أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حجاج سلامة - ابراهيم عبد القادر المازنى وسيرة حياة















المزيد.....

ابراهيم عبد القادر المازنى وسيرة حياة


حجاج سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 1798 - 2007 / 1 / 17 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


• أديب احترف الصدق ولكنه لم يحترف التزويق صاحب حس مرهف، وأسلوب ساخر، يشيع فى كتاباته روح المرح التى اعتاد عليها رغم ما يعتريه من حزن داخلى. أديب يعتنى بالفكرة وبالتعبير عنها ولا يبالى الزخارف والقيود اللفظية، ذلك هو : إبراهيم عبد القادر المازنى الذى لم يسخر يراعه للأعراض المادية – طوال حياته – لأنه كاتب يعتز بذاته وبأدبه.
سيرة حياة
ولد إبراهيم محمد عبد القادر المازنى فى التاسع عشر من شهر أغسطس، عام تسعين وثمانمائة وألف من الميلاد بمدينة القاهرة لأب يرجع نسبه إلى مالك بن الريب التميمى من قبيلة "مازن" وأم يرجع نسبها إلى احد القبائل المكية.
نشأ المازنى ليواجه حياة قاسية، فقد مات أبوه وهو فى سن الطفولة، وبدد أخوه الأكبر ثروة أبيه فواجه الفقر والحرمان، وحاول أن يشق طريقه معتمداً على ذاته. فتلقى تعليمه الابتدائي، والثانوى بالمدارس الأميرية، وبعد إتمامه لتعليمه الثانوى بدأ المازنى يبحث عن نفسه، وعن المجال الذى تأنس به وتستقر فيه، فقرر الالتحاق بمدرسة الحقوق، الا أنه عدل عن ذلك، لعجزه عن دفع الرسوم المقررة، فالتحق بكلية الطب ولكنه لم يلبث ان انصرف عنها لأن حسه المرهف لم يقو على مشاهدة أول درس فى التشريح فولى وجهه شطر مدرسة المعلمين العليا، وتخرج منها عام أربعة وتسعمائة وألف فى دفعة محمد فريد أبو حديد، ومحمود فهمى النقراشى، ومحمود جلال، فعمل مدرسا للترجمة بالمدرسة السعيدية الثانوية، ثم مدرسا بالمدرسة الخديوية ثم نقله "حشمت باشا" وزير المعارف من الخديوية إلى دار العلوم لتدريس اللغة الإنجليزية للطلبة المبتدئين الذين لا يعرفون عن تلك اللغة شيئا فتبرم المازنى من هذا النقل ظناً منه أن نفقده لشعر حافظ إبراهيم، صفى وزير المعارف،وجليسة قد كان سبب نقله مما زاد من تبرمه بمهنته وسخطه عليها إلى أن قرر الاستقالة فى عام ثلاثة عشر وتسعمائة وألف فاتجه للعمل بالتدريس فى المدارس الحرة، فعمل مدرساً بمدرسة وادى النيل الثانوية، ثم ناظراً للمدرسة المصرية الثانوية.
ولما قامت الثورة الوطنية عام سبعة عشر وتسعمائة وألف ترك العمل بالتدريس ووجه اهتمامه إلى السياسة والصحافة، فعمل بالصحافة، ولم ينصرف عنها حتى آخر حياته، لأنها نقلته من جو المدرسة الضيق،وقيود الوظيفة، إلى مجتمع رحب، وحياة أكثر تحرراً، كما نقلته من المشكلات الصغيرة، إلى الآفاق التى كان يتطلع إليها، فكتب فى صحف كثيرة منها : "الأخبار" و "البلاغ" و "الدستور"
تزوج المازنى فماتت زوجته، فتزوج بأخرى فماتت بعد أن رزق منها بولدين وبنتاً، فماتت وهى فى مقتبل العمر
مجالات فنه الأدبي
يحار من تناطبه مهمة الحديث عن المجالات الفنية لأدب المازنى، فبأى المجالات يبدأ وبأيها ينتهى؟ وعن أى المجالات يتحدث وأيها يدع؟ وأى صفحاً تلك التى تتسع
للحديث عن المجالات الفنية لأدب المازنى؟
ولكن لا مناص لنا من أن نوجز الحديث عن المجالات الفنية لأدب المازنى فى النقاط التالية :-
1- كانت حياة المازنى الذاتية محود الكثير من مقالاته، وبعض قصصه، وذلك أمر طبيعى لكاتب يعتز بذاته وبأدبه،وتحدث فى هذه المقالات، والقصص عن طفولته وذكرياتها، وشبابه وأحداثه، وعيشته الأسرية،وصاعه مع الأحداث وصراع الأحداث له.
2- صور البيئة من حوله : فى البيت، فى الشارع، ومجتمع الدراسة، والصحافة،والريف والمدينة، وكان فى ذلك كله شديد الارتباط بالبيئة المصرية المحلية، حيث وصفها بدقائقها، وما يدور فيها من جد ومرح، وأوهام وخرافات، ومجالس النساء والرجال، ومالها من عادات فى المأكل والمشرب والمسكن، ولم يكن بعيداً عن ذاته، فكان القارىء يحسه من خلالها، ويراها من خلاله
3- عبر فى كتاباته عن ما يعانيه المجتمع، وكان من أوائل الكتاب الذين اتسعت نظرتهم إلى الروابط بين الأمة العربية،فدعا إلى القومية العربية عن ايمان عميق.
4- المازنى ناقد مرهف الحس يرفق فى نقده وياتى به ملفوفاً حينا، حتى تحس أنه يريد ان يفلت ببراعة فلا يعطى حكما وحينما تراه صريحا مجاهرا يمدح إذا رأى ما يستحق المدح ويذم ويلدغ إذا رأى ما يستحق الذم واللدغ وللمازنى أسس يرتكز عليها فى نقده هو وزميليه : العقاد وعبد الرحمن شكرى الذين أسسوا سويا مدرسة نقدية أدبية عرف باسم مدرسة الديوان منها
أ‌- الذاتية فى الأدب لان التقليدية تفقده اصالته وتأثيره
ب‌- وحدة الموضوع فى القصيدة لأنها عمل فنى قائم على معاناة نفسية، وليس الشاعر فيها مدفوعاً بباعث خارج عن نفسه ومشاعره.
ت‌- أن يصدر الأديب عن طبع الأموات، لا يتكلف ولا يتعسف الطريق ولا يحمل نفسه على ما هو غير ميسر له
ث‌- الاهتداء بالنظريات الغربية فى النقد دون المبالغة فى تطبيقها حرفيا على الأدب العربى لان لكل أديب طبيعته

