أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حجاج سلامة - القودة : علاج مصري لظاهرة الثأر 00














المزيد.....

القودة : علاج مصري لظاهرة الثأر 00


حجاج سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 08:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اختلف المؤرخون حول موطن نشأة وانتشار ظاهرة الثأر التي تنتشر في بعض البلدان العربية مثل مصر واليمن فمنهم من أرجعها إلى العصر الفرعوني ومنهم من أعادها إلى موسم الهجرة العربية إلى مصر والتي جرت في أعقاب الفتح الإسلامي مشيرين إلى أن الثأر كان معروفا وسط القبائل العربية قبل الإسلام حيث كان الاقتتال ينشب بين القبائل في حال قتل شخص أو قتل ناقة كما جرى في حرب "البسوس".

وقد اعتمد المؤرخون الذين أرجعوا ظاهرة الثأر إلى عصور الفراعنة في تأكيد ذلك على أسطورة إيزيس وأوزوريس وكيف دفعت ايزيس أبنها حورس للأخذ بثأر أبيه من عمه.

وينفرد صعيد مصر عن بقية أقاليم البلاد في انتشار ظاهرة الثأر بين سكانه الذين سقط العشرات منهم ضحية لتلك الظاهرة التاريخية التي تأبى أن تغادرهم حتى اليوم والتي راح ضحيتها 22 شخصا دفعة واحدة في أحداث بيت علام الشهيرة في محافظة سوهاج.

وفي محاولة للحد من تلك الظاهرة ومواجهتها والتقليل من عدد ضحاياها فقد لجأ المصلحون ورجال الدين في الصعيد إلى إجراء المصالحات بنظام "القودة" الذي يرضي أهل القتيل ويحفظ كرامتهم بين ذويهم ويحمي القاتل وأهله وينجيهم من موت محقق. وقد نجح رجال الدين والمصلحون والوجهاء في إتمام عشرات المصالحات الثأرية بنظام القودة في المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان وخاصة بعد أن وفرت لهم الأجهزة الأمنية دعما كبيرا بعد أحداث بيت علام.

والقودة لغة هي "الجودة" لكنها حرفت وصارت تنطق "قودة" حيث تقول العربية جاد..يجود..جودا والجودة يجود بها المحقوق "أي الذي عليه الحق" فيقدم نفسه حاملا كفنه لصحاب الحق الذي يجود بدوره بالعفو عن المحقوق والأجاويد من يقومون بالصلح ويتوسطون بين المتخاصمين.

وينشط الأجاويد لإتمام اتفاقيات المصالحات لإنجاز ما يسعون له من حقن لسفك الدماء ونشر المحبة والسلام بين الناس.

وللقودة أو الجودة تاريخ طويل لدى العرب وتختلف في معناها والتزاماتها من بلد إلى بلد ومن أنواع الجودة التي عرفها العرب رحيل القاتل وأهله من بلد القتيل مدة لا تقل عن دهر أي مئة عام.

وكذلك قيام القاتل بتقديم نفسه إلى أهل القتيل في جمع من الناس يتقدمهم أعيان البلد ورؤوس العائلات حتى يعفو عنه أهل القتيل تقديرا للمجلس والجمع الكريم وبذلك يكون قد احتفظ القاتل بحياته وحافظ أهل القتيل على كرامتهم وعزتهم وأكدوا قوتهم لبني قومهم وهو أمر معمول به في المصالحات الثأرية بصعيد مصر.

ويروى من تاريخ المصالحات الثأرية في صعيد مصر أن أحد الأجاويد المصلحين ويدعى الشيخ أبو القاسم الحجازي كان يقوم بمحاولة لإتمام مصالحة ثأرية بين عائلتين. فاشترط أهل القتيل أن يقبلوا القودة ويعفو عن القاتل بشرط أن يأتي القاتل وأفراد عائلته حاملين أحذيتهم فوق رؤوسهم. ولما وجد الشيخ الحجازي أن القاتل وأهله لن يقبلوا بهذا الشرط لم يخبرهم به حتى تتم المصالحة وتحقن الدماء.

ولما حان موعد القودة واقتراب القاتل وأهله من مكان إتمام المصالحة صرخ الشيخ الحجازي فيهم قائلا "أن الرسول الكريم محمد صلح الله عليه وسلم يحضر المصالحة معنا.. وأن المكان صار طاهرا في تلك اللحظات ولا يجوز أن يدنس بالأحذية فما كان من القاتل وأهله إلا أن خلعوا أحذيتهم ودخلوا مكان المصالحة حفاة وتمت القودة وتصالحت العائلتان 0



#حجاج_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الندابات .. جزء من الحياة الفلكلورية الحزينة فى صعيد مصر
- صحراء مصر الغربية قبلة سياحة السفارى فى أفريقيا
- ردا على سليم نجيب وهالة المصري : في أحداث العديسات : الكل مس ...
- أصغر قارئة للكف فى العالم العربى :الغيب يعلمه الله ورؤيا فى ...
- الغربة والوطن .. وشاعر الأنغام
- إبراهيم سمك فرعون مصرىنقل الشمس الى المانيا
- جداريات الحج فن مصرى يقا وم الاندثار 00
- المعابد والآثار فى الاقصر
- النيل تاريخا وحضاريا
- صورة الوطن في كتابات ثلاثة عشر كاتبة سعودية
- الرموز الانتخابية جزء من تراثنا الانسانى
- المرأة لماذا يرونها عارا فى صعيد مصر
- احتفالات العالم بالاعياد فى التاريخ 00
- من اغانى الأفراح في صعيد مصر
- مثقفون مصريون يطلقون حملة لرد الاعتبار لسقراط واعادة محاكمة ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حجاج سلامة - القودة : علاج مصري لظاهرة الثأر 00