أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ستار جبار رحمن - الحرب العالمية الرابعة وملامح النظام الدولي الجديد














المزيد.....

الحرب العالمية الرابعة وملامح النظام الدولي الجديد


ستار جبار رحمن
المؤسس والرئيس التنفيذي للمركز الأوربي لدراسات الشرق الأوسط

(Sattar Jabbar Rahman)


الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مر العصور، كان العنف بأشكاله المختلفة، سواء عبر الحروب أو الثورات، أداة رئيسية في إعادة تشكيل الأنظمة السياسية والاجتماعية. فمنذ نشأة الحضارات، لعبت الصراعات المسلحة دورًا حاسمًا في إعادة توزيع القوى، سواء عبر انهيار إمبراطوريات ضخمة أو صعود قوى جديدة إلى الساحة الدولية. هذه الديناميكية ليست جديدة؛ إذ يمكن تتبعها منذ غزوات الإسكندر الأكبر، وحروب روما القديمة، مرورًا بالثورات الكبرى مثل الثورة الفرنسية التي أنهت الحكم الملكي ورسخت مبادئ الجمهورية، وحتى الحروب الحديثة التي أعادت رسم ملامح الجغرافيا السياسية العالمية.
إعادة تشكيل النظام الدولي بعد الحروب الكبرى
شهد العالم محطات تحول حاسمة عقب الحروب الكبرى. الحرب العالمية الأولى، أدت إلى انهيار إمبراطوريات كبرى كالدولة العثمانية والإمبراطورية النمساوية-المجرية، وأدت إلى ظهور دول جديدة. أما الحرب العالمية الثانية، فقد أسست لنظام عالمي جديد قائم على الثنائية القطبية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وهو ما أدى إلى نشوء صراع طويل الأمد عُرف بـ "الحرب الباردة".
بعد كل حرب كبرى، تتغير التوازنات الدولية، ويتم إعادة رسم خريطة النظام العالمي. فعلى سبيل المثال، فرضت معاهدة فرساي قيودًا صارمة على ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، مما كان له دور في اندلاع الحرب العالمية الثانية. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ظهر نظام أكثر استقرارًا نسبيًا، لكنه كان قائمًا على تنافس المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي حتى تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، مما أدى إلى هيمنة الولايات المتحدة على النظام الدولي.
الحرب في أوكرانيا: نقطة تحول جديدة؟
منذ اندلاع النزاع في أوكرانيا عام 2022، أصبح العالم يشهد صراعًا لا يقتصر على منطقة واحدة، بل يحمل أبعادًا دولية. فمن جهة، تدعم الولايات المتحدة وحلفاؤها أوكرانيا، بينما تتلقى روسيا دعمًا من الصين وإيران. رغم أن هذا النزاع يبدو إقليميًا، إلا أنه يعكس مواجهة أوسع بين القوى الكبرى والذي انقسم العالم على أساسه استخدمت فيه الولايات المتحدة وحلفائها كل ما يمكن استخدامه لتحقيق النصر على روسيا، ما يجعله أشبه بـ "حرب عالمية محدودة" تعيد تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي العالمي.
يؤكد هذا الصراع على استمرار المنافسة بين القوى العظمى؛ فالولايات المتحدة تسعى للحفاظ على نفوذها العالمي الذي حققته ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بينما تحاول روسيا استعادة مكانتها كقوة عظمى، في الوقت الذي تعمل فيه الصين على تعزيز نفوذها كقوة صاعدة قادرة على تحدي الهيمنة الأمريكية.
الموقف الأوروبي من خطة ترامب للسلام في أوكرانيا وصعود اليمين المتطرف
إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن خطته لإنهاء الحرب في أوكرانيا أثار ردود فعل متباينة، خاصة في أوروبا، التي رفضت الخطة بشكل واسع. هذا الرفض لم يكن فقط بسبب تفاصيل الخطة، بل جاء أيضًا في سياق توازنات جيوسياسية معقدة.
مع صعود تيارات اليمين المتطرف في القارة الأوروبية، بات من الصعب على الحكومات التقليدية دعم أي مبادرة أمريكية قد تمنح هذه التيارات فرصة لتعزيز نفوذها. الأحزاب القومية في أوروبا، التي تميل إلى سياسات أكثر استقلالية عن واشنطن، ترى أن القارة يجب أن تتخذ نهجًا خاصًا بها في السياسة الخارجية، بدلًا من اتباع الولايات المتحدة.
علاوة على ذلك، تخشى الحكومات الأوروبية من أن تأييد خطة ترامب قد يُفسَّر على أنه تنازل أمام روسيا، مما قد يؤدي إلى انقسامات داخلية في دول مثل فرنسا وألمانيا، حيث تواجه الأحزاب الحاكمة منافسة قوية من اليمين الشعبوي. كما أن الاتحاد الأوروبي طالما تبنى مواقف داعمة للقانون الدولي وسيادة الدول، وأي اتفاق قد يُضعف هذا المبدأ قد يُضعف من مصداقية أوروبا على الساحة العالمية.
نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب
تشير التطورات الحالية إلى أن النظام العالمي يتجه نحو تعددية الأقطاب، حيث لم تعد الولايات المتحدة القوة الوحيدة المسيطرة، بل بدأت تحالفات جديدة تلعب دورًا متزايدًا في رسم ملامح المشهد الدولي. فمثلًا، تحالفات مثل "بريكس" ومنظمة شنغهاي للتعاون بدأت تأخذ أدوارًا أكثر تأثيرًا في السياسة والاقتصاد العالميين. إذا استمر الصراع في أوكرانيا، فقد تتسارع هذه التحولات نحو نظام دولي أكثر توازنًا.
كما ان التوجهات الأمريكية تجاه إنهاء الحرب تعكس ليس فقط اعتبارات سياسية، بل أيضًا ضرورات اقتصادية، حيث يبدو أن تقاسم النفوذ مع روسيا قد يكون خيارًا أكثر واقعية من الاستمرار في مواجهة مفتوحة أصبح النصر فيها بعيد.



