوجِيَا وَ التِّكْنُولُوجْيَا الْحَيَوِيَّة، مِثْل قَضَايَا الْإنْجَاب وَالْإِجْهَاض وَزِرَاعَة الْأَعْضَاء وَالِإسْتِنْسَاخ وَالتَّجَارِبِ الطِّبِّيَّة. وَبَيْنَمَا تَتَنَاوَل الْأَخْلَاق التَّطْبِيقِيَّة مَجْمُوعَةً مُتَنَوِّعَةً مِنَ الْمَجَالَاتِ، فَإِنْ الْبُيُوإثِيقَا تُرْكَزُ بِشَكْل خَاصٌّ عَلَى الأبْعَادِ الْأَخْلَاقِيَّة لِلتَّقَدُّم الْعِلْمِيّ وَالتِّكْنُولُوجِيّ فِي مَجَالَاتِ الطِّبّ وَالْبُيُولُوجِيَا. كَمَا أَنَّ الْبُيُوإثِيقَا تَنْظُرُ إلَى هَذِهِ الْقَضَايَا مِنْ مَنْظُورٍ فَلْسَفِيّ وَأَخْلَاقِيّ، بَيْنَمَا تَكُونُ الْأَخْلَاقُ التَّطْبِيقِيَّة أَكْثَرُ إنْفِتَاحًا عَلَى الْمَدَاخِل مُتَعَدِّدَة التَّخَصُّصَات، بِمَا فِي ذَلِكَ الْقَانُون وَالسِّيَاسَة وَ الِإقْتِصَاد وَالدَّيْن. عِلَاوَةً عَلَى ذَلِكَ، فَإِنْ الْبُيُوإثِيقَا تَتَمَيَّزُ بِتَرْكِيزِهَا عَلَى قَضَايَا الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَا مِنْ أَسْئِلَةِ أَخْلَاقِيَّة مُلِحَّة، مِثْلُ حَقِّ الْإِنْسَانِ فِي الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ، وَ الْمَعَايِير الْمُتَعَلِّقَةِ بِتَعْرِيف الْمَوْتِ، وَالْمَسْؤُولِيَّة تُجَاه الْكَائِنَاتِ الْحَيَّةِ. فِي حِينِ أَنَّ نِطَاق الْأَخْلَاق التَّطْبِيقِيَّة أَوْسَعُ لِيَشْمَل قَضَايَا أَخْلَاقِيَّة فِي مَجَالَاتِ مُتَنَوِّعَة كَالْبِيئَة وَالْإِعْلَامُ وَ التِّكْنُولُوجْيَا وَغَيْرِهَا. فِي الْخِتَامِ، يُمْكِنُ الْقَوْلُ أَنَّ الْبُيُوإثِيقَا هِيَ فَرْعٌ مُتَخَصِّص مِنْ الْأَخْلَاقِ التَّطْبِيقِيَّة، تُرْكَزُ عَلَى الْمَسَائِلِ الْأَخْلَاقِيَّة الْمُرْتَبِطَة بِالتَّطَوُّرَات فِي الْعُلُومِ الْحَيَاتِيَّة وَالطِّبِّيَّة، بَيْنَمَا تَتَنَاوَل الْأَخْلَاق التَّطْبِيقِيَّة مَجْمُوعَةً أَوْسَعُ مِنْ الْمَجَالَات الْعَمَلِيَّة. وَكِلَاهُمَا يَسْعَى لِتَطْبِيق الْمَبَادِئ وَالنَّظَرِيَّات الْأَخْلَاقِيَّة عَلَى الْقَضَايَا الْعَمَلِيَّة الْمُعَاصِرَة
#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البْيُّوإِثِيقَا : -الْجُزْءِ الثَّانِي-
-
البْيُّوإِثِيقَا : -الْجُزْءِ الْأَوَّلِ-
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق فِي فَلْسَفَةِ الِإخْتِلَاف
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : رِهَان الدِّرَاسَات المُسْتَقْبَلِ
...
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : تَحَدِّيَات الْعَوْلَمَة
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق : أَسَاسِيًّات التَّقَدُّمُ
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق : إنْتِقَادَات مَا بَعْدَ الْحَدَاثَة
...
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : تَسَاؤُلَات الْحَدَاثَةِ
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق : تَشْكِيلَات الْحَضَارَةُ
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق: الْمَنْظُور الْفَلْسَفِيّ التَّارِي
...
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق: رَمَزَيات الْمَيثولُوجْيَا
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق: جُذُور الْمُعْتَقَدَات السِّحْرِيَّة
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق : تَجَاوُزَات الْأَيْدُيُولُوجِيَّا
-
الْعِلْم وَالْأَخْلَاق فِي الْحِكْمَةِ الْغَنُوصِيَّة
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق فِي الْحِكْمَةِ الْهَرْمُسِيَّة
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق؛ مَبَاحِث الْآكْسِيُّولُوجْيَا
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق؛ إشْكَالَيْات الْكُوسْمُّولُوجْيَا
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق فِي سِيَاقِ الثَّيُولُوجْيَا
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق؛ تَصَوُّرَات الِأنْطولُوجْيَا
-
الْعِلْمُ وَالْأَخْلَاق؛ مُقَارَبَات الإِبِسْتِمُولُوجْيَّا
المزيد.....
-
حدث غريب في أمريكا.. يتجمع حشد سنويًا لمشاهدة بري قلم عملاق
...
-
CNN بالموقع.. دمار مربع سكني كامل بإسرائيل بضربة إيرانية فجر
...
-
خريطة تفصّل موقع الضربات الإيرانية في إسرائيل
-
-مستذكرا الحرب مع صدام-.. مسؤول إيراني: يجب استخدام الأنفاق
...
-
رأي.. عمر حرقوص يكتب: حرب إيران وإسرائيل.. تجسس ورقص فوق سطو
...
-
إعلام إيراني: تسريب معلومات 40 طيارا إسرائيليا شاركوا في اله
...
-
إسرائيل تحذر مواطنيها: تجنبوا العودة عبر الأردن أو سيناء!
-
شركة -العال- تلغي رحلاتها من وإلى إسرائيل
-
-أُغلق الباب في وجوههم ظلماً-: كيف بدّد الحظر الأمريكي أحلام
...
-
ترامب يتوعّد إيران بـ -قوة غير مسبوقة- وطهران تُحدّد شرطاً ل
...
المزيد.....
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|