عوامل أثرت فى أدبه :
عوامل عامة : ثقافته الحرة لم تقتصر حياة المازنى الثقافية على ما تلقاه فى معاهد التعليم بل كانت دراسته الحرة من أهم العوامل التى أثرت فى تكوينة النفسى الخاص، وقد صحبته على مدى حياه، فقد كان يلم بالفرنسية ويجيد الإنجليزية إجادة المتمكن مما مهد له الطريق لكى يقرأ بسعة فى الأدب الغربى فقرأ ل بيرون و شيلى وشكسبير
وقد كان المازنى ذو فهم شديد للمطالعة فأقبل على كبار الكتاب والشعراء العرب فقرأ كثيراً للجاحظ وأعجب بع وتأثر بفنه كما قرأ كتاب الاغانى لابن فرج الاصفهانى وحفظ لابن الرومى والمتنبى والشريف الرضى والمعرى وابن الفارض ولأنه نشأ فى بيئة دينية فقد وجد نفسه مدفوعا إلى دراسة الأديان والمقارنة بينها فى عمق وعن وعى دقيق مما رسخه ليكون عضوا بالمجمع اللغوى وظل به حتى وفاته.
عوامل خاصة :-
ورث المازنى الفصاحة عن فطرة وسليقة وذلك لنسبه العربى الأصيل
المحن التى انصبت عليه فى تتابع وقسوة : فقد مات أبوه وهو فى سن الطفولة وبدد أخوه الأكبر ثروة أبيه وتزوج ثم ماتت زوجته فتزوج بأخرى فماتت بعد أن تركت له ثلاثة صبية وبنتا ما لبث ان فقدها وهى فى مقبل العمر
تكوينه الجسمى الذى يميل إلى الضآلة وقصر القامة اضافة إلى اصابته بعرج بسبب سقوطه وهو يصعد فى سلم ليأتى بالدواء لزوجته الثانية.
وفاته واثاره
فى الثانى عشر من شهر أغسطس عام تسعة وأربعين وتسعمائة والف توفى إبراهيم عبد القادر المازنى فنعاه العقاد قائلاً "ان الدنيا قد أخلفت ظنك بالأمس على غير حق، وإنها لتخلف ظنك اليوم وهى على حق، فما أنت من ينسى وبين أبناء العروبة ذاكرون، وما أنت من يحسن إليه الناس بذكره وإنما يحسنون إلى أنفسهم كلما ذكروك"
وقد رحل المازنى عن عالمنا تاركاً لنا المؤلفات التالية :-
1. إبراهيم الثانى – رواية – القاهرة 1943
2. إبراهيم الكاتب – رواية- القاهرة 1931
3. أحاديث المازنى مجموعة مقالات
4. أقاصيص بالاشتراك مع سهير القماوى وآخرين
5. بشار بن برد
6. ثلاثة رجال وامرأة –رواية- القاهرة 1943
7. الجديد فى الأدب العربى بالاشتراك مع طه حسين وآخرين
8. حديث الإذاعة بالاشتراك مع العقاد وآخرين
9. الحرب بعد أثنى عشر شهرا وتسع اسابيع بالاشتراك مع العقاد وآخرين
10. حصاد الهشيم
11. خيوط العنكبوت مجموعة مقالات
12. الديوان بالاشتراك مع العقاد
13. ديوان المازنى
14. ديوان العقاد – مقدمة
15. ذكرى شاعر العرب : الكاظمى بالاشتراك مع العقاد وآخرين
16. رحلة الحجاز
17. الزهاوى دراسات ونصوص بالاشتراك مع العقاد وآخرين
18. سبيل الحياة القاهرة 1962 – مجموعة مقالات
19. السياسة المصرية والانقلاب بالدستور بالاشتراك مع محمد حسين هيكل واخرين
20. شعر حافظ
21. الشعر غايته ووسائطه
22. صندوق الدنيا – مقالات القاهرة 1929
23. الصور – مقدمة
24. صور من الأدب الحديث بالاشتراك مع العقاد وآخرين
25. ع الماشى – مجموعة مقالات
26. العقاد دراسة وتحية – بالاشتراك مع العقاد وآخرين
27. عود على بدء – رواية القاهرة 1943
28. غريزة المرأة وحكم الطاغية – مسرحية القاهرة 1932
29. فى الطريق – مجموعة مقالات
30. قبض الريح
31. الكتاب الأبيض
32. قصة حياة
33. مختارات من أدب المازنى القاهرة 1961 – مجموعة مقالات
34. مختارات الأدباء من كتاب العرب والشعر – بالاشتراك مع العقاد واخرين
35. مشاهير العصر من مصر وسوريا والعراق – بالاشتراك مع عبد الرحمن شكر واخرين
36. من النافذة – مقالات
37. ميدو وشركاه – رواية القاهرة 1943