#ستار_جبار_رحمن (هاشتاغ)       Sattar_Jabbar_Rahman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما اهمية التنظيم
- حكاية وعبرة... عراك الحمير
- حكاية وعبره، الحمار والغراب
- ارحل...ارحل
- افكر بالرحيل
- الثورة والقفز الى الوراء
- الديمقراطية ومحتواها الطبقي (عرض سريع ومختصر)
- اتحاد الشعب...إلى أين سائرون..؟!
- رسالة في الصميم....2
- مرثية ليست لها
- رسالة في الصميم
- مقررات مؤتمر الاقليات الاثنية والدينية في عراق اليوم
- سجن الكلمات
- ملاحظات اولية بالعمل الجماهيري
- الحب كالثورة
- في الزمن المتوقف
- ايتها الانثى
- كؤوس الدم
- الصابئة المندائيون


المزيد.....




- التشيك: أرسلنا نصف مليون قذيفة مدفعية من العيار الثقيل إلى أ ...
- بلجيكا: أكبر معرض من نوعه في أوروبا يجمع عشاق ألعاب الفيديو ...
- أعمال العنف في مناطق الدروز في سوريا.. ما الذي حدث؟
- إلقاء قنبلة دخانية باتجاه منصة رئيسي وزراء هولندا وبولندا (ف ...
- السماء تتزين بعرض سماوي ساحر فجر الثلاثاء
- أصبح بإمكان الزوار صرف الدرهم في موسكو!
- محافظ السويداء يوجه رسالة لأهالي المدينة السورية
- -نبي الغضب-: جبهة إسرائيل الداخلية تتفكك وحماس لم تُهزم
- حرائق قرب بورتسودان وقصف يستهدف مخيمات للنازحين بالفاشر
- جيش الاحتلال: مقتل رقيب في دهس عملياتي بغلاف غزة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ستار جبار رحمن - الحرب العالمية الرابعة وملامح النظام الدولي الجديد