أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد جرادات - سَيِّدَ شُهداء الأنام: ليس تأبينًا، حاشَاك














المزيد.....

سَيِّدَ شُهداء الأنام: ليس تأبينًا، حاشَاك


أحمد جرادات

الحوار المتمدن-العدد: 8261 - 2025 / 2 / 22 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لماذا رحلتَ، بل تعجَّلتَ الرحيل يا سيِّد؟ أعلمُ أنَّك عاشقٌ لله وتَوَّاقٌ للشهادة، أمَّا نحنُ، مَن نحن، فقد خَسرْنا أنفسنا إذ خَسِرْناك وفقدْنا طعم المجد إذ فقدناك.
خَسِرْناك إذْ ربحتَ.. طلبْنا السلامة فطلبتَ الشهادة.. خذلْناك فافتديْتنا.. نخَرَنا اليأس فمنحْتنا الأمل.. قَعدْنا أمام شاشات البلادة وكنتَ تقود الفعل المقاوم.. ارتضيْنا بالذلَّة فهتفتَ "هيهات مِنَّا الذلَّة" ومضيتَ إلى كربلائك بِلهْفة المشتاق.. ارتَعدتْ فرائصنا فاقتحمتَ الأهوال.. أضاءت بصيرتُك الطريقَ إذْ غبَّشتْه أبصارُنا. كنتَ باعثًا للأمل حيثُ استوطنَ اليأس في نفوسنا، وحُضنًا للطمأنينة حيثُ سادَ الخوف، ومحلَّا للثقة حيث شاعَ التشكيك، ومنبعًا للحكمة الثورية حيث طَفَا غُثاء سيْل الثورجية، ومُقاتلًا جَسورًا واثقًا بحقه وعدالة قضيته، حيث أطلَّت برأسها الدعوات الاستسلامية والمواقف الخيانية. ناضلتَ بزهو الأبطال وتواضع الكبار، وتمسَّكتَ بالأخلاق السامية والقيم الإنسانية العليا. أعدْتَ لنا الروحَ إذْ فقدْنا أرواحنا، والكرامةَ إذْ أدْمنَّا الهَوان.. خُضتَ حربًا أخلاقية في "طوفان الأقصى" غير آبهٍ بحسابا ت موازين القوى وساعة الصفر.. عانقْتَ الحياة إذ اختطفَكَ الموت.. انتصرَ دمُك على السيف إذ ظننَّا أنَّ السيف نالَ من دمك. كنتَ واقعيًا فطلبْتَ المستحيل.
افتقدْناك واشتقْنا اليك يا سيِّد.. افتقدنا بَهاءَ إطلالتك، صَفاءَ ضميرك، نصاعةَ قلبك، نورانيةَ عقلك، جمالَ كلماتك، حلاوةَ لسانك، رقَّةَ مشاعرك، وصِدْقَ وعدك.
يا سيِّدَ شهداء الأنام،
اليومَ يتدفَّق نهر مشيِّعيك في لبنان ومن شتى بلدان العالم للمشاركة في وَداعك المَهيب الذي يليق بِمهابَتك وجَلالك، في أبلغِ ردٍّ على مجرمي الحرب الصهاينة التلموديين وداعميهم وحلفائهم. وسيُوارى جثمانُك الطَهور الثرى الذي أنْبَتك، ومنه تُحلِّق روحُك الشفيفة إلى ثُريَّا سمائها. إنك إذ تُفارِقنا، إنما تَصعدُ للقاء كوكبة أحبَّتكَ ورفاقكَ وإمامِكَ، الذين طالما اشتقتَ إليهم، وهم يتهيَّأون الآن لاستقبالك بباقات النجوم.
إنَّ يوم رحيلكَ عن هذه الأرض هو يوم موْلدكَ في العَلياء، حيث مُقامُك الأبديُّ المُهيَّأ على قمة النجم القُطبي الذي به يهتدون، كي تهتديَ به أجيال المقاومين في الجهات الأربع، بل ستكون أنت النجمَ الهادي.

أحمد جرادات
23 شباط/فبراير 2025



#أحمد_جرادات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات الرثة: جَوْلة السَّفاري المُفترِسة الثانية
- الملحمة الغَزيَّة: صراع سرْديَّات أم صراع بين الحقيقة والسرد ...
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
- بتْلات شائكة: نصوص مسرحية وقصصية ومُمسرحة
- كتاب جداول ثقافية: فانتازيا الحقائق البديلة
- كتاب -الأوديسة السورية: أنثولوجيا الأدب السوري في بيت النار-
- حسن نصر الله وقضايا التحرر الوطني بقراءة ناهض حتَّر
- في ذكراها العاشرة ثورة 25 يناير: من رانديفو الشباب إلى كرنفا ...
- ورشة عمل كورونية: كوميديا من فصل واحد
- إجابات ملموسة عن أسئلة كبرى في الحقبة العرفية
- خمسون شمعة لكتاب سوريا
- بانوراما: في الثقافة والسياسة وشؤون أخرى[1]
- عناقيد الأدب : يوميات الحرب والمقاومة
- للتاريخ: مانيفستو استنكار وبراءة
- هوامش على متن -هبَّة نيسان-
- أبو علي مصطفى Versus أخو عليا وصفي: عنوان لنهاية وَطَنيْن
- -كولاج- المطربة والرقيب: مشاهد وروايات
- عناقيد الأدب: أنثولوجيا الحرب والمقاومة
- في الدولة -الزومبي-: المهمة المستحيلة
- الأوديسة السورية: أوراق ناديا خوست


المزيد.....




- لحظة نادرة.. الزعيم الصيني يُحيي الرئيس الروسي بحماسة
- بعبارات ترامب.. هكذا هنأت سفارة واشنطن في الرياض ولي العهد ا ...
- ميرتس يدق ناقوس الخطر ـ انتهاء الدولة الاجتماعية في ألمانيا! ...
- مقتل المئات وإصابة ما لا يقل عن ألف شخص إثر زلزال قوي ضرب شر ...
- كيف تشتعل الحرب الأوروبية في أفريقيا؟
- هل يتمكن الباحثون من ابتكار أول مضاد فيروسات واسع الطيف؟
- قمة منظمة شنغهاي: الرئيس الصيني يدين -عقلية الحرب الباردة- و ...
- بريطانيا تغلق سفارتها في القاهرة -مؤقتاً- بعد إزالة السلطات ...
- إدانات لقصف استهدف مستشفى شهداء الأقصى، وانطلاق أسطول كسر ال ...
- مؤسسة هند رجب تكشف تسلسل المجزرة الإسرائيلية بمستشفى ناصر


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد جرادات - سَيِّدَ شُهداء الأنام: ليس تأبينًا، حاشَاك