|
المشهد الأخير من حياة رئيس
رشا أرنست
(Rasha Ernest)
الحوار المتمدن-العدد: 1781 - 2006 / 12 / 31 - 11:12
المحور:
الغاء عقوبة الاعدام
أسدل الستار على المشهد الأخير لحياة الرئيس الأسير صدام حسين في مشهد تُرثي له الإنسانية كلها . ثلاث سنوات من الاعتقال و الأسر و عشرات القضايا و المحاكمات و الآلاف كانوا ضحايا لهذا الزعيم الذي شهد إعدامه على الفضائيات كل العالم سواء من اعتبروه زعيم قومي و الآن هو في نظرهم شهيد أو من اعتبروه سفاح دوليّ استعذب قتل حتى اقرب المقربين له . و بغض النظر عن كل الاعتبارات ففي مشهد إعدامه و الذي كان لأول رئيس دولة عربي في تاريخ الإنسان ، انعدام لكل معاني الإنسانية فماذا كان سيفعل لو ظل صدام حياً ؟ .... ألم يُعدم الرئيس العراقي صدام حسين من قبل عندما هرب من دولته و سلطته و كانت و هو الزعيم الأقوى وسط هؤلاء الأمراء و الرؤساء ! ألم يُعدم عندما قبض عليه و أصبح أسير للاحتلال بعد أن كانت سجونه و معتقلاته مكتظة بالآلاف الأبرياء ! ألم يُعدم عندما شاهده الكل عبر وسائل الأعلام فور القبض عليه و هو يُفحص كالحيوانات الشاردة ! حقاً لم يكن هذا إعدامه الوحيد ، فلقد عدم معنوياً و نفسياً و جسدياً أكثر من مرة . و إعدامه هذه المرة لم يكن أكثر من إنهاء جسده المتهالك عن النبض و الحياة . و لكن بأي طريقة ؟ بطريقة تجعل التاريخ يُسجل بأنه بفجر يوم الثلاثون من ديسمبر عام 2006 م طبع الاحتلال الأمريكي شعار لا للإنسان من الآن . طبع شعار لا لكل المعاني و القيم التي خلقها الله بداخلنا . لا للرحمـــة ، كما فعلت يُفعل بكَ ، فإن يغفر الله نحن لا نغفر . فعل الرئيس المُنعدم صدام حسين الكثير حقاً و بنظري انه استحق أن يرى و يذوق ممن أذاقه لشعبه و لشعوب أخرى ، و لكن بأي منطق و دافع كان عليه أن يُعدم بهذا الشكل بعد أن تجرد من كل شيء حتى من إنسانيته ! أتساءل كيف كانت ساعاته الأخيرة ؟ ربما ظل ممسكناً بالقرآن الكريم يتلو آياته طالباً الصفح عن ما فعل بحياته ، و ربما كان يتلو آيات القرآن ليغفر الله لمن أساءوا إليه و لم يطلب الغفران لنفسه لإقناعه انه كان على صواب ، و ربما أيضاً كان يتذكر مجده الذي ضاع من بين يديه بعد ثلاثون عاماً من السلطة . و ربما يود أن يضم بناته الباقيين إلى صدره و يقول لهم سامحوني كانت نيتي شيئاً و ما فعلته شيئاً آخر و لم استطع إصلاحه حتى لا اضعف ، فالضعف ليس من شيم الرؤساء . و الاحتمال الذي يراودني انه ظل هادئاً عاجزاً عن التفكير يتلو آيات من القران تخرج منه بعفوية لا يُدركها ، ناظراً إلى أعلى كمن يطلب إيقاف الزمن . احتمالات كثيرة قد تصور الساعات الأخيرة في حياة هذا الزعيم المشنوق بحبل يمتد من العراق و يلتف على عنق العالم ليعود بطرفه الأخر إلى العراق . و ماذا بعد إعدام صدام ؟ لم تكن نهايته مُشرفة ، لا للأمريكان و لا للعراق و لا للإنسانية حيث نحن باقون بدونها . إعدامه بهذه الطريقة على مرأى و مسمع الجميع من رؤساء و ملوك و أمراء و شيوخ و قضاة و سلطات دينية إسلامية و مسيحية لم يأخذوا تصريحاتهم و رفضهم للإعدام بعين الاعتبار معناه أن هناك حاكماً واحدا لهذا العالم يحكم بمنطق القوة . فلا مكان للتفكير أو الحوار أو السلام في هذا العالم
نحن على حافة الهاوية و إذا لم يستيقظ مَن بأيديهم سلطة و يجعلوا من صوتهم رنين يدق العالم كله لن ننجو من السقوط في هذه الهاوية . هذا الرجل مضي إلى حيث لا نعرف ، و هذا العالم الباقي فيما لا ندرك و نحن ننظر إلى السماء نطلب من رب السماء العون ، فلا معين غيره على ما ابتلينا به في عالمنـــــا هذا . الذي أصبح عالــــم بلا كرامـــة . و بالنهاية نقول لنا الله يا شعب الله .
#رشا_أرنست (هاشتاغ)
Rasha_Ernest#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لستُ فتاة عادية
-
مشوار الصداقة
-
إذا وجدت
-
رفيق
-
قلمي
-
تعددت الأنواع و الزواج لم يعد زواج
-
الشحاذ بين الماضي و الحاضر
-
وقت بلا عنوان
-
دعوة للحبّ
-
الصعيد ضحية إعلامنا المستنير
-
إعاقات متنوعة
-
أطفال يحملون الأثقال
المزيد.....
-
بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم
...
-
طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
-
تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
-
مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
-
نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي
...
-
أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين
...
-
التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ
...
-
العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما
...
-
قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
-
زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر
...
المزيد.....
-
نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام
/ رزكار عقراوي
-
حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية
...
/ محمد الحنفي
-
الإعدام جريمة باسم العدالة
/ عصام سباط
-
عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية)
/ محمد الطراونة
-
عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد
...
/ أيمن سلامة
-
عقوبة الإعدام والحق في الحياة
/ أيمن عقيل
-
عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة
...
/ زبير فاضل
-
عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء)
/ رابح الخرايفي
المزيد.....
|