أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - غسان المفلح - لماذا ينجح اليسار في أمريكا اللاتينية وعندنا ينجح الإسلاميون ؟














المزيد.....

لماذا ينجح اليسار في أمريكا اللاتينية وعندنا ينجح الإسلاميون ؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1795 - 2007 / 1 / 14 - 13:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


منذ أن نجاح اليسار بشخصية إيفو موراليس في بوليفيا وأنا أحاول التريث والبحث عن إجابة لسؤال إعتقدت من المبكر الخوض فيه ولكن تتابع نجاحات اليسار الديمقراطي في أمريكا اللاتينية وآخر هذه النجاحات هو عودة دانييل أورتيغا رئيسا لنيكارغوا بانتخابات حرة ونزيهة بعد غياب سبعة عشر عاما ومن المعروف أنه هو من تزعم حركة الساندنيست في الثمانينيات وحررت نيكارغوا من الديكتاتورية هناك. وأصبح في أمريكا اللاتينية أكثر من ستة زعماء من المحسوبين تاريخيا على اليسار الديمقراطي.
هي ظاهرة جديدة بدأت مع شافيز الذي نجح أيضا قبل أكثر من شهرين في الانتخابات الفنزويلية واعدا أنصاره بإشتراكية جديدة ـ مع العلم أن شافيز يستحق ملاحظة هامة لكونه بات يطرح نفسه كزعيم عالمي في مناهضة العولمة والإمبريالية الأمريكية كما يسميها هو، هذه الملاحظة تتجسد بأن لا يكرر تجربة السوفييت في تحالفاته الخارجية ودون أن يعطي شرعية لنظم تقمع شعوبها لكونه هو جاء عبر الانتخابات الديمقراطية. كما وعد أورتيغا بمكافحة الفقر والجوع في نيكارغواـ تحت شعار السلام والمحبة والمصالح ـ باعتبارها من أفقر بلدان أمريكا اللاتينية مع جمهورية هاييتي. كل هذا يجعل سؤالنا هذا مشروعا تماما في ظل أزمة الانتقال الديمقراطي في مجتمعاتنا العربية والإسلامية. وكل رئيس لدينا على اختلاف النوايا والبرامج أو حاكم يهدد الغرب ومجتمعاتنا بأن الديمقراطية ستأتي بالإسلاميين إلى الحكم، وفي هذا الوقت بالذات في إيران مثلا ذهب خاتمي الإصلاحي وجاء نجاد المتشدد! بآخر انتخابات جرت في إيران. وفي خضم صعود اليسار في أمريكا اللاتينية، ليس صعوده على سدة السلطة بل باتت عودته قوية منذ سنوات في الفضاء السياسي لتلك القارة التي تنشط فيها الكاثوليكية بطريقة ملفتة للنظر أيضا! سواء منها الذي يطلق عليه لاهوت التحرير أو اللاهوت المحافظ، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن هذه المجتمعات تتمتع بدرجة عالية من العلمانية ومن حيادية دولتها تجاه المستوى السياسي أو المذهبي. وإن سؤالنا هو ليس مخصصا لأحد بل هو سؤال للجميع بمافيهم الإسلاميين وخصوصا الذين يصرون على تديين الدولة بما هي مشروع اجتماعي لكل السكان على اختلاف انتماءاتهم المذهبية. والأخص من كل هذا هو أن نتوجه بالسؤال للتيار اليساري والليبرالي في هذه المنطقة التي تعج بالتيارات؟ هذه التجربة بالفعل تؤكد لنا أن:

أن الفقر لادين له وهو مهمة الدولة والسلطات الحاكمة وألا ينظر للدولة بوصفها رأسمال رمزي يجب أن تحوز عليه مذاهب دينية أو سياسية محددة، بل يجب النظر إليها كونها مشروع اجتماعي لجميع السكان فهم المستثمرون فيه على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وعليه فإن رأسمالها يجب أن تعود ربحيته على الجميع لا أن يخص فئة دون أخرى حتى ولو كانت أكثرية دينية ساحقة.