الهوامش والمراجع :-
1. المجلة العربية العدد 148 ص31
2. مجلة القاهرة العدد 102 ص 85
3. تنازل المازنى بالنقد العديد من الشعراء والكتاب، فأخذ على حافظ إبراهيم مدحه للإمبراطورة اوجينى بقوله :
أن يكن غاب عن جبينك تاج كان بالغرب أشرف التيجان
فلقد زانك المشيب بتاج لا يدانيه فى الجلال تاج
لأن مواجهة المرأة بالمشيب، الذى يحدثها عنه أمر لا تحبه ولا تطرب لسماعه
4. لا مناص لنا من الإيجاز لإتاحة الفرصة لنشر أكبر عدد ممكن من الموضوعات المتنوعة على صفحات هذه المليحة ارضاء او خدمة للقارىء الكريم
5. يرى بعض النقاد أن قصتيه إبراهيم الكاتب وابراهيم الثانى ليستا إلا ترجمة لحياتة
6. كتاب الأدب والنصوص – وزارة التربية والتعليم المصرية ص 315
7. مصدر سبق ذكره



#حجاج_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكر المغربي عبد الله كنون.. فقيد لغة الضاد في ذكراه
- الفرعونيات وكرة القدم
- أمل دنقل وكراهية اظهار المشاعر
- دير المدينة .. هنا جرت تفاصيل أول ملحمة عمالية في تاريخ مصر
- طعام اليقطين العربى وفوائده الطبية فى كتاب جديد 00
- يحي الطاهر عبدا لله .. ربع قرن من الحضور
- الطبيعة في الشعر العماني
- الفنان المصري جورج البهجورى والإله مين ..
- الفراعنة عرفوا تكريم الأم قبل خمسة آلاف عام
- حتحور وإيزيس وحتشبسوت دليل المصريين على مكانة النساء عند قدم ...
- ماذا فعل المجلس القومى للمرأة المصرية البسيطة والمهمشة؟
- السرقة ليست أخطر جرائم الآثار فى صعيد مصر
- القودة : علاج مصري لظاهرة الثأر 00
- الندابات .. جزء من الحياة الفلكلورية الحزينة فى صعيد مصر
- صحراء مصر الغربية قبلة سياحة السفارى فى أفريقيا
- ردا على سليم نجيب وهالة المصري : في أحداث العديسات : الكل مس ...
- أصغر قارئة للكف فى العالم العربى :الغيب يعلمه الله ورؤيا فى ...
- الغربة والوطن .. وشاعر الأنغام
- إبراهيم سمك فرعون مصرىنقل الشمس الى المانيا
- جداريات الحج فن مصرى يقا وم الاندثار 00


المزيد.....




- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حجاج سلامة - ابراهيم عبد القادر المازنى وسيرة حياة