أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رشا أرنست - شباب يطلب فرصة














المزيد.....

شباب يطلب فرصة


رشا أرنست
(Rasha Ernest)


الحوار المتمدن-العدد: 1799 - 2007 / 1 / 18 - 12:36
المحور: المجتمع المدني
    


قرأت له الكثير من الكتابات دون أن اعرفه ، فهو بالنسبة لي كاتب كأي كاتب آخر ، ما يميزه عندي أنني أشعر انه يتواصل مع عقلي بشكل طبيعي و أفضل قراءة كتاباته . و الآن ها إني اعرفه و أحدثه و كانت معرفتنا صدفة ، و لكنها أصبحت أكثر من ذلك ، فربطتنا صداقة جدّية . لم يجعل لفارق العمر أو المكانة حاجزٌ بيننا ، بل العكس ، بحواري معه لم أشعر بتلك الفوارق ، و إن كان هو يُعتبر في سن الشباب أيضاً ، دائماً يُقدرني و يهتم لأفكاري و قناعاتي في أمور كثيرة ، في عصر أصبح الشباب منا بلا قيمة و يصفونه بالشباب الضائع و المستهتر و لا يصغون إليه دون تمييز أن هناك أنماط مختلفة للشباب . فالشباب بالتقريب هم ثلاث أنماط ، النمط الأول الشباب الذي تعلم تعليم لا يُساوي أكثر من الحبر الذي كُتب به شهادتهم الجامعية ، و هذا الشباب يسعى فقط لترك البلد و السفر للخارج نتيجة الإحباط و البطالة و تدهور كل شيء هنا حتى الكرامة . و النمط الثاني لشباب استطاع بمقدرته المحدودة و إيمانه الكبير أن يُثقف نفسه و يجد له قضية يعيش من اجلها في وطنه هنا و هؤلاء قلة . أما شباب النمط الثالث هم مَن ضاعوا في المنتصف لم يستطيعوا تحديد أهدافهم أو الإيمان بقضية ، و قرروا ضرب كل القيم بالحائط ، و اكتفوا بثقافة الفيديو كليب و أفلام الإيرادات الهابطة و البرامج التي تحط من قيمة الإنسان . و لكن بالنهاية جميعهم شباب هذا البلد يمثلون نصف المجتمع . و رغم ذلك نجد من حولهم غاية في اللامبالاة وسط فوضى من الآراء المبعثرة في كل مكان . فمنهم من لا يأبه أساساً بالشباب ، و منهم مَن يعتبرهم جيل الألفية الثالثة الضائع بلا هدف و منهم مَن لا يعرف غير النقد لهم و لأفكارهم و مبادئهم .
قليلون فقط مثل هذا الكاتب مَن حاولوا فهم الشباب و الحوار معه و معرفة ما يتطلعون إليه بنظراتهم المُشرقة و أن كانت بائسة في أحوال كثيرة نظراً للظروف الاقتصادية و التعليمية و الفكرية التي تدهورت إلى أقصى مراحل التدهور هذه الأعوام و عدم إتاحة الفرص الكاملة لهم . و لا اقصد بهؤلاء الذين يُنادون بالثورات و العناوين البراقة و البرامج المصروف عليها ملايين دون فائدة ، و لا أقصد صناع الحياة أو جيل المستقبل الذين يزيفون الحياة و يضعون عليها ماسك باهتاً . و لكنى أتكلم عن القليلون الذين يفكرون مع الشباب ، يحيطونهم حب و رعاية و تشجيعاً . و لكن لماذا لا يزداد عددهم ؟ لماذا يتوارى الجميع عن تشجيع الشباب و خاصة الموهوبون منهم . فمن خلال تصفحي لعديد من المنتديات على الانترنت وجدت كمّ هائل من الشباب الموهوب بالكتابة و الرسم و الشعر ، كما وجدت شباب موهوب أيضاً بالتطلع للمستقبل و الأمل و حب الحياة . لماذا يا مَن تستطيعون المساعدة لا تمدون أيديكم لهؤلاء الشباب ؟ ألا يستحق هذا البلد منكم أن تكرموه و تعطوا ممن أعطاكم لهؤلاء الشباب الذين سيصبحون مستقبل بلدكم !
بلد بلا شباب كشجرة نمت و لم تُعطي ثمرة ، موجودة و لكن ليس لوجودها قيمة حقيقية . ربما تحتفظ بمكانها أو تُفيد البعض بظلال أوراقها و لكن لا تُعطي إنتاجاً و سيأتي يوماً أن ظلت هكذا أن تُقطع و تلقى في النار .
حقيقة .. الشباب يستحق بعضاً من التشجيع بعضاً من الحوار ، بعض الوقت لتستمعوا إلينا و تعرفوا منا كيف نفكر و ماذا نريد و بماذا نؤمن . بعض من الوقت تفكرون فيه كيف تُساعدوننا نحن الشباب ، كيف تجعلونا ننمو بطريقة صحيحة ، كيف تجعلونا لا نفكر في ترك هذا البلد ؟ ....
لو لم تنتبهوا لن يتغير الوضع الحالي لأفضل منه و لكن ربما يتغير للأسوأ . نحن الشباب بداخلنا طاقات كامنة لا حصر لها و لا حدود ، و أن لم تخرج بِعناية مَن هم أكبر منا و أنضج منا مع إرشادهم و تشجيعهم ستكون قوة مدمرة لأنفسنا و لهذا البلد الذي مازلنا نسعى للأفضل له و نبقى على رفعته دائماً . و التشجيع و تبني المواهب الشابة يعود عليكم بالفائدة و الفخر ، فمَن يُقدم حباً عملياً لوطنه متجسداً في تشجيع و تنمية الشباب يُقدم بذلك مستقبل أفضل لوطنه بدلاً من إلقاء اللوم المستمر عليهم و على أيامهم التي امتلأت بكل أنواع التدهور . و نحن الشباب بالطبع لم نكن المسئولون عن هذا التدهور . لأنه ببساطة لم تتاح لنا الفرصة حتى الآن لنعمل شيئاً لإصلاح هذا البلد . فسواء الحكومات أو الهيئات أو الجمعيات حتى الخيرية منها فالسيطرة كلها تعود إليكم . و الكراسي التي تجلسون عليها لا تدور إلا بكم . نطلب مجرد فرصة ، أعطونا فرصة تكون تحت إشرافكم بشرف لتروا كل ما نستطيع عمله . فنحن لا نقل عن شباب أوروبا الذين يخترعون مئات الاختراعات كل يوم ، أعطونا فرصة لنبني معكم بقدر ما نملك من و الإيمان و الحب و الأمل الذي يجعلنا نفعل الكثير .



#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائداً إليكِ
- الاعدام رفض لرحمة الله
- أحببت
- العشرة الطيبة
- موعد
- عيناه
- المشهد الأخير من حياة رئيس
- لستُ فتاة عادية
- مشوار الصداقة
- إذا وجدت
- رفيق
- قلمي
- تعددت الأنواع و الزواج لم يعد زواج
- الشحاذ بين الماضي و الحاضر
- وقت بلا عنوان
- دعوة للحبّ
- الصعيد ضحية إعلامنا المستنير
- إعاقات متنوعة
- أطفال يحملون الأثقال


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رشا أرنست - شباب يطلب فرصة