بالعودة لسؤالنا لا بد لنا من المرور على ما يسميه بعضهم الحاجة إلى إصلاح ديني في النسق الإسلامي الذي يهدد مجتمعاتنا بدولة دينية فئوية بشكل أو بآخر. المشكلة لدينا أن الغرب هو من أخرج الإسلام من تراجعه نحو أن يكون ثقافة شفهية لا سياسية بعد مرحلة الاستقلال إلى جعله قوة سياسية تندرج في برامج الغرب في سياق الحرب الباردة. والدليل أن الإسلام السياسي لم يكن يخاف من الغرب في تلك العقود بل جل همه هو دحر الفكر اليساري من المنطقة، ونجح مع الغرب في ذلك ولكنه هو نفسه لم ينجح حتى هذه اللحظة في تقديم مشروع اجتماعي للدولة عندنا، وهذا الاشتقاق الذي مرره الغرب في لحظة ما : اشتقاق الدولة الإسلامية لتصبح زاوية ارتكاز في معارك التيار الإسلامي السياسية. وهذا الاشتقاق الجوهري تواطؤ الغرب عليه في نفس السياق ولم نعد قادرين على التخلص منه في حواراتنا مع الإسلاميين مهما تشعبت هذه الحوارات! الخلاصة في النهاية اشتقاق ( الدولة الإسلامية ) خط أحمر بحيث لا تجد في بعض الأحيان طريقة سوى أن تقول لهم : كرمى لأقلياتكم والتسامح ـ ليس رجاء بل هو واقع عليهم أن يتجاوزا أنفسهم فيه لأن الحقيقة تقتضي أن لا أحد يمتلك الحق في مسامحة أحد في الحيز الدستوري ـ الذي يجب أن يتحلى به أي دين ولا يخاف على نفسه من أقلية عليه أن يعطيها كامل حقوقها وأهم هذه الحقوق ألا يشعر مواطننا المسيحي أنه يعيش في دولة إسلامية بل يجب أن يشعر أنه يعيش في دولته ككل مواطن سواء كان مسلما أو حتى لا دينيا.



العلمانية في الديمقراطية يمكن لها أن تأتي باليسار كما يمكن أن تأتي الديمقراطية بالإصلاح الديني والاجتماعي.من الصعب على الذين يحاولون الاصلاح الديني أن يتم هذا الأمر وفي هذا الزمن العولمي المعلوماتي الحقوق إنساني بدون حرية رأي بلا سقف وديمقراطية دولة عصرية. لأن البساطة تقول بأن السلطات لدينا لا تمتلك خيارا في الإصلاح الديني والثقافي.



فإذا كان مفهوما أن يأتي اليسار في أمريكا اللاتينية أو في أية دولة طبيعية إلى السلطة بالانتخابات ونتيجة لجشع الرأسمال وما يتركه من كوارث اجتماعية على المدى البعيد ونتيجة لحرية الرأي، ولأن اليسار ارتبط مفهومه بالعدل فإنها كلها عوامل تساعد في قيام يسار دوما. بينما عندنا الآن وبعد أن قضى التحالف السلطوي /الإسلامي وسقوط السوفييت على أحلام اليسار في الوصول إلى السلطة من أجل برنامجه الاجتماعي.يحاول الآن أن يجد طريقه عبر انفكاك الحلف بين السلطة العربية وبين الإسلام السياسي من جهة وبين الإسلام السياسي والغرب من جهة أخرى. بالمؤدى الأخير من يعود لقراءة تاريخية ظاهرة الإسلام السياسي يجد أنها في النهاية كانت منتج سلطوي في سياق دولي محدد بامتياز. وعليه أن يكون صريحا هذا الإسلام السياسي مع نفسه ويعترف بهذه الحمولة التي فقدها الآن ويعود ليتحول إلى قوى أرضية وليست سماوية.فلم تعد روح العصر تحتمل قيام دولة دينية لأنها تخالف هذه الروحية والتي تعني فيما تعنيه : الديمقراطية وحقوق الإنسان. حاولنا إضاءة جانب من هذا السؤال الذي لازال مطروحا علينا:

لماذا عندهم ينجح اليسار وعندنا ينجح الإسلاميين؟



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان دمشق ما هو غير مفهوم !
- ما جرى ويجري في العراق ليس وجهتنا
- إعدام صدام حسين ثقافة الديكتاتور هي من أعدمته
- القرار 1737
- إعدام صدام حسين إحقاق حق أم خطأ أمريكي ؟
- شرقنا الأوسط فعلا عاريا ! توماس فريدمان يعرينا
- ليس دفاعا عن زياد بل
- الديمقراطية هي الحل الجزء الأخير
- الديمقراطية هي الحل 2
- الديمقراطية هي الحل
- المواطنة وحقوق الإنسان في سورية
- المحكمة الدولية الفرصة الأخيرة
- على أعداء أمريكا أن يجهزوا أنفسهم لا نسحابها من العراق
- من عبور الطوائف إلى عبور الوطن
- سياسة الاختلاف وثقافة الجموع
- الألمان سرقوا الحمار
- جبهة الخلاص وإعلان دمشق والمعارضة الكردية
- السيد نصر الله يرسل ندائه الأخير
- رأي في المقاومة العراقية
- العراق 4


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - غسان المفلح - لماذا ينجح اليسار في أمريكا اللاتينية وعندنا ينجح الإسلاميون ؟