أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ستار جبار رحمن - الثورة والقفز الى الوراء














المزيد.....

الثورة والقفز الى الوراء


ستار جبار رحمن
المدير التنفيذي للمركز الأوربي لدراسات الشرق الأوسط

(Sattar Jabbar Rahman)


الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 21:42
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عصفت بالمنطقه العربية موجه من الاحتجاجات التي حملت طابعا اجتماعيا وسياسيا، وانتقلت كالعدوى من تونس الى مصر فالاردن واليمن والعراق وباتت حكومات اخرى تشعر بالخطر المتوجه نحوها، ولا شك ان تلك الاحتجاجات لم تكن الا خزينا موضوعيا كامنا من الرفض للاوضاع القائمة تفجر لينتقل من منطقة الى اخرى، فبائع الخضار التونسي المتجول لم يكن الا عود الثقاب الذي فجر برميل البارود، وليضيف هذا الحدث المتسارع والذي لا نستقيه اليوم من الكتب النظرية وانما من الواقع اليومي للعاصفة الثورية دليلاً جديا على ان قراءات اليسار في المنطقة العربية واقعية، وليثبت مجددا ان العامل الذاتي هو الذي كانت الثورة بحاجه اليه، والذي لم يتمثل هذه المره بثوار او منظمة للثوريين كما يرى الديناصور لينين، وانما بشكل عفوى ماسوي للاحتجاج، صاغته الاحداث من احتجاج فردي ذاتي جنيني لا يعي اطلاقا ما ستؤول اليه الاوضاع لاحتجاج جماعي يسعى لتغيير الواقع السياسي والاجتماعي ككل.

فالعمل الثوري بحاجه لعاملين الاول الموضوعي والمتمثل بتفاقم حدة التناقض والصراع وبالحاجه الماسة للتغير واستحالة بقاء الامور على حالها والثاني الفعل الثوري المنظم الواعي فالاول يولد الثاني ولن يكون الاول كافيا لاحداث التغيير الناضج باتجاه سلم التقدم بدون الثاني، اي ان الاول اي العامل الموضوعي يدفع بحدوث الثورة لكنها ثورة ليست ناضجة اي انه غير قادر على استكمال كل مهام الثورة لا بل يدفع الاوضاع احياناً للنكوص، فيقوض السيء ويجلب الاسوأ ومن هنا تكمن اهمية الاستعداد والوعي الثوري في تفجير وادارة واستكمال الثورة.

فالظروف الموضوعية ومزاج الجماهير وانتقالاتها السريعه من اللامبالاة والسلبية لمرحلة العصف الثوري، ليست بحاجه لنظرية او تفسير، وهي كالقاطرة لا تنتظر احدا في المحطه، ومن هنا تكمن اهمية الاستعداد التنظيمي والسياسي والفكري للقوى الثورية ووضوح رؤيتها في تحليل واقع الصراع الدائر وما هو واقع الان وما هو كامن وبامكانه لن يكون واقعا وفي اي لحظة، اقول انه استعداد تنظيمي وسياسي وفكري، اي انه تدريب للكوادر على قيادة الاحتجاجات والنظالات والتعبئة الثورية انه تدريب يومي ليوم ثوري لن يتكرر كثيرا.

واذا ما تلكأت القوى الثورية او انها لم تكن بالقدرة والاستعداد الكافي لقيادة الفعل الثوري فان قوى اخرى قادرة على القفز واصطياد الحدث واخذ المبادرة ستحل محلها لملء الفراغ وتسقفز بالواقع لكن هذه المرة الى الوراء، ومن هنا تكمن المخاوف الحقيقية من ان يقطف الاسلام السياسي ثمار الحدث الثوري في تونس ومصر ومناطق اخرى كما كان في ايران 1979، وتجعل المحتجين اليوم يتباكون غداً على زين العابدين ومبارك.

فالرفض للاوضاع القائمة كان موجودا والثورة كامنه، لكنها بلا فعل ثوري، فتفجرت بشكل عفوي واصبحت كل الاحتمالات مفتوحه وقائمة، والاولوية بالتاكيد ستكون للقوى الاسرع مبادرة والاكثر مغامرة والاصلب تنظيما، فقبل احتجاجات تونس ومصر عمت احتجاجات واسعه الصيف الماضي مدينة البصرة ذات الكثافة السكانية العالية والاهمية الاستراتيجية تطالب بتحسين الخدمات والكهرباء على وجه الخصوص بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لكن بعض الفصائل اليسارية والشيوعية واشباه المثقفين الثوريين كانو اكثر حماسه للاحتجاج على غلق النوادي الليلية والبارات من تلك الاحتجاجات المطلبية في البصرة.



#ستار_جبار_رحمن (هاشتاغ)       Sattar_Jabbar_Rahman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية ومحتواها الطبقي (عرض سريع ومختصر)
- اتحاد الشعب...إلى أين سائرون..؟!
- رسالة في الصميم....2
- مرثية ليست لها
- رسالة في الصميم
- مقررات مؤتمر الاقليات الاثنية والدينية في عراق اليوم
- سجن الكلمات
- ملاحظات اولية بالعمل الجماهيري
- الحب كالثورة
- في الزمن المتوقف
- ايتها الانثى
- كؤوس الدم
- الصابئة المندائيون


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ستار جبار رحمن - الثورة والقفز الى الوراء